تجديد جمعية آباء تلاميذ إعدادية أبي سليم بالريش....هل هو بداية للتصحيح؟

لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 07:01
المحور: المجتمع المدني
    

ما كان حال جمعية آباء التلاميذ و أوليائهم بالثانوية الإعدادية أبي سليم العياشي ليستقيم من حيث ظروف التأسيس والتجديد أو من حيث الأداء. ولا نظن أن المستقبل سيأتي بالجديد. ذلك أن مجال ممارسة الجمعية مختل رغم إمكانياتها المالية المهمة. وكلنا يعلم أن إعدادية أبي سليم العياشي ببلدة الريش التي أحدثت سنة 1965 لا تبعد كثيرا عن معتقل تازممارت الذي استصحب معه تهميشا تضررت منه بلدة الريش ونسيانا و إقصاء مس كل القطاعات التنموية أهمها المؤسسات الاجتماعية. ولذلك, فلا عجب من احتضان بلدة الريش لأكبر إعدادية من حيث عدد التلاميذ في المغرب إذ تستقبل يوميا حوالي 3000 تلميذ. ورغم إحداث ملحقة لها بهامش البلدة في بداية شهر شتنبر من عام 2007 يمكن أن تصبح نواة لإحداث إعدادية ثانية في المستقبل القريب,سيظل وضع الإعدادية سيئا للغاية بعض الوقت.ذلك أن فضاءها ملائم للجريمة بكل أنواعها. فقد تعرضت للسرقة والانتهاك عدة مرات بفعل هشاشة السياج المطوق للإعدادية بجهة الجنوب الشرقي, وتكسر زجاجها مرات متعددة بفعل أعمال الشغب, ولم تنج رحابها من التحرش الجنسي الذي يعد سلوكا يوميا أمام باب الإعدادية. كل ذلك أثر سلبا على التحصيل الدراسي إن لم نقل على معنويات بعض الأساتذة الذي يعاني بعضهم من أهوال متنوعة. ولقد كان منتظرا أن ينتفض الكل عن هذا الوضع وخاصة آباء التلاميذ و أوليائهم لكن الوقت لم يحن بعد, لا لأن الظروف غير ناضجة بل لأن سبب المرض يكمن في الاكتظاظ أو بالأحرى في ضيق الفضاء المدرسي. و بمعنى آخر فالأزمة مرتبطة بتخلف التنمية عامة بالبلدة أكثر من ارتباطها بمشكل تحسين الأداء أو الجودة بالمرافق العمومية. كل هذه الأسباب تفسر أن جمعية آباء التلاميذ وأوليائهم لن ترقى في الحال لتصبح ذات قوة اقتراحية ضاغطة و الأمل في المستقبل. و ما كانت الجمعية لتتخلص جزئيا من العرف لولا حضور بعض المستنيرين في اجتماع تجديد مكتبها مساء يوم الأحد 15 يونيو 2008. وبعيدا عن الانتقادات التي انصبت على التقريرين الأدبي والمالي نسجل أن عملية التجديد لم تخل من المؤثرات القبلية العرفية التي تضرب دوما الحداثة في العمق. ذلك أن معظم الذين دخلوا قاعة الاجتماع لا أبناء لهم يتابعون الدراسة في الثانوية الإعدادية أبي سليم العياشي و لا علاقة لهم بالجمعية إطلاقا. لقد جيء بهم لمساندة إحدى التيارين: التيار القبلي القروي وتيار المهاجرين إلى البلدة ونخص منه تيار الفقهاء المتصوفة و بعض شرفاء النسب و الأقليات القادمة من محيط مدينة سجلماسة التاريخية. ولتجديد مكتب الجمعية بجمع لا شرعية له رفض العمل بمرجعية قانونية تستند أولا على ضبط لائحة الحضور. و لولا توجيه أحد المستنيرين لما تم الإقدام على الضبط الجزئي للحاضرين. و رغم ذلك فرض غير المنخرطين في الجمعية أنفسهم في الجمع التجديدي. والغريب أن أولئك المستنيرين الذين ألحوا على ضبط الحضور لم يقبلوا مقترح تعديل القانون الأساسي لفتح مجال الجمعية أمام انخراط أصدقاء المؤسسة لإنقاذ الموقف. وإذا كانت لجنة الإشراف على التجديد قد وافقت على ربط الترشيح لرئاسة المكتب أ و أمانته أو عضويته بالإدلاء بما يربط المترشح بالجمعية فإن حضور غير المنخرطين ومشاركتهم في التصويت يسيء للعمل الجمعوي بالبلدة.وكيفما كان الأمر فقد بدأت الجمعية تتخلص من أهوال التسيير العشائري اللاحداثي بعد انتخاب الرئيس و الأمين باقتراع عام مباشر من الجمع العام و انتخاب لائحة الأعضاء الآخرين بنفس الأسلوب. ونظن أن المناسبة بداية للتصحيح نأمل أن تغير الجمعية مسارها لتصبح ذات قوة اقتراحية ضاغظة تحتج عن سياسة التمييز الجغرافي السائدة بإقليم الرشيدية والتي أثرت كثيرا على بلدة الريش.

#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات