أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - في يوم الأرض














المزيد.....

في يوم الأرض


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


مناسبة يوم الأرض تعود بي بالذاكرة إلى الانطلاقة الأولى لها , ليس في فلسطين وإنما في سوريا حيث ولدت وترعرعت في مدينة دمشق , كان هذا عام 1976 , لماذا؟
لأن الحدث كان له أثر كبير على خياراتي السياسية اللاحقة حيث شكل منعطفا شخصيا جوهريا لما أصبح عندي من ولاءات حزبية سياسية فكرية أيديولوجية , كنت حينها في مقتبل العمر , في العشرين , و في السنة الثانية من دراستي الجامعية ضمن أروقة المعهد الكهربائي وجدران كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية(كانت الكلية , ذات البناء الحديث الغير مكتمل بين البساتين , والتي كانت تسمى سابقا المعهد العالي الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي , مشهورة بالحراك السياسي للطلاب , ميزته المعارضة للسلطة آنذاك) , حيث كان أيضا الحدث الأبرز والأساسي الذي دفعني وشجعني للاحتكاك مع أوساط اليسار الماركسي السوري المعارض المتسق مع هواي اليساري الماركسي الناتج من خلال انخراطي في صفوف إحدى المنظمات اليسارية الفلسطينية , و السياسي السوري المعارض بشكل عام بعد أن اقتصرت السنة الأولى من دراستي الجامعية على العلاقات العامة المعروفة , و قد أسعدني حظي أن كان في مجموعتي بعض الفتيات والشباب من أوساط هذا اليسار الماركسي السوري .

لم يكن سن العشرين يسمح لي بالكثير من التحليل الفكري والسياسي والاجتماعي المعقد لقضية الصراع وتمفصلاتها مع البنية المجتمعية العربية , فلقد انخرطت في سن السابعة عشر في صفوف الجبهة الشعبية كتيار يساري فلسطيني فقط لسمعتها الأخلاقية التي كانت ومازالت تتمتع بها(وذلك بعد انشقاقها عن حركة القوميين العرب في المرحلة الأولى من الصراع على أساس قومي)ساعيا كمعظم أبناء جلدتي وأترابي أبناء المخيمات الفلسطينية للنضال من أجل تحرير الوطن حيث كان قد ساد شعار تحرير فلسطين حينها مرحلتها الثانية أي فلسطنة الصراع(منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد) وقطرية العلاقة بين الدول العربية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية , بعد أن تقهقرت شعارات تجربة المرحلة الأولى للصراع على أساس قومي على إثر هزيمة حزيران 1967 .

أذكر أن حشدنا تجمع في حرم الجامعة في دمشق صباح 30 آذار 1976 بموافقة السلطات السورية(لم أكن أعي حتى حينها التمييز في سوريا بين سلطة ومعارضة)واتجهنا نحو السفارات الأجنبية في شارع أبو رمانة , ولكن رياح المسيرة وشعاراتها المتداولة لم تجري كما يشتهي لها منظموها من السلطات السورية , فيومها كان للشباب من الحزب الشيوعي –المكتب السياسي- ومن رابطة العمل وبعض القوى الفلسطينية , شعاراتهم المفترقة عن الشعارات التي خططت السلطة لترديدها أثناء المسيرة مما دفع عناصر الأمن السوري للهجوم على الجمع , فحدث اشتباك بين المتظاهرين وعناصر الأمن , وانتهت المسيرة بوفاة أحد ضباط الشرطة السورية واعتقالات طالت أعضاء من الحزب الشيوعي السوري المكتب السياسي(أذكر منهم فرحان نيربية وحكمت أبو جمرا)و رابطة العمل الشيوعي وآخرين .
بعد ما رأيت من مسيرة يوم الأرض والمشاركة الفعالة من عناصر اليسار الماركسي السوري سعيت في الفترة اللاحقة لتمتين العلاقة معهم , أذكر بشكل خاص الإخوة حمور والأخوات لحام , الذين , وعبر نقاشات سياسية مطولة من خلال لقاءات دورية وزيارات منزلية متبادلة , ومن ثم اضطلاعي على مقررات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوري –المكتب السياسي-كل ذلك أسهم في خياراتي السياسية والتنظيمية اللاحقة .
لقد تميز هذا اليسار الماركسي السوري عن اليسار الماركسي المتسفيت و الذي ساد في الوطن العربي آنذاك بافتراقين اثنين , قومية المعركة مع العدو الصهيوني وأعوانه في المنطقة وحلفائه الامبرياليين ووحدانية المعركة وتعدد أهدافها , وشعار الديمقراطية الذي أنبنى كتصور فكري وسياسي على ضرورة ارتباطه كضرورة لوقف تردي الأوضاع الداخلية والوضع العربي العام أمام هذا العدو , الذي رأى أن تدهور هذا الوضع شديد الارتباط بقمع الأنظمة وتسلطها وتغييب الديمقراطية وأن هزيمة الأمة الكبرى في حزيران 67 مرتبطة بشكل وثيق بهزيمة الديمقراطية والحريات العامة في الداخل العربي وأنها شرط التقدم الاجتماعي العربي العام الذي إن تحقق بشروطها يمكن حينها إنجاز التحرير .
لم يؤدي بي الفهم في حينه إلى فهم ساذج مبسط للقطبية الثنائية للمعركة , إما هذه , وإما تلك , فهما شكلانيا , بل فهما معمقا للتداخل المركب المتفاعل , وفهمت أنها ليست ديمقراطية محضة ينبني الصراع الأساسي على أساس ثنائيتها مع الطرف الآخر(الاستبداد)بما يجعل من العدو الوطني والقومي والطبقي في لحظة معينة حليفا أو عونا في أقل تقدير أو عدوا ثانويا(أمريكا..إسرائيل,,جعجع..إلخ) نتيجة لتقاطع المصالح .
إن الديمقراطية تتأسس على أولويتها ليس إراديا أو فنتازيا بل لأن المجتمع الديمقراطي أقدر على مواجهة التحديات إن كانت اقتصادية أو وطنية أو سياسية .
أنا أفهم , كديمقراطي أن كل سياسي , يميني أو يساري , يدافع عن الوطن ويعبر في الوقت نفسه ويدافع عن مصالح طبقية معينة تنسجم مع انتمائه لها اجتماعيا , ولا يختلف اليساري الديمقراطي عن ذلك , فهو أيضا يدافع عن الوطن وعن مصالح طبقته , ويبذل الجهود لتأسيس نظام غير مستغل للطبقات الشعبية ويحافظ على سيادة هذا الوطن ليضمن ديمومة النظام الديمقراطي فيه .

ولا يسعني في الختام إلا أن أبعث في هذه المناسبة بالتحية لأبناء فلسطين وجنوب لبنان والجولان والعراق ولكل الصامدين في أرضهم ضد الطغاة .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه
- قصة........حدث في مركز اللجوء المركزي في Halberstadt
- طبيعة الصراع الطبقي في حركة التحرر الوطني متابعة
- إلى صديقي الساكن في الضفة الأخرى من المنفى
- في حركة التحرر الوطني القومي من الإمبريالية ...متابعة
- الامبريالية وكيفية الخروج من أزمته الراهنة ...متابعة
- البنية الطبقية للنظام الامبريالي
- قصة قصيرة ......فسحة صغيرة من الحرية
- قصة قصيرة جدا......فسحة صغيرة من الحرية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - في يوم الأرض