أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سامي العامري - حوارات فكرية وسياسية واقتصادية مع الدكتور كاظم حبيب















المزيد.....

حوارات فكرية وسياسية واقتصادية مع الدكتور كاظم حبيب


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتاب عن الدكتور كاظم حبيب - سامي العامري
سلسلة : كتابٌ قرأتُهُُ .
الكتاب : حوارات فكرية وسياسية واقتصادية مع الدكتور كاظم حبيب .

إعداد وتقديم : الدكتور حسن حلبوص .

المانيا- دوسلدورف - 2006

************

بجهدٍ فرديٍّ حَسَنٍ ينبري الدكتور حسن حلبوص ليُهديَ القارئَ كتاباً ثميناً أعَدَّهُ وقدَّمه عن الأقتصادي والكاتب والمناضل السياسي والناشط في مجال حقوق الإنسان الدكتور كاظم حبيب الذي ولِد عام 1935 في مدينة كربلاء , إحدى الحواضر العربية القديمة في مضمار الإهتمام بالمعارف التراثية الإسلامية والتي شهدتْ تربتُها واقعة الطَّف وغيرها .

في الواقع كنتُ آمل منذ زمانٍ أن أجد ما يلبي فضولي في معرفة ما هو أكثر وأهم عن حياة الأستاذ حبيب فكراً و نشاطاً وسيرةً , وها هو السيد الدكتور حسن حلبوص أحد المقَرَّبين منه يقوم بهذه المهمة مشكوراً وقام بكتابة مقدِّمة جميلة وشجية عن أسباب إنجازه للكتاب هذا وعن حياة الدكتور حبيب وكذلك معاناته من جهل صدام وتزمّتهِ بطرح أفكار في مجالات علمية وإقتصادية هي ليست من إختصاصه وكيفية معارضة حبيب له وكشف بطلان طروحاته ممّا أوصله عام 1978 الى الإعتقال وأنواع التعذيب في زنازين النظام بكلِّ وحشية وهمجية, حيث كان الدكتور فاضل البرّاك مدير الأمن العام الذي خاض معه أيضاً نقاشاً كما يذكر, أنتقد فيه النهب الحاصل في أموال القطاع العام وغيره , يتحدّث الدكتور حبيب مثلاً عن الضرب المبَرِّح والمتكرّر بكعب الحذاء على منطقة نخاعه الشوكي لإحداث عاهة عقلية لديه وما يشبه المرجل تحت زنزانته لترتفع درجة الحرارة الى 70 درجة مئوية ثم تنخفض الى حدِّ البرودة ممّا سبَّب له كثرة ( التبوّل ) وغيرها كما يذكر , وكان هذا عقب إنعقاد مؤتمرٍ زراعيٍّ حضره صدام الذي يقول عنه : على العموم كان صدام باطنيّاً معقّداً شرساً إذ كان يلوذ بالصمت عندما تعوزه الحجّة ويبيّت الغدر فيما بعد لمَن يختلف معهُ .

إذا كانت عندي ملاحظة هنا فهي صغيرة وتتعلَّق بطريقة السيد حبيب في التعبير عمّا جرى له مع صدام أثناء وبعد انعقاد المؤتمر المذكور الذي بثّه التلفزيون العراقي في حينه فقوله : بعد أن أنهيتُ الحوار معه مِن على منصّة المؤتمر ونزلتُ وجلستُ بجوار صدام حسين واشتبكتُ معه بحوارٍ استغرق أكثر من ساعة و نصف وكان حواراً جادّاً وشديداً إتهمتهم فيه بمحاولة الإنفراد بالسلطة وتدمير العملية السياسية الجارية آنذاك كما اشرتُ الى أنّ ميشيل عفلق كان يهاجم الأطراف المنظوية في الجبهة الوطنية الخ … نقول بتواضعٍ : لم يكنْ بامكانِ أحدٍ أن ( يشتبك ) مع صدام قبل وبعد تسلّمه السلطة , هذا لغةً ولغةً أيضاً لا يمكن بأية حالٍ إطلاق كلمة ( حوار ) على حديث يجري مع متعجرفٍ جاهلٍ لا تعرف الديمقراطية ظلاًّ في سلوكه ولا كلامه وهنا أذكر حادثة واحدة معروفة أتذكّرها جيداً حصلتْ في بداية الثمانينات نقلها التلفزيون أيضاً وذلك حين حضر صدام إجتماعاً حزبيّاً لأعضاء فِرَقِ وشُعَب حزب البعث حيث طرحَ عليهم سؤالاً بشكلٍ إستفزازيّ : مَن يريد الذهاب الى الجبهة ( الحرب ) ومَن لا يريد ؟ طبعاً الكثير من الحاضرين رفعوا أياديَهم أشارة الى الموافقة على الذهاب بسبب مناخ الرعب داخل القاعة أمّا الذين لم يرفعوا أيديهم فقد سمعوا وسمع الجميع أمرَهُ الصارخ المُدوّي : حماية , طَلْعوهم .

وقبل أن أدخل قليلاً في الكتاب أود أن أشير كذلك الى عبارة وردتْ في المقدمة إذْ يقول السيد حسن حلبوص كلاماً نأخذ زُبدتَهُ : الحديث عن الشخصيات التي عاشتْ وترعرعتْ في العراق لا يخلو من شجون فإن كان متميِّزاً بالنزاهة منح تلك الشخصيّات حقّها ولكن هذا النمط من التناول قليل في زماننا لم يُعرف عن أغلبه إلاّ البعد عن الأهواء والإبتعاد عن التحبُّب ....

نعتقد أنّ فقرةً سقطتْ من هذا التعبير فهو لا يستقيم بهذه الصورة

فما هو المطلوب من الكاتب او الناقد غير ذلك ؟ التعبير جاء على عكس ما يريد السيد حسن حلبوص تبيينهُ .

يقع الكتاب في 168 صفحة من الحجم الكبير وهو عبارة عن أربعة حوارات غَنيَّةٍ أجرتها مع الدكتور حبيب شخصيّاتٌ ثقافية معروفة , الحوار الأول قامت به الدكتورة إعتقال الطائي ونُشر في موقع الكاتب العراقي في آب 2006 والثاني أجراه الأستاذ صبيح الحمداني ونُشرَ في موقع إيلاف في تموز 2005 والثالث أجراه الأستاذ أوات محمد أمين مدير تحرير مجلة رؤية التي تصدر عن مؤسّسة حمدي للطباعة والنشر في السليمانية والرابع أجراه الصحفي الأستاذ نزار الجاف ونُشرَ في صحيفة رابورت كردستان لينتهي الكتاب القيّم هذا بثلاث صفحاتٍ هي سيرة ذاتية تُلخِّص محطّاتِ حياة الدكتور حبيب الأساسية .

أوّل ما يلفتُ إنتباهك في حوارات حبيب هو أفكارُه المنفتحة وإعترافاته بالأخطاء وصراحتهُ وروح التسامح التي يحملها ودعا وما زال يدعو اليها وكذلك تجاربه الطويلة والكثيرة والخطرة في أحايين عديدة .

في مَحاور حياة كاظم حبيب ككاتبٍ مواقف وحالاتٌ تستدعي التأمّل أيضاً , منها قولهُ في حواره الأوّل مع السيدة الطائي : وتسنّى لي أن أنجز دراسة كاملة عن النظام الإستبداديّ في العراق تحت اسم " الفاشية التابعة في العراق " والتي عملتُ أكثر من عامين لإنجازها وقام بطبعها بعض الرفاق هناك ومنهم ابو هشام والدكتور إبراهيم إسماعيل طاهر وقمنا بطبعها في وادي { لولان } حيث كان مقر الإعلام ثمَّ علمتُ أنّ قيادة الحزب قرّرتْ حرق هذا الكتاب في العام 1984 أي بعد خروجي الأول من كردستان مباشرةً لأكون ممثِّلاً للحزب في هيئة ومجلس تحرير مجلة الوقت / قضايا السلم والإشتراكية , وبعد تسليمي مسؤولية الإعلام الى الرفيق القديم عبد الرزاق الصافي الذي قام بتنفيذ قرار حرق 450 نسخة من الكتاب , وهي أول محرقة لكتابٍ ضد النظام الدموي في العراق يمارسها المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في كردستان .

نقول للكاتب حبيب هنا : فلنَتَذكَّرْ لونَ ماء دجلة في زمن هولاكو الميمون او المحارق النازية للكتب التي لا تعتقد برَبّانية العِرْق الآري !

ويقول الدكتور حبيب في موضع آخر : كان ومازال المحافظون , ومنهم المؤسسة الدينية وأغلب رجال الدين وعلى وجه الخصوص , في مدينتي القديمة مخطئين , فهم يكافحون حرية الإنسان ويفرضون القيود الثقيلة عليه ويدفعونه الى المعصية دفعاً , تلك القيود التي رفضها الأقدمون حين قال عمر بن الخطاب : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ".

لقد خُلق الذكر للأنثى والأنثى للذكر فما سبب هذا القهر والإبعاد القسري عن بعضهما البعض . إنها سياسة فاشلة في فرض أخلاق معيَّنة تقود باستمرار الى الضدّ منها .

هكذا علّمتني الحياة في هذه المدينة البائسة والطيبة والحزينة أبداً .

لديّ تعقيبٌ هنا وقبل أن أورده أجد من اللازم التنويه الى أنّه كثرتْ المزايدات عند العديد من الكُتّاب حول مسألة حرية المرأة أو مساواتها فهم يصرّحون بشيء ويخفون أشياءاً أخرى ووجدتُ أنّ الكثير من المنادين والساعين للمطالبة بحقوق المرأة يستخدمون ذلك كمصَدّاتٍ دعائية لهم ولكنّي واحدٌ من الذين أصيبوا بنار هذه القضية مُبكِّراً فقد أمضيتُ فترة طفولتي ومراهقتي في بيئة كثيرة الشبه بالبيئة التي يصفها السيد حبيب كاظم هنا حيث لا أتذكََّر نفسي او واحداً من أقراني إلاّ وقد لاحتْ عليه الميول المبَكِّرة للممارسات الشاذّة وتعاطي الخمر والمخاصمات الخ ... وما يستتبع ذلك من آثار نفسية لاحقاً , وإذا وجد الفتيانُ في مثل هذا السلوك نوعاً من السلوى وخصوصاً تناول الخمور الى جانب اللعب والسباحة الخ .... فماذا عن الفتيات وهنَّ حتى من هذه الإمكانيات المألوفة محروماتٌ أصلاً ؟

وحول سؤال : هل يمكن للإقتصاد العراقي أن يقف على قدميه وسط الإرهاب والصراعات السياسية الطائفية , يجيب حبيب :

لكي لا نلقي لوماً شديداً على حكومة تشكّلتْ لتوِّها لا بدّ من القول انّ الأوضاع غير المستتبّة والإرهاب من جهةٍ والفساد المالي وانعدام المعايير الخلقية لدى الكثيرين من المسؤولين في أجهزة الدولة التصوّرات الخاطئة والسيئة للحاكم بريمر والخبراء الذين عملوا معهُ ومَن تلاه في إصدار الأوامر غير الواقعية من جهةٍ ثالثة هي السبب في عجز العراق عن تأمين الخدمات وتنشيط الإقتصاد الوطني وامتصاص البطالة في البلاد , ولهذا أرى أنّ الآنية والإرتجال والعفوية هي سيّدة الموقف خلال نشاط الحكومتين السابقتين رغم إدّعاء الوزراء بغير ذلك , ويضيف : الشعب العراقي يعيش مرحلة صعبة ومعقّدة في تأريخه الحديث , مرحلة تتميّز بغيبوبة العقل والوعي لدى نسبة غير قليلة من أتباع الأحزاب السياسية الإسلامية ذات الوجهة المذهبية التي تتعامل مع الواقع العراقي على أساسٍ طائفيٍّ سياسي وبالتالي تساهم في دعم قوى الإرهاب الفاعلة في العراق شاءت ذلك أم أبت , إضافةً الى ما تمارسهُ القوى القومية والبعثية الشوفينية المقيتة .

ثمّ ينتقل السيد حبيب الى تحديد الظواهر المدمّرة التي أفرزتْها تلك الممارسات :

كالمزيد من القتلى والجرحى والهجرة المتفاقمة والفوضى والعجز عن إستكمال مهمّات إعادة الإعمار وتأمين فرص عمل للعاطلين والناس الهامشيين الذين يعيشون على هامش الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية , وهذه المجموعة الكبيرة من السكّان تُشكّل جزءاً منها القاعدةُ الإجتماعية التي يتغذّى منها الإرهاب الدموي حالياً .

ويحدّد السيد حبيب ظواهر عديدة أخرى ويبيّن آثارها كتفشّي الفساد المالي ونهب موارد الدولة ويقترح حلولاً تتضمّن ثلاثة أهدافٍ يراها تتماشى مع حاجات العراق الراهنة بعد أن يُدلي برأيٍ قيّمٍ إذْ يقول : إنّ الوقائع الجارية يُرادُ منها إعطاء الإنطباع وكأنّ الحكومة عاجزة عن تحقيق خطّتها الأمنية ومشروع المصالحة الوطنية وبالتالي نشر وتكريس الإحباط في كلِّ مكانٍ لتأمين الأجواء المناسبة لِجَرِّ المزيد من البشر الى صفِّ المعارضة وقوى الإرهاب الدموي , ويضيف : تستوجب إستراتيجية التنمية الوطنية سواء من حيث الفكر او توفير مستلزمات وضعها وإقرارها وتنفيذها ومتابعة التنفيذ وضعاً أمنيّاً عالياً مقروناً بتوفّر مساحة واسعة من الحرية والقدرة على ممارسة هذه الحرية , بما في ذلك الحرية الفكرية والتعبير والمشاركة في الحوار من جانب جمهرة كبيرة جدّاً من الخبراء والمختصّين في مختلف الإختصاصات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والنفسية دون خشية الوقوع ضحيّة الإرهابيين او الإضطرار للهجرة ,

أمّا الأهداف الثلاثة لخطّة الطوارئ التي يقترحها والتي تمتدُّ الى نهاية ولاية السيد الدكتور المالكي فهي بشكلٍ مختصرٍ :

- تحقيق المصالحة ومكافحة الإرهاب وحلُّ المليشيات والقضاء علىغلواء الطائفية .

- زيادة إستخراج وتصدير النفط الخام .

- مكافحة الفساد المالي والإداري المحلّي والمستورد من الخارج .

ويَتوقّع للإقتصاد العراقي لكي يقف على قدميه عقدين من السنين

ويقول أيضاً : لا يمكن للعراق وحده أن ينهض بالعملية الإقتصادية بل يحتاج الى دعم خارجيٍّ .

وعن السؤال التالي للسيدة الدكتورة الطائيّ حول مفهوم الإقتصاد الإسلامي يجيب : ليس هناك إقتصاد إسلامي بالمعنى الصحيح للكلمة بل هناك بعض القواعد العامة في مسائل الإرث وغيرها . ويضيف :

حاول علماء الشريعة وضع أسُسٍ وقواعد لإقتصادٍ إسلامي , ويبدو لي أنّ أبرز هؤلاء هو الراحل الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه الموسوم " إقتصادنا " , وهو عبارة عن طرح تصوُّراته وما قال به الآخرون حول الإقتصاد ومناقشة الموضوعات الإقتصادية الماركسية .

ليستْ هناك دولة تسنّى لها تطبيق إقتصاد إسلامي وكلّ الدول المعنية , مثل إيران , لم تستطع تجاوز الواقع الإقتصادي الرأسمالي , وغارقةٌ من قمة رأسها حتى أخمص قدميها في الفساد المالي الذي يُمارَس من قِبَل أجهزة الدولة التي يهيمن عليها السياسيون من رجال الدين .

ويضيف : إنّ العالم الذي نعيش فيه هو عالم القرن 21 ويتَّسم بتعاظم ثورة الإنفوميديا في ظلّ العولمة الموضوعية التي لا يمكن لأية دولة في هذا العالم أن تبتعد عنها أو تنعزل بمفردها , وهذه العولمة تسودها القوانين الإقتصادية الموضوعية للرأسمالية وبالتالي أيُّ تفكيرٍ باقتصادٍ إسلاميٍّ هو محض وهم , والوهم غير قابلٍ للتحقّق .

كان هذا جانباً من حوار السيدة إعتقال الطائي معه .

أمّا الحوار الثاني الذي أجراه معه السيد صبيح الحمداني فيدور حول الظروف السياسية والحياتية التي رافقتْ حياة كاظم حبيب ودور العائلة والمحيط الإجتماعي في توجّهاته الفكرية والسياسية وعن مؤلّفات الدكتور حبيب ورؤيته للواقع السياسي في العراق قبل وبعد سقوط النظام الجمهوري الأوّل وغيرها .

أمّا كُتُبُه فقد تجاوزتْ الـ 25 كتاباً والكثير من الدراساتْ وفي مجال حقوق الإنسان باللغتين العربية والألمانية , من الكتب : ساعة الحقيقة . المأساة والمهزلة في عراق اليوم . بلدان الجنوب . الإيزيدية . العولمة من منظور مختلف . اليهود والمواطَنة العراقية . وله كتاب بثمانية أجزاء جاهز للطبع

بعنوان : > لمحات من عراق القرن العشرين < والدكتور حبيب عضوٌ في منظمة حقوق الإنسان في المانيا والمنظمة العربية ومنظمة العفو الدولية وعائلته تعيش في المانيا منذ عام 1981 . وقد درّس في الجامعة المستنصرية إبتداءاً من العام1968 وأعتقل في العام 1978 وأحيل على التقاعد لأسبابٍ سياسية وغادر العراق في نفس العام .

وما وجدته أيضاً هو أن السيد حبيب رغم التجارب المريرة العديدة التي اكتنفتْ حياته لم تفارقه روح النكتة والسخرية فهو مثلاً يروي حكايةً طريفة حول أنفهِ

قائلاً بأنّه أراد أن يجري عملية داخلية للأنف لا علاقة لها بحجم أنفهِ الذي يقول عنه بأنه ( محترم ) فذهب ليستفسر في دائرة الضَّمان الألمانية عن إمكانية إجراء عملية لأنفهِ على أن يتحمّلوا هم نفقاتها فقالتْ لهُ الموظفة بشكلٍ عفويٍّ : ( ولكننا لا ندفع تكاليف عملية تجميل ) ! وهنا تذكّرتُ نكتةً تُروى عن إبن المُقفَّع بأنه كان إذا دخل على أحد كُتّاب الخليفة العباسيّ وكان ذاك الكاتب ذا أنفٍ ضخمٍ , حَيّاهُ قائلاً : السلام عليكما !

جميلةٌ هي الصورة التي يرسمها كاظم حبيب لمدينة كربلاء حيث عادات الناس وكرمهم والشعائر والتظاهرات السياسية والدينية وأجواء الأضرحة وجلسات الشعر وغيرها .

الحوار الثالث الذي أجراه السيد أوات محمد أمين يجري حول أزمة تشكيل الحكومة الجارية في العراق ومفهوم الوطنية والموقف من القوات المسلَّحة و الفيدراليات وكذلك يشير فيه السيد حبيب الى عدم إعتقاده بوجود مستنقع عراقي للقوات الأمريكية كما كان عليه الحال في فيتنام , ويشرح أسباب ضعف الخطاب العلماني في العراق وغير ذلك .

أمّا الحوار الرابع الذي أجراه الأستاذ نزار الجاف فهو يدخل ضمن قراءة السيد حبيب للتغّير الذي طال رئاسة الحكومة العراقية فيرى فيه إيجابياتٍ الى حدود مقبولة ومعقولة بالنسبة الى غالبية القوى السياسية العراقية في الظروف المعقدة التي يمرُّ بها العراق ويتحدّث كذلك عن فترة بقائه ونضاله في كردستان العراق وزياراته اللاحقة لها وأيضاً حول وجهة نظره فيما يتعلّق بموقف السيد مسعود البرزاني من العلاقة مع إسرائيل ووجهة نظره حول الإعلام الكردستاني والحزبين الكرديين الرئيسيين .

أخيراً , إنّ الكتاب متداخلٌ وشيِّقٌ جدّاً ولكنني مررتُ عليه بهذه الشكل لكي أترك القارىء يكتشفه بنفسهِ .

شكراً للسيدين كاظم حبيب وحسن حلبوص فقد أمضيتُ ليلتين جميلتين مفيدتين في صحبة هذا الكتاب .


كولونيا- كانون الأول- 2006

[email protected]



يُطلب الكتاب من مكتبة السيد هيثم الطعّان او الكتابة على عنوان المنتدى الثقافي العراقي في كولونيا

عنوان الموقع هو :

www.irakischerkuturverein.de





#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبكيكَ كي تزعلْ !
- مباهج انضباط الحارثية
- الشخصية المحمدية
- المانيا من الشوفينية الى التَحَدُّث باللغة الأجنبية !
- الألوية
- السياسة بين الجِينات والجِنِّيات !
- الجواهر فيما ينطقهُ عدنان الظاهر !
- الغرباء وملكة الصعاليك
- نوافذي تنوء بالآفاق
- رحلةٌ مع حكمةِ الأيزيديِّ
- مَقامة مُوَقَّعة
- غيضٌ من غيض
- بين يَدَيْ الحُمّى
- الأحلام بوصفها هاوية !
- أتدلّى مِن كنوزي
- فضحُ المتطفِّلين من حين الى حين !
- مدارات صوفية لهادي العلوي
- التباهي بالكهوف
- مِن ثَدْيَيَّ أُرْضِعُ الوحوش
- خَرْمَشاتٌ حول المرأة تنفعُ هذا وتضرُّ ذاك !


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سامي العامري - حوارات فكرية وسياسية واقتصادية مع الدكتور كاظم حبيب