أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟














المزيد.....

الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2840 - 2009 / 11 / 26 - 14:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


باقات القات توضع جانبا، وجمال الطبيعة في شمال اليمن يختنق بدخان البنادق، الا ان الازمة اكبر من ذلك بكثير، وما يجري هناك ليس مجرد صراع طائفي. بل هو نتاج خلل تاريخي ومرحلة انتقالية يمر بها العالم العربي تنذر بانهيار منظومة القيم (اجتماعية ودينية) السائدة لاكثر من 14 قرنا، وما يزال نقدها الى اليوم يعد من المحرمات.
الحوثيون وغيرهم من الاقليات الطائفية والعرقية والقبلية التي يزخر بها العالم العربي اكتشفت الظلم الذي تعيشه، بعد ان تعرفت على مستوى الحريات الدينية والثقافية للاقليات المماثلة التي تعيش في الغرب.
وفي المقابل فان الحكومات العربية غير مؤهلة بعد لاحترام هذه الحريات والخصوصيات وتعتبر الاحادية الموروثة من عهد بداوة ما قبل الاسلام احدى ابرز مقدساتها، والتنوع الاثني والطائفي يعتبر نقطة ضعف في المجتمع.
فما الذي يجري؟ اقليات مستعدة لرفع السلاح للمطالبة بحقوق تعتقد انها حق مقدس للانسان في القرن الواحد والعشرين، مقابلها حكومات لا تتوانى عن استخدام كل طاقاتها الحربية من مدفعية وطيران وتعئبة عامة لضرب المسحلين.
والحوثيون (غلاة الزيديين الذي يشكلون حوالي ثلث سكان اليمن الـ 23 مليون) ليسوا وحدهم، فقد بدأت مطاليب الاقليات تجتاح كل الدول العربية تقريبا، وبرزت الصراعات على اشكال مختلفة، بعضها حرب تمرد كما في السودان (الجنوب، دارفور)، او موجات شد طائفي كما في العراق، مصر، او صراع ثقافات (موريتانيا، الجزائر..)، بالاضافة الى الشد القبلي والمناطقي الذي يوشك على الانفجار، ولن تكون السعودية وسوريا والمغرب في مأمن منه.
والمشكلة تزداد تعقيدا بمرور الايام، فالاقتصاد الرأسمالي الذي قطعا شوطا في التطور في الكثير من بقاع الارض، ومنها مناطق مجاورة جدا للعالم العربي، قد اوجد منظومة قيم جديدة تعتمد على احترام حقوق الانسان، وتجرم التمييز مهما كان اساسه كاللون والثقافة والجنس، وتعطي قداسة لم تكن مستساغة للفرد.
والنظام الرأسمالي في مراحله المتطورة هذه بحاجة الى دولة المواطنة، التي يتمتع فيها الفرد بكيانه المقدس ليكون قادرا على الاستهلاك، وليستطيع رأس المال امتصاص اقصى ما يمكن واستغلال اخر قطرة ريع، حتى ان حقوق الانسان تكتسب كل هذه الاهمية لجدواها الاقتصادية اكثر منها لقيمتها الانسانية المجردة.
والحال هذه فان رأس المال زاحف الى العالم العربي، الذي يعتبر سوقا بكرا لم تكتشف بعد، ومعمل تصنيع للمنتجات المكلفة بشريا، فان دولة المواطنة واحترام حقوق الانسان وعدم التمييز بين الاثنيات والمذاهب والقبائل التي يتشكل منها نسيج المجتمع العربي هو حاجة اقتصادية ملحة فضلا عن كونها سمة من سمات التطور الحضاري الانساني الطابع.
الا ان العالم العربي يواجه صعوبات كبيرة في التأقلم مع ثقافة القرن الواحد والعشرين لاسباب ثلاثة.
اولها الخزين الثقافي الهائل التي يحتفض به التاريخ العربي ويعتبر السمة الاولى من سمات الهوية العربية المميزة، كالشعر والقصص والملاحم التي ماتزال تمثل سقف التظور الحضاري العربي، وكل هذا الخزين بدوي المنشأ، يدعو لصهر الفرد في مصلحة القبيلة ويحارب التنوع على اساس انه ضعف ويقدس قيمة الاحادية في الانتماء مما يتعارض اساسا مع احترام الخصوصيات المذهبية والقومية.
وثانيهما الدين، والاسلام يلتزم بالنصوص، بحرفية حادة، لا تتيح المجال للمناورة والتأقلم مع المستجدات، وقد يعتبره البعض جزء من الموروث الثقافي الذي يعتبر الاستغناء عنه هو التخلي عن الهوية.
وثالث الاسباب هو التخلف الاقتصادي، وعدم مواكبة المرحلة الرأسمالية المتطورة، فالكثير من المناطق لم تتحرر بعد من سطلة الاقطاع التي اصبحت جزءا من التاريخ في اوربا.
فهل تستطيع الاقليات كسر كل هذه الحواجز، وان تطلب الامر بالسلاح، والمعونات من العالم المتطور الذي يهمه امر تسريع وتيرة النمو في البلدان العربية؟
ام تستطيع الانظمة ان تبني اسوارا حول مجتمعاتها لصيانة الهوية، والنظام السائد الذي يتيح لها البقاء في السلطة، مقابل كل هذا التطور التكنولوجي الذي بات يوصل المعلومة الى اقصى قرية عن طريق الستلايت والانترنيت؟
ام هل ستبرز حركات تورية تقود المجتمعات العربية الى المرحلة الجديدة؟ وهذا يتطلب درجة من الوعي والنضح الاجتماعي؟
ان لم يحصل هذا فان المزيد من "الفتن" ستندلع بالتدريج، على شاكلة الحركة الحوثية، وربما سينتهي هذا المخاض التاريخي بولادة عالم عربي جديد ابعد ما يكون عن العروبة.




#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي


المزيد.....




- كواليس قرار الجنائية الدولية بشأن كبار القادة في إسرائيل و-ح ...
- الجيش الأميركي: أكثر من 569 طن مساعدات سُلمت لغزة عبر الرصيف ...
- مسؤول أممي: لا مساعدات من الرصيف العائم في غزة منذ يومين
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- مصدر: مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
- 7 مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية الموريتانية
- من تبريز إلى مشهد، كيف ستكون مراسم تشيع الرئيس الإيراني؟
- نيبينزيا: إسرائيل عازمة على الاستمرار بعمليتها العسكرية على ...
- سيناتور روسي: في غضون دقائق ستترك أوكرانيا بدون رئيس
- مادورو: الرئيس الإيراني كان أخي الأكبر ورمزا للثوري الطامح ل ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟