أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي العامري - مدارات صوفية لهادي العلوي














المزيد.....

مدارات صوفية لهادي العلوي


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    






مدارات صوفية لهادي العلوي- سامي العامري


سلسلة : كتابٌ قرأتُهُ
****************
- 2 -
الكتاب : مدارات صوفية
المؤلِّف : هادي العلوي
الناشر : مركز الأبحاث والدراسات الإشتراكية
في العالم العربي . الطبعة الأولى 1997

***********************

الكثير من المؤلَّفات تموت ومؤلِّفوها أحياء والكثير الكثير من المؤلَّفات تُشَيَّعُ بتشييع مؤلِّفيها فأمّا الأُولى
فداعي موتها مُشَخَّصٌ فهي بائسةٌ او إستعراضية وبدون نصير وأمّا الثانية فهي تحمل نفس العلامات الفارقة ولكن مع وجود النصير, والنصير هنا هو إمّا السياسي او رجل المؤسسّة وكلاهما بحاجة الى مَطيّةٍ لذلك كان العَلَف وكان إزدهار تجارة الكتاب – الإعلان .
الأولى بدون نصيرٍ لأنها [ غشيمة ] والثانية والتي تتصَدَّر الواجهات تتقنُ حرفتها , لسانها في ميدان النفاق والتملُّق ذَرِبٌ ذَلِقٌ .
المُبدِع الحقيقي لا يُصاب بالإحباط او اليأس لمجرَّد أنه لم يُفْهَم من قِبَل عصره بل قد يكون الأمر معكوساً فالعديد من المبدعين العرب وغير العرب تُوفّوا إبداعيّاً بمجرّد أنْ عاشوا تحت نوعٍ مُعيَّنٍ من الأضواء وحتى لا يتحوّل كلامنا الى كلام إنشائيٍّ نقول : المبدع الحقيقي هو السائر على جسده , هو مَن يُبدِع للغد شاء أم أبى وإلاّ فحُطام الدنيا مبذولٌ للإنسان المبذول .
الكتاب الذي بين يديّ يَروي جهدَ مؤلِّفه وإهتيام روحه وقد عاشَ مضيئاً في حياة مؤلِّفه بكيفية ما ونراه يزداد بريقاً كلّما ابتعدتْ المسافة الزمنية بينه وبين حياة مؤلِّفه الحافلة بالمصاعب. أقول : عاشَ مضيئاً في حياة مؤلِّفهِ لأنَّه بالإضافة الى غوصه في متاهات جديدة كانتْ بعكس ما يُنتظَرُ منه , إكتسبَ روحَ العلوي فالراحل العلوي كما يروي عنه معاصروه من الكُتّاب وغيرهم كان كجُبران سَمِحاً طيِّب المَعشَر رقيقاً جدّاً حتى اذا تفرّغَ للكتابة لاح فيه النبيُّ المُخَرِّب , خلافاً للكتَبَة الذين ترى كتاباتِهم تستعير لوعة المَشوق المُتيَّم بالحديث عن شموس ونوارسَ وورودٍ فَتَفترضُ فيهم الأريحيةَ والنُبل بينما هُم في حقيقتهم أمهَرُ مَن يقود الجرّافات التي تكتسح الورود وتأتي على ألوان الربيع .
! إنّ العلوي لا يَدَعُ لك مجالاً لكي تُحَذِّرَه
ذلك أنه يستهلُّ كتابهُ هذا [ مدارات صوفية ] منذ البداية بالتفاتةٍ تنمُّ عن بصيرة بتأكيده مثلاً على ما يلي: الشيوعية لا صلةَ لها بالفكر بل هي ليستْ من الثقافة في شيءٍ , وإنما هي موقفٌ وجدانيٌّ .
!بل وأكثر من هذا إنه يُناصِبُ الشعراءَ العَداء
وطبعاً هو يعني شعراءَ بعد صدر الإسلام حيث مفهوم الحبّ عندهم كان جسديّاً كما يرى وبعد أمثلةٍ عديدة وتعقيبات يستند الى بيتٍ شعريٍّ يقوله أحد شعراء ذاك العهد حولَ مجيء حبيبته اليه متلهِّفةً قلقةَ الروح عندما سمعتْ أنه يحتضر في حين أنه لم يكن يفهم الوصل إلاّ وصل الجسد :
أتَتْ وحِجابُ الموت بيني وبينها وجادتْ بوصلٍ حيث لا ينفع الوصلُ
فيستنتج المؤلِّف أنها هي التي كانت تتمتّع بذوقٍ صوفيٍّ لا الشاعر .
لهادي العلوي الكثير من الآراء والتحليلات التي تبدو للوهلة الأولى شطحاً ولكنها- كما نرى- الرؤيةُ الأصوَبُ والأعمق وكان هذا واحداً من أسباب خلافه مع العديد من مُجايليه مثقّفين وذوي تصوّرات وآيدولوجيات يعتبرونها فوق النقد , وأذكر هنا مقولةً أعجبتني لأدونيس في هذا المجال : كلُّ فكرٍ كبير إذا دخل عقلاً صغيراً يصغر , فماركس العربي هو ليس ماركس الحقيقي .
الكتاب هو بحث شائق في التصوف كما فهمه وعاشهُ متصوّفٌ آخر ذو رؤىً وطِباعٍ مغايرة منها كونه عاش نباتيّاً ومنها رغبته العجيبة التي لم تتحقّق وهي أنْ يُطلى جسدُهُ , بعد الموت , بالنبيذ ثمّ يُحرَق ويُذرُّ رمادُهُ في الفرات , وتجدر الإشارة الى أنّ العلوي عاشاً ردحاً من الزمن في الصين وتأثّر بفلسفتها القديمة مثلما تأثّر ببعض المتصوّفة الغربيين .
في الكتاب أيضاً والذي يقع في 260 صفحة من القطع الكبير , تَتَبُّعٌ لسِيَر المتصوفة والشخصيّات ذات النزوع الروحي المعروفة منها والمتفرقة أسماؤها في بطون كتب التأريخ إذ يقف المؤلِّف عند شذراتٍ من أشعارهم وأقوالهم متناولاً إيّاها بالتعليق والإستفاضة في الشرح كلّما عَنَّ له ذلك فهناك التصوف الفلسفي وأقطابه والنبوّة والولاية ووحدة الوجود وديالكتيك التاو وابن عربي ثم ابن عربي والمرأة , ابن سبعين , عبد الكريم الجيلي , الكيلاني , لاوتسه , تشوانغ تسه ويسوع الناصري ثم مزدك وأبو ذر وسلمان الفارسي , ابراهيم بن أدهم , الحلاج , النفّري وأبو العلاء وابن الفارض حتى زين العابدين ونساء متصوفات ثم غوته وتولستوي والسويدي يوهانسن وأخيراً شيءٌ عن ملحمة [ مم وزين ] للأديب الكردي أحمد خاني ومصطلحات الصوفية .
وبعيداً عن بعض الأحلام التي راودتْ العلوي في مجال الإصلاح الاجتماعي , كالمشاعية التي بدَّدتْها - كما نظنُّ – الأشكال الجديدة في العلاقات الدولية وما اليها فالكتاب هذا كشأن كتبه الأخرى نبراسُهُ التجديد والإختلاف وإعلاء قيَم الروح وذلك بلغة فيها الكثير من الشفافية والمَرَح .

سـامي العامري
كولونيا - تشرين أول – 2006


**************
يُطلَب الكتاب من المنتدى العراقي في كولونيا
www.irakischerkulturverein.de
أو الكتابة على عنوان السيد هيثم الطعّان .



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التباهي بالكهوف
- مِن ثَدْيَيَّ أُرْضِعُ الوحوش
- خَرْمَشاتٌ حول المرأة تنفعُ هذا وتضرُّ ذاك !
- الآثار الكاملة : محمد الماغوط
- سلسلة : كتابٌ قرأتُهُُ - كتاب عن الدكتور كاظم حبيب


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي العامري - مدارات صوفية لهادي العلوي