أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الهويجل - عندما يصبح الشعب برمته مصدر ازعاج للمنطقة , الشعب الفلسطيني نموذجا














المزيد.....

عندما يصبح الشعب برمته مصدر ازعاج للمنطقة , الشعب الفلسطيني نموذجا


علاء الهويجل

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 05:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان دراسة بسيطة للتركيبة الاجتماعية والسياسية ولتسلسل الاحداث التاريخية للمجتمع الفلسطيني تجعلنا نرى ان هذا الشعب بمعظم مكوناته صار يشعر في السنوات الاخيرة بخيبة الامل بعد ان تخلى عنه العديد من حلفاءه العرب والمسلمين وتركوه وحيدا امام قضيته الازلية خاسرا التعاطف المنقطع النظير الذي كان يحظى به الى وقت قريب .
هذا الشعب نفسه وجد اليوم من يمنحه التعاطف والدعم اللذان خسرهما لكن هذه المرة ليس من العرب المعتدلين والقوى الاقليمية الخيرة بل من قوى ارهابية مرفوضة ومنبوذة في منطقة الشرق الاوسط ودول مارقة على القانون ليصبح الشعب الفلسطيني بذلك اداة طيعة بيد الارهاب او بالاحرى شعب مزعج في المنطقة .
فقد ساعد التعاطف العربي والاسلامي الذي رافق فترة ظهور الاحزاب القومية وحركات التحرر الثورية في منتصف القرن الماضي , على تاجيج الحالة الثورية وحب التمرد التي اندلعت بعد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين تماشيا مع الثورية العربية والاسلامية السائدة انذاك على واقع الاحتلال والاضطهاد الاسرائيلي للفلسطينيين وللعرب الجوار.
وطبعا كانت هذه الحركة الثورية مبررة في خمسينيات وستينيات وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي حيث كان التمرد موجها للعدو الرئيسي والمشترك انذاك وهو اسرائيل وكان هدفه تحرير الارض والوطن من المستعمر الذي كان لازال دخيلا ومرفوضا في منطقة الشرق الاوسط .
ولكن المنطقة شهدت بعد ذلك تغيرا في الواقع السياسي والاجتماعي نحو تقبل اسرائيل كدولة في المنطقة ونحو التحرك ضمن المنظومة الدولية على اساس نبذ العنف والتعايش السلمي وفرض الحلول السياسية .
لكن هذا التغير , لم يرافقه أي تغير في التعامل من قبل الشعب الفلسطيني مع الواقع الجديد بل ازداد الوضع تعنتا وتمردا لدى الفلسطينيين تعبيرا عن خيبة الامل والشعور بالخيانة لقيام الدول العربية بتوقيع معاهدات سلام علنية او خفية مع اسرائيل بينما لازالت مشكلة الفلسطينيين ( معتدلين ومتطرفين ) قائمة مع الدولة الاسرائيلية .
اي ان الوضع تغير حيث تحولت الحكومات العربية من الرفض المطلق لوجود اسرائيل الى رفض جزئي واحيانا الى سلام كلي معها الامر الذي يجعل تلك الدول والحكومات في حل عن تقديم الدعم المسلح واللوجستي والحماية للحركات المسلحة الفلسطينية.
هذه الحركات المسلحة الفلسطينية ومن وراءها الكثير من اطياف الشعب الفلسطيني وجدت نفسها في السنوات الاخيرة امام رقم جديد في المعادلة وهو الفكر الاسلامي المتشدد المتمثل بالقاعدة والذي وجد في القضية الفلسطينة سبيلا لتنفيذ افكاره وتحقيق اهدافه الستراتيجيه .
كما وجد هذا الشعب حواضن جديدة للتعاطف معه ولكن هذه المرة ليست الحواضن العربية المعتدلة بل الحواضن الاسلامية الارهابية فضلا عن حواضن بعض دول محور الشر مثل سوريا وايران التي جعلت منه شعبا ذبيحا مستضعفا امام عدو صور على انه اسطوري وهو ( اسرائيل ) و ( عملاء اسرائيل ) و ( الخونة ) و ( المرتدون ) و ( المارقون ) و ( المهادنون ) وحتى ( الروافض ) وقائمة طويلة من الاعداء .
وصار لايمكن باي حال من الاحوال اصلاح روح التسامح في هذا الشعب الذي تزعم العديد من قياداته الفكرية زعماء الارهاب وسدنته فضلا عن ان الحركة الثورية او حركة التمرد الفلسطينية اصبحت مسيرة لاهداف اصحاب الحواضن نفسهم حتى صارت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تصدر الانتحاريين الى العراق لمحاربة الوجود الامريكي نيابة عن القاعدة كما اصبح مخيم نهر البارد وسيلة بيد سوريا لضرب الحكومة اللبنانية .
وهكذا اصبحت الثورية الفلسطينية اداة طيعة بيد من يمولها ويحتضنها لا وسيلة لتحرير القدس التي لن تحرر .
حتى ان التجاذبات السياسية ومصالح الدول الحاضنة للفكر المتمرد الفلسطيني وصلت الى داخل الحكومة الفلسطينية نفسها حتى اصبح من الصعب ان استمرار حكومة موحدة في ضل تعالي اصوات المتشددين والمتطرفين الفلسطينيين.
وخير دليل على ما نقول هو ان اعداد الانتحاريين الفلسطينيين في بغداد منذ حرب حرية العراق ولغاية الان فاقت بكثير اعداد الانمتحاريين الذي سقطوا داخل اسرائيل .
كما ان خسائر الجيش اللبناني التي فاقت ال30 قتيلا خلال اقل من شهر ضمن احداث نهر البارد كانت اعداد قياسية مقارنة بقتلى القوات الاسرائيلية منذ اكثر من سنة .
ودائما الاداة فلسطينية غير ان القتيل الفلسطيني اصبح في الاونة الاخيرة لايسقط قرب المسجد الاقصى بل يسقط في مفخخة في مدينة الحلة الشيعية جنوب العراق او يسقط اثناء تصويت مجلس الامن على محاكمة الرئيس السوري بشار الاسد .
اذا الشعب هنا اصبح مصدر ازعاج في المنطقة ليس لانه شعب متوحش او شرير بل لاننا تركنا هذا الكيان المضطهد ينمو في احضان القتلة والارهابيين .
اذا فهذه دعوة الى اسرائيل اولا ثم الى الحكومات العربية الى تغير طريقة معاملتها للفلسطينيين اشخاصا واحزابا وكيانات من اجل ان لاينمو هذا الشعب مثل ولد عاق في شرق اوسط نطمح ان يكون مستقرا وامنا .
ولا يمكن لنا ان ننسى هنا التيارات المعتدلة داخل فلسطين لكن الواقع وللاسف اثبت ان هذه الكيانات لاتمثل الا الاقلية من الفلسطينيين وخير مثال على ذلك هي الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الاخيرة التي اكدت ان الفلسطينيين اعطوا اغلبية اصواتهم لحماس المتشددة وليس لفتح المعتدلة .



#علاء_الهويجل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا للملحدين الجدد لقد اقتنعت
- تخبط الملحدين الجدد
- باي حق يطالب عمر موسى بانسحاب القوات الامريكية الصديقة من ال ...
- هلو .. شلونها بغداد ؟ اهلا.. والله بغداد بخير وكل الكلام ال ...
- قصة اغتيال لا تستحق النشر
- رحلة الى معاقل المسلحين في الانبار
- اشياء لم تذكر حصلت في الساعات الاخيرة لذبح كبش العيد صدام حس ...
- محامي صدام يقول ان الافراج عن صدام بات وشيكا
- القاعدة في العراق اصبحت لا تجاهد -لتحرير- العراق بل لتحرير - ...
- هذا ما قالته لي -همسة- قبل ان تموت
- دعوة لجعل الحوار المتمدن برلمان ثقافي يعطي اراءه بالتصويت ال ...
- القوات البريطانية في العراق تتحرك بسرعة الى الحدود الايرانية ...
- نصنع أسلحة .. وننتظر الحرب
- اضحكتنا يا بشار
- الرئيس العراقي يعتذر لفصيل سياسي صغير .. فكم انت كبير ايها ا ...
- ستشعل سوريا الحرب الاهلية من جديد في لبنان بواسطة الانتحاريي ...
- لله درك يانصر الله لبنان تحترق وانت تحدثنا عن المفاجئات
- ردود الفعل الشعبية والحكومية العربية الباهتة تجاه ازمة لبنان ...
- الذراع السني في الحكومة العراقية يقود عملية الرد الرسمي على ...
- أما تراني مذ جرحت اشتعل


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الهويجل - عندما يصبح الشعب برمته مصدر ازعاج للمنطقة , الشعب الفلسطيني نموذجا