أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - إذا ما غابت الثقة














المزيد.....

إذا ما غابت الثقة


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2276 - 2008 / 5 / 9 - 11:08
المحور: المجتمع المدني
    


في جلسة جمعتني ببعض الأصدقاء، قال أحدهم، وهو قاضٍ متقاعد؛ إن أساس المعاملات بين البشر هو الثقة، وإذا ما انعدمت الثقة بين الأفراد والجماعات فلا القوانين تكفي، ولا المؤسسات الحكومية والمدنية والأهلية تكفي ليسير المجتمع سيراً حسناً. وقال؛ أنا من خبرتي في المحاكم وقضايا الناس أعرف أن كثراً من مشاكل المجتمع سببها غياب الثقة.
وفوجئت، بعد أيام، وأنا اقرأ تقريراً في مجلة ( العربي ) الكويتية عن مؤتمر ( المنتدى العالمي للموارد البشرية ) الذي انعقد في سيئول مؤخراً أن فرنسيس فوكوياما أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي ومدير البرنامج الدولي للتنمية في جامعة جون هوبكنز وصاحب الكتاب الشهير ( نهاية التاريخ ) قد قال شيئاً من هذا القبيل وهو يتحدث عن أفق أوسع يشمل مساحة الكون، وعن موضوعة تهم البشر كلهم هي ( التنمية البشرية والعلاقات الدولية ). وقد عدَّ فوكوياما الثقة أحد مقومات رأس المال الاجتماعي أو هي شكل ثالث لرأس المال إلى جانب رأس المال البشري ورأس المال المادي، وهي جميعاً، كما قال؛ تعكس قدرة البشر على العمل معاً ضمن إطار موحد تؤسسه وتحركه الأفكار والقيم.
وانطلاقاً من هذه القيمة الإنسانية غير المادية ( أي الثقة ) وجعلها في منظور تقويمنا لما حاصل في العراق، الآن، من أزمات وصراعات سياسية، ومن تناحرات بين النخب والفئات، و من ( قيل وقال ) لا ينتهي بين الجميع نستطيع أن نفهم ما يمكن لغياب الثقة أن يلحقه من دمار بالزرع والضرع، وبالحاضر والمستقبل، وبالأرض والإنسان والموارد.. هذا ما يقوله لك أي مواطن عراقي اعتيادي، وأي مراقب للشأن السياسي، وأي سياسي متورط في هذا الخضم الإشكالي. وإذا كنا قد عرفنا جانباً مهماً من العلّة فلا نحتاج إلى ذكاء حاد جداً لاقتراح الحل، وهو؛ إعادة بناء الثقة طالما أنها دعامة أية مؤسسة بدءاً من مؤسسة الأسرة وانتهاءً بمؤسسة الدولة. ويبقى السؤال الأصعب المطروح أمام أية شخصية سياسية، أو كتلة سياسية، أو مؤسسة سياسية، هو؛ كيف...؟. كيف أثق بالآخر؟ وكيف أجعل الآخر يثق بي؟ كيف نزيل الشكوك بين بعضنا بعضاً؟. وأظن أن نقطة الشروع بهذا الصدد هو توفر النية الحسنة. وهنا يجب أن يكون التفاعل قائماً ، أيضاً، على وضوح المقاصد والأفعال، أو ما يطلق عليه في قاموس الديمقراطية الحديث بالشفافية. فالثقة لا تنبني بالكلمات والجمل الطنانة وحدها، وإنما هي بحاجة كي تترسخ، إلى سلوك فعلي وواقعي يفضي بالآخر إلى الاطمئنان، وربما إلى الخجل من نفسه، والمبادرة إلى التعاون والدخول في المشروع الوطني المشترك.
وقد يكون اللجوء إلى كناية ( المركب الواحد الذي يجمعنا ) مفيداً في هذا المقام، على الرغم من تقليديتها:
نحن، يا جماعة، في مركب واحد، في وسط بحر هائج، مشغولون بخلافاتنا، نصرخ في وجوه بعضنا بعضاً، ويكيد واحدنا للآخر، ولكن كلما تأخر الوقت زاد احتمال الغرق. ولا حل لمعضلتنا سوى أن نفكر بمصيرنا ومستقبلنا، وهذا لا يكون من غير أن نرسي دعائم الثقة بالنيات الصافية والكلم الطيب والسلوك الصادق، وإلاّ ــ لا سمح الله ــ فنحن جميعاً غااااااااااارقون.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس الحالم.. ماركس العالم
- فتاة في المطر
- حواف الإيدز، أو؛ خالد في الصحراء
- ماريو بارغاس يوسا في؛ ( رسائل إلى روائي شاب )
- شبح ماركس
- أخلاقيات الحوار
- حواف الإيدز؛ أو خالد في الصحراء
- الإعلام القاتل
- ضد ماركس
- كلام في الحب
- هنتنغتون وفوكوياما ومسار التاريخ
- المثقف ومعادلة السلطة المعرفة
- فقدان حس الحاضر
- موضوعة -السأم- في الأدب الروائي
- أفواه الزمن؛ هذا الكتاب الساحر
- شتائم ملوّنة
- مشكلاتنا ومشكلاتهم
- إيان مكيوان في -أمستردام-
- قصة قصيرة: ضاحية التيه
- هناك مع الوردة حلم زنزانة


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - إذا ما غابت الثقة