أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - هل نتعلم من عدونا














المزيد.....

هل نتعلم من عدونا


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 08:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


حقا أن الكيان الصهيوني قد قام على أنقاض حثالة أيديولوجية عنصرية هي الصهيونية تغرق في وحل تطرف ومغالاة دينية وطنية لثوية حائرة في مستنقع ينز بكل أنواع الكراهية للآخر(غويم) تنهل من أحقر ما نزفت النزعة البشرية الشريرة , نازية وفاشية وامبريالية , في ممارساتها الإجرامية , في الماضي والحاضر , ضد السكان الأصليين لأرض فلسطين التي أقامت عليها كيانها على حساب أمنهم ووئامهم وأرضهم وأملاكهم , وضد سكان المنطقة المحيطة في لبنان ومصر وسوريا والأردن والآن في العراق , عبر محاولاتها المستمرة وسعيها الدؤوب لإشباع شبقها المخيف للدم والقتل والإستعلاء , بنشر الحقد والفتن والتفتيت في أرجاء المنطقة .
وصحيح أن هذا الكيان كظاهرة فريدة نفذ منذ نشوئه كل المهام القذرة التي أوكلها إليها الغرب الامبريالي كربيبة له حتى بات هذا الكيان يفتقر لأي حساسية إنسانية لقيم العدل والحقوق الإنسانية , يعمها أكثر من أي وقت مضى فسادا أخلاقيا لا يقوم إلا على إبادة الآخر الذي لم ولا يعترف بوجوده أصلا إلا عبر فوهة بنادق المقاومة , وإن حدث واعترف بهذا الآخر فهو لسياسة خيولهم وتشحيم عرباتهم , وليس أدل على هذا سوى ما يجري من ممارسات عنصرية إرهابية ضد النواب العرب في فلسطين , السكان الأصليين , وبالأخص المفكر عزمي بشارة , فما لقبح هذا الكيان من قاع .
ولكن , وبالرغم مما تقدم , ما فتأ هذا العدو , يعلمنا ولا نتعلم , منذ الحلم الأول بإقامة الكيان كوطن قومي لليهود تلبية وتماشيا مع شبق الامبرياليين لنهب خيرات المنطقة وبترولها وعلى حساب شعب آمن حاولوا إلغائه بمذابح جماعية , وحساب كل اليهود البسطاء الآمنين والمستقرين في أوطانهم الأوربية , ولغاية النقاش والجدل الدائر بين قواده العنصريين حول الفشل الذي أحاق بقواته العدوانية العنصرية في حربه الأخيرة ضد مقاومي حزب الله الصناديد , لتحقيق ما أرادت له راعيته الامبريالية الأمريكية وبتواطيء الأنظمة العربية والقوى المحلية العميلة , فتحطمت على صخرة هؤلاء الصناديد الذين قرروا ألا ينهزموا كل الترتيبات المتخذة والأهداف المبيتة , قاتلوا بالطريقة التي حاولوا ويحاولون أن يقدموا لنا درسا في المقاومة والتصدي ونحن لا نتعلم .
كيف لشرذمة رعاع منبوذون لا يتعدوا البضعة مليون أن يحلموا ويحققوا حلمهم , يوظفون كل الوسائل والامكانيات المتاحة لبناء القدرة وترسيخها وتقوية مقومات تحقيق الحلم وإيجاده , ولما أوجدوه , غير آبهين بالضحايا , بذلوا المستطاع لتثبيته وجعله منعة في مواجهة جموع الملايين من العرب والمسلمين .
يحاول كثيرا هذا العدو أن يعلمنا , من خلال ما أحيط به منذ إنشائه , من مجريات سياسية ودبلوماسية وتحالفات قام بها لتحقيق حلمه , كيف كان يختار صديقه ويواجه عدوه , وما يلزم لبناء التحالفات على أساسها , دون جدوى .
يعلمنا كيف يعد لإنجاز انتصاره من خلال هزيمتنا أمامه في كل حروبه معنا عدا الأخيرة , ولما حدثت الأخيرة , يعلمنا من خلال ما يجري من نقد ونقاش وجدل , كيف تناقش الهزيمة وأسبابها والخلل الذي أحاط والمواقف الخاطئة إن في المؤسسات الرسمية أو في الجماعات الحزبية سلطة ومعارضة , بالرغم من أنه كيان مصطنع فرض على المنطقة عبر المذابح يمارس العنصرية وسياسة الأبارتيد بحق الفلسطينيين .

لا ملامة من مواقف الأنظمة العربية , فلا تصادم لمصالحها مع مصالح الكيان , فالراعي له ولها واحد , الملامة على المعارضة لهذه الأنظمة ومنظمات المجتمع المدني في الأنحاء كلها .

أطراف منها عندما نأت بنفسها عن دكتاتورية أنظمتها راحت تتمسح مبهورة بعنصرية هذا الكيان , تبين حرصها على أمنه والحفاظ على حدود آمنة له للحصول على رضا الراعي له والمتربص أصلا بالوطن ينتظر أن يكون احتلاله له من أجندات التغيير لهذه القوى „الديموقراطية“ .
وأطراف منها راح يدغدغ رأسها حلم التغيير عبر تلاقي المصالح لإسقاط الدكتاتور غداة العدوان على العراق وطرح شعار الشرق الأوسط الكبير وأجندات „الإصلاح فيه“ قبل أن تتجلى هزيمته بفعل ضربات المقاومة العراقية , وعندما اندلعت الحرب العدوانية الأخيرة على حزب الله كحركة مقاومة لتصفيتها انحازت لتبني نظرية العدو للعدوان , ولا فائدة من الإكثار في سرد المواقف الأخيرة لهذه القوى لناحية الحرب الأخيرة أو لتضخيم الخطر الإيراني المفتعل على حساب الخطر الأساس والحقيقي الصهيوني الأمريكي تماشيا مع أجندات العدو عن غير إدراك .

لكن القصد في المقال أن العدو يحاول أن يعلمنا الكثير ونحن نصر ألا نراجع أنفسنا ولا نتعلم .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه
- قصة........حدث في مركز اللجوء المركزي في Halberstadt
- طبيعة الصراع الطبقي في حركة التحرر الوطني متابعة
- إلى صديقي الساكن في الضفة الأخرى من المنفى
- في حركة التحرر الوطني القومي من الإمبريالية ...متابعة
- الامبريالية وكيفية الخروج من أزمته الراهنة ...متابعة


المزيد.....




- -توقف لشراء الخبز في طريقه للكنيست-.. ما حقيقة صورة ترامب ال ...
- إطلاق سراح 4 سجناء أردنيين ضمن اتفاق غزة بين حماس وإسرائيل
- ++ الوسطاء يوقعون في شرم الشيخ وثيقة اتفاق لإنهاء الحرب في غ ...
- مواقع فلسطينية: المقاومة تعدم عملاء في غزة
- كاتب إيطالي: جيل جديد من المسيّرات الأميركية بخصائص باهرة
- خطة صلاح الدين الذكية والانتصار في القدس
- الاتحاد الأوروبي يبدأ تمويل محكمة خاصة لمقاضاة بوتين
- السيسي: مصر ستستضيف مؤتمرا لإعادة الإعمار بغزة في نوفمبر
- محللون إسرائيليون: نتنياهو يخشى تفكك حكومته بعد وقف الحرب
- ساركوزي يبدأ تنفيذ عقوبة السجن 5 سنوات في باريس


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - هل نتعلم من عدونا