أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - الطريق الى-ريزكَار-















المزيد.....

الطريق الى-ريزكَار-


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 07:46
المحور: الادب والفن
    


- ريزكَار- والسيئات العشر

كانت الساعة التاسعة إلا ربع من صباح الثلاثاء 8 من حزيران ، لما ارتمى عضو مجلس التدبير بكسل فوق كرسي متشرد، وقال بلهجة آمرة :
-افتحي – ريزكار- من فضلك.
اندفعت شابة في عمر الزهور ، حديثة العهد بالكمبيوتر ، تسبقها رائحة عطر تشد بعبيرها الروح، وضغطت على صرة وحدة مركزية ، في مشهد استعراضي لافت ، ثم شرعت - الويندوز- تستعرض عضلاتها، بعد أن سرى الكهرباء في شريان جهاز شاشته سوداء مغبرة ، محدثا صوتا يشبه موج سكران.
ثم همست بفرح ابيض :
-عفوا... عم تبحث أستاذي ....اقصد ماذا طلبت..؟؟
- ريزكَار - ريزكار .....الم يسبق أن سمعت بهذا الاسم؟؟ وتابع مدمدما:
سيبيرات المغرب كلها تعرفه...

- نعم ، بهدوء من فضلك ، كن متحضرا يا .... حاور بتمدن..
ارتبك صاحبنا قليلا ، استعاد لحظة ما ، وشرع يعيش تفاصيلها المربكة ، فمنذ يومين يعيش على أعصابه جراء نشر – ريزكَار- مقالا استهدفه ،وهو يفكر الآن بالتصدي، والقيام بما يتطلبه الموقف. ولكي يتأكد مما يفعل ،
فتش في جيوبه متوترا ، ناول الشابة ورقة تحمل عنوان موقع بات يحفظه عن ظهر قلب ، تأملته الرقيقة مليا، ثم هتفت كمن عثر على شيء توقعه
- آه...-ريزكَار-www.rezgar.com قل لي- ريزكار-....
- نعم ... ريزكار .... تعرفين- ريزكار -؟
اعرفه، واعرف الذين يعرفونه .. ردت بعفوية .وأردفت :
تقصد ، الحوار المتمدن ، قالت ، وأضافت في سماحة ، أول صحيفة يسارية - علمانية الكترونية يومية مستقلة في العالم العربي. نزيدك،
منبر حر لنشر الآراء، والحوار حول المواضيع المهمة المتعلقة باليسار, العلمانية ,الديمقراطية , حقوق الإنسان ,التمدن , وحقوق المرأة ، يكفيك ،
من اجل خلق مجتمع إنساني , مدني , علماني , يكفل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية للإنسان.
وتابعت في عناد ، لست أنا من يعرف الطريق إلى –الريزكار- ياسيدي، أكاد اجزم أن كل هذه الحواسيب المعروضة أمامك ، تعرف الطريق إلى- ريزكار- من فرط ارتيادها..
وأضافت بصوت لافت مثل مضيفة طائرة،
إنها صحيفة الكترونية يومية، يكتب فيها مغاربة كثيرون. ولهم مواقع فرعية بها ....هل أنت من كتاب- ريزكار-؟؟
صمت قليلا ، وكما لو أراد توجيه الحديث ...
جيد...لمعلوماتك ، قبل أسبوع أدرجت- ريزكار- ملحقا أدبيا فنيا يصدر كل يوم ، إ ضاف إلى خدمة الترجمة الفورية من العربية إلى الانجليزية..نزيدك..هل تعلم ذلك؟؟
-الآن فهمت.... .لست كاتبا ولا شاعرا..أنت مجرد قارئ ومتصفح.
لكن ما المشكلة بالضبط؟؟؟؟؟

عندما استوى موقع –ريزكار-أمام عينيه متثائبا ، واستلقى المقال المقصود " مجالس التدبير عطب " كسجادة صلاة، ،أحس بنشاط ملتبس يلبسه ،وصاح بفرح ملتبس" انه هو:
لم يرغب في تصفحه ، فقد كرر قراءته عشرات المرات،سرا وعلانية ، حين سلمه إياه زميل له بالمؤسسة ، واخبره بأنه أحد المستهدفين .
تنحنح ،ثم قال:
أريد أن أصوت... اقصد أريد أن أشترك في تقييم هذا الموضوع
نبهته الشابة بأدب فاتر ، إن نتيجة التصويت غير دقيقة،حسب بيانات الموقع ، وهي تعبر فقط عن رأى المشاركين في تصفحه ، وأوضحت له أن الموقع يتيح له إمكانية التصويت من سيئ جدا ، إلى درجة حسن جدا ، قالت الشابة متبرمة.
 أين؟
 طبعا ، انظر أسفل القائمة، ستجد كل التعليمات الضرورية .
ستلاحظ نافدة على شكل...عليها سلم تنقيط من واحد إلى عشرة ... ضع إشارة في الخانة التي تريد...صافي..
حين غادرت ، لم تغادر رائحة عطرها المكان، ظلت عالقة به لدقائق ، كان عضو المجلس يتنسمها في خفاء ولذة ، وفي لحظة، شرع زبناء جدد يرتادون المكان. أسبل عينيه بخبث، ثم وضع إشارة في خانة سيئ جدا، أسفل المقال، وعلى الفور، خفض المؤشر نسبة التصويت إلى درجة أدنى. .ثم حاول وضع علامة سيئ جدا ، ثانية..إلا أن النظام لم يسمح له.
ارتفع ضغطه قليلا، نادى المكلفة ثانية..
--أختي الله يخليك ،
--أريد أن أضع علامة هنا.. ، السيستام لا يقبل ..لا اعرف.... جربي بنفسك ..
أمسكت المؤشر بخجل، ودفعت به إلى الانزلاق برفق ، وانساب برهافة ، ليستقر فوق الخانات من غير فاعلية أو نشاط.. كان عطرها يسحر ..وتفتن أناملها الرقيقة المطلية بالأبيض تداعب شاشة الحاسوب ، فتعبث ب4 أمتار مربعة من المكان . كانت كلما اقتربت منه ،غمرته بأريجها الفياح ،..لكن عضو المجلس ظل مفتونا بالشارات.ومعبأ لرسم السيئات..
رسمت الشابة علامة ما .. جمد النظام مؤشر التنفيذ علامة على الرفض..
- انه لا يريد فعلا..همست.. هدا أمر طبيعي.. يحصل،تنهدت ، ثم قالت في تعالم :
- لنغير الحاسوب إذن- أعجب بالفكرة ، وشرع بتنفيذها فورا،
التفت إلى اليمين ، كان المقعد على يمينه فارغا، وفي العمق شبح آدمي ملتح ، متأفغن اللباس ، يضع سماعة مزودة بمايك ، وقد أشاح بوجهه جهة الحائط، كما لو انه لا يرغب في معانقة احد.
فتح- ريزكار- هذه المرة دونما مساعدة ، ووضع سيئ جدا ، ثم لعن في نفسه...أشياء كثيرة.
في اقل من ساعة، وقع عشرة سيئات ، مع عشر حواسيب ، ومع أنها قد أنزلت مقالا إلى أسفل الدرجات ، فقد أحس أن شيئا ما لم يرقه ، كان يرغب في أن يصل بالمقال إلى درجة الصفر، وهو مؤشر كاف على سخافة المقال وتبخسيه ، وقبل أن يغادر ، عبر عن رغبته في الحصول على نسخة من الصفحة مؤكدا على ضرورة نسخ كل المعطيات ، بما في ذلك نسبة التصويت .

أمر ممكن طبعا..والنظام معد لهذه الغاية .
أدى تكاليف الإبحار، دونما تحفظ أو تدقيق، ثم انصرف.

في ساحة المدرسة ، أراد أن يحقق سبقا يذهل الزملاء ، عبأ حشدا من أعضاء المجلس، وخطب فيهم قائلا:
-انظروا ...وأدار الصفحة في وجه الجميع ،كم هو سخيف هذا المقال، وتافه صاحبه..في يوم واحد حصد 10 سيئات..والبقية تأتي ...
-لا تكترثوا ، لا تعيرونه أي اهتمام..، لقد وصفنا بالغباء والتهور، والعبرة بالخواتم، من الغبي إذن؟؟
ولان صاحبنا معروف بولائه ونفاقه، لم يصدق معظم أعضاء مجلسه الموقر ما يقوله ،وهو ذو سوابق ومعروف بدهائه ومكره..
فقرروا مشاهدة النسخة مباشرة،
حدد الاعضاء يوم الخميس موعدا ، حضر الرفاق الخمس، وغابت سيدة
ولجوا مقهى للانترنيت غير بعيد عن المؤسسة ، كانت هناك كعادتها ، أنيقة جذابة بعطرها الراقي ،رغم أن أجرتها الشهرية تساوي نسخة واحدة من عيار باريزي، ابتسمت قائلة:
عاوتني- ريزكار-؟؟؟؟؟؟
ابتسم بخبث وقال نعم.
استعرضت الونداوز تاريخ النشأة والميلاد ، وهتفت متأففة ، وانسابت الأرقام، والاصفار والعلامات ،والإشارات، وال....
وتثاءب الموقع، أول الأمر ، متبوعا بأبوابه ، وانزل صاحبنا مؤشر الماوس الصفحة إلى أسفله، شيء غريب حصل ، تسمر مستغربا في ذهول ، حتى هما كيكذبوا؟؟؟؟
دمدم مصعوقا:
أوه ، 88 بالمائة ، غير معقول ، مستحيل ،أمس فقط ، كانت النسبة 22 بالمائة، لا بد أن في المسالة أن ، ما الذي حصل 88 بالمائة.....مستحيل؟؟؟؟؟؟
ياأخت.........؟؟؟
عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس التدبير بالمؤسسات التعليمية، عطب ينضاف
- جريدة صدى فاس ترد الاعتبار لأربعة من وجوه مؤسسيها
- فاطمة الزهراء فرح تصدر -مساءات ارض تستحق زرقة السماء-
- الثقافة الصوفية تسائل البشر والتنمية
- الشعر في القرويين ابداع لغوي وسمو بالقيم
- شاعر يابى حداثة نتنة في كفن من حرير
- الاعلام المكتوب هل يختفي بعد 40 عاما؟؟
- قراءة الصحف والمجلات عبر الانترنت فضول ام حاجة1
- ايقاعات ملونة كتاب جديد للدكتور الموساوي
- صورة المدرسة في السينيما المغربية
- الحياة والموت بين العلم والاسلام والتحليل النفسي
- الاضراب في قطاع التعليم عبث لاحدودله
- منظومة القيم بين استماتة المدرسة وعبث التلاميذ
- -شعر عز الدين المناصرة بنياته ابدالاته وبعده الرعوي- دراسة ن ...
- التتبع والصرامة والتدقيق الاداري الحلقة المفقودة في منظومتنا ...
- المدرسة المغربية كفايات نوعية مستهدفة
- لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟
- ياعرب جوجل ام غوغل اوكوكل ام قوقل ام ماذا؟
- 36 سنة من الخدمة بتفوق @@@
- دفاعا عن تعريب عناوين الانترنيت


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - الطريق الى-ريزكَار-