ماذا فعلت الحكومة العراقية لمواجهة تداعيات الازمة النووية بين الغرب وايران

علاء الهويجل

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 10:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

في خضم تنامي الجدل واللغط في بغداد حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يغفل كثيرون عن الخطر المحدق بالعراق وبجنوبه بشكل خاص نتيجة الازمة النووية الناشبة بين الولايات المتحدة الامريكية والترويكا الاوربية من جهة وبين الجمهورية الايرانية من جهة اخرى .
وليس من الغريب في ظل المراهقة السياسية التي يعيشها الساسة العراقيون هذه الايام ان يترك الحبل على الغارب ويهمل العمل على حماية المصالح العراقية حتى تحين ساعة الصفر فنجد انفسنا مفلسين من أي حل او درع سياسي نحمي به الشعب العراقي ومصالحه الوطنية .
وهنا نجد انفسنا ملزمين بمطالبة شعبية واسعة من الحكومة العراقية لتشكيل لجنة حكومية عراقية داخلية لمعالجة التداعيات المحتملة للازمة النووية بين امريكا وايران .
وعلى الحكومة العراقية الحالية ان تعمل جاهدة ودون انتظار تشكيل الحكومة الجديدة لحماية ابناءها في الجنوب العراقي من أي رد فعل قد يبدر من أي طرف من الاطراف مستهدفا المدنيين العراقيين او حتى القوات الاجنبية في جنوب العراق اذا ما نشب نزاع عسكري جديد في الشرق الاوسط .
وعلى الحكومة كذلك دراسة التداعيات المحتملة لفرض عقوبات اقتصادية على ايران وتوقع ردود الفعل الايرانية والعمل على تجنيب العراق أي ضرر لمصالحه النفطية والاقتصادية .
ولعل اكثر ما يدعو للقلق هو ربط الرئيس الامريكي جورج بوش مؤخرا للارهاب في العراق بالمخابرات الايرانية ما يوحي الى احتمال تدخل عسكري او مخابراتي امريكي من داخل العراق ضد ايران الامر الذي من شانه ان يلحق بالعراق عواقب سلبية هو في غنى عنها .
الازمة تبدو متشعبة اكثر مما يتوقع المتخاصمون والفرقاء في بغداد ولا نرى فوق الطاولة ما يشير الى ان الحكومة تعمل بمنهج ستراتيجي تجاه حل الازمات التي تنذر بمستقبل غامض للعراق .
فهناك العديد من الصور القاتمة التي يمكن حدوثها نتيجة احتدام المواجهة بين الغرب وايران ومنها انهيار الامن وانتشار الفوضى في مدن الجنوب اذا ما وصل الامر الى استفزاز العراقيين الموالين لايران في جنوب العراق على كثرتهم .
لذا فان الحكومة مطالبة بتفعيل دورها وفرض سيطرتها وتوجيه مواطنيها لتفهم حجم الازمة وكيفية التعامل مع الاحداث اذا ما سائت الامور ووضع خطة طوارئ خاصة وتشكيل غرفة عمليات في وزارتي الداخلية والدفاع والنفط لمتابعة الموضوع .

#علاء_الهويجل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل