أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بدرالدين حسن قربي - حِبَال النظام السوري قصيرة















المزيد.....

حِبَال النظام السوري قصيرة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 11:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كَثُرت التحليلات والتعليقات على الوساطة السرية بين النظام السوري وإسرائيل التي قام ويقوم بها السيد/ابراهيم سليمان الأمريكي السوري الأصل، والذي ذُكِر بأنه كان مشاركاً ضالعاً من خلف الكواليس في التحضير لمؤتمر مدريد في العام 1991 الذي جمع الإسرائيليين مع دول الجوار العربي بمن فيهم النظام السوري، وهو نفسه من قاد في الخفاء وبرعاية سويسرية اتصالات ولقاءات سورية إسرائيلية وُصِفت بالسرية، بدأت في أيلول/سبتمبر 2004 وحتى تموز/يوليو 2006 أثناء الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، بلغت من العدد ثمانية.
الموقف الرسمي للنظام السوري والإسرائيلي بنفي هذه اللقاءات في حقيقته لايعني فيما نعتقد شيئاً أكثر من ذر الرماد في العيون أمام تأكيدات السيد/ ابراهيم سليمان على حصولها وأنها مبادرة شخصية منه رغم إشارته إلى أنه كان يرفع تقارير عنها إلى السلطات السورية فضلاً عن التأكيدات الرسمية السويسرية في رعاية هذه المحادثات واللقاءات.
الزيارة الأخيرة والعلنية للسيد/سليمان إلى إسرائيل الأسبوع الفائت وبرفقة مندوب كبير من الحكومة السويسرية، ولقاؤه لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي وبعض الشخصيات العامة وماكان فيها من تصريحاتٍ سجالية عالية النبرة تَمَسّ النظام السوري تحديداً أثارت العديد من التقولات وردود الفعل عليها وكشفت بعض الخفايا.
ففي الوقت الذي قال فيه الإسرائيليون للوسيط السوري الأميركي أنهم رفضوا طلباً أميركياً في ذروة حرب تموز/يوليو 2006 على لبنان بتوجيه ضربات عسكرية لبعض الأهداف الحيوية السورية، فإن السيد/ سليمان أكّد لهم أن بشار الأسد أيضاً لم يستجب لرغبات إيران وحزب الله وأنه رفض فتح جبهةٍ جديدة ضد إسرائيل خلال تلك الحرب.
وعندما تحدى السيد/ سليمان الإسرائيليين أن يقبلوا عرض الرئيس بشار الأسد بإنجاز سلام الشجعان خلال ستة أشهر، قالوا على الأسد الابن أن يزور إسرائيل كما فعل السادات، فواجههم برده الجاهز: الأسد ليس السادات، وسورية غير مصر وعليكم تفهّم ذلك.
وعندما لفت السيد/سليمان نظر الإسرائيليين إلى أن سورية دولة تقف وراء كلمتها، فقد وقّعت على اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 وهو لم يُختَرَق أبداً، ولم تُطلََق منذ ذلك الحين رصاصة سورية واحدة، قالوا: ونحن أيضاً حاولنا ونحاول مع الأميركيين لإقناعهم بضرورة الإبقاء على النظام السوري الحالي مادام الشك في البديل موجوداً.
وعندما طلبوا إليه تخلي النظام السوري عن حزب الله وفك ارتباطه بإيران ومساعدة الولايات المتحدة في العراق ومكافحة الإرهاب، أكد لهم السيد/ سليمان إمكانية ذلك في حال موافقة اسرائيل على وثيقة التفاهم الناجعة التي وضعها مع المفاوضين الإسرائيليين ولاسيما أن الأسد يتطلع إلى أن يكون بطلاً للسلام.

كَثُرتْ التعقيبات أيضاً على الموقف السوري الذي جاء متأخراً لأكثر من يومين عن تصريحات السيد/سليمان لعله لعدم علم النظام عنها أو انشغاله في البحث عن الصيغة الأنسب والمعقولة للرد. نعتقد أن مراسل صحيفة الديار اللبنانية في دمشق والمراسلة الدمشقية لجريدة إيلاف الالكترونية السيدة/ بهية مارديني وبتاريخ 15 نيسان/ابريل الجاري كانا الأبرز في إيجاز الموقف الرسمي والمصرّح به من قبل النظام والمراد للناس أن يقتنعوا به على أنه عنزة ولو طارت. تصريح المصدر المسؤول في الخارجية السورية ووزير الإعلام والمصدر المطّلع اعتبروا أن ماأدلى وما يدلي به السيد/ ابراهيم سليمان من تصريحات وما يعبّر عنه من آراء لا يعكس وجهة النظر السورية، وأكدوا رفض سورية إجراء أية محادثاتٍ سرية أومن ‏خلال قنوات غير رسمية، كما أضافوا أن من الطبيعي أن يقوم ابراهيم سليمان أو سواه من المغتربين من أصل سوري ‏بزيارة وطنه الأم وهو كغيره ممن يعرضون قيامهم بدور في عملية السلام.
لابد من الإشاره هنا أن كلام السيد/ محمد ظروف مراسل جريدة الوطن القطرية من دمشق أضاف جديداً على ماسبق منسوباً إلى مصادر سورية مطّلعة إلى " أن هالمواطن الأمريكي السوري في حال جاء الى سوريا فستتم محاكمته بالخيانة لأنه زار اسرائيل، ولم يسبق له ان زار سوريا منذ سنوات " وتصريح الشيخ محمد حبش للقدس برس: على الرغم من أن مثل هذه المبادرات من زاوية حسن النوايا ليست أمراً سلبياً، لكنها قطعاً ليست بطلب سوري.

تبقى علامة التعجب والاستفهام قائمةً على الرد المريب للنظام السوري عن مهمة السيد/سليمان الوسيطية وتصريحاته السَّلاميّة، وَصِدْقية هذا الرد تكذيباً ونفياًُ، ومدى أهمية تصريحات الخارجية مع الإعلام مع المصدر المطّلع وقدرتها على إقناع جماهير الناس فضلاً عن مثقفيهم من أن أحاديث هذا الأستاذ الجامعي المغترب المتطوع، وبِقَدْرِه ومِقْدَاره وتاريخه (المَدْريدي) الشاهد وطريقته في التصريحات الفضائية ولقاءاته كلها هي تصريحات شخصية وليست رسمية.
قد يعتقد النظام السوري برده على لسان الرسميين منه بتسويق النفي وفقاً لحساب سوقه بأنه قد يُقنع الناس بصحة مقولاته مع أن كل ماقام ويقوم به هالمغترب المتطوع يوحي بأنه مفوَّض و( تقيل قوي ومدعوم وفاهم اللعبة) وعنده صلاحيات، فهو لايبدو مجرد رجل في سبعينيات العمر يريد التسلية، أو متطوعٍ طلباً للأجر أو باحث سياسي ومحلل استراتيجي على شاشة فضائية يسعى أمام عياله، ويلقّط رزقهم. فالرجل تحدّث عما يقبل به السوريون ومالا يقبلونه. وأبلغ إسرائيل: " بأنها إذا هاجمت سورية فستدافع دمشق عن نفسها بكل قوة، آمل ألا يحدث ذلك، لكن سورية لن تبدأ الحرب ". وتكلّم عن وثيقة تفاهم ناجعة تنتظر موافقة الإسرائيليين عليها، وقال: "إن الدولة العبرية وسوريا تستطيعان التوصل إلى اتفاق سلام في غضون ستة اشهر، وبشرنا أن السلام ممكن أيضاً خلال هذه الفترة إذا أراد الطرفان ذلك، وأعلن أن المفاوضات انتهت، ولم يبق سوى نقاط ثانوية يمكن معالجتها خلال لقاءين أو ثلاثة".
وما يعزّز الفهم على أن التصريحات الرسمية السورية استهلاكية فقط، هو ماأكده الرئيس السوري في مقابلته مع صحيفة الجزيرة السعودية 19 آذار/مارس 2007 : "أنه كانت تأتيهم شخصيات عربية تعيش في الغرب وتحمل جنسيتين. لا نعرف من هو عربي ومن هو أجنبي. المهم أن هذه الشخصيات كانت تأتي إلينا وتقول لنا يجب أن نحرك عملية السلام بيننا وبين إسرائيل، فَتَسْمع هذه الوفود وجهة نظرنا لتنقلها إلى إسرائيل. وشخصيات أخرى تذهب إلى إسرائيل وتأتي إلى سوريا وتقوم بنقل وجهات النظر الإسرائيلية إلينا. ولكن لم يكن هناك أي شيء جدي على الأرض" ، وما قيل من أن هالسوري الأمريكي رغم طول الفترة من حياته التي قضاها في الولايات المتحدة غير أن جذوره مغروسة عميقاً في سورية، فهو يتردد إليها خمس أو ست مرات في السنة على الأقل ليزور مسقط رأسه ويلتقي أصدقاء طفولته ومعارفه، وهو يرتبط بعلاقات وثيقة مع أسرة الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم.
فإذا جمعنا تصرفات السيد/ابراهيم سليمان وماأكده الرئيس الأسد في مقابلته مع ماقيل عن هالسوري الأمريكي والتلمحيات المتأخرة والمحسوبة بعناية للناطقين الرسميين نكون قد وصلنا إلى مابدأنا به عنواناً. ومن كان في شكٍ فليستحضر حسن النوايا التي أشار إليها الشيخ/حبش مشكوراً ليزول الشك باليقين ويتأكد للجميع أن حبال الكذب قصيرة.





#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضر والمستقبل والنظام السوري
- عملية الاختطاف سورية والفدية بالعملة الأوروبية
- هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟
- إلغاء حالة الطوارئ في دولة الطوارئ
- بن اليعازر (بتاع) إسرائيل فأين (بتاع) سوريا ..!!؟
- ذكرى الثامن من آذار وجرائم الشرف
- الطارئ والمطروء في ذكرى إعلان حالة الطوارئ
- النظام السوري والمُعْتَقَلات
- ثورة الثامن من آذار/مارس والفساد الكبير
- النظام السوري وطبعة جديدة من فيلم الحدود
- النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها
- - بروستات - مواطن خَطَر على أمن الدولة..!؟
- النظام السوري ومجزرة القرن العشرين
- ماهر عرار - مابين بَلَدَيْهِ كندا و نكدا 2 / 2
- دواليب السياسة وسياسة الدواليب
- الطارئ والمطروء في أنظمة الطوارئ
- الاعتصام الإلهي والاعتصام ( اللي موإلهي )
- اليأس السوري والأمل اللبناني
- النظام السوري غسيل أموال أم غسيل أنظمة..!؟
- النظام السوري وشهادات ثلاث


المزيد.....




- إيلون ماسك ونجيب ساويرس يُعلقان على حديث وزير خارجية الإمارا ...
- قرقاش يمتدح -رؤية السعودية 2030- ويوجه -تحية للمملكة قيادة و ...
- السعودية.. انحراف طائرة عن مسارها أثناء الهبوط في الرياض وال ...
- 200 مليون مسلم في الهند، -أقلية غير مرئية- في عهد بهاراتيا ج ...
- شاهد: طقوس أحد الشعانين للروم الأرثودكس في القدس
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي مستمر وبلينكن يصل السعودية ضمن ج ...
- باكستان.. مسلحون يختطفون قاضيا بارزا ومسؤول أمني يكشف التفاص ...
- كلاب المستوطنين تهاجم جنودا إسرائيليين في الخليل
- بلينكن يصل إلى السعودية للاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس ال ...
- ما علاقة الحطام الغارق قبالة سواحل الأردن بالطائرة الماليزية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بدرالدين حسن قربي - حِبَال النظام السوري قصيرة