سعد محمد رحيم
الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 11:00
المحور:
المجتمع المدني
بدأ مشواره السياسي قبل عشر سنوات بمبدأ أساس طرحه وكان سر نجاحه والتفاف الناس حوله، وها هو الآن مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية.. إنه باراك أوباما أستاذ القانون الدولي والناشط في مجال حركة الحقوق المدنية. أما مبدأه فلخصه في كتابه ( جرأة الأمل ) بعبارة: "إن لكل واحد منا حصة في الآخر، وإن ما يشدنا معاً هو أكبر مما يدفعنا إلى الابتعاد عن بعضنا بعضاً".
إنه مبدأ بسيط، مثلما يبدو، وغاية في الوضوح، وقد صيغ ببراعة من يفهم في اقتصاد اللغة وفي سيكولوجيا الجماهير. ولا عجب إذ استطاع أن يكسر عرفاً بغيضاً في دنيا السياسة الأمريكية بقي فاعلاً منذ تأسيس الولايات المتحدة، ويحقق لهذه السياسة ولأمريكا عموماً انتصاراً على نفسها، كونه أول متحدر من أصول أفريقية يكون مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.
ذلك المبدأ يعد مفتاح الحل لأية أمة يتكون طيفها السياسي والاجتماعي من ألوان متعددة.. هذا التعدد الذي يمكن أن يكون بحكم ظروف معينة وأهواء فئات أنانية سبباً للتمزق والاحتراب يمكنه أيضاً أن يكون عامل تماسك اجتماعي وقوة سياسية بتوفر شروط موضوعية، ونوايا حسنة وتفكير سليم وإرادة صادقة لدى النخب والقادة. وقد نجحت أمم كثيرة على الرغم من تنوعها العرقي والديني في بناء دولها القومية وقدمت مساهمات عظيمة في بناء الحضارة البشرية وما تزال.
في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي حررت منظمة الأمم المتحدة تقريراً مطولاً بعنوان ( مستقبلنا المشترك ) وصدرت ترجمته العربية في كتاب عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية. وقد دعا التقرير إلى توحيد جهود مجتمعات ودول العالم المختلفة لمواجهة التحديات الكبرى التي تفرض على جميع البشر أن يتكاتفوا كما لو أن شعارهم: لنفز سوياً وإلا سنخسر كلنا. وبجمع المبدأين الآنفي الذكر؛ أن نفكر بما يجمعنا فهو أكبر مما يفرقنا، وأن نأخذ بالحسبان تحديات المستقبل التي هي مشتركة نكون قد وضعنا القاعدة الصحيحة لأي عمل وطني حقيقي في عراق اليوم. وأحسب أن منظمات المجتمع المدني تستطيع أن تكون الرائدة بهذا الاتجاه ولاسيما مع تحقق نجاحات ملموسة على الأرض باتجاه ترسيخ أسس الوحدة الوطنية في بلدنا خلال الأشهر الماضية بعد سنتين، في الأقل، من نزيف الدم والفرص والثروات العبثي والمؤلم.
أقول؛ منظمات المجتمع المدني لأنها الأقدر بطبيعة وظيفتها على أداء دور حيوي في التوحيد والبناء حتى أكثر من بعض الأحزاب السياسية التي نجدها ذات أجندات خاصة، فئوية ضيقة.
#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟