أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة -10- (ضحايا تشابه الأسماء)















المزيد.....

تدمر في الذاكرة -10- (ضحايا تشابه الأسماء)


حسن الهويدي

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 08:57
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


بينما كنت اتناول طعام الإفطار ملعقة صغيرة من مربى المشمش وربع بيضة مسلوقة تفوح منها رائحة العفن، دفعت سخرة الطعام الثمن الباهظ لإدخالها، حيث نزفت دماء الرفيق أبو صقر (الديري) نتيجة ضربه من قبل احد عناصر الشرطة العسكرية على رأسه بقضيب معدني، دخل باسماً رغم الألم الناتج عن قوة الضربه يتكلم بلهجته الديرية ( شكون.. بالريش ول اخوي لا عاش عمر الردي)، ضحكت منه وقلبي يعتصر الماً على كل قطرة دم تنزف من جبينه الشامخ، هرع الشيخ ابو حذيفة إليه مسرعاً ووضع كفه على رأسه حيث الدماء تنزف من بين اصابعه وهو يقرأ من ذكر الله ما تيسر له إيمانا منه أن الله قد يخفف عنه الألم وينقطع النزيف، انه صباح تدمري آخر، دائماً ممزوج بالموت والتعذيب الذي لايمكن أن يتحمله بشر على وجه هذه البسيطة، ضيق المكان كهوف مظلمة، سوط الجلاد وعصاه المعدنية، كلها في الذاكرة اليومية، ننام مجبرين مبكرا ونستيقظ كذلك، طبول كثيرة تقرع في رؤوسنا وأصوات المعذبين في الباحات الاخرى تنذر بقدومهم الينا، ما يدهشني اننا نصمد من الصباح حتى المساء، والصمت لغتنا، ذلك الذي يسكنه الخوف والترقب، الكل حزين وبائس وصامت، بعضنا يقرأ القرآن في سريرته دون أي حركة من الشفاه خوفاً أن يراه الحراس، آخرون يضعون روؤسهم بين أرجلهم، حيث تذرف الدموع من أعينهم خجلاً من ان يراهم احد من الداخل، انه الجحيم، وألسنة اللهب تطال الجميع شابا وكهلا، معافى ومريضا، مجنونا وصاحٍ.
هرع الجميع فجأة الى الزواية ووجههم باتجاه الحائط ورئيس المهجع الى الباب.. حاضر سيدي، حاضر، الرقيب كان حاضراً الى الباب دون أن يشعر أحد بقدومه رغم الصمت الذي كان يخيم على المكان الرقيب... اسمع ولاك ليش كل هذا الصوت طالع من عندك يارئيس المهجع يا ابن الشرموطة.. حاضر سيدي تعال ياشرموط اخرج الى الباحة حتى تتأدب ويتأدب كلابك خرج رئيس المهجع ولم نسمع صوته الذي اختفى تحت صوت الكرابيج الغليظة التي تطلق صوتاً قوياً لقد عرّوا ظهره وجلدوه ما يقارب مئتي جلدة وادخلوه بعدها الى المهجع.. فقال له اسمع .. اسم هذا الكلب موجود عندك في المهجع، شنهو* الاسم سيدي... حسن.. نعم سيدي موجود هرعت الى الباب مسرعاً لاادري ماذا افعل وعزائمي قد انهارت وتسارعت دقات قلبي الذي يكاد أن يخرج من بين اضلعي وارتفعت حرارة جسدي ولكن سأخرج على كل حال
صاح بي ... اخرج يا أبن القحبة دوختني عليك، الآن تعرف شو راح نعمل فيك.. ياأبن الشرموطة..،
خرجت ووضع السوط في رقبتي وانا منحني الرأس والظهر جرني كما يجر كلباً مصاب بالجرب، يهددني بالموت وانه سوف يضع حبل المشنقة حول رقبتي، ويتهمني انني كنت مختبأ وهم يبحثون عني منذ الصباح وانا الذي حفرت قبري بيدي وكأن لي يدين في هذا الظلام.
خوف اللحظة قد أختفى وحضر الخوف القادم الذي لا اعلم عنه شيئا، إن قال الاعدام شنقاً اوضرباً بالعصي فهو صادق ، ان جسدي ملعون بالنسبة لهم وكل خلية فيه هي ملك لهم وفنائه ليس مستحيلا. ونحن في الطريق أوقفه احدهم وسأله:
-هل وجدته
فقال له: نعم في أي مهجع.. المهجع /11/
- بسيطة... يا ابن القوادة..
قالها في نية مبيته لي وكأنه يريد الانتقام مني في تلك اللحظة ولكن لا اعلم ما الذي منعه من ذلك .
ادخلني من باب حديدي سميك و ضيق، طلب مني أن احني راسي الذي هو منحي اصلاً وقفت بمكان تفوح منه رائحة البيض المقلي، ورائحة الشاي والتبغ، وصوت المطرب فؤاد غازي الذي ينطلق على مابدا لي من الراديو واحدهم يردد من وراءه، طلب مني الرقيب الجلوس ارضاً وان اغمض عيني ووجهي باتجاه الجدار وقيد يدي خلف ظهري بسلاسل من حديد، رفسني احدهم من الخلف وهو يسبني ويضربني على رأسي ويقول:
"بدي اذبحك ياابن المهيفة ياابن الديوسة* مجرمين خونة والله الا اقطع روؤسكم، بدي اجيب امك واختك اكيد اختك حلوة بيدي العب عليهن الطسة*"
انتابني غضب شديد وألم يمزق احشائي وكنت اتمنى اموت في تلك الساعة دون اسمع ذلك.
شعرت بقدوم احدهم وطلب من الشرطي أن يأخذني الى المكتب وجرني وهرع بي مسرعاً احسست انني في غرفة لايوجد فيها احد طلبا مني الوقوف باتجاه الحائط، هددني كالعادة ان اتيت بأي حركة سوف تكون تلك الحركة نهايتي خرج على مابدا لي لم يعد في الغرفة اصوات، ساد المكان الصمت المخيف، يمرون بك كالاشباح واحياناً كثيرة يقفون من وراءك دون تشعر وتفاجأ بضربات قوية على رأسك.
اعدام نعم قلتها في سريرتي من الذي يمنعهم من فعل ذلك، صمدت كثيراً وانا متعب الآن وآن الآوان كي ارتاح، ليستسلم قلبي لذلك، انا لم اعد استطع يا اسياد الموت ان احييكم، لن اصفق لكم بعد اليوم قهراً، لن اضحي بقطرة دم بعد كي يرسلونها ببرقية "عهد وولاء بالدم" انا مسافر بلا حقائب بلا كلمة سيدي بلا توسل فمرحبا بالموت الذي لم اختره، والدموع تسيل لتنساب نحو فمي لأتذوق طعمها الذي قد ينقذني من مّر العذاب.
لحظة أخرى وجاء احدهم وبصحبته أخر هذا ما تبين لي من تبادل الحديث فيما بينهم، وطلب مني ان ارفع راسي واغمض عيني وهمس بالذي بجانبه هذا مش هو؟؟ هو يارجل.. ثم سألني مما اسمك ..اسمي.. انا سجين.. شو يا حيوان شو اسمك .. انا سيدي... ايه انت ..اسمك والكنية تبعك.. حسن الهويدي، سيدي، يلعن قوط امك ..حاضر سيدي انا سيدك غصب عن اللي خلفك ياابن القحبة ، ثم رفع راسي بيده وصفعني بقوة على خدي عدة مرات حتى خدر تماما ولم اعد اشعر من ضرباته بشىء لكن رسمت اصابعه اثراً على خديي فردّ عليه الذي بجواره قائلاً خلص يازلمة المعلم يحكي عل الهاتف اجلها بعد ما يخلص المعلم من المكالمة، اشو هذا من العصابة المجرمة وعميل لأمريكا واسرائيل وقتله حلال.
سرعان ما خطر في بالي انني اعتقلت اثناء تأدية خدمة العلم ، هل يعقل ان يتهموني بالتجسس لصالح اسرئيل ممكن، اكدت لنفسي ذلك وكل الاحتمالات مفتوحة.
شعرت بألم لا يحتمل في عنقي دون ان يمسني احد ، ولكن شممت رائحة التبغ المشتعل وبعد لحظة زاد الالم وجس عنقي شيء لا اعلم ماهو وبدأ عنقي يحترق وتفوح منه رائحة اللحم المشوي ، يا الهي هل صب احداً مادة (الاسيد) على عنقي، هل اصدق الرواية التي حكى لي اياها احد السجناء عن وجود هذه المادة لدى فروع المخابرات ، نعم شاهدت سجناء قد ماتوا نتيجة الضرب بالعصي و القبضان المعدنية والرفس.
وشاهدت سجناء ماتوا نتيجة اسقاط القرميد ( البلوك) على رؤسهم من الاعلى.
ومات البعض نتيجة المرض وعدم توفر الادوية والخوف والبرد ولكن ان تذوب بمادة الاسيد لم اشاهد ولكن سمعت عدة روايات؛ هل اكون من الذين سوف يطالهم ذلك، من شدة الالم حاولت ان امد يدي ولكن كانت مقيدتين خلف ظهري، لا استطيع فعل أي شيء ،في تلك اللحظة والموت اقترب اكثر شعرت بعدم الخوف لانني لا اعلم الطريقة كيف اموت بها ولكن انصب تفكيري حول اسرع واسهل طرق الموت التي يتبيعونها وبعد لحظات شعرت بيد اقتربت الى عنقي اكثر وادركت ان احدهم كان يحرق عنقي بسيجارة واطفئها عليه، وانا في تلك الحال جرني البلدية على ما يبدوا واخذني الى مكان مظلم احسست ذلك بالرغم انني معصب العينين وسمعت بابا ينفتح وقد تراكم عليه الصدىء وتآكلت البعض من أجزائه، أنها الزنزانة التي يتم تحضير بعض السجناء فيها لتنفيذ حكم الاعدام، اجل هي هكذا جزمت على نفسي الأمر، سمعت صوتا يخاطبني،
-أنت حسن..
-نعم سيدي...
-اين كنت تخدم بالجيش قبل اعتقالك
-(قوات خاصة) سيدي ...
-قلت قوات خاصة...
-نعم.. هل حاولت قتل احد من الضباط في وحدتك العسكرية..
-انا سيدي..
-ألا انا..
-لاسيدي.. فرد بصوت هادىء هل انت متأكد ..متأكد سيدي... يلعن بيك.. والله والله وحق الرب يا كلاب سوف تموتون موت الجرادين بالسم ، كلب ولا.. حين توقفت كم بقي لديك من الخدمة... شهرين واتسرح ، صاح بي اقترب، لا ادري في أي اتجاه ولكن اتجهت نحو مصدر الصوت واصطدمت بشيء صلب ووقفت، قال لي..
-عمال تبصبص يا ابن القحبة .. هلق بقلعلك عيونك ..بلدية ...بلدية حمار ..
-نعم سيدي ارفع الطميشة عن هل العرصى ..
البلدية ارخي رأسك يا ابن الشرموطة ..وفك الرباط عن عيني ونظرت باتجاه الشخص الذي كان يكلمني ...اقترب يا عرصى اقتربت، هل هذا دفتر خدمة العلم لك نعم سيدي، قلتها ولا ادري ، فتحه على صفحة معينة ونظر في الصورة الملصوقة عليه والاسم والعنوان ثم وجههه نحوي وقال لي تأكد، نظرت الى الصورة التي لم أرى صورة وجهي من خلالها منذ سنوات هل يعقل هذا انا شعر طويل وشباب مرح ونظرة متفائلة بالحياة..
- نعم سيدي انه لي
وضعه على الطاولة واخرج بعض الاوراق ودون البيانات الموجودة في الدفتر وفتح ظرف اخر واخرج منه اوراق وبدأ يقرأ البعض منها نظر الي بطرف عينييه وقال لي..:
- مين كان ظابط الامن في وحدتك..
- لا اعرف من هو سيدي
- آ..آ ..لا تعرف..نعم.. وضع بعض الاوراق في مقدمة الطاولة واحرفها باتجاهي وطلب مني أن اتقدم خطوة واحدة ..
- ابصم
- حاضر سيدي..
- ولكن ايدي...
- شو.. شوبها ايدك مربوطة.. مربوطة بدي احطها في قوط امك.. بلدية يا ابني يا حمار خذ الاوراق وضع عليها بصمة حافره.
- المفتاح سيدي ..
-ليش المفتاح
-عشان افتح (الكلبشة) سيدي ..
-المفتاح ياابن العرص بدي اخلي (بدري بيه ابوكلبشه يحط ايرو بقوط اختك واختو ويفتحن) وصاح به بصوت عال امسك ابهامه وبصموا وهي مكلبشة يا حمار.. ما حلك تفهم ياابن الحمار حاضر سيدي امسك البلدية اصبع الابهام بقوة باتجاه معاكس شعرت بألم فيه ولكن لا استطيع سحبه من يده القوية، ووضعه على مايبدوا في الحبر ومن ثم نحو الاوراق وكررذلك عدة مرات والالم يشتد حتى شعرت بكسر العظم.
انهى عمله وناوله الاوراق ثم نظر فيها، قال لي لقد سرحوك من الجيش لأنو ما بدنا كلاب من امثالك يخدمون فيه.
رن جرس الهاتف، رفع السماعة بيده القوية فرد قائلاً.. احترامي سيدي... حاضر سيدي.. لا سيدي ليس هو.. فقط الاسماء تتشابه.. حاضر ثم وضع راحة كفه على السماعة ونظر الي وسألني من أي مهجع ، من مهجع / 11/ سيدي تاريخ ولادتك من نفس المدينة التي تقيم فيها ..نعم سيدي ثم واصل حديثه على الهاتف ...لا سيدي انا متأكد ليس هو ومتأكد من فارق السن ايضاً هذا مازال في خدمة العلم ومن مواليد 1964 ومكان الولادة يختلف ايضاً ...حاضر سيدي متأكد مئة في المئة امرك سيدي ثم اغلق سماعة الهاتف وصاح بصوته النشاز.. بلدية.. خذ الحمار حاضر... وجرني البلدية كعادته واخرجني من الغرفة دون ان يعصب عيني وحين وقف كان رأسي منحي نحو الاسفل وضربني بقوة عليه وقال لي رافع الطميشة يا ابن الشرموطة وصاح بالرقيب ..حضرة الرقيب.. هذا الكلب كان رافعها اخ علق بدي ارفع رجلوا ورجل خيتوا قال هذا الكلام وهو قادم نحوي وقبل ان يصل رفسني ببوطه العسكري بقوة على وجهي وسالت الدماء من انفي ..تبصبص يا ابن القحبه ما هيك والله لقلع عيونك .. سيدي انا لم ارفع الطميشة ولكن هم رفعوها وتأكد حضرتك من ذلك كيف لي رفعها وانا مقيد اليدين ثم رفسني ثانية وقال لي .. اخرس ياابن الشرموطة وتحكي كمان... هذا اصدق من بيك وبي الي خلفوك. بلدية جر هالكلب وقعدوا في الباحة الاولى لحين مجيئي .. حاضر حضرة الرقيب وجرني بلدية مسرعاً ودفعني من خلال عتبة الباب التي اوصلني اليها ووقعت على الارض ولم استطيع النهوض كون يدي مقيدتين خلف ظهري وهو يصيح بي قم وقف ياعرصى، ثم سحلني الى الباحة الاولى ووقف وقلب ظهري الى الاعلى ومن ثم داس على ظهري بقوة وبدأ يدبك ويغني( لزرع لك بستان ورود وشجرة زغيرة تفييك، بدي احط ايري فيك يا ابن الشرموطة) ثم جاءالرقيب وطلب من البلدية ان يأتي بالكرباج ،من اول ضربة تقع على ظهري صدر منه صوت وكأنه الانفجار، وامعائي تكاد تخرج من فمي ن وكلما استدرت على جهة ما، كان الضرب ينهال على جسدي بشكل عشوائي من كل ناحية ورأسي الذي تعرض للضرب لا استطيع حمايته بيدي المكبلتين بسلاسل الحديد هكذا حتى فقدت الوعي كلياً صحوت وانا بداخل المهجع .
نظر الي الجميع بحزن وهم يحاولون يفهموا ماذا حصل لي في الادارة ، وماذا كانوا يريدون مني، ولمَ تعرضت لهذا الضرب الذي شوّه كل اعضاء جسدي، اقترب مني الشيخ ابو حذيفة ومد لي رجلي نحوه وهو يمسدهن برفق وشفتاه تتحرك ببطء شديد كأنه يطلب من الله شيئا من الرحمة لي وعييناه مغرورقتان بالدمع، ان رف طرفه سرعان ما تسيل، لكنه اصرّ ان لا ترف حتى يمدني بالشجاعة التي هي جزء لا يتجزء من شخصيته ثم سألني وهو يضع يده على جبيني ماذا كانوا يريدون منك، رددت عليه بصوتي الذي احاول ان يكون قد تخطى مرحلة الالم طلبوني من اجل التسريح من خدمة العلم ، الحمدلله قالها بعمق وصدق ... المهم ليس تحقيق من جديد.. قلت له لا.. من اجل الجيش.
طلب لي الماء من احد السجناء وبلّ قطعة قماش ومسح اثر الدماء الجافة حول انفي ووجهي.
وبقي حالي هكذا لايام حتى استعدت نشاطي من جديد وعليّ ان اخرج من فترة النقاهة التي نعطيها لبعض في الداخل، واخرجوا من المهجع حوالي عشرة سجناء لا ندري الى اين.
وبعدها بساعات احضروا الينا حوالي خمسة عشر سجيناً من الباحة الثالثة والرابعة كانوا موزعين قبل اشهر في الفروع الامنية التي قضوا فيها سنوات طويلة وتم تجميعهم في سجن تدمر تمهيد لمحاكمتهم، تم توزيعهم من قبل رئيس المهجع على المجموعات وطلب منهم ان يعرفوا على انفسهم على الملأ ومن أي مدينة وماهي التهمة الموجه لكل واحد منهم، فمعظمهم من تيار الاخوان المسلمين.
وطلب منهم رئيس المهجع ان يقف من كل مهجع واحد: ويعلم الناس بأهم الاخبار ان كانت هناك اخبار جديدة وهذا عرف بين السجناء بداخل تدمر، وقف احدهم يحمل خبراً جديداً عن طريق احد السجناء الذي ذهب الى مشفى التل العسكري لاجراء عمل جراحي هناك، ابلغهم هناك نية لصدور عفو رئاسي وهذا الخبر سمعه من احد الممرضين في المشفى، وهكذا اخبار من النوع سرعان ما تلقى انتشارا في السجن وسرعان ماظهر على وجوه الكثيرين بارقة امل.
وقف سجين من مهجع آخر، فقال ليس لدي اخبار مطمئنة الخبر الوحيد المزعج تم اعتقال القيادي في تنظيم الاخوان الدكتور(حسن الهويدي) ظهرت بادرة الاستنكار والحزن على تنظيم الاخوان ووقف احد السجناء وطلب منه ان يوضح من اين مصدرالخبر فقال منذ فترة قرءوا اسمه عندنا في المهجع وبقية المهاجع الاخرى، وسأل الم يقرؤا اسمه في مهجعكم متعجباً، ادرك رئيس المهجع ذلك ووقف بلا وموجود عندنا في المهجع وقفوا جميع الذين جاؤا مندهشين اين هو،
ارتفع الصوت في الداخل ويكاد يسمعه الحرس تدخل المسؤول الصحي حتى يلتزم الناس بالهدوء، ضحك الجميع وهم مازالوا مندهشين ومتشوقين لرؤيته ، حسن الهويدي قوم وقف قال ذلك رئيس المهجع وقفت وهم ينظرون الي بدهشة هل يعقل ان هو ولكن ؟؟؟؟
جلسوا ومازالوا ينظرون الي بتمعن فقال لهم رئيس هذا هو حسن الهويدي الذي قرأو اسمه من فترة وهو موجود في هذا المكان لاكثرمن سنة وليس الذي تقصدونه والحمدلله هذا ولا ذاك، ردّ احدهم كيف نعلم البقية في المهاجع الاخرى لانهم مستنكرين ومتوترين جداً وحدثت مصادمات بين السجناء وكل السجن متوتر، ردّ رئيس المجهع نحن هنا منعزلين عن العالم وليس لدنيا أي وسيلة اتصال ولكن الذين خرجوا من عندنا شيء مؤكد اخذوهم الى مهاجع اخرى وسوف تتوضح الصورة عند البقية.
هكذا كدت ان اقع ضحية هذا التشابه بالأسماء، كما وقع الكثيرون وراحو ضحايا لأسماء متشابه..
* الطسّة: هي لعبة مشينة وكثيراً ماتضر بالجسد والكرامة الانسانية ( وتلك من اللهجة الفراتية)
*شنهو: من اللهجة الفراتية ( للأستفسار)

كاتب سوري وسجين سابق



#حسن_الهويدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمر في الذاكرة (9) محاكم استثنائية
- الإعلام السوري طنة ورنة ومدارات:
- في مؤتمره القادم هل يعتذر حزب البعث للشعب السوري
- تدمر في الذاكرة8 ليلةمن2000يوم وليلة
- تدمرفي الذاكرة(6): شبح عون المخيف 1989
- تدمر في الذاكرة(5) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة(4) طبابة متميزة
- تدمر في الذاكرة (4): الثمن الباهظ
- تدمر في الذاكرة3...حمامات الدم الساخن
- العيد في سجن تدمر
- الكرد والمغمورون في سوريا
- فوبيا المؤامرة


المزيد.....




- لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام ...
- حاولوا إدخال الأرز والدقيق لغزة.. تفاصيل اعتقال حاخامات خلال ...
- 10 ألاف اسرائيلي يتظاهرون امام مبني وزارة الحرب
- إعلام عبري: واشنطن تحاول مساعدة تل أبيب في منع -الجنائية الد ...
- بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل ...
- شاهد.. اعتقالات جماعية للمحتجين بجامعة واشنطن وتوقيف مرشحة ر ...
- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- على غرار رواندا.. هل يرحل الاتحاد الأوروبي اللاجئين إلى تونس ...
- اعتقال العشرات المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعات أميركية


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حسن الهويدي - تدمر في الذاكرة -10- (ضحايا تشابه الأسماء)