أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد منيري - أوهام حداثية














المزيد.....

أوهام حداثية


رشيد منيري

الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


1
في ما باتَ يدعى "زمن الأحلام الكبيرة"، كانت هناك شبه قاعدة تقول: "بقدر ما تنغمس قصائدنا في القضايا المباشرة و نبض الشارع تكون حقيقية و أصيلة".
والآن هناك قاعدة مضادة تقول: " بقدر ما تتعرى قصائدنا من هموم الناس و نبض الشارع تكون أدبا حقيقيا".
و هي نفس الطريقة السطحية في فهم الأدب و علاقته بالحياة، حتى لكأنه نفس الشخص الذي حاول متحمسا أن يكسو القصيدة بالرقع و اليافطات يحاول متذمرا أن يعريها حتى من نفسها.
2
الآن و قد مضى الزمن الذي كان يعاتب في الشاعر على البار في قصيدته أو على الغموض و الذاتية، و هو ما لم يكن ليتم دون خسائر فنية طبعا، فإن قواعد جديدة غدت تحدد ما يجب أن يكتب و كيف.
أخبرني شاعر في جلسة مقهى أنه "لن يكتب عن فلسطين بل عن قهوة الصباح"، ردا على عدم إعجابي بأحد نصوصه لأسباب محض شعرية، و وقتها وجدتني أفكر في" إيديولوجيا قهوة الصباح".
3
الذين صرخوا في نصوصهم، مدافعين في مقامات أخرى عن الأدب الجماهيري أو البروليتاري توهموا أن الجماهير ستضمن لنصوصهم الخلود، فأخطؤوا طريق الشعر.
والذين يَطردون من نصوصهم رائحة الناس، يتوهمون أن نصوصهم ستنمو على هامش العالم كلبلاب سحري، يحيط كل شيء ذات يوم فيما هم يديرون ظهورهم للعالم‼
4
مسألة استقلالية الأدب عن الحزبي و العقائدي من جهة و عدم تبعيته للظرف السياسي من جهة أخرى، لم تعد مفهومة بالنسبة للكثيرين إلا كبند من بنود حداثة غريبة، و أصبحت المغالاة في إبراز القطيعة مع المحيط سياسيا و اجتماعيا طريقة للقول: " أنا مبدع فذ".
5
الشعراء عموما لا يحْيَون خارج العالم، و حين يكتبون تختلط الأصوات بداخلهم (وقتها يكون كل شيء بالداخل فلا يحارون)، يكتبون في هدوء دون أن تظهر في نصوصهم آثار مكنسة إيديولوجية، دون أن يبدو العالم مقحما فيها. و دون أن يأبهوا لأية قاعدة سوى الصدق .
6
المسألة هي الشعر، يكون أو لا يكون.
ليست هناك قاعدة نحوية تقول إن القضية إذا دخلت على القصيدة حولتها إلى بيان. و أما النصوص الفارغة فلا "ربما" ولا "على الأرجح" ولا «فقط" و لا أي شيء يستطيع أن يجعل منها قصائد.
7
عموما ليست هناك قضية شعرية و أخرى أقل شعرية، ليست هناك قضية كبرى و قضية صغرى، هناك الشاعر و العالم و بينهما ينمو الشعر كالأطفال و الحشائش و الكآبة. و هناك، في الجهة الناشفة حتى لا نقول الأخرى، و عي شعري أسيرٌ لوجود الشاعر في مرحلة سياسية ما.
8
سبق أن قال أحد الشعراء السابقين و المعتقلين السابقين: "وقتها كان يبدو لنا العالم أحمر، فقد كانت بوادر ثورة في كل العالم".
و الآن كيف يبدو لون العالم؟ أليس أكثر حمرة؟ فهناك حرب و بوادر حرب في كل مكان..
من أين ستأخذ القصيدة لونها إذن ؟ من رماد مرحلة أم من ألوان الحياة المتعددة، الجميلة كلها؟



#رشيد_منيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجد لمن يقلق راحة الغباء
- أكاد أسمعها تعتذر
- اعتراف
- ملاح البحرين /زجل
- الأشياء الأخرى
- همس النزوة
- مارسيل خليفة: صوت الحب و الحرية
- العازف
- ثلاث ساعات مع يوجيف أتيلا في مقهى فرنسا
- مقبرة تدور حول الشمس
- السفينة-شعر
- الغرفة صباحا-شعر
- رجل عار.. تماما
- وطن-شعر
- وردة واحدة من أجلها../شعر
- خوف-شعر
- المهمة......قصة قصيرة
- رغم أخطاء العزف
- واحد يكفي
- حدائق النور لأمين معلوف: حكاية نبي أخطأ الزمن


المزيد.....




- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد منيري - أوهام حداثية