أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لحسن ايت الفقيه - المدرسة والإكراهات المجالية والسوسيوثقافية بإملشيل















المزيد.....

المدرسة والإكراهات المجالية والسوسيوثقافية بإملشيل


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 10:43
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تتموضع البنايات المدرسية بأعالي واد أسيف ملول في أماكن هامشية .ومرد ذلك , في الغالب , إلى موقف السكان من المؤسسة التعليمية التي غرست كغيرها من المؤسسات الاجتماعية في الوسط العمراني القبلي بدون إعداد الشروط الملائمة لنجاح أدائها . لذلك تتعرض لاعتداءات متكررة تنتج عنها خسائر كبيرة في البنية التحتية لمعظم المدارس مما يؤثر سلبا على التمدرس ويكلف ميزانية الدولة كثيرا. وقد يبدو للناظر التوزيع الجغرافي للمدارس بأعالي الواد , أن لتاريخ بناء معظمها – العقد الأخير من القرن العشرين – تأثيرا على المواضع التي تحتلها البنايات التعليمية ، لأن المجال القابل للتعمير بمحيط القرى الزراعية المحصنة (القصور) استغل جله في بناء دور مستقلة تستجيب للتحولات التي عرفها الوسط القروي بفعل استفادة الكثير من الأسر من الدخل غير الزراعي وتمتع السكان بالأمن , بعد قرون من التطوع للدفاع الذاتي وخوض معارك الحفاظ على المجالات الوظيفية . ويظهر أن للطبوغرافيا إكراهاتها وتأثيرها على الفضاء المدرسي . ورغم الحضور القوي للعوامل المذكورة فإن الإكراهات السوسيوثقافية تظل في التأثيرعلى
مواضع البنايةالمدرسية, وتموضعها وسلامتها . وحسبنا أن المدارس التي بنيت في عقد التمانينات من القرن الماضي , لم تنج من التهميش والانعزال والاختناق ( تغيغاشت ، تلمي ، ايت علي ويكو ، ألمغو ) .ونسجل أن عملية إنقاد بعض المدارس مستحيلة للغاية . وباختصار إن كان لكل مدرسة خصوصياتها فإن قواسم مشتركة من المعاناة تفيد أن التجانس الثقافي والطبيعي يجعل منطقة أسيف ملول وحدة سوسيومجالية في حاجة إلى برنامج تنموي شامل .
1- المدرسة والإكراهات السوسيومجالية
يقع أسيف ملول بالأطلس الكبير الشرقي وهو أحد روافد واد العبيد . يعرف واد أسيف ملول بمنطقة إملشيل , وتقطنه عشائرايت حديدو . تؤثر الطبيعة الجبلية للمنطقة على السكن القروي والفضاء المدرسي . فالمنحدرات الجبلية والأجراف الصخرية والشعاب العميقة تقلل من إمكانية توسع الفضاء المدرسي .
أ-المدرسة وشدة انحدار السطح
تقع معظم المدار س في السفوح الجبلية , لذلك تشكو سطوحها من شدة الانحدار . وينتج عن ذلك حرمان الكثير من الوحدات المدرسية من الساحات , التي توظف في إلقاء دزوس التربية البدنية وممارسة اللعب المعروفة محليا والتي تتأسس على الجري والمطاردة . ومما ينتج عن الانحدار تعرض الفضاء المدرسي لخطر السيول وقت هطول الأمطار العاصفية .
ب- المدرسة وضيق المجال
تعاني معظم المدارس من ضيق المجال بفعل الطبيعة الجبلية للمنطقة حيث تحول الأجراف دون توسيع الفضاء المدرسي . وحيث إن المجال القابل للتعمير ضيق فإن إمكانية نقل المدرسة إلى مكان اخر صعب للغاية .:
2-تأثير الطوبوغرافيا على المدارس
تتأثر معظم المدارس بطبيعة مواضعها . وكثيرا ما تؤثر الطوبوغرافية على الموارد البشرية الممدرسة . وعلى سبيل المثال يؤثر المجرى المائي أسيف ملول على المدارس التالية : إيبوخنان , أيت علي ويكو ،إيحوضين ، ىحيث يصعب على تلاميذ الضفة اليمنى للواد الالتحاق في الموعد طيلة فصل الشتاء ، كما يستحيل عليهم مواصلة الدراسة في اليوم البارد أو الممطر . وهناك حجرات مهجورة لالشيء سوى أن موضعها يجعلها عرضة للرياح الش-المدرسة والإكراهات السوسيوثقافية
لئن كانت طبيعة المجال الطوبوغرافية توثر, بقوة وفي غالب الأحيان على البناية المدرسية بواد أسيف ملول
فإن هناك قرى تتوفر على بعض الإمكانيات المؤثرة إيجابا , كالانبساط والتشميس .لكن المدرسة لم تستفد منها . ومرد ذلك إلى العوامل السوسيوثقافية .ذلك أن المدرسة – كبناية – لم تنج من الانتهاكات المتكررة ، ويصعب عليها ضمان حسن الجوار كيفما كانت قدرؤة العاملين بها على التواصل.. ويمكن تصنيف الإكراهات السوسيو ثقافية إلى صنفين :
أ-الانغلاق الثقافي
تتفاوت عشائر ايت حديدو في درجة الانغلاق والانفتاح , وتعد عشائر ايت إبراهيسم أكثر تقوقعا من ايت يعزة . والمقصود بالانغلاق قطع التواصل الثقافي مع المحيط المجاور والتزام السرية في ممارسة بعض طقوس العبور كالولادة والزواج والانفراد بعادات تضيق الخناق على المرأة مصدر الفتنة ويلاحظ في معمار الأوساط الأكثر انغلاقاانعدام الفضاءات المفتوحة كالرحاب والساحات والشرف . صحيح أنها ممقوتة لأنهاخزان للثلوج لكنها مرفوضة أيضالأنها تعبر عن الانفتاح .
تتعرض المدرسة بنايتها في الأوساط المغلقة لاعتداءات متكررة كما حدث بأكدال الت تعرض سياج مدرستها للهدم وكما يسع باستمرار عن مدرسة تلمي التي ينتهك سكنها الوظيفي . ونود العودة قليلا إلى ظروف تأسيس بعض المدارس . ففي عهد الحماية الفرنسية لم يتأكد فتح مدرسة واحدة وفي شهر أكتوبر 1956 استقبلت مدرسة إملشيل 16 تلميذا وطيلة عقد الستينات من القرن العشرين نلمس في الميدان ثلا ثة مدارس أكذال , بوزمو , إلى جانب مدرسة إملشيل وفي منتصف عقد السبعينات بدأ التأسيس يشمل ألمغو , تغيعاشت , السونتات , ايت علي ويكو . ولمتكن العملية سهلة لقد فشل المسؤولون فشلادريعا في إحداث مدرسة تلمي سنة 1975 ولم ينجحوا حتى سنة 1982 بعد ضغوط متعددة نتج عنها في نهاية المطاف الإلقاء بالبناية المدرسية في موضع تافه قرب مقبرة ايت عمرو العشيرة الأكثر تهميشا في وسط ايت إبراهيم . وفي قرية تيسيلا دخل المسؤولون في حوار عسير حيث اصطدموا بعدة عراقيل أهمها عدم الآقبال على المدرسة التي أحدثت في الموسم الدراسي 1987/1988 واللافت للانتباه أن العشيرة استقرت على أن تدفع للدولة تكلفة الحجرة شريطة إزالتها من القرية نهائيا . ولقدصرح أكثر سكان القرية استنارة بأن العشيرة ار تكبت خطأ لما لم تطرد المقاول المكلف بالبناء . وبعد خمس سنوات وجدت ملوانة موتزلي نفسها في مأزق يشبه مأزق .إخوانها بتيسيلا ولحسن حظ تلاميذ القرية أن بناء المدرسة صادف ولاية أحد القواد المستبدين بمركز إملشيل سنة 1992 حيث اعتقل الأباء ولبثوا في ضيافة سجن القائد حتى قبلوا احتضان البناية الغريبة التي تدعى المدرسة . وباختصار لم يتقدم التمدرس قليلا حتى بدأت الجمعيات تتدخل بالمنطقة
ب – الصراع حول أراضي الجموع
سبقت الإشارة إلى أن المدرسة بمنطة أسيف ملولبدأت تزحف بسرعة في المجال المعمر في أواخر القرن الغشرين .والحال أن السكان كانوايخرجون من بيوتهم المحصنة في سكن متجمع لبناء دور مستقلة ابتداء من منتصف السبعينات أي قبل تموضع البناية المدرسية في الفضاء القابل للتعمير . وبالتالي تعذر على المسؤولين إيجاد موضعا يليق بالبناية المدرسية . ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى استغلال أراضي الجموع . وخير مثال على ذلك مدرسة السونتات التي بيت في مكان يدعى تغروت ن السوق المتنازع عليه ومعنى ذلك أن البناية المدرسية مهددة في أجل قريب ونضيف أن مدرس إملشيل بنيت في أرض تابعة للأوقاف
وختاما نسجل أن ما يعيق التمدرس يجلى أساسا في الإكراهات المجالية والسوسيوثقافية . وأن مراجعة وضع البناية المدرسية بأسيف ملول مدخل لتنمية المنطقة . لكن للأسف ظلت البناية المدرسية ومايترتب عنها من أثار سلبية موضوعا غير مفكر فيه في الحال .



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء فهم السلوك المدني بمدارس إقليم الرشيدية
- كيف قرئ تقرير المجلس الأعلى للتعليم المغربي بإقليم الرشيدية؟
- الوقع السلبي للميز السوسيوثقافي على تكافؤ الفرص بمدارس إقليم ...
- تراجع العرف أمام القضاء في معالجة قضايا الأرض والماء بجبال ا ...
- الرموزالسوسيوثقافية المؤثرة في الرعي والترحال بالجبال المغرب ...
- حمى (التنصير) وسيادة الدولة بالجزائر
- العراق في منعطف جيوبوليتيكي.
- الأمازيغية بالأمس من خلال كتاب مفاخر البربر للمؤرخ المجهول
- من أجل نطاق جيوسياسي موحد و متاجنس بين المغرب والجزائر
- القانون والعرف وحدود المفهوم الجديد للسلطة قراءة في الهجوم ا ...
- أهوال الأزبال بمدينة الريش بالجنوب الشرقي المغربي تستدعي الت ...
- المنعطفات التاريخية التي صنعت حدث المطالبة بالاستقلال
- عقدة الانتصار في الدرس الفرنسي
- السد الاصطناعي و سياسة الميز الجغرافي بالجنوب الشرقي المغربي
- مقترح التقطيع الجماعي بالجنوب الشرقي المغربي بين مقترح السلط ...
- من أجل جغرافيا سياسية مغربية مناسبة
- طهارة الوطن في ثقافة التحصين المغربي
- من أجل الرفع من تمثيلية النساء في المجالس المنتخبة المغربية
- على هامش الوقفة الاحتجاجية لرؤساء المؤسسات التعليمية بالرشيد ...
- التبعية والاستلاب في تاريخ المغرب


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - لحسن ايت الفقيه - المدرسة والإكراهات المجالية والسوسيوثقافية بإملشيل