أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية














المزيد.....

عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1868 - 2007 / 3 / 28 - 11:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل عامٍ تقريباً قامت عصابة في مدينة حلب السورية بخطف طفل من عائلةٍ موسرة، وعلى طريقة المافيات طالبت أهله بدفع فدية كبيرة قدرها خمسون مليون ليرة سورية، وانتهت عمليتهم إلى الفشل.
وقبيل أيامٍ قامت عصابة أخرى وعلى الطريقة المافياوية نفسها وفي المدينة نفسها، فخطفت طفلاً بعمر الزهور لم يُكمل من عمره ست سنوات بعد، وحيث كان ينتظر باص مدرسته، كما طالبت العصابة ذويه الأثرياء بدفع فدية تقترب من نصف مليون يورو.
لاشك أن عمليات الخطف المشار إليها هي عمل مدان ومرفوض مدنياً وأخلاقياً ودينياً وإنسانياً وندعو الله أن يعيد الطفل إلى أهله سالماً معافىً تتفتح البسمة على شفاهه من جديد، ويبرعم الأمل في عيونه البريئة ورداً وريحاناً وسلاماً بعد أن سرقوا منه البسمة والأمل والبراءة.
الخطف في حياة السوريين شيء جديد ولم يكن معروفاً من قبل، ولكن مع المستجدات وظهور الشبيحة والأثرياء الثوريين الجدد، ظهرت ثقافة جديدة أيضاً اسمها ثقافة التشبيح والخطف.
ولئن أصبح التشبيح واللهط أمراً مجتمعياً أقرته سلوكيات الشعب المقهور والمغلوب والأعراف السائدة والمعمول بها على الصعيد العام، وجعلت منه أمراً معترفاً به ومعمولاً فيه وإن اختلفت مسمياته في طبقة الدارويش من إكرامية إلى قيمة فنجان قهوة أو غض بصر أو مساعدة عن مسمياته عند الفاسدين والمفسدين في الطبقة الرسمية المتصفة بالشطارة والفهلوة فإن خطف الأطفال مازال عملية تثير الدهشة والرعب كما تبعث على القرف. ولكن مما لاشك فيه أن الشبيحة والقراصنة والبلاعين بات يشار إليهم بالبنان ولكنهم استأسدوا وعملهم بات على المكشوف وما عاد أحدهم يستحي من فعال فواحش النهب واللصوصية وأكل المحرمات.
من وجهة نظر أمنية فإننا نعتقد أن العصابة في طريقها للوقوع بيد من هو أكبر منها وأقدر على الإمساك بها عاجلاً غير آجل. ولكن الملفت للنظر في العملية الجديدة هو أن الخاطفين عدلوا في نوعية العملة المستعملة من الليرة السورية إلى اليورو مباشرةً حتى دون المرور على الدولار تهزيئاً واستهزاءً به والقادم أعظم، ولاسيما أنه عملة الأعداء الأمريكان أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد، وأعداء النظام السوري العتيد. وهو في كل الأحوال تطور نوعي من وجهة نظر من يهمه الأمر يدل على توجه سياسي معين لدى عصابات الخطف وتحول مميز يرتبط بموقف عصابي مافياوي وطني منسجم مع التوجه الوطني العام. فهم لصوص وخطّافون..!!! آآآ..، يُروِّعون الناس ويشيعون القلق فيما بينهم..!!! آآآ..، ولكن كل شيء لوحده، فهم وطنيون شرفاء وضد الأعداء ومقاومون وممانعون ويسعون على معاشهم، ولسان حالهم يقول:
يامعشر الناس..!! جريمتنا كبيرة كبيرة عند أطهار الناس وأشرافهم من أصحاب الصغائر، وصغيرة صغيرة عند الفجّار والنهابين والشفيطة من أصحاب الكبائر. فالكثير الكثير وعلى مستوى عالٍ في هالوطن لصوص وقراصنة، والأكثر منهم الشبيحة واللهيطة، ومع ذلك فوضوءهم لاينتقض، ووطنيتهم وعروبتهم وصمودهم ومقاومتهم (زي البرلند)، لايصيبها تعب ولانصب، ولايَمَسُّهم سوء، وما من أحد يستطيع أن يؤشر ولو إشارة صغيرة ينال بها من وطنيتهم ونقائهم وطهارتهم، فكل شيء لوحده ( فهاي دءّة وتلك دءّة كما يقول المصريون) وإلا لما سرقوا كل هذه السرقات، ولانهبوا كل هالنهب، ولاشفطوا كل هالشفط، ومافي أحد أحسن من أحد، وذرية بعضها من بعض.
ثم وهو الأهم، لئن كنا خطفنا طفلاً نتاجر به ونتكسب، فإن الآخرين أيضاً خطفوا وطناً بكامله أكلوا خيراته وثرواته، وشعباً بأكمله امتصوا دمه وعافيته، وجمعوا قَطْرَ عرقه وجعلوا منه أصفار أرصدتهم وملياراتهم الدولارية، وأكّدوا فعلتهم وجعلوا منها عملاً وطنياً وزينوها وعمّدوها باستفتاءات وهيلمانات شعبية.
وإذا كان الكثير والأكثر قد حولوا معظم منهوباتهم وسرقاتهم ورشاويهم وتعاملاتهم منذ عهدٍ قريب من الدولار الأمريكي إلى اليورو الأوروبي حرصاً على جهدهم وعرقهم وتعبهم من مكتسبات الثورة والتصحيح في سرقة ثروات الملايين من العمال والفلاحين، وتعزيزاً لصمودهم ووطنيتهم ومقاومتهم، فنحن أخذنا الطريق من قصيره للتعامل باليورو مباشرة.
ياجماعة..!! ياناس..!! لسوف نقع قريباً قريباً، ولسوف يعود المخطوف إلى أحضان والديه، وترجع البسمة إلى شفاههم والبهجة إلى قلوبهم، لأننا إذا ماقبضنا المال الحرام وباليورو فلسوف نعتقه.
نحن نقر ونعترف جهاراً نهاراً بأننا من أراذل الناس وجبنائهم ومجرميهم، ولكننا لانملك جيشاً ولاعسكراً ولا مخابرات ولا وزراء ولا مشطِّفين ولا دجَّالين من كتبة وصحفيين وخطباء يزينون للناس ودراويشهم سفهنا وعبثنا وفواحشنا ويجعلون منها أمناً وأماناً ووطنيةً وصموداً وتحطيماً للمؤمرات كما عند خاطفي الأوطان وتجارها وسارقي ثرواتها وطعام شعبها.
إجرامنا تالله كبير، والويل لنا من الرب العلي القدير، ولكنّها الدنيا والدنايا وأمرنا ياعَالَم يسير، فمخطوفنا سيرجع إلى أهله بحسن التدبير، ولاسيما إذا قبضنا الفدية باليورو ومشت جريمتنا (بالسليم) ولم يواجهنا مطب أو نقع في بير.
ويل للمجرمين المجرمين من خطف وطن بقوى عصابات عسكرية باطشة زعموا الحرص عليه، وجعلوه رهناً لمصالحهم وشهواتهم وعبثهم وطغيانهم، وجعلوا منه سجناً كبيراً للجياع والمقهورين والغلابة، وسرقوا كل ثرواته دون تمييز بالسوري والدولار واليورو والاسترليني والفضة والذهب والنفط. (احنا خطافين نونو) نعمل باليورو فقط، أما خاطفوكم الآخرون من نوع الكبار، العمى في قلبهم العمى، لم يتركوا شيئاً في هالبلد لم يخطفوه، ولم يوفروا شيئاً في هالوطن لم يبلعوه، ولكنهم مع كل هذا وهذا... لم يعتقوه.




#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
- إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ
- بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
- ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
- الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
- النظام السوري والمُعْتَقَلات
- ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
- النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
- النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
- - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب
- الطارئ والمطروء في أنظمة الطوارئ
- الاعتصام الإلهي والاعتصام ( اللي موإلهي )
- اليأس السوري والأمل اللبناني
- النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟
- النظام السوري وشهادات ثلاث
- هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟
- سجّل ..!! أنا مع حكومة غير وطنية..!!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية