أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز باكوش - منظومة القيم بين استماتة المدرسة وعبث التلاميذ















المزيد.....


منظومة القيم بين استماتة المدرسة وعبث التلاميذ


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 11:08
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


ملحوظة هامة : المادة تجميع مركب لردود القراء وتعقيباتهم.
تفجر بعض المقالات ذات المنحى التربوي ,المنشورة حديثا في بعض المنابر الالكترونية , ردودا عاصفة وتعقيبات جارفة من طرف القراء والمهتمين , وكان مدهشا ان تتجاوز بعض التعقيبات في بعض الحالات تيمة الموضوع نفسه , سواء من حيث المساءلة في العمق , او على مستوى الإخصاب والتثرية. و كان لابد لنا من الوقوف والإنصات , والاستئناس بقواميس ساخرة وأخرى لا تليق أحيانا حتى أنها تستعصي على التدوين.
. وادا كان أصحاب المبادرة بالكتابة وبالتعليق , اكتفوا بوضع تعليقاتهم أسفل الموضوع كسقف أدنى للتجاوب مع ما يقرؤون ....
فان متتبعين رفعوا سقف مطالبهم , حين ربطوا بين الأمر, وبين الرغبة في إعادة البريق إلى المدرسة ومن خلالها المنظومة التربوية انطلاقا من التشدد وقانون التجريم.
وحتى لا يكون كلامنا مرسلا , و فيما يتعلق بموضوعين نشرا قبل أسبوع الأول تحت عنوان: لماذا يتبول تلاميذنا على جدران مدارسهم .... ؟ والموضوع الثاني : وصية أستاذ متقاعد إلى ولده..كان ملفتا حجم الردود وصراحتها , وإحالات بعضها سخرية او ذكاء , تلميحا او تصريحا , في هذا السياق .. استرعى انتباهنا تعقيبان احدهما للزميل الصحفي محمد ابو مهدي حسني.......

بخصوص الموضوع الثاني ,
يقول ابومهدي: أظن أن الحاجة والخوف من المستقبل, يجعل الشاب أو الشابة يسعى لنيل الوظيفة التعليمية, ليس اختيارا, ولكن خوفا من المستقبل .
ويضيف قيدوم الإعلاميين بفاس "ان ذلك يحدث, رغم العلم المسبق بان التعيين الأول , ورغم تعاقده الشكلي على مستوى الاختيار و الأفضلية , فهو ليس مضمونا في مدرسة ابتدائية على المقاس.و بشروط ومواصفات شخصية مائة بالمائة .


بيد ان الزميل يستطرد قائلا : لا زالت هناك مناطق عدة من الوطن تكرم المعلم,وتحترمه سواء من حيث معيشه , بتوفير الحاجيات كالإقامة و الغطاء والغداء, أو بالتقدير والاحترام المتبادل. ويتابع مستدركا , ما عدا مناطق محدودة تقع فيها بعض الحوادث . ومن المؤكد ان حركية ودينامكية مجتمعية نوعية همت البادية المغربية في العقود الأخيرة , تركت بصماتها.. لا بد من الحديث عن المجهودات التي بذلت من طرف الحكومة في السنين الأخيرة لتوسيع نطاق الإنارة وشق الطرق.

مشاريع فكت العزلة ,وقربت المسافات.
لكن المعاناة في نظر الزميل ابومهدي , تكون أكثر ضراوة , بالنسبة للفتاة الحديثة التخرج ’ التي لم تعرف البادية قط ,وقد لا تكون قد غادرت المدينة قط ولم تعرف بعدا عن حضن أمها . حينها تكون رحلتها إلى المناطق النائية صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

.
ويتذكر الزميل ابومهدي حسنى مراسل جريدة الاتحاد الاشتراكي ان شبابا فرنسيين كانوا يأتون للمغرب كمجندين للعمل في التعليم. وكانت وزارة التعليم المغربية تعينهم في المناطق النائية إمعانا في تعميق الخبرة وتطوير التجربة ,ليخلص الى ان المجندين كانوا يتأقلمون بسرعة, ويندمجون بفاعلية مثيرة مع الظروف التي لم تكن سهلة بالتأكيد .
ويضيف متسائلا : عندما اتامل مثل هذه المعطيات تتأكد لي خلاصات حان وقت إماطة اللثام عن تداعياتها , وأتساءل : كيف لشبابنا المغربي ,وهم الذين خبروا التضاريس , وتحلوا بالمغامرة وطموح الشباب, أ ن يخافوا اكتشاف مناطق نائية في بلدهم , في بادية محتاجة إليهم بالأساس . بل تلقوا تكوينا نظريا من اجلها .
لكن ذلك لايمنع من ان على الدولة ان تقدم دعما نوعيا , وان ينالوا حوافز مادية مميزة لتعويضهم عن الاتعاب الإضافية.

وتقول المبدعة شهد احمد الرفاعي بخصوص تعليقها على الموضوع الثاني لماذا يتبول التلاميذ على جدران مدارسهم ؟؟ : الأصل في السلوك سيدي هو البيت…فمن كان في بيته يعتبر" ارض المعمورة" مراحيض عامة. .فماذا سنجد من طفله؟؟ وتحكي" شهد "رواية مؤثرة في علاقة بالموضوع :

أثناء سفرها إلى السعودية لقضاء مناسك العمرة….تمنيت لو أننى أستطيع إجازة مناسك العمرة دون الدخول الى الحمامات هناك…"إنها البشاعة" ذلك ان جل من يدخل لقضاء الحاجة لا يبدو ان له مبادئ أو آداب قضاء تلك الحاجة" …..ويكفى....ولا داعي للشرح....حتى في الحرم الشريف..تجد سلوكيات مشينة فى أماكن النظافة..والحمامات وتتساءل حزينة …من أين كل ذلك؟؟؟ لتخلص :
إنها البيئة... البيت... اللبنة الأولى للطفل..وتضيف شهد في حسرة " ………….
تعرف فكرت في ان أسجل هذه السلوكيات المشينة بالصوت والصورة..ولكني فكرت في العواقب , ذلك أني كنت سأتعرض للترحيل من البلاد...مع مصادرة بالكاميرا.طبعا .وذلك حدث لي بالفعل في شوارع مكة..لولا ان تدخل زوجي وحديثه اللين مع الضابط ..هو ما رحمني من العقاب والسجن ..والسبب أنني فقط أحمل كاميرا وأتجول بها وأحاول إلتقاط بعض الصور لصغيرتي..

ويقول لحسن بلغم : من كندا:
"لقد أعادني موضوعك الساخر هذا إلى السنوات التي قضيتها في التعليم،حيث اخترت الورقة الخاسرة بامتياز وكان بالإمكان ان أغادر منذ اليوم الأول اوبعد السنة الأولى على الأقل لكني استمررت في المعاناة ثمان سنوات عجاف، احلم بالمستحيل ، وأتوقف هنا لأجيبك عن " لماذا"
كنا أول فوج يلتحق بمركز التكوين كل شيئ جديد، وهذا بالعاصمة وليس بقرية نائية، لكن بعد أسبوعين على الأكثر امتلأت الحيطان بالغائط واصفرت المراحيض, ومجرى ماء الحمامات من اثر البول , وخصوصا الصباحي .
فاقد الشيء لايعطيه" لكن إلى متى هذا الخواء؟؟؟؟

أما مدير مدرسة ابتدائية فقد عبر من جهته أن الأمر يتجاوز المدرسة...والجدار.. فهناك مساجد رغم قداستها ...وطابعها الديني تعيش نفس الأوضاع..وقال بغصة:
فالمسالة تربية بالأساس.

" أن الهجرة القروية سببا مباشرا في تازيم المشكلة , تقول سيدة رفضت الكشف عن هويتها " حيث جبل التلميذ على قضاء حاجته هناك , وراء شجرة, أمام خيمته.. وأحيانا تحت أنظار العائلة, أما هنا بالحزام فهو يفعل نفس الشيء .....وفي أحسن الأحوال في مرحاض واحد مشترك بين 10 عائلات.

* وبخصوص الظاهرة نفسها ,كشف رجل تعليم : واقعة طريفة وقعت بإحدى مدارس الحزام , حيث كانت حارسة المدرسة , أو منظفة مراحيض الإناث ’ تتقمص شخصية جنية , ترتدي لباسا اسود يغطي كامل جسمها , وتلوح داخل المراحيض حين تلجها فتيات صغيرات أثناء فترات معينة بعبارات وجمل غير مفهومة..... فيهجرنها الصغيرات تحت هول الصدمة والخوف . وهي حيلة كانت ترمي المنظفة من ورائها إبعاد التلميذات عن قضاء حاجاتهن داخل المراحيض تحت طائلة تعب تنظيفها.

* من ناحيته: عبر" م ن " إن التربية بمعناها الخلقي داخل البيت منعدمة بالمطلق . ويقدم مثالا واقعيا .تحضر فيه الأم غير متعلمة. وتعتبر أن قضاء الحاجة خارج المنزل يعتبر من الشطارة. اذ ان فاتورة الماء تطل في الغالب مرتفعة . وهناك مصباح واحد في مرحاض منزل تقطنه 12 عائلة.

*كما جدد: تلميذ ببراءة بحسن نية ان والدته تلح على ضرورة قضاء حاجته في الخارج...أو بمرحاض المدرسة في أحسن الأحوال .. بدل من المنزل...



* وأكد نفس المصدر أن الأمر غير مفتعل, وهناك شهادات حية تؤكد حقيقة ما يجري, فالتبول على المنشئات الأثرية من أسوار وأبواب تاريخية يكاد يكون ظاهرة عامة, يكاد يون نكاية وتشفيا بالجهات المسئولة , انظر إلى الأبواب السبع بالمدينة , أن رائحتها تزكم الأنوف..حتى إن ذلك أضحى طقسا فولكلوريا يتباهى من خلاله بعض الشماكريا إلى لفت أنظار السياح الأجانب..في هدا السياق دعا المجالس إلى سن قانون تجريم في حق هؤلاء...

*وأضاف وهو متسائلا: لماذا جدران المدرسة بالضبط ,وليس باب المقاطعة الأمنية ...مثلا ؟ أو باب بنك...إلى غير ذلك ؟؟؟

*الأمر نفسه أكده: " ر ث" حتى لو سلمنا بإعاقة الفاعل جسديا أو ذهنيا , فالتربية التي من المفروض أن يكون قد تلقاها على مدى سنوات أربع , والملايين التي يتم هذرها على ما يسمى بالحملات... وبغض النظر عن أية معوقات عقلية أو جسدية ... قد تحول دون فعلته.
* وترى الأستاذة مليكه صراري :.
،
ان التبول على جدران المدرسة هو جزء من سلوك عام ،لدى التلاميذ على اختلاف مستوياتهم …انه تفجير للعدائية الدفينة لديهم أحيانا ,والمفضوحة أحيانا أخرى ،فهنا ك من يدنس حرمة القسم عبر التبول أوالكتابة الساقطة على الجدران…..انه تبول على مقرراتنا ،وطرقنا التعليمية القديمة ،وحصصنا الهزيلة التي يدركون أنها لن تفيدهم شيئا ، وتضيف مليكة متسائلة :فمتى يئين الأوان لتنهض المؤسسة التعليمية بدورها السوي ؟ ان التلاميذ وهم داخل الفصل يتحينون فرصة الخلاص من طرقنا العقيمة ،ألا تلاحظ أنهم يتباطؤون في الالتحاق بأقسامهم ،ويتسارعون بسرعة مرعبة نحو الباب للهرب منا ،وعلينا أن نتساءل أولا لماذا يكره التلاميذ المدرسة؟
قائلة : رشيدة عدناوي ; *وتعلق أستاذة التعليم الثانوي

القضية , أصبحت تفرض نفسها بالحاح شديد ،حتى في الدول التي حملت ولقرون عديدة مشعل التطور والتحديث الايجابي الفعال في مجال التربية والتعليم .ولعلك اخي،تتذكر معي ان اول تعريف تلقيناه في مؤسسات تكوين الاطر،يعتبر المدرسة مؤسسة تعليمية تعمل على تربية النشء وادماجه داخل مجتمعه،لكن بموازاة مع مؤسسات أخرى, كالخلية الأسرية, والشارع, ووسائل الإعلام. وجميعنا يدرك قدرة الطفل _التلميذ على وضع القناع المناسب لكل مؤسسة على حدة ،اي انه يتعامل معها بحربائية مدروسة .ويختلف سلوكه حسب المقام حتى داخل المدرسة نفسها فداخل الفصل يرتدي جبة الوداعة وفي فترات الاستراحة تسمع اصواتا غير مالوفة وتتقاذفه نزعات العنف والعنف المضاد،اما خارج الفضاء الداخلي للمؤسسة،فتلبسه اقنعة الشارع ،حيث لاقانون يحكم الافراد غير القوة العضلية والتباهي بخرق منظومة القيم التي تستميت المدرسة في الحث عليها ،ناهيك عن الرغبة في تقليد الكبار ..


*وترى مايا/منى وهي قاصة وأديبة مغربية ان الحكاية

موضوع مثير, وتسجل بهذا الصدد “لماذا يتبول تلامذتنا على جدران مدارسهم؟ بوصفها ظاهرة سلوكية تشمل جل المدارس الحكومية ، تبول ..كلام ساقط….. و كأن التلميذ يفرغ مكبوتاته اتجاه هاته المدارس بهذه الطريقة بل و أكثر من دلك على عهد دراستي بالمدرسة الابتدائية ,كانت احد الأقسام التي كنا نرتادها, و هو قسم للغة الفرنسية كل صباح نجد به غائط, لان إحدى نوافذه كانت مكسورة, فكان هناك من ينتقم من استاذتنا ,و يجعل لنا عقوبة كل صباح, بحيث ننظف القسم قبل ان نبدأ الدرس….،و بالتالي فالوقت مستقطع من الحصة, و هذا ماكان يريده الفاعل –التلميذ- ….والضحية كنا نحن.في نهاية المطاف .
وتضيف منى ابنة أصيلا الساحرة : ان كره التلاميذ للتعليم,و عدم تفاعلهم مع المقررات, و عدم تقبلهم لكل ذلك الكم الهائل من الدروس والحصص …. يجعلهم يرفضون. و بما انهم لا يستطيعون البوح بدلك علانية للأساتذة, يتصرفون بهاته الطريقة تعبيرا منهم عن الكراهية اتجاه المدرس و المدرسة على حد سواء …. فالتلميذ بهذا المعنى تضيف منى " يتصرف بعدوانية بحيث يترجم احساسه الى تبول… كسر النوافذ و …..ظاهرة تولد عنف مبكر لدى التلميد تجعله يضرب القيم بعرض الحائط لا يأبه للعقوبة المدرسية .. حتى و إن عوقب, فإنه سيكرر العملية ,بل يزداد تصرفه عدوانية ،….
من جهة اخرى . فالتلميذ يرى أن المؤسسة من الداخل تفتقد الى النظافة ,فمن سيأبه الى نظافتها من الخارج ، إدا كانت المدرسة لا تهتم بنظافة مرافقها وأقسامها ….. فهل ستولي اهتمام إن كان مظهرها من الخارج نظيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

* وتكتب الأستاذة أ م بثينة قائلة :
هناك شبه قطيعة بين المواد المدرَّسة في القسم, و الفعل الحياتي اليومي خارجه. وكأن القيم والمثل محلها الكتاب المدرسي فقط, ولا أقول القسم, لأنه لايسلم من العبث. فتراه وقد تحول في دقائق إلى مزبلة عمومية ,وترى حيطانه وقد تحولت إلى جداريات تبز كل جداريات العالم الغربي وقاحة .وترى الذي يعجز قلمه عن كتابة جملة في الإنشاء , يتحول إلى مبدع في التأليف الجداري المقفى الموزون. وترى الجميع إدارة ومربين ،وقد تجاوزهم المدى وانحل ما بينهم وبين التربية ،ضاربين الكف بالكف. أما قدامى التلاميذ الذين فرختهم هذه المؤسسات فتراهم يحنون إليها, ويعودون في غفلة من الرقيب بالأسلحة البيضاء, لترك بصمتهم على وجه تلميذ أو أستاذ أو..
.وإذا لم يجدوا فهناك تجهيزات المؤسسة /الملك العمومي الذي لا يملكه أحد. فترى الأسوار وقد شوه جمالها بالزجاج المغروس وترى الباب الرئيسي وقد تحول إلى مجلة حائطية أو مرحاض وترى وترى....إلى أين نحن سائرون؟؟؟؟ليكن الله في عون الجميع.
سأقول لك سيدي …بعض من السادة المدرسين يمنعون التلاميذ من الذهاب إلى دورات المياه كنوع من العقاب…وأحياناً يضطر الطالب بالفعل للتبول على نفسه……هل تعتقد أن هذا الطالب سينتج عنه نواة مجتمع سليم أو أنه من شأنه أن يكون نواة لشخصية مهزوزة وخنوعة…………..مساك خير…………تحيتى…..شهد
:

ويبدي احد الزملاء تحرجه واضحا:ويرى ان
السؤال محرج جدا ، لنا كمربين لهم علاقة يومية بالطفل سواء داخل الفصل أو داخل فضاء الجمعيات أو الأندية البيئية والصحية داخل فضاء المؤسسة التعليمية.
لكن الجواب الذي استقيته من الأطفال أنفسهم هذا الصباح بعد قراءة الموضوع بالأمس كان غير واضح والتعليلات التي عللوا بها سبب ذلك منها ماهو منطقي ومنها ماهو غير ذلك ، لكنه كان صفعة بالنسبة لغيرهم .
فمنهم من رد المسألة إلى نقص في المراحيض داخل المؤسسة ومنه من أعتبر ذلك قلة الحياء ومنهم من حمل جمعية الآباء المسؤولية ومنهم من صمت وتهكم علي معتبرا الموضوع تافه ولاداعي لطرحه .لكني وجدت نفسي أمام حقائق لابد من ذكرها.
-تبول التلميذ على جدار مؤسسته يعني أنه لم يستفد مطلقا من دروس التربية على المواطنة المقررة بشكل مطلق .
- غياب الحس ألتفعيلي للمدرس وآثاره على المتلقي بحيث تكون الدروس جافة وبدون تحفيز وتطبيق يذكر فالنقط تعطي للحفظ فقط .
- الأندية غير فاعلة داخل فضاء المؤسسة ،ويبقى عملها موسمي ومؤقت ومن أجل الواجهة أو محصور على فئة بعينها دون إشراك آخرين في أنشطتها .
- عدم تبني رد فعل حقيقي من طرف المسئولين على الإدارة التربوية فالمؤسسة بالنسبة لمدير مثلا تبقى محصورة داخل حيز جغرافي صغير جدا قد لايتعدى مكتبه ، فهو بعيد كل البعد عن ما يجري خارج ذلك الإطار إلا فيما يتعلق بأمور إدارية صرفة ، وبالتالي فدوره كرئيس لكل الأندية يبقى شكلي ودون جدوى.
- الأطر إما تتفرج وصامتة أو متجاهلة بشكل مطلق فما يحدث حتى داخل فضاء المؤسسة قد لايعنيهم عملا بالمقولة الشهيرة “لاعين شافت ولاقلب وجع” .
كل ذلك يجعل ردود فعل التلميذ تزداد أمام تجاهل المربي ، بل وتيرة التبول قد تعرف امتدادها إلى داخل الفصول وهي ظاهرة عانيت شخصيا منها لما كنت أدرس بالبادية ، فخلال فصل الصيف يتحول الفصل الدراسي إلى مرحاض للسكان ومكان لراحة مواشيهم . فالجانب النفسي له تأثير بالغ الأهمية على سلوك المتعلم وتصرفاته .
ومن باب الإنصاف يمكننا تحميل طرف آخر المسؤولية وهم حراس المدارس الذين أصبحوا يتعاملون مع الأوضاع داخل المؤسسات التعليمية إما كمدراء أو أطر لاصلة لها بالمهام المنوطة بها “التنظيف أو الخدمة ” إضافة إلى غياب تطبيق المساطر القانونية في حق كل المخالفين منهم فقد تحولوا إلى موظفين ولاعلاقة لهم بمهمة التنظيف .وبالتالي يفرض أحيانا على التلاميذ فعل ذلك في بعض المؤسسات مما يسبب ردود فعل أخرى قاسية ننظف المرحاض ونتبول على الجدار تفاديا للتنظيف مرة أخرى .
من هنا نستنتج أن المسألة ليست سهلة بل تتطلب أبحاث نفسية واجتماعية ، تمكننا من فهم كل تلك الأسباب إضافة إلى الخربشات المكتوبة بالبراز على الجدران وغيره
وتتابع الأستاذة رشيدة عدناوي:


حينما استعملت لفظ القضية كنت أومئ إلى كل أشكال التمرد في علاقة التلميذ بمؤسسته التعليمية،وليس التبول الإرادي على جدرانها المهترئة أصلا ،الا صورة من صور هذه العلاقة المتوثرة على الدوام .لذلك نجد بعض الدول الأوربية تفكر في عسكرة المدارس،لان المربين لم يعد بمقدورهم السيطرة على الوضع.
والقضية في جزئيتها لا تقتصر على مؤسسات التعليم الابتدائي،بل تتعداها لتشمل مستويات أعلى ،وفي تقديري ان سلوكا مماثلا لطفل في ربيعه العاشر أو أكثر قليلا يجب ان يعالج بالحد الأدنى من الحزم ،نظرا للمعيقات البنيوية والتربوية التي ذكرها الإخوة سالفا ،أما ان صدرت عن شاب في مقتبل العمر فالمفروض ان نتعامل معها بغير قليل من الشدة ..
;وتلتقط مفتشة مركزية الرسالة من موقع حساس جدا تقول السباعي فائزة:

أعتقد أن الإشكال لا ينزوي في فضاء المدرسة كإطار محدود لمثل هده السلوكيات المتهورة بل المشكل يندرج في سياق أعمق…يمتد إلى السلوكيات العامة المتداولة في المجتمع و الأسرة.
فما بالك أخي الفاضل باب مثقف/على سبيل الذكر لا الحصر/يسوق سيارته بأسرته كاملة في إحدى الطرق و فجأة يتوقف و بدون سابق اندار ليمارس نفس السلوك…دون أن تربكه نظرات أولاده المشدوهة أو لعنة الطبيعة الغارقة في صمتها المكبوت…أو نظرة سيارة عابرة تقل سيدة من المجتمع و هي عنوان لحرمته…و يستمر في اطمئنان لا تخترقه نظراتها الشاردة…و لا أنين الندى الطري المتربع على تقاسيم الأديم يشدو للصفو كي لا يتعب فكر الإنسان من أي دنس أو شائبة…
صور كثيرة و لربما أعقد تكتض بها شوارعنا… حواف الطرقات…و ثنايا الطبيعة الآمنة أو بالأحرى التي تبدو هكذا…يندى لها الجبين.
شكرا على هده الوعي الاجتماعي الراقي أخي عزيز.
…حدث ويحدث وسيحدث طالما بداخلنا أو بداخل البعض منا على الأصح..لا نعرف معنى النظافة من الإيمان ………..

محمد فـــري ساخرا وبعين النافذ يهمس :


لا أخالك إلا سالكا مسلكا وعرا..
مسألة التعليم في بلدنا لها خصوصياتها التي
” تمتاز ” بها..
وهي خصوصيات ” نفخر” بها ولله الحمد..
فتعليمنا بخير..ومدرسونا بألف خير
ومؤسساتنا بمليون خير..ولا ينكر ذلك إلا ” جاهل ” بالميدان..
نحمد الله إذن على واقعنا..ونشكر الشاعر إبراهيم طوقان الذي
لخص هذا ” الواقع الجميل ” في قصيدته الجميلة
التي عارض فيها قصيدة شوقي المشهورة ( قم للمعلم وفه التبجيلا…) ولن أغير الباء هنا فاء..



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -شعر عز الدين المناصرة بنياته ابدالاته وبعده الرعوي- دراسة ن ...
- التتبع والصرامة والتدقيق الاداري الحلقة المفقودة في منظومتنا ...
- المدرسة المغربية كفايات نوعية مستهدفة
- لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟
- ياعرب جوجل ام غوغل اوكوكل ام قوقل ام ماذا؟
- 36 سنة من الخدمة بتفوق @@@
- دفاعا عن تعريب عناوين الانترنيت
- -الشات- العربي توليد ام تهجين
- كم -ايميل - في حوزة ابنتي القاصر
- أطفالنا الرقميون1
- الصحراء المغربية
- العالم القرية ,حق التفاعل وواجب الاندماج
- آسيا تكتشف ,والعرب تستهلك و تصف
- نمور آسيا تخترع و تكتشف والعرب تعلن وتصف
- نشرة اخبارية عربية في ساعتين
- نشرة اخبارمتلفزة عربية في ساعتين1
- تقدمنا كعرب مشروط على الاخر ليقر بوجودنا
- ميثاق شرف عائلي لاستعمال النيت المنزلي2
- الى متى نظل نزوبع .. ونتساءل من يحجب عنا الرؤية ؟
- الناقد التشكيلي المغربي بوجمعة العوفي يصدر كتابا جديدا


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز باكوش - منظومة القيم بين استماتة المدرسة وعبث التلاميذ