علاء الهويجل
الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 08:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدءنا مؤخرا نسمع بارتفاع الصوت الرسمي المطالب بايقاف التدخل الايراني في الشان العراقي والكاشف عن عمق التوغل المخابراتي لهذا البلد في تفاصيل العمل التخريبي في العراق .
ولعلنا كنا نسمع منذ زمن هذا الصوت الرافض للوجود الايراني في العراق الا ان الجديد في القضية وما يبعث على احترام هذه الاصوات هو انها تنبع هذه المرة بصورة رسمية من داخل الحكومة العراقية المنتخبة وموجهة بالاتجاه الصحيح .
فزيارة رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني الى طهران وكشفه صراحة امام المسؤولين الايرانيين مباعث القلق العراقي من تدخل ايراني في شانه الداخلي جعل الامر ياخذ منحى جديا ويبتعد عن ساحة التعليقات الخارجة عن القانون وسلطة الدولة .
فاتهامات المشهداني هذه المرة اتهامات رسمية تستدعي الرد الرسمي الايراني وربما تستدعي ان تاخذ ايران بنظر الاعتبار ان الاتهامات طفت على السطح وبرزت على طاولة المناقشات مثلما لم تكن من قبل .
وانا هنا لا اتوقع مثل كل المتابعين توقف هذا التدخل الذي وصل الى درجة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات السيئة دائما بين البلدين غير اني في اسوء الاحوال اتوقع ان يسهم رد الفعل بتحديد وتحجيم عمل المخابرات الايرانية في العراق ولو بنسبة ضئيلة في الوقت الذي لم يكن هذا التحجيم سياتي كردة فعل على الاصوات غير الرسمية .
الى ذلك نقلت وكالة الانباء الكويتية كونا يوم امس عن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ما يمكن اعتباره دفعا في الاتجاه الذي تبناه الذراع السني في حكومة المالكي حيث توقع استمرار اعمال العنف في العراق اذا ما استمر التدخل الاجنبي لدول الجوار في الشان العراقي .
ولا يخفى علينا ان الاتهام هنا موجه الى الجارة ايران دون غيرها وياتي في سلسلة الضغط العلني والرسمي ضد الحكومة الايرانية .
هذا الضغط جاء معززا بضغط مماثل على الساحة الامنية حيث باشرت القوات متعددة الجنسيات وقوات الامن العراقية بمداهمة واحد من اكبر اوكار وقلاع المخابرات الايرانية في بغداد حيث اعتقلت احد ابرز قادة مليشيا المهدي في مدينة الصدر شرقي بغداد .
مصادر ذكرت ان الشخص المستهدف من العملية هو قائد كبير في المليشيا واحد المتورطين بالعمل المخابراتي مع المخابرات الايرانية الناشطة في العراق .
وانا على ثقة بان تنسيق الضغط العراقي السياسي والامني ضد التدخل الايراني في العراق سيوصل رسالة هامة الى الجانب الايراني ستاتي حتما بردة فعل في الاتجاه الصحيح.
ويمكن لاي مراقب ان يقيس مدى ازدياد الضغط العراقي في هذا الجانب من ردة فعل الزعماء الموالين لايران في العراق والذين اصبحوا يكشرون عن انيابهم ويعربون عن استيائهم المتنامي نتيجة ضرب مصالحهم من خلال ضرب المصالح الايرانية في العراق .
#علاء_الهويجل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟