أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ














المزيد.....

إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 04:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الثامن من آذار/ مارس الجاري دعت المعارضة السورية إلى اعتصام مدني سلمي أمام قصر العدل الدمشقي احتجاجاً على استمرار إعلان حالة الطوارئ في سورية لأكثر من 40 عاماً ومُطالَبةً بإلغائها.

ومن خلال المتابعات الإخبارية والصحفية يلاحظ استمرار الخلط عند الكثير بين إعلان حالة الطوارئ وقانون الطوارئ عن قصدٍ أو دونه، وكأن إعلان حالة الطوارئ بدأ قبل مجيء ثوار البعث إلى السلطة من خلال الإشارة إلى تاريخ صدور قانون الطوارئ. وحقيقة الأمر أن كارثة سورية الوطن والناس كانت مع إعلان حالة الطوارئ ومع قدوم الثوار وليست في قانون الطوارئ. ونورد بعض النقاط في هذه المسألة لعلها تزيل اللبس الموجود:

صدر في سورية المرسوم التشريعي رقم 51 بتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر لعام 1962 عرف فيما بعد باسم (قانون الطوارىء). نَظَّم هذا المرسوم وَرَسَمَ لحالاتٍ طوارئيةٍ استثنائيةٍ: أحكامَها، مبررات إعلانها، مشروعيتها وشروط اعلانها الشكلية والموضوعية قانونياً ودستورياً وتسمية الحاكم العرفي وصلاحياته. وللعلم إن المرسوم المشار اليه يعتبر صادراً عن جهة شرعيةٍ ديمقراطية وتشريعية حسب الأصول وهو قانون قعّد وقنّن لحالةٍ استثنائية يمكن أن تتعرض فيها الدولة لأخطار حقيقية أو تهديدات خطيرة كالحرب مثلاً.

في 8 آذار/مارس 1963 أعلن ما يسمى (المجلس الوطني لقيادة الثورة) وبموجب الأمر العسكري رقم 2 الصادر عقب البلاغ رقم 1، وكان كالتالي:
استنادا إلى المرسوم التشريعي رقم51 تاريخ 22 / 11 / 1962 تُعْلَنُ حالةُ الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية العربية السورية وحتى إشعار آخر. يعني (طاعون) على البلد كلها ومن دون تحديد نهاية، أو أن سورية – حسب اعتبارهم - أصبحت في حالة حرب من يوم هالثورة النكبة ولم يأت هذا الإشعار الآخر بعد.

حتى هذا العام مضى 44 عاماً على إعلان حالة الطوارئ، ونؤكد أن مشكلة الشعب السوري ليست في قانون الطوارئ بل في إعلان حالة الطوارئ التي فعَّلت هذا القانون كل هذه الفترة الطويلة من حياة الوطن بحيث باتت سورية وطناً وشعباً محكومةً بقوانين واستثناءاتٍ وُضِعَتْ أساساً لحالات مؤقتة استثنائية وطوارئية.

من هذا التفعيل المديد لقانون الطوارئ جعلوا حياة الناس محكومةً بصلاحيات مطلقة للحاكم والحكومة في الوقت الذي مُنِعت فيه عن المواطنين حقوقهم وحرياتهم التي منحهم إياها الدستور، وكان الفساد الكبير في الوطن والدمار العظيم في حياة الناس كرامةً وإنسانيةً وحقوقاً ومواطنة.
صلاحيات مطلقة للدولة مع تعطيل حقوق المواطنين الدستورية معناه: أحكام عرفية، اعتقالات تعسفية، محاكم أمنية وعسكرية، قمع واستبداد وتكميم الأفواه، مراقبة الصحف والاعلام وامتناع المحاسبة والمساءلة. لينتج عما سبق- مع طول الأمد ورفع شعارات معاكم للأبد - دولة قامعة قاهرة باطشة مستبدة تستوجب وجود طبقة من الفاسدين والشبيحة واللصوص الذين يمارسون بجمعهم دوراً أقبح من قبيح في تدمير المجتمع وإشاعة قيم الفواحش استبداداً وقرصنةً وامتهاناً لكرامة الإنسان وحقوقه، ولتجتمع ثروة البلاد ورزق العباد في يد مجموعةٍ محدودةٍ نسبياً فاسدةٍ ومفسدةٍ من الحيتان والهوامير والقطط السمان التي يَتَجَمَّع في حساباتها قَطْرُ عرق الملايين والملايين من الكادحين والمسحوقين والجياع المقهورين لتُِكَوّن أصفار ملياراتهم وتزيد في أرصدتهم الدولارية.

فالمصيبة في سورية الوطن والشعب ليست في قانون الطوارئ بل في إعلان حالة الطوارئ التي أعلنها الثوّار في يوم أغبر. لأنه ليس أصدق من معنى كونك في بلدٍ حالة الطوارئ فيه سارية المفعول لأكثر من أربعة عقود سوى أنك في بلد الكوارث والفواجع حقيقة، بلدٍ يُمتَهن فيه المواطن وتُزدَرَى كرامته، ويسوده القراصنة والشبيحة واللهيطة، وتشيع في بره وبحره منظومةٌ مفرداتها الفواحش والظلم والجوع والقمع والاستبداد.

فالمعارضة السورية بكل فئاتها ومجاميعها ومعها كل الشرفاء والأحرار وأصحاب الضمير تطالب النظام السوري على الدوام بإلغاء حالة الطوارئ غطاء القمع واللصوصية والإرهاب.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
- ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
- الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
- النظام السوري والمُعْتَقَلات
- ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
- النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
- النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
- - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب
- الطارئ والمطروء في أنظمة الطوارئ
- الاعتصام الإلهي والاعتصام ( اللي موإلهي )
- اليأس السوري والأمل اللبناني
- النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟
- النظام السوري وشهادات ثلاث
- هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟
- سجّل ..!! أنا مع حكومة غير وطنية..!!
- النظام السوري واليوم العالمي لحقوق الإنسان
- هلال الصمود والممانعة، إلى أين..!؟


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ