أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - ضرورة المعارضة














المزيد.....

ضرورة المعارضة


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 10:50
المحور: المجتمع المدني
    


ما أسهل أن تكون معارضاً في كل مناسبة: لكل قول تسمعه، أو رأي يُطرح عليك، أو حالة تواجهها.. أن تعترض دوماً قبل أن تحاول الفهم أو تناقش أو تستفسر، وأحياناً حتى قبل أن تدع محدِّثك يُكمل حديثه لتتوضح فكرته، وعلى طريقة عادل إمام في مسرحية ( الزعيم ) حين بدأ ضيفه ( الرئيس الأجنبي ) كلامه بعبارة ( سيدي الرئيس ) فرد الزعيم صارخاً؛ "أنا لا أقبل".
لا شك أن المعارضة أساس لأي حكم مدني ديمقراطي. ولا تستقيم الحياة السياسية من غير وجود معارضة قوية مؤطرة بمؤسسات ومحمية بقوانين وأعراف ومدعمة من قبل صحافة حرّة. فالمعارضة فن وعلم، وتستند إلى مجموعة من المعايير والقيم والتقاليد. ووجودها ضروري لكل مؤسسة سياسية واجتماعية ( حتى داخل العائلة ) وفي نواحي الحياة كافة لأجل تجنب الأخطاء، وتصحيحها إذا ما وقعت. وإذن فالمعارضة ليست مسألة أهواء وأمزجة أشخاص يرغبون في نقض وتفنيد ومحاربة أية فكرة أو خطوة عملية لا تتساوق مع مصالحهم الضيقة أو مع أفكارهم المحدودة، وإنما هي وسيلة سياسية وثقافية لها أخلاقياتها. وخير المعارضين ومن يواجهون المعارضة هم أولئك الذين ينطلقون من فكرة؛ "قد أكون على خطأ أو قد يكون معارضي على صواب"، وبذا تُُخضع الفكرة أو الخطوة العملية للمراجعة والنقد والتقويم. وأعظم الفضائل التي يمكن أن تتجلى، ها هنا، هو أن يعترف كلٌ بأخطائه ويسعى بإخلاص لتجاوزها.
هناك من البشر من لا يستطيع إلا أن يكون معارضاً، ولا بأس في هذا إذا ما انطلق من اعتبارات مسؤولة، فالمعارضة من ناحية مسؤولية أخلاقية أيضاً إلى جانب كونها مسؤولية سياسية ووطنية. ويحسب بعض الناس أن القضية الأبدية للمعارضة هي أن تعارض على طول الخط، وأن تضع العصي في عجلة خصمك لتمنعه من التقدم حتى وإن أدى ذلك إلى الإضرار بالصالح العام أو بصالحك أنت نفسك شخصياً، جرياً على أثر المقولة الشائعة؛ ( عليّ وعلى أعدائي ).
في المجتمعات الناضجة سياسياً يحرص المجتمع على الإبقاء على معارضة فعالة في البرلمان ولذا تكون نسبة الفارق بين الفائزين والخاسرين ضئيلة وتبقى للمعارضة كثير من السطوة للحيلولة دون استفراد الجهة الحاكمة في إصدار القرارات، في الوقت الذي تبرز في تلك المجتمعات جماعات ضغط ( لوبيات ) تحسب الفئات الحاكمة حسابها ( صحافة، منظمات مجتمع مدني، صناعيون ومزارعون وتجار، أقليات، جامعات ومراكز دراسات وبحوث،الخ ).
نحن بحاجة إلى طبقة حاكمة لا تتطير من المعارضة وتجدها من لوازم الحكم وتحقيق الأداء الممتاز، وإلى معارضين يراقبون عمل الحكومة بدقة وموضوعية يقولون عن الخاطئ أنه خاطئ، وعن الصحيح أنه صحيح، ويقدمون اقتراحات حل بنيات سليمة. والمعارضة يجب أن لا تقتصر على نخبة معينة، أحياناً لا يكون همّها سوى الإيقاع بالشريحة الحاكمة لتحل محلها. وإنما أن يجد المواطنون الاعتياديون أنفسهم أيضاً في موقف المعارضة إن تطلب واقع الحال ذلك. وما بيانات ومسيرات الاحتجاج والعصيان المدني سوى آليات معارضة يلجأ إليها المجتمع للتنديد بالانحرافات والمفاسد والضغط باتجاه محاربتها.





#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة الرواية: وسيلة لفهم الشأن العام
- لنفكر بما يجمعنا
- العراقي متهماً
- التاريخ والسرد العراقي
- تجّار الأزمات
- بغداد جنة أشواقنا
- ( تحت العجلة )..رواية هرمان هسه: تعرية لبؤس التقاليد
- الرضّة الحزيرانية ونكوص الإنسان المقهور
- سلّة الأخطاء
- ثلاثة أشباح.. ثلاثة نصوص: شكسبير، ماركس، ديريدا
- ما بعد حزيران؛ نقد الذات المهزومة
- المعاهدة والمعارضة
- هزيمة حزيران؛ فشل الدولة ( العربية ) الحديثة
- المستقبل للنساء
- أستورياس في ( الريح القوية )
- أسعار النفط !!
- ثقافة الصورة.. ثقافة المشاهدة
- المثقفون وفوبيا الحرية
- صورة المثقف مخذولاً وضحية
- إذا ما غابت الثقة


المزيد.....




- الأونروا: فرار 800 ألف شخص من رفح اثر العمليات العسكرية الإس ...
- وزير الخارجية الأردني: الأونروا تواجه محاولة اغتيال سياسي قب ...
- دبلوماسي أميركي: على القضاة الفرنسيين تأكيد مذكرة الاعتقال ا ...
- -الأونروا-: نحو 800 ألف شخص في رفح أصبحوا على الطرقات
- -هيئة الأسرى- تنقل تفاصيل الوضع الصحي للأسير المعزول مازن ال ...
- الإغاثة الزراعية تقدم مستلزمات زراعية لـ 122 مزارع في القطاع ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات في الضفة
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: نتابع الاشتباكات في الزاوية وعل ...
- -لتدريسها مادة المثلية الجنسية-.. محكمة مصرية تنظر في دعوى ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - ضرورة المعارضة