أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - ذكرى النكبة , ثم النكسة , على قصف أو حصار المخيم المباح















المزيد.....

ذكرى النكبة , ثم النكسة , على قصف أو حصار المخيم المباح


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل أيام, دخلت النكبة شيخوختها بإكمالها سنها الستون , وبذا تلج مرحلة العمر المرذول , ومازالت الرذيلة العربية تنتجها وتنتج مقومات إعادة إنتاجها من خلال سيادة الاستبداد في بلادها وعبر تعميم ثقافة الهزيمة , والمصيبة بل المأساة , أن الشاهد على الحدث دائما أنقاض مخيم ما , بعد أن ولد للمرة الأولى في الشتات في أعقاب الهزيمة الأولى , النكبة 1948 .
اليوم تصادفنا النكسة أو نصادفها, لا فرق , فقد بلغت سن العقل بعد أن أكملت أربعينها, و بحول الله أيضا تأتي على أنقاض مخيم فهل هذه صدفة؟
أعقلت النكسة ياترى أم عقل أصحابها أم نضج لحم المخيم ؟ أم أن الذكرى تحتاج في لجة دورتها مخيما شهيدا ليكون شاهدا , تقصدا كان أو تعثرا؟
تتابع الهزائم العربية , ويبيت المخيم أحيانا على حصار ويفيق أحايين كثيرة على مجزرة , وتصبح المجزرة ذكرى مخيم, ويصير المخيم تاريخا , ويسرد التاريخ المخيم رقما من هزيمة , وتمضي الهزيمة حدثا تدشن تواترا ثقافتها لتصير جوهرا تاريخيا للذات العربية التي ارتبطت وبحكم الاستمراية الزمنية بالاستبداد, والقهر , والمعتقلات , والاستفتاءات , ملكية كانت أم جملوكية .

ولد المخيم من رحم مجزرة أنتجت نكبة , والنكبة أنتجت أنظمة عسكرية سمت نفسها تقدمية وآلت على نفسها تحرير فلسطين والمواطنين من عملاء أمريكا و“إسرائيل“ , وأتت النكسة , فضاعت كل فلسطين وفوقها أضعاف مساحتها من مصر وسوريا والأردن ولبنان .
من المفهوم آنذاك أن العدواقترف المجزرة في سياق سياسة إبادة شعب لا تستوي حجته العنصرية التي أقام كيانه على أساسها [„أرض بلا شعب „وهبها ربهم لهم „كشعب بلا أرض“ , فهي كانت أرض الميعاد التي أوكل إلههم إلى الوزير البريطاني بلفور لينجزه ], إلا بإبادة الشعب أصحاب الأرض الأصليين عبر المجزرة , وراح المخيم يمتد انفساحا خارج الوطن اليهودي الموعود ليحين قتله في مرحلة لاحقة.
ولكن المخيم عاند ماأرادوا له , فتحول أمام ناظريهم إلى خزان لا ينضب من المقاتلين للمقاومة التي انطلقت على أثر النكسة عام 1967 كنتيجة , وصار شاهدا , لم تمضي ثلاث سنوات لتدرك قوى الاحتكار العالمي التي رعت إقامة الكيان الصهيوني بالتعاون مع النظام العربي السائد آنذاك أهمية المخيم , فكانت مجازر أيلول 1970 بمعية النظام الأردني , ولا نفع لذكر المبررات إن هي كانت أخطاء لقيادات المقاومة الفلسطينية أو لتهور بعض الشعارات التي طرحت , المهم في الأمر أن العدو لا يسمح للمخيم أن يكون شاهدا فجعله شهيدا .
وتكبر الهزيمة , فبعد ثلاث سنوات أخرى تندلع حرب تشرين , تعود سيناء وتضيع كل فلسطين وترتهن مصر لأمريكا ول „إسرائيل“ وتتدافع الأنظمة العربية من بعدها إليها بعد أن ألقوا السلاح وصار „السلام“ خيارا استراتيجيا وانبروا من يومها لا ينتجون ولا يخترعون سوى المبادرات لهذا الخيار .
ثلاث سنوات أخرى مرت بعدها, كان الجولان حينها ينعم بنوم هاديء في أحضان العدو , تستيقظ المخيمات الفلسطينية في لبنان على صوت قصف المدفعية معلنة بدء الحرب الأهلية هناك 1975 بعد أن أخرت حرب تشرين اندلاعها إلى حين , فظروفها كانت ناضجة منذ عام 1969حيث الاحتكاكات الأولى بين الجيش اللبناني وقوات حزب الكتائب من جهة وأفراد المقاومة الفلسطينية من جهة أخرى , وبعد دخول القوات السورية بمباركة أمريكية أوربية للدفاع عن أعداء اليوم حلفاء الأمس من قوى ال14 آذار (ذكرى لمن لا يتذكر) وبمعية النظام السوري وحلفائه الفاشيين من قوات حزب الكتائب وغيره من عملاء الكيان الصهيوني تمت مجزرة مخيم تل الزعتر حيث أزاله الحقد عن بكرة أبيه .
بعد 10 سنوات من الهزيمة عام 1978 غزت „إسرائيل“ لبنان لتأمين حدودها الشمالية من عمليات المقاومة الفلسطينية إلى حدود الليطاني في ظل الحرب الأهلية اللبنانية , ثم تبعتها بغزوة أخرى سنة 1982 بهدف القضاء على قوات منظمة التحرير الفلسطينية نهائيا أو تحييدها كليا عن طريق إخراجها من لبنان بالإشتراك مع أطراف من قوى 14 آذار بقيادة سمير جعجع الذي ارتكب بالتواطيء مع شارون مجازر صبرا وشاتيلا , ثم تلتها حرب المخيمات الفلسطينية الفلسطينية برعاية النظام السوري ومساعدته ليكتمل ماعجزت عنه إسرائيل بالترحيل الشهير لقوات عرفات من طرابلس بحماية الأسطول الفرنسي(حينها كان العرب المسلمون مشغولون بحربهم المشتركة مع أمريكا ضد الإتحاد السوفييتي آنذاك) .
وبدون التوقف عند التفاصيل , من اتفاقية كامب ديفيد المصرية إلى فض الاشتباك السورية إلى وادي عربة الأردنية إلى أوسلو الفلسطينية , وما بينهما من عهود سرية أو علنية بين الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الأخرى , مرت منذ أيام قليلة الذكرى الستون للنكبة والمخيم الفلسطيني ولحمه مباح بين الأخوة الفلسطينيون ضمن سياق الصراع على السلطة الكركوزية بين حماس وفتح في قطاع غزة المحاصر والمجوع والمستهدف بالإبادة يوميا وفي ظل الاعتداءات اليومية على مدن الضفة وسياسة تهويد القدس نهائيا .
واليوم تقف الذكرى الأربعون للنكسة على حدود مخيم النهر البارد المحاصر والمقصوف وسكانه الرهائن والقتلى ليشهد اللجوء ال61 , وربما لحقه مخيم عين الحلوة أو أي مخيم آخر , في خضم صراع بين الجيش اللبناني „الوطني البطل“ ,التي أجمعت على وطنيته كل الأطراف حتى أمريكا التي سارعت بإرسال المساعدات العسكرية العاجلة له(وربما صدق قصف قوات اليونفيل للمخيم),وتنظيم „فتح الإسلام“ „لتحرير فلسطين“ (أي إسلام وأي فلسطين؟), لا يهم إن كان هذا التنظيم تحت رعاية المخابرات السورية والنظام السوري لنشر الفوضى والتدمير على الساحة اللبنانية لإثبات أحقيته في العودة إلى لبنان لرعاية أمنه بعد أن طرد منه , أو بهدف النأي بنفسه عن المحكمة الدولية , أو رعاية إيرانية لتحسين أوراقها في التفاوض مع أمريكا حول ملفها النووي , أو إن من أصول قاعدية(نسبة لمنظمة القاعدة) , أو استطالة لمنظمة „فتح الانتفاضة“ حلفاء سورية , أو أنه تفجير أمني مرتب من قبل الأمريكي الصهيوني ملحقا من „نظرية المؤامرة“ للتعجيل في المهام المرصودة .
كل شيء جائز ولكن الأهم في الأمر أن التركيبة الطائفية اللبنانية المولدة للمشاعر الطائفية والمذهبية والاستقطاب على أساسها , وما بذلته الأوساط الانتخابية بمجملها من شحن طائفي ومذهبي في حملاتها الانتخابية لمنع مرشحي القوى الوطنية وتيار ميشيل عون من الوصول إلى البرلمان (للأسف كان هذا بموافقة حزب الله) التي أتت بقوى 14 آذار إلى السلطة , ثم ما بذل من جهود في تجييش الشارع السني بالحقد المذهبي من قبل تيار المستقبل في الفترة الأخير بمقابل الشحن المذهبي الشيعي في ظل الصراع بين قوى 14 آذار وحزب الله وحرب الساحات على إثر الصراع الذي اندلع بعد الحرب الفاشلة التي شنتها إسرائيل على لبنان وخروج حزب الله وأمل من الحكومة , وبالتالي تم غض الطرف عن نمو تنظيم سني لم يعيروه انتباها إن كان عناصره من فلسطين أو سورية أواليمن أوالسعودية أو ...إلخ , كل هذا كان تربة خصبة لترعرع هذا التنظيم وتمدده السريع الذي توافق بالتأكيد مع أجندات الأطراف والمشاعر المذهبية الطائفية لسكان المنطقة المتواجد فيها , ولكنه أخيرا انقلب عليهم , لا يهم بالتالي إن كان اسمه فتح الإسلام أو جند الشام .

ما يسود من أوضاع في ساحة الوطن العربي الشاسعة كان من مستلزمات النكبة والنكسة وكل الهزائم الماضية والحاضرة والمستقبلية , ومن أهم شروطها وأسبابها ونتائجها , ولا يمكن الخروج من تحت مظلة المهانات والنكبات والنكسات والهزائم إلا عبر الخروج من هذه الأوضاع التي باتت واضحة للجميع , فمتى نبدأ؟ .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايجري خلف المشهد السوري الأخير
- نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة
- من الذي يضعف الشعور القومي والوطني واقعيا في سوريا؟
- هل نتعلم من عدونا
- أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه
- قصة........حدث في مركز اللجوء المركزي في Halberstadt


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - ذكرى النكبة , ثم النكسة , على قصف أو حصار المخيم المباح