أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - توهين عزم الأمة وإضعافها في سورية















المزيد.....

توهين عزم الأمة وإضعافها في سورية


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 11:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بلغ تعداد منتسبي حزب البعث السوري ومحازيبه حسب ماتردده المصادر البعثية بين الحين والآخر المليون وربع المليون أو شيئاً قريباً من هذا العدد.
الجهة الحاكمة أو النافذة في الحزب مع الجهات الأمنية ذات العلاقة وجدت نفسها في حيص بيص كما يقال عقب وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسـد عام 2000 أي بعد ثلاثين عاماً من حكم الأسـد نفسه أو سبعة وثلاثين عاماً من حكم ثوار الثامن من آذار، وهي تجدّ بحثاً عمّن يعقب الرئيس الراحل في الآلاف المؤلفة من المليون والربع رفيق، لأن من شروطه أن يكون رفيقاً بعثياً أتمّ الأربعين من العمر، ولكنها حقيقةً لم تجد شخصاً كفؤاً مؤهلاً مناسباً وعمره أربعون أو ما فوقها ويستطيع أن يملأ فراغاً تركه رئيس بحجم الفقيد.
بمعنى آخر، كانت الجهة الحاكمة في سورية والممسكة بكل مرافق الدولة ومفاصلها قرابة أربعين عاماً، وسواء اعتبرنا هذه الجهة فرداً أو مجموعة أو حزباً فلقد كانت عاجزةً حقيقةً أو مُعجَّزة، أو أنها لم تكن تملك في كل تجمعاتها ومنظماتها وهيئاتها وكوادرها السياسية والأمنية والعسكرية شخصيةً ما مؤهلةً تستطيع أن تتولى منصب الرئاسة وحكم البلد من خلال المؤسسات الرسمية والمقاسات الدستورية المفصّلة والمرتبة لنوعية معينة من الناس.
الكلام السابق الذي نقوله ليس تخميناً أو تحليلاً أو رجماً في الغيب، وإنما هو لسان الحال وواقع الأمر فيما كان، وهو دليلنا الوحيد في الواقع الذي رأيناه وشهده الناس كلهم عقب وفاة الرئيس الأسد الأب، ولكن كيف كان ذلك..!؟
النظام الحاكم بمفرداته ومُجْمَلاته والمؤسَّس حسب المادة الثامنة من دستور عام 1973 " على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة العربية " وبعد عشرات السنين من الحكم والسيطرة على الوظيفة الأساسية في الدولة أوصل سورية الدولة والشعب إلى حالةٍ من العقم، أوهنت منها العزم، وأضعفت منها النفسية، وأفقرتها من الكفاءات القادرة حتى الحزب القائد في المجتمع والدولة لم يعد موجوداً فيه شخص بعثي وقيادي مناسب حسب المواصفات الدستورية للإمساك بدفة الأمر وتولي منصب الرئاسة من خلال آلافه المؤلفة.
ثم كان أن وجدوا الشخصية المناسبة ولكن مواصفاتها العمرية تختلف مع الوصف الدستوري الذي كتبه واضعوه أساساً بأنفسهم ولأنفسهم، ومع هذا وعند الحاجة خذلهم، ولم يوافق مافي أنفسهم، فاحتاجوا إلى تعديله ليتوافق مع المواصفة العمرية للشخصية البديلة، فكانت عملية قصر العمر من أربعين عاماً لا ليكون 39 أو 38 أو 36 بل ليكون أربعةً وثلاثين عاماً تعديلاً في العمر موافقاً لشخص واحد من المليون والربع المحازيب أو من العشرين مليوناً من السوريين.
هنالك لاشك مسؤولية كبيرة وكبيرة جداً عن حال الوهن في الشعب والضعف عند المواطنيين السوريين والرفاق منهم خصوصاً بعد سنين وسنينٍ وسنينٍ من حكم فئة أو مجموعة أو حزب تصل إلى حدٍ لاتجد فيه من يكون أهلاً لتولي المسؤولية الأولى في البلد فضلاً عن الخوف الشديد والحساسية الأشد لأي تصريح معارض أو كلمة نقد مهما كانت، لأنها قد تفرط الأمة أو تضعفها..!! فمن هو المسؤول عن هذه الحال..!!؟
هنالك لاشك مسؤولية كبيرة عن الدمار والخراب وفقدان الأهلية السياسية عند كل من هو في الأربعين ومافوق من العمر داخل الحزب والذي امتدّ ليشمل القاصي والداني من عموم الناس إفقاراً وإضعافاً وتوهيناً ..!! فمن هو المسؤول عن هذه الحال بعد أربعة وأربعين عاماً من حكم شمولي استبدادي قمعي..!!؟
ثم وهو الأهم، إذا لم يكن ماسبق توهيناً للأمة وإضعافاً لعزيمتها ونيلاً من هيبتها، فكيف إذاً يكون التوهين وكيف يكون الإضعاف وكيف يكون النيل من الهيبة..!!؟
نقول مانقول من الكلام والأجهزة الأمنية السورية ترفع تهمتها الجاهزة والمجهزة والمدعومة بإضعاف العزيمة وتوهين نفسية الأمة والنيل من هيبتها بنشر أخبار كاذبة في وجه الناشطين في ملفات قضايا حقوق الإنسان السوري والمدافعين عنها على الصعيد المحلي والذين يكشفون اعتداءات أجهزة أمن الدولة عليها وممارساتها القمعية والوحشية.
نقول ماسبق وقد أصدرت أحد محاكم النظام السوري حكمها بالسجن خمس سنوات على رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية المحامي/ أنور البني الرجل الشجاع في مواقف الشجاعة، والمدافع عن قضايا المواطن السوري الذي أذلته أجهزة الأمن والسلطة، واغتصبت منه حقوقه الإنسانية التي أقرتها القوانين المدنية والشرائع الإنسانية فضلاً عن الرسالات السماوية.
لقد رأت الجهات الرسمية في تصريحٍ للسيد/ البني تم تفسيره على مزاج أمنهم وسياستهم حسبما يريدون، فرأوا فيه مارأوا من التوهين والإضعاف لنفسية الأمة الصامدة والمقاومة التي لم يؤثّر فيها وهناً وإضعافاً سوى تفسير تصريح السيد/ البني الى الحد الذي جعل محكمة النظام تحكم عليه بالحد الأقصى من العقوبة، ودَفَعَ بالوزيرة/ ديالا الحاج عارف للمطالبة بإسقاط الجنسية عن هذه القامة النضالية والوطنية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في سورية، في الوقت الذي لم تر السيدة/ الحاج عارف في تصريحات وأفعال السيد/ابراهيم سليمان السوري الأمريكي في دخوله الكنيست الإسرائيلي بمبادرة شخصية حسب تصريحه مايستوجب طلبها بسحب جنسيته السورية، كما لم تر الجهات الرسمية نفسها فيما أفضى به هالسوري الأمريكي مايضعف الأمة ويوهنها بل اعتبرتها تصريحات وأعمالاً شخصية لاعلاقة لها فيها، ولاسيما أنها تدخل في دائرة الخصوصية مما لايعني الجهات الرسمية في شيء.
لقد رأت الجهات الرسمية في تصريح السيد/ البني مارأت، ولكنها هي نفسها تتعامى عن رؤية القمع والتعذيب وإزهاق إرواح المعارضين ولصوصية الشبيحة والنهابين والقراصنة من الهوامير والحيتان، وكأن ليس فيه شيئاً مذكوراً من التوهين والإضعاف..!!
أَنْوَرَ البني ..!! لأنك لستَ الفاسدَ ولاالمفسد، ولستَ اللصَ ولا النهّاب، تدافع عن حقك وحق بني وطنك في حياةٍ حرةٍ كريمةٍ بعيدةٍ عن القمع والاستبداد والقرصنة، فأنت في قلوب الأحرار والشرفاء من مواطنيك ومحبيك وأنت في عيونهم، وهم كثيرون كثيرون كثيرون.
قلوب أعدائك باتت هواءً، تخاف كلمة حقٍ دفاعاً عن كرامة، وصدقةً تشد أزر عائلة محتاجة مستورة، ونصيحةً تُقَال تسديداً وتصويباً وترشيداً. وإلا ماذا يعني أن نرى في غيابات السجن كرامَ مواطنينا وأحرارَ ناسنا من أمثالك وأمثال شيخ المعتقلين عبدالستار قطان، وداعيا الحرية والديمقراطية ميشيل كيلو وفاتح جاموس فضلاً عن الاقتصادي الدكتور/عارف دليلة الذي أقلقه النهب والتشبيح في البلد فنادى محذّراً، وغيرهم وغيرهم كثيرٌ كثير.
أحباءنا..!! إنهم يرون تصريحاتكم أعاصيرَ تتهدد كراسيهم، ويرون صدقاتكم ونصائحكم سهاماً في قلوبهم، فيُحوِّلون وهنهم وضعفهم بمكناتهم الإعلامية وقدراتهم الأمنية تهماً لكم بتوهين الأمة وإضعاف عزيمتها، لاعتقادهم أنهم الأمة وأنهم قدرها وأنهم عزيمتها. أولى لهم فأولى، ثم أولى لهم فأولى، ولكن أنّى لهم إذا جاءتهم ذكراهم..!!



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِبَال النظام السوري قصيرة
- الحاضر والمستقبل والنظام السوري
- عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية
- هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
- إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ
- بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
- ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
- الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
- النظام السوري والمُعْتَقَلات
- ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
- النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
- النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
- - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب
- الطارئ والمطروء في أنظمة الطوارئ
- الاعتصام الإلهي والاعتصام ( اللي موإلهي )
- اليأس السوري والأمل اللبناني
- النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - توهين عزم الأمة وإضعافها في سورية