أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - خمر حلال!!














المزيد.....

خمر حلال!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 13:18
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل حوالي عام، دعا مؤسس شركة مايكروسفت للبرمجيات ـ بصفته واحداً من أثرياء العالم ـ أقرانه من فاحشي الثروة إلى التخلي عن نصف أملاكهم لصالح مؤسسات وجمعيات خيرية وإنسانية.. دعاهم لمشاركته جنونه في إنفاق مال جمعه بعبقريته الفذة وذكاءه اللامع وكده وكفاحه على أناس لا يعرفهم ولا تربطه بهم صلة إلا كونهم بشراً. ويروى أن فندقاً مصرياً فخماً استبشر عاملوه حين علموا أن مؤسس مايكروسفت بيل غيتس سيحل ضيفاً عليهم فقد حسبوه كأثرياء العرب يوزع البقاشيش
أوراقاً خضر يميناً وشمالاً وسينفق ثروة طائلة تتناسب مع حجم حساباته المصرفية الضخمة وسيقيم ليلة حمراء في أفخر صالات الفندق ذي النجوم الخمس!
بيل غيتس دخل وخرج من الفندق من دون أن يراه أغلب العاملين ولم يغادر غرفته إلا حين قفل عائداً إلى المطار، لم يطلب ـ اشكد إعصاره ـ طعاماً، مكتفياً بشطيرة كانت في حقيبة صغيرة بجانب حاسوبه الشخصي!! وعلى شدة بخله فقد تبرع بثمانية ملايين دولار (كما أذكر) لصالح أبحاث طبية لعلاج مرض الإيدز الذي يفتك بملايين الأفارقة الفقراء سنوياً!!
أستذكر هذا وأنا أقرأ عن زجاجة خمر (حلال) ثمنها خمسة ملايين دولار فقط، صنعت خصيصاً لأشقائنا الذين يحرمهم الإسلام من شرب المسكرات.. زجاجة ليس ثمنها فقط فيما تحويه من سائل عُتّق لأعوام عديدة، وصنع يدوياً ـ كما يقول الخبر ـ إنما في زجاجة من الكريستال المرصع بالجواهر والماسات المتلألئة الثمينة.. أستذكر هذا وأتذكر دعوة الشاعر الراحل نزار قباني لبيع سيارة كاديلاك وشراء عقل!
بيل غيتس يزدري المال حين لا يكون مثمراً ومفيداً وهو يدرك أن الغنى غنى النفس التي تنشغل بجوهرها لا بقشرتها.. يدرك أنه امتلك الآلة التي جلبت له الثروة والمكانة فهو قد امتلك العقل ومعه حس انساني مرهف.. وفي حين شارك المرضى والجوعى بأكثر من نصف ثروته فإن أثرياءنا ينفقون الأموال على ملذات بهيمية حتى ليكاد المرء يجزم أنهم ـ لو استطاعوا ـ لاتخذوا العبيد والجواري كما كان يفعل السلاطين وخلفاء بني أمية والعباس!!
ينشغل العالم المتحضر بكل ما يخفف عن الإنسانية أوجاعها وأمراضها وعللها ويفتح نوافذ للعقل والروح.. وينهمك الأعراب بالإنفاق لتشييد أعلى برج وأكبر قطعة حلوى وأضخم ملعب رياضي لندخل موسوعة غينيس كأكبر وأثرى أمة ما زالت منذ سقوط بغداد تضحك من جهلها الأمم.. يتلهف أثرياؤنا لشرب الخمرة الحلال متجاهلين أنهم لن يسكروا أبداً، فالسكرة إنما تصيب العقل، وحيث لا عقل.. لا سكر أبداً!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين!!
- بكى لوريا!!
- بين برلمانين
- خسارتهم ربح!!
- بركات السجون!!
- افتضحوا.. وتبرأنا!!
- أسرع.. أسرع!!
- لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!
- مزوّرو الشهادات.. يتظاهرون!!
- أقوال.. وأقوال فقط !!
- لنلغ هيئة النزاهة
- المهنية والمصداقية والإعلام الموجه
- وطن أوسع من الأحلام
- الدم الملوث!
- آسف.. نحن لا نعتذر!!
- أعيدوا شبابي!
- ثورة قد تفضي إلى ظلام!!
- الإصغاء.. فن!!
- صگر فويلح!!
- دناءة!!


المزيد.....




- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - خمر حلال!!