أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني















المزيد.....

التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلاشك ان كركوك قد تحولت الى عنوان دائم للازمات والنزاعات السياسية والقومية بأكثر أشكالها وضوحاً، مثلما اصبحت عنوان للموت المجاني والقتل على الهوية والتطهير العرقي، فهذه المدينة أصبحت نقطة الوصل والفصل في تاريخ العراق الجديد كما يسمونه الان ، فهدوئها وأضطرابها صار محرك للصراع ما بين أرادات قومية متعددة يسعى كل منها لان تكون المدينة من لونه وهويته وحكرا عليه وحده. ان مجرد ذكر كركوك في محفل ما فأنها ستكون كافية لاشعال حديث قد لاينتهي دون مهاترات وشتائم او يلوذ كل بردائه و بعزته القومية. معضلة خطيرة خلقتها المحاصصات والمساومات القذرة ما بين القوى القومية والطائفية، معضلة تم تكريسها وتشديد حدتها وشرعنتها بدستور طائفي كان حجر الاساس في تصعيد النزعات والولاءات الطائفية والقومية.
وبلا شك ايضا أنك ما ان تقول بحل قد يجنبنا وقوع ماساة ستأخذ أبعاد خطيرة أذا لم يتم تفاديها ، حل يختلف مع ما مرسوم من حلول مجردة من أبسط المعايير والقيم الانسانية ، حتى يقال لك شوفيني عربي، بعثي صدامي، عدو للاكراد وحقوقهم القومية والتاريخية ، مدسوس وتسعى للالتفاف على دستور مقدس ومواد وبنود أشد قداسة من الدستور نفسه خصوصا اذا ما كانت هذه البنود والمواد الدستورية تثير طرب وشموخ القوميين أي كان صنفهم . دستور حمل في طياته من الاختلافات والتناقضات ما يؤهله لان يكون اول الاوراق التي يجب حرقها اذا ما اردنا ان يكون العراق بلداً أمناً ومستقرا، دستور يقر ويكفل حق الانسان العراق في العيش والسكن في اي مدينة عراقية لكنه يفرض على العراقيين الذي يعيشون في كركوك جراء ممارسات سلطة التوحش البعثي المقبورة ان يغادروا هذه المدينة لان وجودهم فيها فاقد للشرعية. هو نفسه الدستور الذي يقر بالديمقراطية ويقر بالشريعة الاسلامية في نفس الوقت !!!. أنهم حين يسطرون لك هذا السيل من الاتهامات فانهم لايختلفون بذلك عن هؤلاء الذين يجدون في أن وقوفك ضد الاحتلال الامريكي للعراق نابع من عشقك للعبودية والاذلال البعثي القذر.
ما نطرحه ليس جزافا، بل هو تحصيل حاصل واقع نعيشه كل يوم، واقع يغلي على حدة الشحن والتشويه والتهويل القومي والطائفي الذي أصبح وباء يهدد بنسف ما تبقى في المجتمع العراقي من جسور تواصل . الصراعات القومية والطائفية تولد كل يوم كارثة مرعبة وبقدر ما تضعف من كيان الدولة المهزوز فانها تعزز من مواقف وجموح الكثير من القوى القومية والطائفية التي يطربها تماما ان تكون في دولة ضعيفة وغير قادرة على لملمة أشلائها لانها تجد في ضعف هذه الدولة مساحة واسعة لفرض خياراتها وسعيها الحثيث وبكل الوسائل لجعلها امرا واقعا او لتجعل من مصالحها خطوطا حمراء امام من يريد الاقتراب منها. فأما مصالحنا او الجحيم ، تطبيق المادة المقدسة 140 وترحيل الوافدين الى المدينة طوعا او ترحيلهم قسرا ، كان هذا هو منطق القوميين الاكراد، يقولون هذا ويجدون من يطبل لهم من قوى واشخاص لايعنيهم من الامر شيئا حتى وان كان ذلك قتلا وتصفيات وحربا اعلامية والتشدق الزائف بالتجربة الديمقراطية الفريدة جدا في شمال العراق، نفس هذه القوى وهؤلاء الاشخاص يعمدون الى وضع رؤوسهم في الرمال لاجل ان يتجاهلوا الجريمة التي تحاك من حولهم ضد سكان المدينة او لعلهم يتجاهلون مقدار وحجم الكارثة التي تتفاعل بخطى حثيثة.
مايحدث الان من حرب دعائية شنيعة ضد الحوار المتمدن وضد من أطلقوا الحملة لايجاد حل انساني لكركوك والوقوف ضد تطبيق المادة 140 ، هي فضيحة كبيرة للتيارات القومية والكتاب المأجورين الذين أجادوا مديح الظل العالي للقادة الاكراد مثلما أجادوا وعظموا حدة الجنوح الشوفيني للقوميين أنفسهم، أوالاشخاص والمنظمات الحقوقية والانسانية، الذين سرعان ما تجردوا جميعا من رتوشهم المخادعة( اليسارية وحقوق الانسان والعلمانية والشيوعية والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير...) وعادوا لردائهم القومي ولينطلقوا متهمين الجميع بالشوفينية والبعثية والصدامية ومعاداة حقوق الاكراد وليشيعوا جوا من الارهاب الفكري ضد عدد واسع من الكتاب والاشخاص والمواقع الالكترونية التي ساهمت او وقعت على حملة أنسانية كركوك، أنطلقوا ليعززوا نزعة قومية جامحة و متعصبة لاقصى حد وجدت ان الحديث عن حل أنساني يجنب سكان كركوك ماساة مرعبة ، هاجسا يهدد وجودها ويزعزع ثوابتها مثلما يفضح الادعاءات التي يستتر خلفها القادة الاكراد وحولهم جوقة من الكتبة الممجدين، حول الديمقراطية وحقوق الانسان( مداهمة قناة الفيحاء ،ضرب الصحفيون في اربيل، اسكات كاظم حبيب في ندوة عقدت في اربيل....) شواهد أنية جدا على مدى رسوخ وصدق وحداثوية التجربة الديمقراطية في أقطاعيات شمال العراق..!!!.
هكذا وبكل وضوح وجد الكثير من الكتبة الماجورين او المنظمات الحقوقية والانسانية جدا ، أن الحملة المذكورة هي عنوان للشوفينية وتكريس لنهج البعث!!!! او هي عنوان للتمدد الشوفيني !!!! وعنوان لمعادة تكريد كركوك وسعي لمنع أنضمامها الى الاقليم الكردي في شمال العراق...الحملة المسعورة والشنيعة هذه لم توجه ضد الحوار المتمدن او الذين اطلقوا الحملة من خلاله ، بل انها طالت الكثير ممن وقعوا عليها ، تهديد بان الثمن سيكون باهض كما قال احد مسؤولي المنظمات الحقوقية ، حذف أرشيف او منع من النشر او المطالبة بقطع العلاقات الشخصية...كما حدث مع المؤرخ والتربوي القدير حامد الحمداني...فقد قال له احدهم انه سيلغيه من ذاكرته لانه وقع على حملة الحوار المتمدن التي تستلب حقوق الاكراد...( للامانة التاريخية والمهنية فان الزملاء سليم مطر وعلي ثويني لم يكن لهم دور في التحضير لحملة كركوك او المساهمة في أعداد نصها والمناقشات التي جرت حوله بين من قاموا باطلاق الحملة لكن توقيعهم على الحملة الذي نعتز به كثيرا قد عرضهم لهجمة شرسة من لدن الكتبة الماجورين وهذه الحملة سوف تزيد قطعا من ثباتهم في مواجهة مخططات الخراب والانحطاط الشوفيني ).
أن حالة هستيرية شديدة الوطأة قد اصابت الكثير من كتبة الارتزاق والممجدين المعظمين والمنظمات القومية الكردية لانها وجدت في الحملة المذكورة بوادرا لحل أنساني يمكنه ان يتمدد و يتسع ويتنامى بما يعيق تحقيق مطامحها القومية الشوفينية والمعادية للانسانية، حالة من الهيجان المفضوح الذي يكشف حقيقة مشروعهم الهادف لتكريد كركوك وأنحطاط أدعاءاتهم الحقوقية والتاريخية حول المدينة المذكورة. أو لانه سيقطع عنهم سبل الارتزاق الرخيص جراء بيع الذمم.




#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق
- شذى حسون... الق وأمنيات
- الى عبد الرزاق سكر ,,,,حين تجاهلوك فقد تجاهلوا كيف يكون الاب ...
- كركوك ....بحثا في الحلول العصية
- حوار التقريب ...حوار الكراهية
- عادل عبد المهدي وقرار الاحتلال الاحمق
- هزائم التيار القومي العروبي ما بين عواء الذيب وردح البكري
- عن الأعدام وصدام حسين وذاكرتي
- معنا رغم الغياب
- العراق ...من- نعال أبو تحسين- الى - قندرة المشهداني ....
- حين يستاء (ابو الغيط) من محاكمة صدام حسين
- الصمت هو ما يريدونه منك ياوجيهة ..إإإ
- رسالة شديدة الوضوح في رفض الفدرالية الطائفية
- حروب المرجعية
- الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة
- عن الشيوعية وبوش وبن لادن
- ياسيد مسعود..(31 آب 1996 ) يوم أسود أيضاً
- الاعترافات الخطرة لقادة الحروب


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني