أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - لحسن ايت الفقيه - القانون والعرف وحدود المفهوم الجديد للسلطة قراءة في الهجوم القبلي الجماعي على إحدى الضيعات الزراعية بالجنوب المغربي














المزيد.....

القانون والعرف وحدود المفهوم الجديد للسلطة قراءة في الهجوم القبلي الجماعي على إحدى الضيعات الزراعية بالجنوب المغربي


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 01:35
المحور: كتابات ساخرة
    


القانون والعرف وجهان لعملة واحدة و نعتان لمنعوت واحد, لأن لكلاهما غاية واحدة تحديد العلاقة بين الإنسان والإنسان، بما يضمن الأمن والاستقرار ويحد من الزيغ في أحسن الأحوال . و رغم وحدة غاية التشريع العرفي الشفوي و القانون المدون يختلف الأول عن الثاني في بعض الجوانب، منها اقتصار العرف على نطاق سوسومجالي ضيق أو ما يسميه بعض الباحثين وحدة سوسيومجالية متجانسة من حيث الثقافة والانتماء العرقي للجماعة. و منها اعتماد القانون المرجعية الحديثة و العمل بالمرافق و المؤسسات و تشبث القبلية أو بالأحرى بمؤسسة القبيلة و ما تعتمده من قيم الثقافة غير العالمة. و باختصار كلما ساد المجتمع التقليدي وجب استحضار العرف، و إن اقتضى الحال الاستئناس به قبل إصدار أحكام قضائية لا تتناسب و معهود الكثير من المجتمعات العرفية بشمال أفريقيا. و لقد بات الصراع بين المتشبعين بالعرف و المنفتحين على القانون الحديث يحتل الصدارة بالجنوب الشرقي المغربي. و كانت سلطات الحماية الفرنسية بالمغرب قد أدركت خطر إعمال القانون الحديث أو أحكام الشريعة الإسلامية بالمناطق الأمازيغية ، لذلك اهتدت إلى إصدار ظهير 16 مايو 1930 لا للفصل بين العرب و الأمازيغ كما اعتقد الذين أساءوا تأويله بل لتنظيم المحاكم العرفية التي تنظر في الأحوال الشخصية و تبث في القضايا ذات ارتباط بالنظم المحلية كتوزيع الأرض و استغلالها و الاستفادة من مياه الري و المراعي و المحاطب. و لقد نجحت المحاكم العرفية في إرضاء السكان في كل الوحدات السوسيوثقافية الأمازيغية المتجانسة. و في عهد الاستقلال طفقت القوانين تشرع في مدينة الرباط لتنزل أوساطا ذات أعراف خاصة لا تطيق المساطر البطيئة و لا تفهم لغة الأساتذة المحامين و القضاة الجالسين أو الواقفين، فوجدت القبائل أنفسها في حيرة من الأمر و في مفترق الطرق، ولا تفتأ تفضل استعمال العنف في بعض الأحيان احتراما للعرف أو دفاعا عن بعض القيم القديمة بما فيما فيها قيمة العنف ذاتها .ذلك ما وقع بالفعل لما انهار كل شيء ذي علاقة بالنظم في إحدى القرى النائية بالجنوب الشرقي المغربي مساء يوم الاثنين 31 مارس الماضي. و لن أتحدث هنا عن حيثيات الخلاف بين سكان قرية أكديم بأعالي واد غريس و ثلاث أسر تنحدر هي الأخرى من أكديم و ليس لها لباس عرقي مخالف للأغلبية. فالخلاف تعمق حول الأرضين الكائنة بمكان يسمى بالأمازيغية (تيغزا ن است غرور)، غير بعيد عن أكديم. فكل ما هنالك أنه بعد أن أصدر القضاء أحكامه في دعاوي جنحية أو مدنية ذات ارتباط بالخلاف المذكور، و بعد أن ضربت الموعد لجنة مسؤولة عينتها السلطة الإقليمية لتنزل المكان لتسوية الخلاف الذي بلغ أوجه ، أو تكسير الجليد بين الطرفين على الأقل يوم الاثنين آخر مارس 2008 ، نقول بعد أن أوشك المشكل أن ينفجر حضر الأطراف في المكان و الموعد عسى اللجنة أن تأتي بالفرج. فإذا كانت الأسر الثلاث تركز في حجتها على الأحكام القضائية التي استندت على عنصر الحيازة حسب تصريح واحد منهم فإن أغلبية سكان أكديم يرون أن تلك الأرض ليست ملكية فردية و لا يمكنها أن تكون كذلك، فهي في زعمهم أرضا جماعية. و للتذكير فإن الوزير الموحدي عبد المومن بن علي الكومي هو الذي كان وضع الأرض الجماعية تحت تصرف الجماعات العرقية للقبائل في بلاد المغارب. لكن فشل اللجنة الإقليمية بين ضرورة إحياء واحدة من القيم السائدة في مغرب القرن التاسع عشر و في بلاد( السيبا ) لا في بلاد المخزن.فمع سماع صيحة واحدة صدرت بلا شك عن واحد من أعيان القرية شرع في الهجوم على الضيعة فكانت الخاتمة إجتثات الشجر و ردم الآبار و تشتيت شتائل الخضر و الهجوم على الدور . و الغريب في هذا الفعل مشاركة النساء بالزغاريد التي تعد في الثقافة الأمازيغية صيحة الانتصار في ميدان معركة يرى أعيان القرية أنها عادلة . و يعنينا من هذا الحدث الذي لم تتدخل السلطة فيه رغم إصابة أحد رجالها أن هناك من يرى إعمال العرف و اتخاذه مرجعا للأحكام. فإذا كانت التنمية متخلفة في مثل هذه المناطق المهشمة و المعزولة فمن الصواب بمكان العمل بالعرف التقليدي لا بالقانون الحديث.فالتنمية كل لا يقبل التبعيض و التجزيء و الانشطار، و الحداثة لباس ملازم للتنمية. و قبل ذلك هل نهجت السلطة نهج الحياد السلبي فأصبحت تحتل موقع المفترج الملتزم في كل مباراة من العراك و الشجار تتخللها أشواط من الضرب والجرح؟.أليس ذلك وجها آخر من أوجه المفهوم الجديد للسلطة ؟




#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهوال الأزبال بمدينة الريش بالجنوب الشرقي المغربي تستدعي الت ...
- المنعطفات التاريخية التي صنعت حدث المطالبة بالاستقلال
- عقدة الانتصار في الدرس الفرنسي
- السد الاصطناعي و سياسة الميز الجغرافي بالجنوب الشرقي المغربي
- مقترح التقطيع الجماعي بالجنوب الشرقي المغربي بين مقترح السلط ...
- من أجل جغرافيا سياسية مغربية مناسبة
- طهارة الوطن في ثقافة التحصين المغربي
- من أجل الرفع من تمثيلية النساء في المجالس المنتخبة المغربية
- على هامش الوقفة الاحتجاجية لرؤساء المؤسسات التعليمية بالرشيد ...
- التبعية والاستلاب في تاريخ المغرب
- الاستعمار والنظام القبلي المغربي بين التفكيك والتكييف
- احتجاجات تقودها النساء ضد العنصرية والتهميش والاستغلال الفاح ...
- جمعية التواصل لمديري التعليم الابتدائي تسطر برنامجها النضالي ...
- « مدونة الأسرة» المغربية في قفص الثقافة العالمة:من يحمي رأي ...
- إقليم الرشيدية:مسيرة نسوية احتاجا على العزلة والتهميش
- الخبر و الذاكرة الشعبية بالجنوب الشرقي المغربي
- الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين- مكناس:أية مقاربة لتأهي ...
- الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين – مكناس- المغرب:كيف نرس ...
- جمعية التواصل لمديري التعليم الابتدائي بإقليم الرشيدية:أية م ...
- نيابة التعليم- الرشيدية:أسلوب قديم يضرب الأمل و يعرقل العمل


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - لحسن ايت الفقيه - القانون والعرف وحدود المفهوم الجديد للسلطة قراءة في الهجوم القبلي الجماعي على إحدى الضيعات الزراعية بالجنوب المغربي