أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - تطور الأزمة وتصدّع العلاقات والفيلم الإيراني














المزيد.....

تطور الأزمة وتصدّع العلاقات والفيلم الإيراني


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت العلاقات المصرية الإيرانية بالتدهور مجدداً لا بسبب خلافات سياسية وايديولوجية أو خلافات حول المواقف المتناقضة التي تقفها مصر وإيران من القضايا التي تجابه المنطقة مثل القضية الفلسطينية أو اللبنانية والوضع في العراق وغيرهما لكن هذه المرة برزت خلافات في مجال إعداد الأفلام السينمائية الوثائقية والتشهير والإساءة للشخصيات السياسية وانعكست هذه الخلافات على العلاقات بين الدولتين بعدما قامت إيران أو بتوجيه منها بإخراج فيلم وثائقي تحت عنوان " إعدام فرعون " والمقصود بالفرعون أنور محمد السادات الذي اغتيل من قبل الجماعات الإسلامية المصرية بعدما وقع الأخير معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وكما أشارت الإنباء أن مصر طلبت من إيران إيقاف عرض الفيلم لكي تثبت حسن نيتها لعودة العلاقات مع مصر كما هددت عائلة السادات بأنها ستلاحق منتجي الفيلم قضائياً ولم تقف الأمور عند هذا الحد فقد أعلن عن إعداد عدداً من الأفلام الوثائقية التي تهاجم الخميني شخصياً وتجريده من إسلامه رداً على الفيلم الإيراني الذي جرد السادات من وطنيته وأعلن أن اسم الفيلم المصري " الخميني بين الحقيقة والخيال " حيث سيكشف حسب الادعاء لقاءات الخميني بحاخامات من إسرائيل ورجال في الموساد ولم يكتف الهجوم المضاد بهذا القدر فقد أعلن عن تأليف كتاب يتناول محاولات إيران الطائفية لشق وحدة الصف الإسلامي ثم أعلن بعدها محمد حسن الألفي رئيس تحرير صحيفة " الوطني اليوم " لسان حال الحزب الحاكم انه وضع سينيارو لفيلم وثائقي اسمه " الخميني إمام الدم " هذه الموجة من الأفلام المضادة يبدو لن تتوقف عند هذا الحد وربما ستأخذ أنماطاً وأشكالاً أخرى ومما يحير أن مثل هذه الضجة التي كان بالامكان حلها عن طريق الحوار الهادئ والبعيد عن المهاترات سوف تمتد لتشغل الساحة العربية والإيرانية وقد تمتد إلى دول إسلامية أخرى وكأن الإسلام في خطر جديد وهو الهاء الناس وإبعادهم عن قضايا تواجه دول وشعوب المنطقة داخلياً وخارجياً وقد يكون الهدف من إنتاج إعدام فرعون وموجة الأفلام المصرية والكتاب المشروع الذي أعلن عنه كرد فعل للوصول إلى الفتنة الطائفية ومحاولة لتعميق الخلافات وتطويرها للتراشق الإعلامي وصولاً إلى القطيعة التي ستكون بالتأكيد لخدمة التوجه الطائفي الإيراني وجر الآخرين في دول أخرى للتطاحن وممارسة العنف والعنف المضاد وهو ما يهدف له المشروع الطائفي لسفك الدماء وزيادة الشقاق والنفاق بين المكونات الشعبية ويبقى المستفيد الرئيسي من هذه الانقسامات والصراعات هم الحكام الإيرانيين والا ما الفائدة من إثارة هذا الموضوع بعد مرور سنين طويلة وقد حكم التاريخ عليه ووضع في مكانه الطبيعي حتى أن أصحاب الرأي المؤيد لعملية الاغتيال تراجعوا عنها واعتبروا العملية عبارة عن تطرف لم تؤد إلى نتائج خدمت القضية الفلسطينية ولا القضايا العربية ولا عن تراجع مصر عن الاتفاقية ولا قطع العلاقات مع إسرائيل بل العكس فقد اتفقت بعدها بفترة قصيرة منظمة التحرير مع إسرائيل حول إيجاد حلول للقضية الفلسطينية لكن الجانب الإسرائيلي هو الذي أفشلها وهناك دولاً عربية أقامت علاقات دبلوماسية معها وحكام عرب التقوا مسؤولين اسرائيلين وهناك مساعي دولية وعربية لحل الخلافات عن طريق المفاوضات والحوار بين جميع الأطراف وتبقى المواقف والآراء مختلفة حتماً لكنها على الأقل تسير بتؤدة نحو إيجاد حلول لإقامة دولة فلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإعادة الأراضي العربية التي احتلت من قبل إسرائيل في حرب حزيران 1967 ومن ثم إنهاء الصراع الدامي والعسير الذي امتد سنوات طويلة وقد كان العرب الخاسر الأكبر فيها بسبب تفرقة الصف واختلاف الرؤيا والمواقف.
إن الفيلم المذكور لا يدل على تفهم موضوعي لظروف المنطقة والتغيرات في العالم مثلما هو الحال للبرنامج النووي الإيراني لأنه يحرض على الاغتيال والعنف ويمجدهما ويصب الزيت على نار التصدع وإشغال الملايين من الناس بمواضيع تافهة لا قيمة لها بدلاً من التوجه نحو القضايا المصيرية وحلها بطرق حضارية وضمان حقوق الجميع بدون تفريط وفي مقدمتها مثلما اشرنا الخلاف الفلسطيني العربي والإسرائيلي واحتلال العراق واستقرار لبنان ومواضيع أخرى لها أكثر من أهمية فيلم عن السادات أو الخميني فلكل واحد من هؤلاء مكان معروف عند الشعوب وشعوبهم بالذات كما وضعهم التاريخ في مكانهم الحقيقي وسجل إيجابياتهم أو سلبياتهم ومثلما هو معروف أن التطور والتقدم اجتاز الكثير فانه في الوقت الراهن اجتازهم وهو يتفاعل ويتقدم وتتطلع الشعوب للخلاص من الاستغلال والهيمنة والتسلط والدكتاتوريات السياسية والدينية وإشاعة الحريات والديمقراطية في الحياة المدنية وهو ما سيحصل مهما تعقدت الظروف أو طال الزمن وكان على حكام طهران معرفة هذه الحقيقة لتجاوز محنة الخلافات وتفرقة الصف في الظروف الراهنة كما إن الانجرار لهذا التوجه من قبل مصر سيجعل الموضوعة اعقد ولا يخدم الوضع العام بل يجعلهم في موقع الحكام الإيرانيين ومواقفهم الطائفية غير المقبولة والمرفوضة من جميع الخيرين في المنطقة.





#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة في برامج التأهيل
- التغيير حالة ذاتية وموضوعية في 14 تموز 1958
- لن تكون المرأة إمعة بدون حقوق إنسانية
- العودة إلى حنين الخلاص
- خلط الأوراق في انتخابات مجالس المحافظات في العراق
- الاتهام بالتدخل هو تدخل في شؤون العراق
- بالقرب من خاصرة الجنّة
- البرنامج الذي سرقت من خلاله أموال العراق
- الهدف من اللعبة الدموية
- الاتفاقية الطويلة الأمد حلم أمريكي قديم
- مسودة قانون العمل الجديد وطموحات الطبقة العاملة العراقية
- متى تتفهم الدول العربية أن ديون العراق سببها النظام السابق؟
- حتى تولد بغداد كعشتار الحبّ
- الانتخابات الأمريكية القادمة ما بين التكتيك والاستراتيجي
- الرئيس الإيراني على طريقة - لا تفكر لها مدبر - بالظهور**
- الوكالة الدولية ومخاطر برامج الإسلحة الإسرائيلية والإيرانية
- الانتخابات العمالية النقابية وتغيب عمال القطاع الحكومي
- من الضروري رفض استغلال اسماء الرموز الدينية ودور العبادة في ...
- الحل الدستوري القانوني هو الأنسب لقضية كركوك وليس الحل السيا ...
- مواقع الانترنيت الالكترونية وتشويه وعي المتلقين


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - تطور الأزمة وتصدّع العلاقات والفيلم الإيراني