مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 930 - 2004 / 8 / 19 - 11:21
المحور:
الادب والفن
حمالون نحن ...
حملت الزاد .. والطعام
وجرار الماء
والقش والحطب .
حملت الحصى .. والحجارة
حملت العجين .. . والخبز
والثمار .. . والحبوب
وسلال التين .. والعنب
حملت الورود .. والحشائش
وأزهار البرية .. والصحية من الأعشاب
وباقات القبل .. والإخوة والأخوات .
ونسيت ..
إنني حملت اللعب
منذ طفولتي المبكرة ( المدللة ) –
وأشغالي وتطريزي .. والهوايات
حملت الأبناء .. والأحفاد
والكتب –
والدفاتر ... والصور
والأيقونات –
حملت الشهادات
وأوراق التصحيح ... والإمتحانات
والعلامات .
حملت الهدايا .. والشموع
حملت ( الميرون ) ... والنذور
حملت أوراقي اليومية
أقلامي .. وكتبي
وتقويم حياتي .. وهويتي
حملت الحقائب .. مئات الحقائب
( نتعب حاملين بأيدينا وعلى روؤسنا وأكتافنا .. وظهورنا )-
في ومن وإلى مدن .. وعواصم .. وموانئ .. ومطارات العالم,
حملت ذكرياتي وبقايا وطن
حملت هموم الناس .. والمستقبل المفقود المجهول
والإقامات العديدة ..
في جوازات السفر ..!
وحملت أيضا وأيضا ..
الأوجاع .. والتعب .
حملت الدمع والفرح
ووجع الإنسانية كلها ..
أيضا .. وأيضا
حملت الرسائل .. والعواطف
وأشواق المنافي .. وزاد السجون
والغضب .
منذ طفولتي وأنا أحمل .. وأحمل وأحمل
حياتنا .. أعباء في أعباء
وأتعاب .. تضم أتعاب
وأفراح .. وفراغ .. وامتلاء
ومسرات .. وأحزان
حملنا صليبنا مذ تعمدنا
ووعينا .. ومشينا ,
هكذا تعاش الحياة عن جدارة
في عمق التفاعل .. والمسؤولية
والحركة .. والعمل .. والدأب
في عمق الحضارة .
فنحن فعلة ماهرون..
حمالون مخلصون .. بسخاء
حمالون صالحون
حمالون صامتون .. أمناء
ومتعبون ..
فرحون بالتعب
والأحمال .. والأثقال
والنضال –
وأهم ما حملته ... حريتي حريتي
طوبى لحاملي الأثقال اليومية ,
( طوبى للمتعبين على الأرض فإن لهم ملكوت السماء ) –
طوبى .. لمن كان لهم أياد كادحة بالعرق والدم
إنهم خالدون في تاريخ الشعوب ..!
كلمات متفرقة ...
موت من نوع اّخر .. إسمه الغربة !!
2 – لم أستطع هضم الغربة –
فطعمها مر .. وحر
يدمع العيون
ويجرح وينخر العظم .
3 – لا تسلني ما الغربة يا فتى ..!؟
هي .. والبعد عن المرتع
إنها الموت البطئ
موت .. مثلث .. مكعب .. ومربع ..!
مريم نجمه - هولندا -
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟