أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الحاضر والمستقبل والنظام السوري















المزيد.....

الحاضر والمستقبل والنظام السوري


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" نعتز بماضينا ونعيش حاضرنا ونعمل لمستقبلنا " مقولة كنت أجدها على أوراقٍ وشهادات مدرسية في إحدى المدارس الابتدائية الكندية أثارت انتباهي. وكعربيٍ تستفزّه الشعارات وتثير اشمئزازه نتيجة معاناته معها، فكثيراً ماكانت تستفزني هذه العبارة المحسوبة والموزونة والهادفة خشية أن تكون من قبيل الجَكَر أو الجكارة لشعاراتٍ مزيفةٍ لم تكن أكثر من دجلٍ في أنظمة الدجل في شرقنا العربي رُفِعت في وجه مواطننا الجائع والبائس الفقير من مثل شعارات أمة عربية واحدة وشعارات الوحدة والحرية والاشتراكية لِتُخْضِعَه قهراً، وتحييه ذلاً، وتميته استبداداً.
ولكن تأكد لي أن الأمر ليس فيه جكارات ولا نكايات، فالكل عندهم يعتز بماضيه ولكنه يرفض العيش فيه بل يحيا حاضره بكل الكرامة والفخر، والكل فرداً وجماعة، دولةً ومؤسساتٍ وقوانين يَجْهَدُ حقيقة لمستقبلٍ أفضل يشارك في رسم معالمه، ويعمل دَأَباً للذهاب إليه عزيزاً حراً كريماً مرفوع الجبين.
ماضينا أين منه ماضيهم، وحاضرهم ياحَسْرَهْ على تعتيرنا وقهرنا أين منه حاضرنا..!؟ وعملهم لمستقبلهم يثير في النفس آلامها ويحرك منها مواجعها، فتنطلق الآهة تلو الآهة على مستقبلنا الرعيب حريةً وكرامةً ووجوداً على خارطة الخلق والناس والعالم. فعن حاضرنا السوري الأليم والمرعب نستدعي بعض الشهادات والإحصاءات لتتحدث عن نفسها:
في أكتوبر 2006 وفي مقابلةٍ مع (بي بي سي البريطانية) قال الرئيس بشار: المشكلة الأصعب التي يعاني منها الناس هي الوضع الاقتصادي. أينما أذهب كمسؤول فإني ألتقي الناس وأول شيء يتحدثون عنه هو الأجور والبطالة والمدارس والخدمات الطبية، إنهم لا يمتلكون الأساسيات بعض الأحيان في بعض المناطق.
وفي مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط الذي استضافته دولة قطر في الأسبوع الأول من ابريل الجاري، اعترف السيد/غسان الرفاعي وزير الاقتصاد السوري الأسبق بأن أبرز المعوقات التي تجابه الاستثمار الأجنبي في سوريا تتمثل في البيروقراطية والفساد. كلام الرفاعي السابق يؤكده لاشك كثرة الأحاديث والتصريحات عن الفساد وأصوله وفروعه وأبناء عمه وخاله، ومحاربته والردح له وتوجيه السباب والشتائم له في كل لقاء إعلامي أو مؤتمر حزبي نضالي وعلى لسان كبار رجالات الحزب والدولة. ويؤكد كلامَ الرفاعي أيضاً رئيسُ المركز العربي للتنمية الدكتور/ سمير سعيفان بقوله: كانت هناك محاولات من الحكومة لمكافحة الفساد لكنها باءت جميعاً بالفشل. وسببه كما يقول د. سعيفان: يجب أن نبدأ بمحاربة الفساد الكبير لأن الفساد الصغير يستظل بالفساد الكبير. وكأن السيد/ سعيفان يريد تذكيرنا بالمقولة الشعبية: الخط الأعوج من الثور الكبير.
أفادت دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية مع المكتب المركزي للإحصاء وهيئة تخطيط الدولة مؤخرا أن نسبة الفقر في سورية وفق خط الفقر الأدنى بلغت 11.40% من عدد سكان سورية اي ان 2.2 مليون سوري هم ضمن خط الفقر الأدنى و 30.13 بالمئة من السوريين أي 5.8 مليون سوري ضمن خط الفقر الأعلى. يعنى أن عدد السوريين مابين خطي الفقر هم 8 مليون مواطن بائس يلعنون الفقر وساعته، ومن سبَّب لهم هالفقر.
وفي نهاية عام 2006 أرسل السيد/غسان نجار عضو مكتب الأمانة العامة في حركة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي المعارِضة في الداخل السـوري إلى الرئيس/ بشار الأســد رسالةً بليغة ننقل بعض فقراتها حيث قال:
أنا ابن هذا الشعب المغلوب المقهور منذ عشرات السنين، أنا ابن السبعين من عمره، وقد رفض أن يهاجر من وطنه، وفضّل أن يموت واقفاً فوق ترابه.
السيدَ الرئيس: لقد استلمتَ ترِكةً ثقيلةً من والدك. بلدٌ يعجّ بالفساد، يمتلأ بالمظالم، يترنح بالتخلف يتضور بالجوع والفقر والحرمان. البطانة التي حولك ملأتِ الجيوبَ، وسرقتْ قوتَ الشعوب، فازدادت الهوة والفوارق بين طبقات المجتمع وتحولت الفئات الفقيرة الى العدم، وكاد الفقر أن يكون كفراً، فنشأت العصابات المسلحة التي تسرق وتسطو ولا تبالي، وازداد ثراء الطبقات المترفة فحشاً، كل ذلك على حساب غالبية فئات الشعب المعدمة وطبقاته المسحوقه، واختلت موازين العدالة وغاب الأمناء الناصحون.
ويتابع السيد/ نجار وصف بطانة السوء هذه فيقول: هذا الوسط الموغل في الفساد من قبل فئة جشعة، كلّما ملأت جيوبها وأرصدتها بمليارات الدولارات كلما ازدادت نهماً وطمعاً وجشعاً فهي لا تشبع ولا ترعوي.

حاضرنا وطناً وشعباً مع النظام السوري مخيف ومذهل ومرعب، فقد استطاع النظام بفساده السياسي وقمعه واستبداده واستمرار هذه الحال لأكثر من أربعين عاماً إنتاج قنبلةٍ هيدروجينية قوامها طبقة من الفاسدين والمفسدين من قراصنة ونهابين وشفيطة من الطراز الأول لايشبعون ولايرتوون من نهب ثروات الوطن وأكل طعام الملايين من فقرائه والتجارة بعرق كادحيه وفلاحيه وهم (يبيضون) علينا شعاراتٍ طنانةٍ رنانةٍ من الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة ليغسلوا بهذا أموالاً منهوبةً، ويطهروا ثرواتٍ مسروقة مبتدعين في هذا أحدث طرق غسيل الأموال وتبيضها في العصر الحديث.
لطفك يارب..!! طبقة فرعونية قارونية فاسدة ومفسدة، ارتكبت كل فواحش الظلم والبطش والقمع والنهب والقرصنة، فدمرت حاضر الوطن نهباً لخيراته وثرواته، وأكلت طعام فقرائه ومحتاجيه، وتاجرت بدماء ناسه وشعبه، وقمعت أحراره ومفكريه، وجعلت من حياة المواطن حرباً عبثية على كل جبهات الحياة ركضاً وبحثاً عن لقمة طعام لوثوها وجرعة دواء أفسدوها، وعن عملٍ لم يعد موجوداً، وعن سكنٍ بات خيالاً، وعن حريةٍ وكرامةٍ ومُوَاطَنةٍ ذهبت مع عواصف قمعهم واستبدادهم في ظلال إعلان حالة الطوارئ وقوانين الطوارئ واستتئثار فئةٍ من اللصوص والشبيحة بقيادة الدولة والمجتمع.
لطفك يارب..!! طبقة فاسدة ومُفسِدة أخذت من السياسة العهر والدجل ومن الاقتصاد القرصنة وغسيل الأموال، وتريد أن تعبر بنا في مرحلتها الجديدة إلى المستقبل في قرنه الحادي والعشرين. فهم لم يكتفوا بتدمير الحاضر بل حجزوا على المستقبل ليكون الناس والوطن رهينةً لاستمرارهم كابوساً على صدورهم باقون.

سألني محدثي: حاضرنا أفسدوه ودمّروه، ومستقبلنا حجزوا عليه ورهنوه، فماذا عن ماضينا ومافعلوه..!!؟
قلت: عن مآسينا فيما فعل والينا بماضينا ومايريد فعله، فلهذا حديث آخر قريب.
فقال مذكراً: إنه كلما اشتد ظلام الليل اقتربت طلائع فجرٍ جديد. ألا إن موعدهم الصبح.. أليس الصبح بقريب..!!؟



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية
- هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
- إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ
- بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
- ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
- الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
- النظام السوري والمُعْتَقَلات
- ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
- النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
- النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
- - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب
- الطارئ والمطروء في أنظمة الطوارئ
- الاعتصام الإلهي والاعتصام ( اللي موإلهي )
- اليأس السوري والأمل اللبناني
- النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟
- النظام السوري وشهادات ثلاث
- هل الشرق الأوسط الجديد جديد..!!؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - الحاضر والمستقبل والنظام السوري