أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي














المزيد.....

ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 07:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا شك أن وصول الأمر إلى استغلال المرأة لتلقي حتفها بهذا الشكل المحزن والمقزز وتقديمها قربان لشهوات الإرهاب والعنف ضد مواطنيها هو دليل إفلاس حتمي للقوى التكفيرية التي ركبت طريق العنف تجاه الجماهير الكادحة بحجة الاحتلال، وبينما يسعى العالم المتمدن لجعل المرأة تأخذ مكانها كقوة فاعلة مفيدة في المجتمع نجدها في بعض الدول تعتبر سلعة تابعة يتصرف بها الرجال حسبما يشاءون ويشتهون وهي قاعدة لجميع الذين ينظرون نظرة دونية لحقوق النساء ومطالبتهن بالحقوق المشروعة والمساواة غير المنقوصة، أما في بلاد الرافدين بلا الحضارة الأولى كما يقال فقد نالت المرأة من التعسف والاضطهاد والمعاناة سنين طويلة وازدادت معاناتها أكثر خلال حقبتي حكم البعث العراقي لكن حقبة ما بعد احتلال العراق والحكومات المتعاقبة وعلى الرغم من الحديث الفارغ عن الحقوق ونسبة 25% في المجلس النيابي فان المرأة ما زالت تعاني بشكل مضاعف عن السابق فمن ناحية تجري محاولات مستمرة للعودة للظلامية واعتبار المرأة ملحقاً غير متكافئ وعليه يجب أن يكون في السلم الأخير من التسلسل الاجتماعي، عليه أن يختص بالخدمة البيتية وإنجاب الأطفال ووسيلة لإشباع شهوات الرجولة الأنانية الفارغة من كل شهامة وكرامة، ومن الناحية الثانية تعاني من الاضطراب الأمني وفقدان المعيل والأوضاع المعاشية المعقدة والقتل والتصفيات التي تنالها بحجة غسل العار وما إلى ذلك من حجج غير منطقية منافية لأبسط التعاليم السماوية والقوانين الوضعية، ولم تكتف القوى التي تتحمل قسماً من مسؤولية هذا التردي والتخلف وبخاصة القوى الإرهابية التكفيرية من استغلال النساء وتقديمهن إلى مذبحة الدم بدلاً عن الرجال لسهولة القتل والتدمير بواسطة الأحزمة الناسفة بعد استخدامهن في تهريب الأسلحة وجعلهن قرابين جاهزة بعد استغلالهن بمختلف الطرق وفي مقدمتها غسل الأدمغة بحجة الإسلام والجنة والنار واليوم الموعود الذي ينتقلن فيه من الفقر والحاجة إلى السعادة والراحة الأبدية، أما القسم الآخر منهن فقد خضعن إلى ممارسات غير إنسانية بما فيها تعاطي المخدرات حسبما أشارت له الكثير من المصادر لكي يتم استخدامهن حسب الأهداف المرسومة من قبل فاقدي الضمير أعداء الشعب وليس أعداء المحتلين وعملائهم لأن هذه الطرق وغيرها من الطرق الهمجية البربرية واللاإنسانية شوهت مواقف الوطنيين المخلصين الذين يسعون من اجل استقلال العراق بشكل تام وليس معاقبة المواطنين الأبرياء وتفجير أماكنهم الشعبية ودور العبادة وخطف واغتيال المخلصين من العلماء والأكاديميين والمثقفين وغيرهم من أبناء الشعب كما أدت الأعمال الإرهابية من قبل قوى الإرهاب التكفيري والمليشيات المسلحة إلى تقوية مواقف قوى الاحتلال في البقاء واستغلال الظروف المربكة والمضطربة لكي تفرض معاهدات جائرة تنال من استقلاله وتجعله رهينة لها لسنوات طوال بحجة التعاون والبناء ومحاربة الإرهاب.
إن استغلال المرأة لكي تكون وقوداً تؤدي إلى التدمير والقتل وبخاصة تلك التي تعاني من الاضطهاد المزدوج وتدني الوعي الاجتماعي دلالة على الفكر المتخلف الرجعي المعادي لأي تقدم وحضارة إنسانية واثبات بان الذين يمارسونه لا يراعون ابسط مبادئ حقوق الإنسان كما يدل على أنهم وحوش ضارية لا يهمهم سوى تنفيذ مشروعهم الظلامي حتى لو كان على جماجم ملايين الناس بحجة الدين الإسلامي وهو بريء منهم وظاهرة تجنيد النساء في عمليات انتحارية ليس دلالة على العافية وتطور الأساليب المتبعة بمقدار ما هو إفلاس حقيقي وحتمي للمجاميع التي ترى في القتل والتدمير الطريق الوحيد، إفلاس للفكر المتخلف الذي أنتج العنف غير المبرر ضد أي مشروع وطني تقدمي يسعى في سبيل البناء والتقدم، إفلاس للتنظيم السلفي والأصولي الذي يعتمد " الغاية تبرر الوسيلة " وهو توجه عدواني معادي ليس للعراقيين فحسب بل الإنسانية بشكل عام إذا اختلفوا معهم فكرياً أو دينياً أو عقائدياً، إفلاس للذين يمارسون الاغتيال والخطف والتصفيات الجسدية ويموهون على ممارساتهم الإرهابية بحجة الاحتلال وغيرها من الحجج التي أصبحت مكشوفة لأكثرية الشعب ولجميع القوى الوطنية والتقدمية.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريح ديك تشيني عن - الغير شرعية - نكتة مبكية
- غريب الوطن المفقود
- الذين غنوا والذين طبلوا لاغتيال كامل شياع عرّة القوم
- مسلسلات تلفزيونية لتغيب الواقع وتشويه الوعي
- كتابة المقالات مسؤولية أخلاقية أولاً
- قانون تقاسم النفوذ الجم السيد ساكاشفيلي وحلفائه
- الدرويش في رحلته الطويلة
- الحرب الجديدة وزرع الكراهية بين الشعوب
- التحالفات الطائفية طريق مظلم لا مستقبل له
- العراق - خان جغان - لكل من هب ودب
- إحياء المناسبات بالبدع والتهريج الإعلامي الطائفي
- مساء الخير يا منديلا الحلم عسير
- التصويت السري مخالف للدستور وليس التصويت
- الانتخاتبات الأخيرة لنقابة الصحافيين العراقيين
- تطور الأزمة وتصدّع العلاقات والفيلم الإيراني
- الحكمة في برامج التأهيل
- التغيير حالة ذاتية وموضوعية في 14 تموز 1958
- لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية
- العودة إلى حنين الخلاص
- خلط الأوراق في انتخابات مجالس المحافظات في العراق


المزيد.....




- عبدالله بن زايد يلتقي رئيس القائمة العربية في الكنيست منصور ...
- حزب الله يُعلن مسؤوليته عن إطلاق عشرات الصواريخ نحو الجولان ...
- إسبانيا تخطط إلى جانب عدد من الدول الأخرى للاعتراف بدولة فلس ...
- مسؤولة أممية: رغم أن العقود الماضية من الاضطرابات لا تزال تؤ ...
- حفارات ذكية وروبوتات لتشييد مبان صديقة للبيئة
- السودان وغزة: -الحزن واحد والجرح واحد وإن اختلفت الأماكن-
- مفاوضات اللحظات الأخيرة تبوء بالفشل..توخل سيرحل عن بايرن
- لقاء مع سعادة السفير احمد الطريفي رئيس قطاع الشئون العربية و ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في عدة مناطق بغزة (فيديوه ...
- -حزب الله- يرد على غارة النجارية بـ50 صاروخ كاتيوشا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي