أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - بحثت عن أدونيس وقاسم حداد














المزيد.....

بحثت عن أدونيس وقاسم حداد


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


• أنتظرت أدونيس وقاسم حداد, لم يأتيا ...

أكلني برد الكلام وأنا عائدة الى بيتي ظهر ذلك اليوم. لكني وصلتُ بأعجوبة الى مشارف الحياة, أودي صلاتي الى العالم البائس, أخلط بين الحياة والموت, بين الحقيقة وغير الموجود.
سخرية القدر أن تكون قارئا عالميا, فتُعتبر مشاكسا, متمردا عاقا ! فكانت تهمتي لهذا اليوم الذي انتظرته شهورا بفارغ الصبر!
يا الهي, أنتظر يوما كي أمليء مكتبتي فيه بالكتب الجديدة, فأنا هنا, لا أرى أبدا كتابا بلغتي التي أعشقها, ولا صحفا يمكنها أن تحجب عني صداع أدمغتي.

تُهت, في طريق عودتي, قاصدة, أحاول لملمة خيباتي وترك بعض أعبائي على أرصفة (بريزبن) الحائرة بهذا الكم من الرواد, اللغات, الجنسيات والديانات .

فكان مؤتمرا عربيا, ظهر النهر يومها متألقا, وفندق اللقاء ينطق باسمه من شرفاته الزجاجية الجميلة.
كانت احتمالات الذاكرة تنازعني, فهو نوع من الطلب الذاتي, ترمم روحي من مطر أناس يحتفلون ببقايا الحياة, فكان (أدونيس) حاضرا معي يومها عندما قال:
"هكذا تبدأ الحكاية أو تنتهي الحكاية
والمدى خيطي - أتصلت أنا
الفوهة الكوكبية
وكتبتُ..."

وكان مشهد الرؤية, الجميع يتأبطون كتبا, أطفالا , شبابا وشيخا, اثارني أن الجميع على موعد لممارسة الجمال, فنازعتني ذاكرتي مجددا قبل الوصول:
" ينظر الأطفال الى الوطن العربي فيهلعون" .
أردت أن أجيب (قاسم حداد) عندما وجد الحب :
" قل هو الحب
قل لهم في برهة
بين كتاب الله والشهوة
تنساب وصاياك ..."

لكن, لم أجد الحب الذي نادى به (قاسم حداد) ولا (أدونيس), لم يكن هناك, (نزار قباني) ولا ( سليم بركات), أين أستطيع أن أجدكم, فكلام الحب لا ينتهي, ولماذا ينتهي الكلام عند عتبة الخوف من الله, والخوف من دخول الجنات, إن قرأنا عنه.

تهتُ بين بنايات (بريزبن) التي تستعد لعرس آخر في هذه الفترة, فظهرت كعروس في يوم الفصح, تزينها الأرانب المضيئة, وتنزل بها الأضواء كعروس الى ديمومة النهر.
لم أبحث عن مصدر الاحتفال بالأرانب في هذا الوطن الجديد, بل ما زلت أبحث عن جذور, حضارة وثقافة عربية, لم أجدها فبتُ كمن ينتظر الدينونة عندما صمتُ أمام أكشاك الكتب والصحف التي تحمل عنوانا واحدا, لا غير...

يعيش في ولاية (كوينزلاند)* وعاصمتها السياحية (بريزبن) عشرة آلاف مسلم, جاءوا من جميع أقطار العالم, وكما في كل سنة يخصص لهم يوما, التقاء ثقافي, حضاري وتراثي. وبما أننا ما زلنا مسكونين بذاكرة الخوف, لم أتطوع لبدء الكلام, وبدأ الكلام...حينها, تدخلتُ في محفل الأشياء, دخلتُ بالشكل المضاد , فرأيتُ الانعكاسات الجميلة في الموضوع, تنازلت عن رؤية القبيح, فمبدئي في الحياة, احترام وتقبل الغير, مهما كانت آرائهم وعقائدهم.
أهدرتُ كثيرا من الساعات وأنا أصغي, حاولتُ توضيح سرّ المغزى لحياة أفضل في مناقشة غير مجدية عن أمور نحن بحاجة لمناقشتها, لكني رأيتُ أن العالم ما زال يعيش في ظلمته.
أحاول بالحوار الهاديء تسكيت بعض الفوهات, فوهة تلو الأخرى, أنقل لوحدي جدول التعجب والاحتجاج, لم أرد أن أقلّب الناس على هواي, ولا أسمح لنفسي أن أركض على هوى الآخرين, لكني بقدر ما كنتُ معجبة بيوم اللقاء, أصبحتُ كمن يلملم أعشاب العماء. سقط حزني على الأرض فأصبحتُ كمسبحة ينفرط خرزها وتقع أرضا.
صار الكل يتمتع فأتى بعضهم من آخر الثقب, ومنهم من زال يحمل الخيط , وأنا أتأنى صبرا, فكنتُ نصفي والنصف الآخر أصبح قيد جدول الوجع الكبير, أرمي وجعي الى صنارة الدمع.

عدتُ أتأمل أحدهم من بعيد, وآخر , وآخرون الذين أصبحت كلماتهم أجمل من أكبر تراتيل, تدحرجت كلماتهم مجددا, منعتني من الاندحار, قبل أن يصل الخيط الأخير, خاطبتُ بعيد المحطات, فاستفاقت مدني المضيئة قبل إنكسار الأنفاق, ذهلَ الجميع من خطابي, فقلتُ لهم, هذا هو كلام الحب الأصيل, فله سأصلي ولهُ سأنفق جلّ نهاراتي .

• (كوينزلاند) ولاية في قارة أستراليا وعاصمتها السياحية (بريزبن) حيث تقيم الكاتبة.

[email protected]



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور (تراتيل عزاء البحر)للأديبة دينا سليم
- عيد البيض
- عيد الأم أشعر أني ملكة
- الثامن من آذار
- قبعتان وغمزة
- طائرات العيد
- هل بقي ما نحتفل من أجله !
- قصة قصيرة-المُهرج الباكي
- المرآة الهشّة لا تخفي الحقيقة
- (عقارب) قصة قصيرة
- كائنات في الظل
- اللوحة الخالدة
- صندوق بريد
- لماذا لا تبكي جدتي
- عيون الليل الحزين
- السماء لا تمطر أقنعة
- وتر بلا عازف
- استسلام بكبرياء
- ناطحة سحاب وبرج حمام
- وفي قلمها ينطوي العالم الأكبر...!!!


المزيد.....




- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - بحثت عن أدونيس وقاسم حداد