أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رشا ممتاز - العرس الديمقراطى















المزيد.....

العرس الديمقراطى


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 8 - 08:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    




لا ادرى لماذا ذكرنى العرس الديمقراطى الذى اقيم فى بلاد المحروسه بحدوته العمده المفترى اللذى كان يبطش بأهل قريته ويسلط عليهم بلطجيته لجمع الإتاوات وترويع الآمنين .

وبعدما تراكم الخوف و الظلم والفقر فى القرية تشجع بعض شباب القرية من ذوى التعليم العالي وتكاتفوا وتجمعوا عند احد مداخلها وعلت أصواتهم بالمطالبة برحيل العمدة هو وبلطجيته ومحاسبتهم جزاء ما اقترفوه من ظلم وجرائم فى حقهم وحق زويهم .

مطالبين بالديمقراطية فى اختيار من يمثلهم و بالحرية والحياة الكريمة ...



وعلى الرغم من عدم معرفة أهالى القريه بمعنى الديمقراطيه التى يطالب بها الشباب إلا ان عدد كبير منهم تعاطف معهم وساندهم وشاركهم الإحساس بالظلم والقهر ...

وبدا اعداد المتعاطفين فى الازدياد فخشى العمده على منصبه و هيبته وارسل بلطجيته لضرب شباب الحي الثائر وقتلهم بوحشيه وتقليع عيون اكبر عدد منهم ليكونو عبره لمن يعتبر .


لم تنجح خطتة وزاد العنف من اصرار الشباب الثائر بل فتحو صدورهم لاستقبال الموت وعيونهم لستقبال الظلام فلن يكون ظلام العمى أبشع من ظلام الذل .

ازدادت حيرة العمده وقرر الذهاب الى البندر ليستشير المعلمه شريفه وهى احد العوالم المخضرمين ورفيقه قديمه تربطه بها علاقه حميمه شبيهه بالعلاقة بين مشكاح وريمه , فعلى الرغم من الشد والجذب الدائم بينهم الا انهم فى حاجه دائمه لبعضهم .

فاشترطت عليه المعلمه بإخراجه من الورطة مقابل مشاركتها له فى حكم البلد..

وافق العمدة على شرط المعلمة وسمع مشورتها التى تلخصت فى حيله يعرفها المصريين فى المناطق الشعبيه الفقيره عندما يقعو فى ورطه أو ازمه ماليه, نصحته بإقامة عرس وهمى للديمقراطيه ... يفرح اهالى القريه ويلبى مطالب الثورجيه .

-- ولو خفت من مقاطعة اهل القريه للفرح تضامنا مع الثوار انشر خبر بفرض اتاوه كبيره على كل من يمتنع عن الحضور وعندها سيلبون النداء طائعين ! وادبح الدبايح ووزع التموين واطعم الفم تستحى العين ...



سمع العمده كلام المعلمه شريفه و انتشرت اخبار العرس والاتاوه فى القريه , و جاء بفتاه خرساء صماء كفيفة لتلعب دور العروس ديمقراطيه , وشاركت المعلمه شريفه العالمه وقامت بدور الست حوريه ومعها صبيتها عدليه, ورقصو رقصات مبتزله لقت قبولا واسعا من المطابلتيه, واتى الواد شحته اخو المعلمه شريفه وقام بدور القرداتى وعمل حركات مسليه , واتى المطرب الشعبى العتيق وغنى بصوته النشاز اغانيه الهابطه التقليديه, وجاءت خالتى ام حنفى بائعة الفجل مع المعلمه شريفه وقامت بدور الحاجه نزهيه ام العروسه ديمقراطيه, ودبحت العجول ووزعت الحاجه نزيه اكياس اللحمه و الارز و السكر والشاى والبقول , وفرشت الموائد بكل ما لذ وطاب واكل المعازيم الفته حتى امتلأت بطونهم بالسمين ونسو الشهداء و الثوار المعتصمين !

وفى اليوم التالى اجتمع العمده مع حكماء القريه وطلب منهم الحكم بينه وبين الثوار وقالهم مش انتو حضرتو فرح ديمقراطيه ؟؟

-- رد الجميع ايوه حضرنا وخيرك مغرقنا .

طيب انا سايب الحكم ليكم طلبو ديمقراطيه جبتلهم ديمقراطيه طلبو حوريه جبتلهم حوريه وعدليه كمان عايزين منى ايه تانى ؟؟

--رد اهل القريه بنفس واحد فعلا عايزين ايه تانى عداك العيب يا كبيرنا اما شباب اهوج والعيب على تربيتنا

وتطوع وفد من الحكماء بالذهاب لإقناع الشباب الثائربفض الاعتصام والعوده الى منازلهم بسلام .

وقالو لهم :العمده ما قصرش وحقق لكم كل مطالبكم واكتر, واكدو لهم انهم حضروعرس ديمقراطيه بالامس وان الفرح كان فوق الوصف والسفره كانت عمرانه من كل صنف , وتوافد اهل القريه على الفرح صف وراء صف, و حوريه الغزيه واختها عدليه رقصو احلى رقص ولمو نقوط من الاغلبيه , وبالاماره الحاجه نزيهه ام العروسه ديمقراطيه بذات نفسها وزعت علينا إشى اكياس لحمه و إوشى كياس سكر, وبواكى الشاى والرز كانوا بالكوم ونايبكم فى الحفظ والصون ,عايزين ايه تانى بقى ؟؟



لم يستجيب الشباب لطلبات حكماء القريه بفض الاعتصام واصرو على موقفهم بصبر وإيمان فطلب الحكماء مدد من اهل القريه اللذين اتو بالشوم والعصيان , ونزلو فى الشباب شتم وضرب ..

 لعب العمده دور المخلص وحاول فض الاشتباك بين اهل القريه والشباب الثائر...

 وقال لهم مش كده يا جماعه دول ولادى برضو مهما عملو والظفر ما يطلعش من اللحم ... لو عليه انا مش مدايق من وقفتهم ابدا بالعكس انا معاهم و ايدى بأدهم لكن انا همى عليكم وعلى مصالحكم كماان ..... عايزين بقى نستقر زى زمااااااان .


قال واحد من الحضور طول عمرك طيب وقلبك حنين يا كبرنا ربنا يخليك لينا ياعمدتنا و تعالى وراؤه الهتاف بحياة العمده حامى الاستقرار والمدافع عن الديار و الموت للثوار ...


وتوته توته ولم تنتهى الحدوته ...

******

لم اشارك فى هذه المسرحيه الهزليه التى اطلق عليها العرس الديمقراطى كنوع من الايهام و التضليل فبيننا وبين الديمقراطيه لازالت سنوات ضوئيه فالديمقراطيه هى الدرجة الاخيره فى سلم اوله القضاء على الفقر حتى لا يبيع المواطن صوته لمن يدفع الثمن والقضاء على الجهل حتى يستطيع المواطن اختيار من يمثله ونشرالوعى السياسى حتى يدرك معنى الديمقراطيه وغيرها من المصطلحات السياسيه ...


ما حدث يوم الانتخابات البرلمانيه يمكن تسميته بغزوة الصناديق الثانيه على غرار غزوة الصناديق الاولى التى اطلقها شيخنا السلفى الجليل اطال الله لحيته وقصر جلبابه ابا اسحق الحوينى..


وانتهت الجوله الاولى من الغزوه بانتصار دين الاخوان والسلفيين على الكفار الملحديين ودخل الدين الجديد مصر المسلمه بلد الألف مآذنه.........ولم يعد أمام المصريين الاحرار سوى خيارين إما الدخول فى دين الاخوان والسلفيين أو دفع الجزية صاغرين !

ولا عزاء للشهداء والمصابين ............ وللحديث بقية



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور علياء التي هزت عرش الفضيلة
- خصلات شعر سالى التى كشفت عوراتنا !
- مصر تولد من جديد و المخاض عسير!
- الشعب يريد إسقاط النظام رسالة المصريين لجيشهم وللعالم
- سيد طنطاوى وفيروس النقاب
- عيد الحب وعيد الكره
- فلندعم لوثرينا
- العلمانوفوبيا
- مأساة عبور
- حقوق الإنسان والعلمانية المستوردة
- الاسلام صديق العلمانية
- إيقاف المهازل على صفحات الحوار المتمدن
- صياغة الخطاب العلمانى فى مواجهة التحديات
- خواطر علمانية
- محنة العلمانية ومأزق المتعلمنين
- المتعلمنون وتشويه العلمانية
- العلمانية وحدها لا تكفى ..
- المراهقة الفكرية
- انتشر التدين فختفى الوازع !
- لماذا تغلقون الباب؟ حول - الهجوم - على الاسلام في الحوار الم ...


المزيد.....




- تركيا تعلن وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل.. ووزير إسرائيل ...
- صحيفة أمريكية تتحدث عن انتصار السنوار في الحرب وهدفه النهائي ...
- الإعلان عن بطلان محاكمة أمريكية في دعوى قضائية رفعها ضحايا - ...
- تكريم سائق الفورمولا واحد الأسطوري آيرتون سينا في إيمولا وفي ...
- حانة -الكتابات على الجدران-.. أكثر من مجرد بار في بودابست
- لمواجهة الاحتجاجات.. الحكومة الفرنسية تمنح رؤساء الجامعات ال ...
- شاهد: مظاهرة وسط العاصمة الباكستانية كراتشي للمطالبة بوقف ال ...
- اليابان في مرمى انتقادات بايدن: -كارهة للأجانب- مثل الصين ور ...
- مسؤول أمني إسرائيلي: بايدن -يحتقر- نتنياهو وواشنطن تقف إلى ج ...
- ألمانيا: تراجع عدد المواليد والزيجات لأدنى مستوى منذ عام 201 ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رشا ممتاز - العرس الديمقراطى