أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم














المزيد.....

السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:38
المحور: المجتمع المدني
    


يرى بعض الدارسين والباحثين العرب في هذه الآونة , بأن لا سلطة فعلية في الدول العربية لمجموعة من الأسباب , استندوا إليها في تدعيم دراستهم , وخلصوا بأن السلطة الموجودة ليست سوى سلطة ظل أو سلطة دول ما بعد استعمارية , والسبب هو الفراغ التام الذي تعيشه السلطة مع الدولة والمجتمع .
ومهما تعددت الآراء واختلفت وجهات النظر حول السلطة وعلاقتها بالدولة والمجتمع , يظل التساؤل قائماً , أين يوجد الفراغ ؟ هل يوجد في السلطة الدائمة
( الحزبية) أم في السلطة المؤقتة ( الطبيعية) ؟.
عَرفت عدد من البلاد العربية واقع السلطة الحزبية في خمسينات وستينات القرن الماضي , أثر التحركات الثورية ( الانقلابية) التي قام بها أنصار الحركة القومية العربية , بعيد عهد الاستقلال الوطني , مدعومون بمرجعية عقائدية وقاعدة شعبية ناقمة على ضياع فلسطين عام 1948 , الأمر الذي وفر لهم الفرصة الذهبية والحجة الكاملة , التي مكنتهم استغلال ظروف النكبة وجعلها الشغل الشاغل , تحت عناوين التحرير العريضة, التي أثبتت جدواها في إطالة أمد سلطتهم الحزبية , وعدم جدواها لدى الشارع العربي الذي آمن بها وأيدها متجاهلاً التفاصيل .
وبنتيجة القضية الفلسطينية لملم التيار القومي صفوفه ونجح في توظيف وقعها المؤلم لامتطاء السلطة , راهناً تحريرها بوجوده , ففي مصر تأسست السلطة الحزبية بوصول رائد القومية الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه الحكم عام 1952 , وكذلك الحال بالنسبة لحزب البعث في العراق وسورية عام 1963 , وحتى الآن لا تزال آمال التحرير والبناء معلقة .
وتبقى تجربة السلطة الحزبية في البلدان المذكورة مستمرة , كونها معنية بملف الصراع العربي الإسرائيلي , باستثناء العراق مؤخراً بسبب الاحتلال الأميركي , وهذا يعطي جواباً واضحاً عن استمرارية السلطة , نافياً ما يشاع حولها من وجود فراغ , الفراغ قد يوجد في عمل السلطة الطبيعية باعتبارها تداولية معرضة للمساءلة والمحاسبة القانونية والدستورية , ولأنها سلطة بشرية احتمالات الخطأ والشطط ورادة فيها , وليست سلطة أبدية مطلقة , فأي فراغ يحصل تقتضي معالجته والبت في أمره على الفور , لذلك لا تملك السلطة الطبيعية مبررات وجودها مهما حاولت , والفراغ لا يعني حدوث خلل يزعزع بنيانها , بل استبدالها بأخرى أفضل منها أداءً.
بالمقابل غابت جميع مظاهر الرقابة عن السلطة الحزبية , وتحولت بدورها لسلطة مطلقة , بعد ما انتقلت من يد الأقلية ( الأوليغاركية ) إلى يد الفرد ( الأوتوقراطية), بهذا التحول لا نستطيع الجزم بأن ثمة فراغاً وفجوة واسعة بين القاعدة والقيادة , من شأنها أن تهدد أركانها وصولاً إلى إنهائها , طالما تمركزت السلطة في يد واحدة قادرة على إعادة إنتاج نفسها بصيغ جديدة - قديمة , والفراغ الذي يوجد فيها ثانوي , يستفاد منه في تحصين السلطات الدستورية والاقتصادية والأمنية المنبثقة عن الحزبية , ويتمظهر في عدة أشكال منها :
1- القيام بتعديلات واسعة في مواد دستور الدولة , بما يكفل تسيير مصالح الحكم قبل مصالح المجتمع .
2- الغياب الكامل لدور المجالس التشريعية والازدواجية في عمل نوابها , فبدلاً من تمثيلهم المجتمع أمام السلطة , مثلوا السلطة أمام المجتمع .
3- الاستئثار بالثروات الوطنية أدى إلى بروز مفهوم رأسمالية الدولة الاحتكارية , وتضخم ملكيتها الاقتصادية بطرق غير قانونية .
4- جعل الولاء للسلطة الحزبية الأساس الذي تقوم عليه الدولة , وإعطاءه طابعاً تقدمياً وتهميش ما عداه من فئات.
5- وضع الأجهزة الأمنية في حالة حماية للسلطة , ورفع درجة تأهبها ضد المجتمع , وليس لاستشعار الأخطار الخارجية ومواجهتها .
يمكن اعتبار الأشكال المشار إليها , أدوات ناجعة لترسيخ إطلاقيتها , وبالتالي زيادة حجم فسادها , على قاعدة السلطة المطلقة مفسدة مطلقة , ما يلغي عنها طابع العالمية ويحصرها في رواق المحلية العاجزة عن التنافس الاقتصادي العالمي , إضافة إلى عجزها في استيعاب معطيات العولمة بجميع أبعادها الثقافية والإعلامية والسياسية والهلع من تطبيقها .




#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان
- معنى الاستقلال في سورية
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة
- أهداف بيلوسي في دمشق
- الماركسية الكلاسيكية ونفيها التاريخي
- التسلطية القُطرية ومحاولاتها التحديثية
- الحضور الإيراني في دمشق : رفض مطلق أم قبول حذر؟
- أوروبا - أميركا : وتغيير السلوك السوري
- سورية وسيناريوهات ثورة آذار
- الشمولية العربية وخيارات أجيالها الإصلاحية
- سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً
- العراق , سورية: دبلوماسية الفوائد
- الرؤى الماركسية – اللينينية حول الثورة الاشتراكية
- دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر
- الصدر/ نصر الله : ولعبة إطفاء الحرائق
- العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن
- عندما يصبح الرأي خيانة وطنية


المزيد.....




- سفير إيران في جنيف يؤكد ضرورة التأمل في أهداف ميثاق الأمم ال ...
- اعتقال جاسوس من الجنسية الأوربية في محافظة همدان
- الأمم المتحدة: بعض هجمات -إسرائيل- على إيران انتهكت القانون ...
- اعتقال 3 إسرائيليين رفضوا إدخال آخرين للملاجئ أثناء صفارات ا ...
- نتنياهو: إعادة الأسرى من غزة ستستغرق وقتا إضافيا
- فيديو متداول لـ-اعتقال جواسيس- في طهران.. هذه حقيقته
- شرطة الاحتلال والشاباك: اعتقال شاب في تل أبيب بتهمة التجسس ل ...
- 4 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان ...
- الأمم المتحدة: الظروف في قطاع غزة -تم إنشاؤها للقتل-
- -هيئة الأسرى-: 500 أسيرة/ة حُرموا من زيارة المحامين ونُحمّل ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم