أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهويدي - إعلان دمشق – بيروت، بيروت – دمشق.. معاناة شعبين














المزيد.....

إعلان دمشق – بيروت، بيروت – دمشق.. معاناة شعبين


حسن الهويدي

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يكن دخول (جيش النظام السوري) إلى لبنان من أجل الشعارات التي رفعها حافظ الأسد، وإنما لثقة هذا النظام الأكيدة أن لبنان أهم بكثير من جميع أوراقه بما فيها الجولان (دورا وإستراتيجية).

هذا التدخل المخابراتي /العسكري طيلة أعوام طويلة أصاب العلاقات بين الدولتين والشعبين بخلل واضح ترك أثرا سلبيا على العلاقة بين الشعبين الجارين، واخص بالذكر هنا معاناة الشعب اللبناني من ذلك الوجود، حيث أطلقت يد المخابرات السورية وافلت لها العنان، تعيث فساداً وإفسادا في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللبنانية.

فعمل على اختراق البنى الاجتماعية والثقافية، لصهرها وإعادة إنتاجها بما يتوافق مع مصالح تلك الأجهزة، وشبكات المافيا التي تقف وراءها، محولا "لبنان الدولة" إلى "حديقته الخلفية"، وممعنا في تعميق الفرقة بين أبناءه، ممارسا سياسة تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ. تاركة إرثا ثقيلا على اللبنانيين يلح على ذاكرتهم وعلى وجدانهم، ومؤثرة سلبا على علاقة الشعبين، ومصالحهما الحقيقية.
"السلطة الأمنية" أضحت اليوم، تعيش وتراهن على أثرها الذي تركته في لبنان، تحرك أشياعها كيفما تشاء فشبحها متواجد على كل شبر من الأرض، تراه ولا تراه، فهو الآن من النسيج الأهلي وخارجه، وليس غريبا أن الكثير من اللبنانيين ما زالوا يعيشون هاجس ذلك التواجد، رغم الانسحاب العسكري القسري للقوات السورية نتيجة الضغط اللبناني الشعبي، والضغط الدولي، بعد عملية الاغتيال الوحشية التي أودت بحياة الرئيس رفيق الحريري.

خمسة عشر عاماً والشعب اللبناني يعاني من القمع والاستبداد كما يعاني الشعب السوري طيلة أربعين عاما من حكم البعث، وحكم الفرد المستبد، الذي حكم البلد، عبر أساليب القهر والقتل والتهجير، وليس مثال حماة ببعيد، فسيرته يعرفها اللبنانيون، والفلسطينيون، والسوريون، أودعهم السجون، واعدم في تدمر العديد منهم، بتهمة معاداة الثورة وأهدافها ، الثورة التي قدمت الشعب السوري واللبناني والفلسطيني على مذبح واحد هو القهر والجوع وانعدام الكرامة.
هذا التاريخ، وهذا الخلل في علاقات البلدين والشعبين، أدى بمثقفين سوريين ولبنانيين إلى طرح وثيقة سميت فيما بعد إعلان دمشق- بيروت، بيروت- دمشق، حاولوا فيها وضع الأمور في نصابها وإصلاح العلاقة بين البلدين الجارين على أساس العلاقة الندية بينهما وحفظ الاستقلال الوطني لكليهما وتقديم الاعتذار عن ما جرى من أخطاء وتجاوزات في العلاقة بين البلدين، بما فيها "الأخطاء والتجاوزات" التي صرح بها الرئيس السوري في خطاب الانسحاب عام 2005، ولكنه لم يعمل أي شيء من أجل إصلاحها أو تصحيحها، أو حتى الكشف عن ماهيتها.
عامُ مرّ على إعلان دمشق/ بيروت، حيث تداعى طيف واسع من أصحاب الرأي في سوريا ولبنان، توافقوا خلالها على ضرورة العمل قولاً وفعلاً، من أجل تصحيح جذري للعلاقات السورية اللبنانية، التي أصابها الخلل نتيجة التواجد العسكري والأمني السوري طيلة خمسة عشر عاماَ.
وتاليا اتهم من وقع على إعلان دمشق.. بيروت بالخيانة، جريمتهم أنهم طالبوا السلطة بالكف عن التدخل بشؤون الشعب اللبناني وبإقامة العلاقات الطبيعية والمتساوية بين الشعبين والدولتين.وكل سوري يتصل بقوى /14/ اذار او يتحدث عن الشأن اللبناني، يعتقل ويحاكم بمواد تجرمه على انه يتصل بدولة معادية، أو اضعاف الشعور القومي حسب المواد التالية/285/و/307/و/287/ .
وهذا ما حصل مع المعتقل الأستاذ الباحث" ميشيل كيلو"والمناضل "محمود عيسى" اللذان حكما بالسجن ثلاثة سنوات ، أما خليل حسين وسليمان شمر فحكما بعشرة سنوات.
أماالمعتقل "فائق المير" عضو الأمانة المركزية في حزب الشعب الديمقراطي السوري،و يحاكم حاليا بتهمة الاتصال بدولة معادية "لبنان"، وجريمته انه حضر مع وفد للتعزية بوفاة المناضل الكبير الراحل جورج حاوي.
أخيرا وبما ان المواقف السياسية للنظام السوري، تعاني من التخبط وعدم الاتزان بما يتوافق ومصلحة الشعبين، بسبب العزلة الدولية والإقليمية التي تعاني منها السلطة، والمحكمة الدولية الضاغطة الآن، فان السلطة مرشحة لأن ترتكب حماقات بحق المناضلين المعارضين في سورية، لذا.. يتوجب علينا جميعا ان نتضامن مع معتقلي إعلان دمشق.. بيروت. والأستاذ فائق علي أسعد (المير) وكافة المعتقلين في سجون النظام، والمطالبة الفورية بإطلاق سراحهم فوراُ ، كما يتوجب علينا العمل لكشف مصير المعتقلين المفقودين السوريين واللبنانيين في السجون السورية وطي كافة الملفات المتعلقة بهم، والعمل أيضا على إيضاح الفرق بين الشعب والنظام في سبيل عدم التضييق على العمال السوريين البسطاء الذي أحوجتهم خطط هذا النظام في التجويع والقهر. وحمايتهم من قبل الدولة اللبنانية، ومحاسبة كل من يعتدي عليهم، وتفعيل بنود الوثيقة العشر من حيث القول والفعل، وتركيز دعائمها على الأرض ، لتكون رديفا لإعلان دمشق للتغير السلمي الوطني الديمقراطي، ومبادرة المناضل الكبير رياض الترك.

* كاتب وسجين سياسي سوري







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهج الفساد في سورية..خطوط...دوائر وزوايا جزء من حكاية
- تدمر في الذاكرة.. مملكة الرماد.. مجرد موت واحد
- (1)تدمر في الذاكرة ..سجانو الرغبات
- تدمر في الذاكرة.... سجانو الرغبات 1
- تدمر في الذاكرة ...في الطريق الى تدمر...مشاهد من التعذيب في ...
- تدمر في الذاكرة ..في الطريق الى تدمر ..مشاهد من التعذيب في س ...
- تدمر في الذاكرة ..في الطريق إلى تدمر..مشاهد من التعذيب في سج ...
- تدمر في الذاكرة.. في الطريق إلى تدمر... مشاهد من التعذيب في ...
- تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر
- تدمر في الذاكرة في الطريق إلى تدمر.. تدمر في الذاكرة في الطر ...
- الطريق الى تدمر...مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق2:
- تدمر في الذاكرة ..الطريق إلى تدمر مشاهد من التعذيب في سجون ا ...
- الطريق الى تدمر...مشاهد من التعذيب في سجون التحقيق
- تدمر في الذاكرة12في الطريق الى تدمرشهادات عن التعذيب1
- تدمر في الذاكرة -10- (ضحايا تشابه الأسماء)
- تدمر في الذاكرة (9) محاكم استثنائية
- الإعلام السوري طنة ورنة ومدارات:
- في مؤتمره القادم هل يعتذر حزب البعث للشعب السوري
- تدمر في الذاكرة8 ليلةمن2000يوم وليلة
- تدمرفي الذاكرة(6): شبح عون المخيف 1989


المزيد.....




- من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟ ...
- معارضة غربية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة
- -أوروبا تبحث عن الحرب-.. روبيو يعود بأخبار صادمة من روما
- رغم ماضيه بالسجن.. الشيوخ الأمريكي يوافق على تعيين والد صهر ...
- أول مطار رسمي للطائرات بدون طيار في روسيا يظهر في سخالين
- WSJ: دائرة بايدن المقربة عتمت على حالته الصحية خوفا من تأثير ...
- ألمانيا.. القبض على سوري بعد طعن 5 أشخاص في حانة بمدينة بيلي ...
- ما هو -مشروع إيستر- الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحما ...
- غزة.. 45 قتيلا منذ فجر اليوم
- خبير أمريكي عن فرصة زيلينسكي لإنهاء الصراع بأقل الخسائر: ليع ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهويدي - إعلان دمشق – بيروت، بيروت – دمشق.. معاناة شعبين