الرشيدية: توزيع المنح يضرب شعار تشجيع التمدرس في العمق

لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 03:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

منذ التسعينيات من القرن الماضي تبين المسؤولون المغاربة من خلال تقارير بعض المنظمات الدولية المنصبة على التنمية وتخلف التنمية ارتفاع المؤشرات السلبية في قطاع التعليم. و كما هو معتاد في المغرب فالشعار يقوى على الفعل والادعاء يغلب الإجراء. ويظهر أن النظر في مظاهر التعاطي مع مشاكل التعليم وحيثياتها, خارج الحصر سيطول. لذلك فلنعين موضوعا واحدا, شعار تشجيع التمدرس و أجرأته و نحدد نطاقا جغرافيا واحدا، شمال إقليم الرشيدية. وللتذكير فقط عمل المسؤولون على التخفيف من حدة المؤشرات المخيفة فشرعوا في بناء مدارس ثانوية إعدادية بالمراكز القروية, فقصدوا مركز كرامة ثم مركز أسول, ومركز كراندو الذي استفاد من الإعدادية إرضاء لأسرة قائدية في عهد الحماية الفرنسية. وإنك تصادف الآن المدارس من مستوى الثانوي الإعدادي في كل من إملشيل و أملاكو و ايت هاني بقلب جبال الأطلس الكبير الشرقي. ورفع أولو الأمر أيضا من عدد المنح ضعفين كما فتحوا أجنحة للفتاة بالكثير من الداخليات بما فيها التي تشكو من الاكتظاظ بمركز الريش مثلا لا لشيء سوى أنها تابعة لإعدادية أبي سليم العياشي وهي أكبر إعدادية في المغرب من حيث عدد التلاميذ (3000 تلميذ).و نضيف إلى أن داخلية إعدادية أبي سليم استفادت من عطف جمعية تود دائما البحث عن أصدقاء التلميذ القروي لتطلب منهم الدعم و الإعانات فكانت النتيجة احتلال جناح كامل خصص لإلقاء الدروس بالإعدادية وتحويله إلى مرقد يخدم تمدرس التلميذة القروية ! و مهما يكن من أمر فقد استبشر المهتمون بالتنمية القروية بإقليم الرشيدية خيرا لما لمسوا ارتفاع نسب تمدرس الفتيات بالمراكز القروية المذكورة. ولم تعد المؤشرات ترعب وتخيف كما كان الأمر بالأمس القريب. لكن ما يؤسف له أن الميز الإيجابي للفتيات أثناء توزيع المنح لم يدم طويلا فقد لمس الآباء التعامل الانتقائي الذي طال عملية التوزيع في دائرة الريش. و باختصار, لئن كانت عملية توزيع المنح تستحضر من قبل البعد الجغرافي قبل النوع الاجتماعي فإنها اليوم باتت ترضي نزوات البعض لا ننعتهم بأنهم مستشارون جماعيون و لكن نقول عنهم إنهم يملكون قوة الاقتراح على مصالح النيابة فكان التوزيع غير متكافيء. فمن تدخل لتصبح حصة جماعة كير 47 منحة كاملة وتتوقف حصة جماعة كرامة في 30 نصف منحة. فلا مجال للمقارنة بين الجماعتين من حيث تخلف التنمية والبعد الجغرافي عن المركز والتضرس. ولا مجال للمقارنة بين جماعة سيدي عياد التي استفادت من 24 منحة كاملة و35 نصف منحة وجماعة امزيزل التي استفادت من 30 نصف منحة فقط والحال أن نصف قراها يعزلها واد زيز عن العالم الخارجي طيلة فصل الشتاء و يبعد شرقها عن مركز الريش بحوالي عشر كيلومترات ويتجاوز بعد غربها عن المركز المذكور ثلاثين كيلومترا. و أما جماعة سيدي عياد فهي مجاورة لمركز الريش من جهة الغرب والشمال و الشمال الغربي.فمن أفتى بهذا التوزيع؟ وهل تمت العملية عن غفل أم عن تغافل؟أليس من الحاضرين في اجتماع التوزيع رجل رشيد؟ . وإذا كنا لم نتبين من عدد المتسربين من التلاميذ بفعل التوزيع الانتقائي من المنح فإن المتتبعين ينتظرون انقطاع حوالي 70 تلميذا عن الدراسة بمركز الريش منهم 50 تلميذة منحدرة من جماعة امزيزل وحدها .ويمكن القياس على جماعة كرامة التي يتردد تلاميذها على إعدادية طارق بن زياد وجماعة كرس تيعلالين التي يقصد تلاميذها إعدادية علي بن أبي طالب. و أخيرا أين شعار التمدرس من توزيع المنح؟. فهل سيتقبل الآباء بالمناطق المتضررة هذا التعامل الانتقائي مع العملية؟. ألا يمكن القول إن تشجيع التمدرس قد انتهى؟

#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات