أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - فاطمة الزهراء فرح تصدر -مساءات ارض تستحق زرقة السماء-














المزيد.....

فاطمة الزهراء فرح تصدر -مساءات ارض تستحق زرقة السماء-


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 05:38
المحور: الادب والفن
    



الحديث عن الشعر عامة بغض النظر عن كونه "محاكاة للعالم المحسوس(أرسطو) أو كونه "قولا موزونا مقفى دالا على معنى(قدامة بن جعفر) أو صياغة وضرب من النسيج وجنس من التصوير(الجاحظ) بغض النظر عن هذا وذاك ,هو بالنسبة للشاعرة و للأديبة المغربية فاطمة الزهراء فرح "مساءات ارض تستحق زرقة السماء" . هو تناسل متناسل للوجع حيث يولد الكلام , هو أيضا حديث عن صنو للحياة والوجود, وهو إضافة الى كل ذلك ,حديث عن نار تكتوي به الذات , تلك النار التي تحيل الشعور الإنساني وقودا تتلظى به النفس ’ ولا تملك كبح جماحها إزاءه إلا عبر التلاوة والتدوين.
من هذا المقام توا , ينهض ديوان" مساءات ارض تستحق زرقة السماء,وتستوي مقامات قصائده التسعة عشر, وتتأثث في 84 صفحة من الحجم المتوسط إشراقا متموجا ,كتبته المبدعة فرح " بحبر الحب ,ورسمته بألق على جدارية القلب.وأصدرته برحابة " مكتبة سلمى الثقافية" بتطوان .
ولما كان الشعر وشما على ضفاف القلب, "حقائق ناطقة ,ووحي صادق" , فان صداه , يرتد وجعا تنبعث آهاته من رفات الصمت القابع في جوانه قصائد مساءاتها حالمة, ينشق الفجر من روحها ,ويهدي لها الوله في كل الأزمنة صلاة عطره الأبدي .
الحلم والعشق ,لاحدود لهما في خرائط المساءات السيارة عند الشاعرة , فما بين فاس و تطوان ,مرورا بفلسطين ثم العراق .تنسج شهرزاد حكيها"العربي" المعجون بألف وجع, المسكون بدم الأرض الحبلى بألف سؤال , من أين تبدأ المعاناة ؟؟
ربما...
اذ ,من خلف الحدود , تعلن نبا ضيق الوطن , مترجما غضب الإخوة الأعداء, حتى النجوم التي ترتجي هديها, رمت بها في الظلمة الغافية ,بين جرح وجرح وشمس لا تضيء إلا كي تلعن الجميع’ وتغتال بالوخزة الدامية على وقع لطم الخدود على الضفاف المترامية"
في مساءاتها العطشانة , التي تود زرقة السماء , بما تشيه من ضوء عارم , ينير العتمات الحالكة , ستأتي القصيدة "تواقيع ملونة" , إيقاعات تؤسس لتماه مشرق بين بياض الورقة وصفاء الروح , تحلق مزهوة بعمق الحضور الشعري في كل منصات الروح , مكللة بتيجان خمائلية من وعي الكتابة , وحبكها كأداة جمالية تفتح آفاق الرؤيا البعيدة , كما تحيل على تأويلات متناسلة ,تحقق جودة النص القابل لألف قراءة وقراءة. إنها صرخة عاشقة ,تسعى الى ان تحقق الرؤيا الواعية ,والتسامي الموسوم بالالق الفاتن .
قدرة الشاعرة فرح فاطمة الزهراء في تكثيف الصور , تبهر , بدليل ان رصد المشاهد الشعرية في قصائدها يفتن وتسحر , تقول التي يولد الفجر من بين أضلعها فتفتش في عيناه لترفع إيقاع الصوت حتى يطرق سماع الدموع السالفة.في قصيدة "عاشقة من فاس"
جئتك من رحم الوطن/عبرت حدود الزمن/اشتقت إليك فضميني/ودعيني اصنع/من عطرك الأزلي علما..وهوية/ومكانا ياويني/حبك سيدتي اكبر من هموم البشر/واقرب من عيوني للنظر/حبك سيدتي..صاعقة..عاصفة أقوى من كل البراكين/حبك سيدتي أغنية/حروف كلماتها نقش لاتيني/وصرت وحدك تعنيني/ان عشنا عشنا معا وان متنا فكفن يكفيك ويكفيني.
في قصيدتها "موعد" وهي القادمة من وجع المخاض ساعة البوح تتنسم جدائل الحبق , ومن تعريشاته تولد قمر يضيء مفارق الطرقات.تقول:
حين استوينا على جمر الهوى
التقينا
ودعونا الشمس
ليلا وسهرنا
ماهكذا ياهوى عطفا علينا.
وتستمر , ويستمر الفرح, وتصير عاشقة , تلوك من سفر الهوى وجعها اليومي عشقا أبديا تسيجه الضلوع لتمتد من الى القصائد وحيا في مقلتيه نما اشتياق للزعتر البلدي حين يضنيها الفراق.
في مقدمة للديوان , أنجزها الشاعر عبد الرحيم أبو صفاء جاء : حين نشد الرحيل من "مرثيات على حدائق بابل المعلقة "عبر" الطريق السيار الى المهزلة رقم 7" نستمتع في طريقنا, أو نتوجع أثناء غوصنا ما بين الذاتية الشعرية المكرسة للتجربة الإنسانية الخاصة للشاعرة ,وبين الوعي الفكري والاجتماعي . وهو رهان دال " على الرؤيا المتخلصة من خطر التقوقع في التجربة الذاتية, الى المجازفة بمقاربة الموضوعات الإنسانية الكبرى, وخاصة المتعلقة بأوجاع الأوطان العربية وهمومها"
مؤشرات هذا الارتقاء الدال في نظرنا , تأتي من ان "فرح المساءات" لم تجعل لديوانها تيمة واحدة.. على العكس من ذلك ," وظفت رشاقة قلمها الحالم ,كفراشة تمتح من كل جميل, وبذلك ,تكون التجربة وهي تتدفق , قد شكلت " تميزها الخاص المتمثل في رصد اللقطة الشعرية كأسلوب حديث, معجونة بهم الوطن, مسكونة بالق الذكرى والسؤال ,وهي عناصر توحي باستلهام " الكثافة الشعرية التي تستجيب لمقومات التلقي المعاصر حسب الشاعر عبد الرحيم أبو صفاء"" .

انه انجاز شعري يشكل منعطفا وتحولا نوعيا في مسار الشاعرة فاطمة الزهراء فرح , الطالبة الأستاذة بمركز تكوين الاساتذة بتطوان ..لذا فهو جدير بالمتابعة , كما هو جدير ان يقرا ويحاور, وتناقش عوالمه الفنية الطموحة و الزاخرة.
عرض وتقديم : عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الصوفية تسائل البشر والتنمية
- الشعر في القرويين ابداع لغوي وسمو بالقيم
- شاعر يابى حداثة نتنة في كفن من حرير
- الاعلام المكتوب هل يختفي بعد 40 عاما؟؟
- قراءة الصحف والمجلات عبر الانترنت فضول ام حاجة1
- ايقاعات ملونة كتاب جديد للدكتور الموساوي
- صورة المدرسة في السينيما المغربية
- الحياة والموت بين العلم والاسلام والتحليل النفسي
- الاضراب في قطاع التعليم عبث لاحدودله
- منظومة القيم بين استماتة المدرسة وعبث التلاميذ
- -شعر عز الدين المناصرة بنياته ابدالاته وبعده الرعوي- دراسة ن ...
- التتبع والصرامة والتدقيق الاداري الحلقة المفقودة في منظومتنا ...
- المدرسة المغربية كفايات نوعية مستهدفة
- لماذا يتبول تلاميذنا على مدارسهم؟؟
- ياعرب جوجل ام غوغل اوكوكل ام قوقل ام ماذا؟
- 36 سنة من الخدمة بتفوق @@@
- دفاعا عن تعريب عناوين الانترنيت
- -الشات- العربي توليد ام تهجين
- كم -ايميل - في حوزة ابنتي القاصر
- أطفالنا الرقميون1


المزيد.....




- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - فاطمة الزهراء فرح تصدر -مساءات ارض تستحق زرقة السماء-