أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - هانيبال القرطاجي :رجل واحد ضد روما , وويل للمغلوب














المزيد.....

هانيبال القرطاجي :رجل واحد ضد روما , وويل للمغلوب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 10:58
المحور: سيرة ذاتية
    


سريع الإشتعال سريع الإنطفاء , وسريع الشهرة والنجومية سريع العودة للأرض ,هذه قاعدة يجب أن نعرفها قبل التحدث عن هانيبال القرطاجي لأن كل مواصفات السرعة كانت به , فلم يكن صبورا ولا حليما والسرعة تحث صاحبها على التهور والإندفاع والغرور , فسريع الإحساس بنفسه سريع الإنفعال والتصرف بغرور , وهذه مواصفات هانيبال وصدام حسين ونابليون بونابارت وهتلر.

كان هانيبال القرطاجي رجل حرب وعسكرية ولد بقرطاج سنة 246ق.م.قبل الميلاد, وبدأ زحفه على روما سنة 218 قبل الميلاد,ويلفظ إسمه هنيبعلو ومعناها محبوب الرب أو عبد الله, ومن إسمه إشتق العرب إسم (هاني-هانىء)وكان وهو صغير جدا قد أخذه أبوه إلى المعبد وأقسم هنالك مرات عديدة أن لا يكون صديقا لروما , وأبوه هو (هاملكار بركه ) وهو أيضا قائد حربي حارب روما مرات عديدة إنتهت بهزيمته , وأنجبت له زوجته هاني بال وهو في الثغور يقاتل روما وحين عاد كان هانيبال صغيرا لم يتجاوز من عمره مرحلة الطفولة فدربه والده على ركوب الفيلة , ولاحظ أبوه أن هاني بال يركب الفيل وبجواره جواده وحين سأله عن سبب ذلك قال : لأن الفيل بطيء الحركة وحين أريد أن أنقض على روماني أنتقل من فيلي لجوادي , فأعجبت والده هذه الفكرة فرافق الخيل بجوار الفيله في معاركه .

وعاش هانيبال 64 وستون عاما إنتهت نهاية تراجيدية محزنة وشرب السم الزعاف وقال كلمته الأخيرة : ها أنا أريح روما من قلقها مني وأنا رجل مسن , وسأرحل عن هذا العالم الفاني .
بداية هانيبال مثل نهايته فقد بدأ فتوحاته سريعا وإنتهى سريعا ومن المعروف أن سريع الإختراق سريع الموت , هكذا أيضا كان نابليون بونابارت, إخترق العالم بسرعة وقضي عليه بسرعة أكبر .
والحرب هي آخر قرار يلجأ إليه العاقل , ولكن الحرب تحل المشاكل العالقة والتي لا يستطيع السلام أن يحلها .
ولهذه الأسباب إختار هانيبال الحرب بدل السلام , ويعتبر هانيبال القرطاجي من أوائل مؤسسي علم الجاسوسية في العالم فقد كان يوظف الجواسيس لحشد المعلومات عن طريق مخابراته ولكن سلاح المخابرات دائما يكون ذو حدين فهو أحيانا يبالغ في معلوماته وبذلك تتحول المبالغة إلى كذب وتضليل عن غير قصد من أجهزة المخابرات المركزية .
وقد بالغ جهاز هانيبال الإستخباراتي بمعلوماته عن روما وضلل قائده وكان هانيبال نفسه يعمل على تغيير شكله وشعره ويذهب إلى روما وإسبانيا ويدخل القرى والمدن للحصول على المعلومات الدقيقة .
وهنالك مبالغات في القوة العسكرية التي إنتصر عليها هاغنيبيال ومن ثم هزمته ويصف بعض المؤرخون روما بالإمبراطورية غير أنها لم تكن إمبراطورية بل كانت مدينة عادية مثلها مثل قرطاجه , وعلى أي حال وقف هانيبال بجيشه ضد روما ولم يستطع قائد روماني أن يتغلب عليه ما عدى القائد ( سبيو -شبيو) فقد هزمه بعد معارك عديدة مثل معركة الأفاعي وكانا .
وحوصر جيش هانيبال بالثلوج حين عبر جبال الألب ورفض القرطاجيون أن يرسلوا له المساعدة والغذاء فقام سبيو أيضا بتبني وجهة نظر هانيبال نفسه وقال : الهجوم أفضل وسيلة للدفاع فهاجم قرطاج وخربها والجيش عنها مبعد .
وأجبرت روما قرطاج على توقيع معاهدة ذل ودفع تعويضات للجيش الروماني , وغادر هانيبال قرطاج إلى سوريا ولكن ظلت روما تتابعه ويقال أنه سقط بمعركة مع خمس جنود رومانيين وكان عمره 64 عاما فقتل منهم من قتل وفقد في تلك المعركة ساعده فعاد إليه بعض الجنود ومعهم إسنادات بشرية ففضل شرب السم الزعاف على أن يقع عبدا أسيرا في يد الرومان .
ولد هانيبال عسكريا مقاتلا وبدأ حياته قاتلا محترفا وإنتهى مقتولا وقاد قرطاج إلى عدة إنتصارات إنتهت بهزيمته وهزيمة قرطاجة , وفتح مدنا سريعا وفقدها بسرعة أكثر من السرعة التي فتحها بها وعبر جبال الألب بفيلته الضخمة كمغامر أولومبي ومارثوني بطل إنتهت بسقوطه وخسر كثيرا من جنوده وكان يعامل الأسرى معاملة حسنة ولم يبعهم رقيقا ولا عبيدا وكان يساوي بينهم وبين جنوده فأحبته كثير من المدن التي فتحها وبغضه كثير وأسس علم إستخبارات وجاسوسي كان هذا العلم قد قضى عليه حيث تبعه الجواسيس الذين دربهم على أعمال الجاسوسية أينما ذهب وكانوا يدلون على مكانه قادة روما .

تعلمنا من هانيبال درسا قاسيا كما تعلمه قادة الفكر العسكري فسريع الإختراق سريع الإنكسار , ومن يفتح المدن بسرعة يفقدها بسرعة وكل القادة تعلم ذلك ولكن قلة الصبر تطغى على التفكير المنطقي فوقع بهذا الخطأ نابليون بونابارت وهتلر وأخيرا صدام حسين في الكويت .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد المسيح الدجال
- عمر الإنسان العربي(سيرته الذاتية )
- سبحان الذي شق نهديك بالمنشار...أنت تحت أزرار قميصي!
- عامي الأول في الحوار المتمدن
- المرأة بحصان
- فشل القومية العربية
- مضحكة ومسلية البنت المبدعة حين تتزوج
- كان المسيح في بيت جدي
- ظروف المرأة الإقتصادية
- كن مع العلمانية ولا تبالي
- الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق
- من أكثر قدرة على علم الغيب ؟
- القرآن واللهجة العامية
- لقمة الجنس قبل لقمة الخبز
- عيد الحب والقمع الصوفي
- فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية
- فقدان البكارة للأنثى وممارستها للجنس قبل الزواج يحل المشكلة ...
- الثقافة بلغة الإقتصاد1
- رائحة الدولار والدينار أشهى من رائحة السلمون(السردين)
- دمعة في إبتسامة وفيلسوف في دمعه


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - هانيبال القرطاجي :رجل واحد ضد روما , وويل للمغلوب