أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - ارفع رأسك .. أنت سعودي!














المزيد.....

ارفع رأسك .. أنت سعودي!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 07:49
المحور: حقوق الانسان
    


" وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة".. عندما يصعد على السطح الصلف المدجج بسلاح المال، من دون أن تواجهه قوة تتسلح بالكرامة والكبرياء، فقل على الدنيا السلام!..
لست متفائلة كثيرا بأن تتراجع حكومة السعودية في أمر سجن الطبيبين المصريين وجلدهما.. فما الذي يدعوها للتراجع عن حكم وحشي، لا يبرره شرع ولاقانون، تفوح منه رائحة الانتقام واضحة؟ بينما الطبيبان ليسا من رعايا حكومة"ضبطت" ولو لمرة واحدة، متلبسة بجرم احترام كرامة مواطنيها، والعياذ بالله! .... وحين يستأنف طبيب الحكم عليه بالسجن سبع سنوات والجلد 700 جلدة، يأتي حكم الاستئناف ـ الفريد في نوعه ـ مدفوعا بشهوة التشفي ليضاعف من العقوبة لتصبح خمسة عشر عاما و1500 جلدة.. وعندما يناشد أهل المحكومين وذويهم حكام المملكة عبر وسائل الإعلام، تتغول الرغبة في الانتقام ليتقرر تنفيذ حكم الجلد في الطريق على طبيب مريض في عقده السادس، ارتكب ـ في حال إدانته ـ خطأ مهنيا، ولم تشفع له سنوات سخر فيها علمه وخبراته لعلاج أبنائهم.
وإذا كان أحد الطبيبين اللذين صدر الحكم المجحف بشأنهما حظي بثقة من كان يعمل لديهم حتى صارت إقامته في قصرهم لمدة ثلاث سنوات ترجح توقعات اطلاعه خلالها على ما يخشى افتضاحه، وترددت أقاويل عن علاقة بين الطبيب الآخر وإحدى صاحبات العصمة، فهي أسباب تفسر وحشية الحكم في مجتمع جاهلي، وليس لها مكانا في مجتمع متحضر، إلا إذا كانت بقايا ثقافة الجاهلية مازالت تعشش داخل عقول يمتلك أصحابها السطوة لفرضها.
فما الذي يمكن أن يكون مهندس البرمجيات يوسف عشماوي اقترفه بعد سفره للعمل في المملكة ببضع شهور، ما أدى لاختفائه الغامض؟ وبعد جهود مضنية من والده تبلغه الخارجية المصرية أنه محتجز علي ذمة قضية سرية وقد يستمر التحقيق معه لشهور!. وماهو السبب ـ ياترى ـ وراء حكم بسجن صيدلي مصري يبلغ 64 عاماً، لمدة 5 سنوات و900 جلدة، رغم التدهور الشديد في صحته وكبر سنه؟
قارن هذه الأحكام الهمجية، بماحدث عندنا في العام الماضي، عندما قادت فتاة متهورة سيارتها بأقصى سرعة قبل الفجر فأودت بحياة سائق تاكسي فقير وأصابت شابين، وما أن أظهرت جواز سفرها السعودي حتى لقيت كل احترام،وسرعان ما سويت القضية على النحو الذي يريح أصحاب الجواز السعودي.. وماحدث مرارا من أميرة سعودية كانت تقيم بالهيلتون وجرى تهريبها بعد تورطها وزوحها أكثر من مرة في تعذيب الخدم المصريين وفي سرقة مجوهرات.. وماوقع أيضا من أسرة سعودية كانت تقضي أجازتها في القاهرة،اختلفت مع طبيبة مصرية، بسبب الإصرار على "ركن" سيارتهم مكان سيارة الطبيبة، وبعد أقل من ساعة فوجئت الطبيبة وزوجها بالسعوديين يقتحمون شقتهما ويحطمون محتوياتها ويعتدون عليهما بالضرب، وعندما لجأت الطبيبة وزوجها للشرطة، تم تسوية الأمر كالعادة على خير ما يرغب "الضيوف"!.. وهكذا يطبق "الأشقاء" عمليا شعارا باتوا يرددونه على مواقع الانترنت "ارفع رأسك أنت سعودي .. غيرك ينقص وانت تزودي".. ويبدو أن القوم مقتنعين أنهم لايستطيعون رفع رؤوسهم إلا لأن غيرهم "ينقص"!.. وفي النهاية فاللوم ليس عليهم.. وإنما على من "ينقص"، فلو كان من تولوا أمرنا ـ في غفلة من الزمن ـ يدركون حقا مكان مصر ومكانتها، وقبمة شعبها وقامته، لما حدث ماحدث.
وتختزن ذاكرة كل منا العديد من قصص الهوان نعايشها داخل الوطن.. فهل ننتظر من نفس هذه الحكومة أو من سفاراتها في الخارج أن تتدخل لضمان حقوق مواطنينا في الغربة وكرامتهم؟..
أعود فأقول أن حقوق أبنائنا ، لن تستردها حكومة، مرغت بكرامتنا الأرض في الداخل، فصار الأشقاء يعايروننا علنا وعلى صفحات الجرائد، بما يحدث لمواطنينا على أيدي الشرطة وفي داخل أقسامها، ويستكثرون علينا أن نطالب بمراعاة كرامتنا في بلادهم!.
لم تبد حكومتنا ـ حتى الآن ـ أي تحرك جاد، ولا أي نوع من الغضب ـ ولو على سبيل التظاهر ـ من استباحة كرامة مواطنيها.. وليس من المتوقع أن تبدي شيئا من النخوة أو الغيرة، من باب التغيير. فهي تتجاهل ـ عامدة ـ حقيقة أن كل إهانة يتلقاها مواطن مصري في الخارج؛ هي صفعة على وجه كرامتها، وركلة على مؤخرة هيبتها!..
ليس إذا أمامنا سوى أن نتصرف من أنفسنا وبمعزل عن هذه الحكومة.. ليكن يوم الجلد الأسبوعي للطبيبين المصريين، يوم حداد عام على كرامة الطبيب، وليقف كل العاملين بمجال الطب والصيدلة وقفة احتجاجية ولو خمس دقائق اسبوعيا في موعد الجلد، يرتدي كل منهم شارة سوداء ولا بأس أن يكتب عليها "احتجاجا على جلد زملائنا بالسعودية وموقف حكومتنا المتخاذل".. ويقف المهندسون وقفة مماثلة مطالبين بالبحث عن زميلهم المختفي..ولنجمع التوقيعات المنددة بهذه الأحكام الوحشية لرفعها إلى المؤسسات الدولية، وليدرس المحامون سبل رفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية.. خلاصة القول: هذه حكومة لاتحترم نفسها، وتقبل استباحة كرامتها مقابل المعونات، علينا أن نتحرك من تلقاء أنفسنا، كل في مجاله..
"من يهن يسهل الهوان عليه.. مالجرح بميت إيلام"



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!
- أزهي عصور الفساد
- متلازمة -الغباء المصاحب للكرسي-
- مولد.. وصاحبه غايب
- متى يعلنون الحداد العام؟
- كرامتنا.. يا أصحاب الكرامات
- دعوها تشربه!
- فقع المرارة.. في ثقافة ركوب العبارة
- إنهم يسرقون التاريخ
- الحركة الطلابية المصرية.. أمس واليوم
- -الضنا- الغالي
- غزة قبل عشر سنوات
- مثلما النسمة من بردى!
- رحلة لأسوان
- شريفة!
- توأمي الضاحك
- فعلتها طهران!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدين -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تونس ...
- تحذير أممي من توقف تام لأعمال الإغاثة في غزة خلال أيام
- الأمم المتحدة تدين -ترهيب ومضايقة- محامين في تونس
- الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لايمكن اطلاقا ان يكون بديلا ل ...
- حكومات أوروبية تطالب بإعادة -تقييم- الوضع في سوريا من أجل ال ...
- الأونروا: نزوح 630 ألفا من رفح
- الأمم المتحدة تشكو -نقصا كارثيا- للمساعدات المخصصة للسودان
- الأمم المتحدة تفضل الطرق البرية على الرصيف العائم لايصال الم ...
- تقرير: القوات الإسرائيلية تواصل نشر لقطات مسيئة لمعتقلين فلس ...
- السودان.. الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف في الفاشر


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - ارفع رأسك .. أنت سعودي!