أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - السماء لا تمطر أقنعة














المزيد.....

السماء لا تمطر أقنعة


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 11:03
المحور: الادب والفن
    




تعوّد حمل قناعه حيثما يذهب, يغادر خلسة دون أن يلحظه أحدا, صامتا حزينا يخطط, كما في كل يوم, لخيانة جديدة...
كان سريع الخطوات, ثابت الحركة, يتقمص نظرات بريئة حتى يجتاز آخر زاوية تخرجه من حارته, فينعطف الى منطقة نائية, يخلع قناع وجهه البريء فيها ليظهر الشرس منه, فيبدأ نهاره بالبحث .
يضرب قطة تموء جوعا في الطريق, ويركل كل ما هو صامت على أرض حارّة, يعفّرها قاصدا,غاضبا من اللاشىء, صارخا متذمرا بأعلى صوته:
- اللعنة, اللعنة, اللعنة...
يبحث في القمامة عن شىء يأكله, يحطم الزجاجات الفارغة, ينبش فيما تحتوي, ويتركها للريح تتناقلها كما تشاء, حتى لتصل النهر .
يبحث عن وجهه الساقط في المياه الجارية, لا يجده! تغادره المياه بسرعة فائقة, تتهرب منه, أو ربما تسحبه معها!

يشرب من مياه النهر العذبة, وحين يرتوي يبصق فيها , لاعنا, ناكرا .
يستمر في طريقه, بمحاذاة النهر, كي يجده! أي وجههُ, يطارده والمياه سائرة تأبى انتظاره, تجرف كل ما تجده في طريقها, حتى ظلال الغيوم المتطايرة في السماء.

يتوقف مشدوها أمام لوحة جميلة ترتجف لها المياه, في يوم صاف ونهار هادىء, وجه امرأة! تصغي الى الهدير, تراقب النوارس, تنتظر كل شىء جميل وتطلب الأجمل.
حالمة, صامتة, مسترخية, مرتاحة وصافية التعابير, تلبس الابتسامة على وجهها. لا حاجة الى أحمر الشفاه فالفم الجميل يخلق مصقولا بالجمال.
لا تدع النهار يفوتها, كل يوم على ذات الحال, تبقى حتى حلول الليل, تنتظر غروب الشمس كما الشروق, وإن حلّ المساء تحتفظ بابتسامتها الواسعة التي تضيء العتمة.
لم يعرف سبب مكوثه كثيرا أمام هذه اللوحة النادرة, ولمَ تتجاهله!
وقعت عيناه على حقيبة نقودها, جاءهُ الفَرَج, ربما يكون رزق اليوم غنيا؟ اقترب منها, مدّ يده كي يلتقط المحفظة فإذا بها تبدأ بالغناء, تغني بأعلى صوتها وتحتل ابتسامتها الواسعة وجهها الناعم . صمتت الكائنات أمام صوتها العذب, الذي اخترق الفضاء وملأهُ ألحاناً, الصدى الواسع دلالة السكون , والصمت الممتد برهان قاطع على الرحيل, فكل الكائنات آوت الى مخادعها, حينها أيقنت أن ساعة الرحيل قد حانت.
ارتج تستنشق الهواء العليل لآخر مرة, تتحسس الأرض بلطف, تحك الحجارة بأناملها كي تهتدي على الطريق , وتغادر بحذر .
فت أوصاله وانكسرت نظراته أمام عينيها المتجمدتين, تسارعت نبضات قلبه, بحث عن قناع البراءة, لم يجده, عن قناع السذاجة, توارى! عن قناع البلاهةِ, اختفى! عن قناع الشجاعة, هرب منه...
ينظر الى السماء مستنجدا....:
- اللعنة, اللعنة, اللعنة.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتر بلا عازف
- استسلام بكبرياء
- ناطحة سحاب وبرج حمام
- وفي قلمها ينطوي العالم الأكبر...!!!
- ناجي ظاهر بين التفاؤل والحزن والتعلق بالمكان
- في يوم المرأة العالمي وعيد الأم أناجي أمومتي
- لماذا نخفي رؤوسنا ونغمض أعيننا أمام الشعارات الزائفة
- امرأة من زجاج
- لا تنزع عنكَ أبدا قناع الحرية
- دموع الشموع
- * هل جاء (الحلم المزدوج) ليكون للحقيقة لسان ؟


المزيد.....




- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما
- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...
- اكتشافات بجنوب شرق تركيا تشرح حياة البشر في العصر الحجري الح ...
- عمليات جراحية على نغمات الموسيقى: اكتشاف علمي يغير قواعد الت ...
- متاحف قطر تحصد جوائز مرموقة في النسخة الثالثة من جوائز قطر ل ...
- الألكسو تكرم ستيفاني دوجول عن ترجمة -حكاية جدار- وتختار -كتا ...
- تشييع الممثلة الراحلة -بيونة- إلى مثواها الأخير في مقبرة الع ...
- نساء غانا المنفيات إلى -مخيمات الساحرات-


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - السماء لا تمطر أقنعة