أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - جهاد علاونه - من سيحتفل بعيد العمال؟















المزيد.....

من سيحتفل بعيد العمال؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 10:39
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    


كان القديس أوغسطين الأمازيغي يرى أن العبودية عقاب من الله على الخاطىء في دنياه , ولكن تقدم وسائل الإنتاج المعرفي والمهني أثبت عدم صحة مقولة القديس أغسطين , لأن الآلة حررت الإنسان من الإقطاع والتعب والإرهاق ولم يعد العمل إذلالا للإنسان ولم يعد خاصا بالرجل دون المرأة بل أصبح للعمل قداسته وأصبح للعمال عيد يحتفلون به في كل عام .
ولكن هل حقيقة يحتفل العمال بعيد العمال أم أنه منظر تجميلي لإخفاء تناقضات الحضارة مع الإنسان وتجميلا لبشاعة النمو الكريه لرأس المال.
من سيحتفل بعيد العمال إذا كان العمال يعانون من التمزق والطفر والفقر ولا يقدرون على شراء الخبز لأولادهم والخضروات والحاجيات اليومية.
لا بد أن يكون العمال والشغيلة في عيد ميلادهم مشغولين بأعمالهم ألتي إن توقفوا يوما عن أدائها يتوقف جريان الدم بعروقهم وأوردتهم .
لذلك هم لن يحتفلوا بعيدهم عيد العمال والشغيلة .
إذن من سيحتفل بعيدهم ؟
لا بد أن المستفيدين من العمال هم الذين سيحتفلون بعيدهم وسيكسبون يوما كاملا من الراحة والإستجمام على حساب العمال بجانب غزلانهم ونسائهم أما العمال المساكين فلن يحتفلوا بالعيد نتيجة ضعف إمكانياتهم وقدراتهم المادية ولإقتصادية الحقيرة .
لقد كان الفقر والجوع هو أهم مزودي الإقطاع بنظام الرق والعبيد,ومن المفترض أن الآلة خلصت الإنسان من ظام الرق والعبيد ولكن يبدو أن نظرة أو نظرية القديس أوغسطين الأمازيغي عن العبيد مازالت سارية المفعول فقد كان القديس أغسطين يقول أن الرق عقابا مفروضا من اللله على الخاطىء.
واليوم نظام العمال والشغيلة ليس نظاما عبوديا بل نظام مدني إجتماعي خلص الإنسان من النظرة السالفة للعمل على أنه عمل حقير مفروض على الطبقات الحقيرة .
إن العمل ليس حقيرا بل عمل مقدس أما في السابق فقد كانت الشعوب القديمة تنظر للعمل على أنه ليس من إختصاص النبلاء والملأ من القوم فهؤلاء ماكانوا يعملون شيئا غير النظر من بعيد للذين يعملون .
وبما أنه بفضل الآلة أصبح العمل مقدسا فإنه بهذا أصبح للعمال عيد يحتفل به العمال , ولم يعد الفقر مزود البرجوازيين وأرباب العمل بالعبيد بل أصبح مزود للمصانع والشركات بالعمال والحرفيين.
ومع تنامي النمو الكريه لرأس المال وتراجع الطبقة الوسطى أصبحت تزداد مع هذه الظاهرة أعداد العمال والشغيلة لكي يقودوا البرجوازيين لقصورهم العالية وفللهم الظخمة.
وبهذا لا بد أن يتخلى أصحاب المصانع والشركات عن دورهم القديم في قيادة العمال وفي التحكم بأسعار البيع والشراء للسلع التي ينتجها العمال , فإن ما ينتجه العمال يبدو أنه ليس بمتناول أيديهم فهم ينتجون بضائع ظخمة وهائلة من حيث الكم والكيف , ولكنهم بنفس الوقت غير قادرين على إقتنائها بمنازلهم .
وبهذا يصبح الركود الإقتصادي في الأسواق المحلية والعالمية متظخما بشكل غير طبيعي , فليس هنالك من زيادة في الطلب على البضائع وليس هنالك من تخفيض نسبة أرباح أرباب العمل لكي يزداد الطلب على المواد الخام المصنعة لأشكال مختلفة من المنتوجات الغذائية أو الدوائية أو الإنشائية العمرانية ,وبهذا ومع إزدياد النمو الكريه لرأس المال يصبح رأس المال في خطر وشيك وقريب جدا على الإفلاس .
وكذلك إرتفاع أسعار المواد الخام تؤدي أو أدت في الأيام الأخيرة إلى تراجع الطلب عليها وبهذا التراجع إزدادت نسبة عرض الأيدي العاملة وهذا الإزدياد عمل على تخفيض أسعار العمال ومصانعتهم فأسعار المصانعة تزداد إنخفاضا كلما قل الطلب على المواد الخام وبهذا الأمر يحدث تظخم في نسبة الركود الإقتصادي وتظخم في القوى البشرية العاملة ويصبح الإقتتال على أسعار المصانعة مثل إقتتال الإنسان البدائي على موارد الماء والرعي.

وإن غالبية الدول التي تعاني من ركود إقتصادي يكون سببه تلاشي الطبقة الوسطى من العمال فالعمال في تلك الدول التي تعاني من ركود إقتصادي لا يحسبون مع الطبقة الوسطى بل مع الطبقات المسحوقة وإنه لمن المفترض جدا أن يساهم التقدم الصناعي والإقتصادي بتقدم وسائل الرفاهية للعمال بحيث لا يشعرون أن هنالك تمايز طبقي بينهم وبين البرجوازيين أصحاب الأملاك الذين يستخدمون العمال عندهم في مصانهم وبيوتهم .
إنه لمن المفترض جدا أن الآلة حررت العبيد وحولتهم من عبيد إلى عمال ولم تعد نظرة القديس أوغسطين صحيحة لأن العمل ليس عقابا بل عبادة, وهذه خطوة رائدة على طريق تحرير الإنسان ولكن مع تقدم وسائل الإنتاج من حيث الكم والكيف أن يلاقي هذا الكم الهائل من المنتجات قوى بشرية تستهلكها وفي الحقيقة تأتي نتائج التصنيع غير مطابقة للربح المطلوب فإن الأرباح تتراجع للخلف ولا تفي بالغرض المطلوب نتيجة ضعف إمكانية العمال والشغيلة من حيث إستهلاكهم البطيء للبضائع المنتجة .
إن الأسواق والمستودعات تتراكم بها البضائع تراكما ملحوظا ويشكو أصحاب المصانع من قلة الأرباح والإستهلاك ويشكون من ضعف الطلب على منتجاتهم علما أنها منتجات جيدة ومحسنة ولكن لماذا هذا الكساد الكبير في الأسواق ؟
إنه بسبب ضعف إمكانيات العمال المالية فهم لا يستطيعون شراء أجهزة حاسوب حديثة لبيوتهم ولا يستطيعون شراء أجهزة كهربائية لبيوتهم وهذا بسبب ضعف دخولهم الشهرية والسنوية .
وحتى تزداد نسبة الأرباح الإقتصادية لا بد من تحرير {اس المال من عبء القيود الداخلية .
إن رؤوس أموال المستثمرين تبقى جامدة وغير متحركة نظرا لضغف الإقبال على شراء البضائع ولأن الإقبال ضعيف على الشراء تبقى البضائع مخزنة في المستودعات وهذا كله يعمل على الكساد .
أنا واحد أيضا من العمال والشغيلة الذين لن يحتفلوا بعيد العمال فهنالك في حياتي ما هو أهم من عيد العمال فإنني سأبحث في عيد العمال عن من يقرضني بعضا من الدنانير لأستوفي بها معيشتي اليومية .
ولا بد أن غالبية العمال يأتي عليهم عيد العمال ويذهب وهم لا يعرفون عنه شيئا فكيف سيصبح العيد للعمال إذا كان العمال لا يعرفون عنه شيئا .
إن غالبية العمال في المصانع والشركات يعرفون عن عيدهم أشياء كثيرة ولكن حجمهم ونسبتهم قليلة جدا إذا قيست بحجم العمال في سوق العمال المتناثرين هنا وهناك بكثافة معروفة .
إن العمال المساكين لا يستفيدون من يوم عيدهم علما أنه يجب أن يستفيد العمال من يوم واحد في السنة ولكن أصحاب الأعمال هم الذين يستفيدون من عمل العمال وتعبهم وشقائهم .
وإن العمال المستنزفين في الطاقات البدنية والروحية لا يستطيعون النهوض بالإقتصاد الوطني لبلدانهم طالما أنهم منهكون ومتعبون جدا جدا .
وكيف سينتج من يعاني من الإستنزاف والحسرة على رغيف خبزه ومن أين للفقير أن يساهم في إستهلاك ما تنتجه المصانع والشركات .




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخوف
- مسيحية سقراط
- الجمل والصهيونية
- المسيح الإنسان
- العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير
- الإسلام والمسيحية
- الإسلام والمسيحية 3
- هكذا رأيتك في منامي
- الطلاق1
- أقلام النت
- الحب والجنس
- طفل العراق
- العراق الحزين
- السماء لا تمطر رحمة والآلة رحمتنا
- صباح الحب والقبلات الندية
- قارة آسيا المأزومة عاطفيا وسياسيا وإجتماعيا 1
- الغيورون على الإسلام
- خمسة ملايين يتيم في العراق
- شريعة النساء أرحم من شريعة السماء
- حجاب المرأة الإجتماعي1


المزيد.....




- عملة تذكارية تكريما لقوات الحلفاء والمحاربين القدامى
- الحرب في غزة في يومها الـ228| معارك محتدمة في غزة وعمليات عس ...
- أوستن ينفي تورط واشنطن بمقتل رئيسي
- فرنسا تعرب عن دعمها -للجنائية الدولية-
- مركز روسي يعلن عن -مكافأة مالية ضخمة- للجنود الروس مقابل الا ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.05.2024/ ...
- شاهد.. لحظة العثور على مروحية الرئيس الإيراني المنكوبة
- ?? مباشر - بايدن: هجوم إسرائيل في غزة -ليس إبادة جماعية-
- واقعة جديدة في مصر.. سائق سيارة نقل خاص يتحرش بفتاة والداخلي ...
- فرنسا تدعم سعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قادة ...


المزيد.....

- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ... / مجلة الحرية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - جهاد علاونه - من سيحتفل بعيد العمال؟