أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر الناصري - الاعترافات الخطرة لقادة الحروب














المزيد.....

الاعترافات الخطرة لقادة الحروب


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مشهد الامهات او النساء النائحات امام بوابات المستشفيات ومراكز الطب العدلي أصبح مدخل مفضل لكل من يعمل على صياغة الاخبار المصورة في العراق فهو وبكل بساطة يوضح حجم المأساة التي يعيشها الانسان العراقي ويكشف مدى البؤس والرعب الذي يخيم عليه، بل ويضيف عليه درجة أشد من القتامة والماساوية.تكرار مشهد أمرأة نائحة او رجل لايعرف ماذا يفعل لشدة فجيعته بفقد عزيز من عائلته او عدة افراد منها ،قتلوا غدرا او تقطعت اشلائهم بفعل عبوة ناسفة او سيارة مفخخة، لهو دليل على المسار الخطير الذي ينزلق اليه العراق برمته،مسار الحرب الاهلية،حرب الطوائف والمليشيات وانهيار كل مسعى لحل الازمة السياسية التي تعصف بالعراق وتضعه وبدون ادنى تردد أمام حالة التقسيم والتشرذم،حالة اختفاءه وتلاشيه.
أن فرضية الحرب الاهلية او الحرب الطائفية التي تعبر عن اقصى درجات القطيعة والكراهية ،كون الطائفية لاتعني الا كره الاخر،لم تاتي من فراغ ،بل هي تحصيل حاصل للمسار السياسي الذي ولدته مرحلة ما بعد سقوط نظام البعث الفاشي في العراق والاحتلال الامريكي، أذ وصل كل شيء الى حالة أنعدام الافق وانعدام الامل لعموم المجتمع العراقي الذي وجد في سقوط دكتاتورية البعث واستبداده فرصة سانحة للتطلع لحياة حرة وكريمة،المسار الذي وبكل بساطة لم يكن مسار لايجاد دولة ونظام سياسي بديل يقوم على أسس ومعايير معاصرة تضمن للأنسان في العراق حياته وحريته وكرامته،أمنه وكرامته،بل كان مسار لتكريس أحط واقذر الهويات والنزعات اللاأنسانية التي من شأنها ان تمسخ كل ما تبقى للانسان من تطلعات وآمال بحياة آمنة وانسانية،مسار المحاصصات الطائفية والقومية،مسار الثار والمظلوميات التاريخية او السعي لأعادة امجاد سلطة قامعة، مسار تعزيز النزعة القومية والترويج لمفاهيم سياسية تهدف لزعزعة المجتمع والدولة بأكملها كالفدرالية او سلطة الاقاليم والحكومة المركزية الضعيفة..الخ.كل ما جرى كان في مسار مسخ ما تبقى للمجتمع العراقي من قيم المدنية والتحضر واشاعة كل مظاهر التخلف الديني والثقافي وتكريس الكراهية والتعصب الديني والطائفي.
ما يدور الان في العراق او في بغداد تحديدا أنما هي حرب طائفية متواصلة ومنذ مرحلة ليست بالقصيرة وان حاول البعض التستر عليها بمسيميات الوفاق الوطني او أستحالة انجرار المجتمع العراقي لحرب كهذه ،حرب طائفية تخوضها مليشيات مسلحة باسم طوائفها،قصف بالهاونات ،أعدامات جماعية وتصفيات تطال كل شيء وتهجير قسري للسكان كونهم شيعة او سنة وترحيلهم من بيوتهم ومناطق سكناهم بل ومن المدن التي ولدوا وعاشوا فيها حتى تحولت مدن العراق الى مخيمات للمهجرين او للباحثين عن ماوى آخر لهم .
الحرب الطائفية التي تدور الان وتحصد في كل يوم ارواح المئات من العراقيين الابرياء يمكنها ان تتسع لتصل مدن ومناطق ابعد من بغداد في ظل وجود أطراف يهمها كثيرا ان يتحول العراق الى ساحة لحرب طائفية مدمرة.او في ظل وجود احتلال عاجز عن الوصول بأهدافه ومخططاته الى مرحلة الحسم .
أزاء فشل سياسي ذريع واستشراء القتل اليومي المتواصل للابرياء وتهجير الاف العوائل من مساكنها وبيوتها وتحول المليشيلت المسلحة الى ظاهرة متنامية الخطورة وتزيد من درجة الغاء دور الدولة وسلطة القانون،فأن الاعترافات التي تصدر عن رامسفيلد او جون ابي زيد او وليام باتي سفير بريطانيا السابق في العراق بخطورة الاوضاع في العراق واحتمالات توسع دائرة ونطاق الحرب الاهلية والعنف الطائفي واليأس من بقاء العراق كدولة واحدة،بل هم يقترحون تقسيمه من اجل انجاح ديمقراطيتهم فيه إإإإ،قد جاءت متأخرة جدا لكنها اعترافات من يريد ان يذر الرماد في العيون،فكل ما يحدث في العراق من دمار وقتل وأنهيار لبنية المجتمع ودخوله أتون الحرب الاهلية لم يكن بفعل طارىء او مغامر سياسي ما،بل هو صنيعة رامسفيلد وحكومته وجيشه ونتيجة مباشرة للأخطاء السياسية والستراتيجية التي وقعوا فيها،صنيعة القيادات السياسية والدينية الطائفية التي وجدت في عراق ما بعد الدكتاتورية غنيمة يجب تقاسمها بين الطوائف والقوميات او بين المليشيات والاحزاب السياسية المتواجدة في سدة الحكم.
أعترافات رامسفيلد وابي زيد ووليام باتي لم تكن سوى أعترافات اللحظة الاخيرة ،أعترافات ستفتح بوابات للجحيم لايحترق فيها سوى العراق وأبريائه.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانا 2 عار ..الأنسانية
- عن الحرب والدمار والالهام الالهي
- دمار لبنان يثمر شرق أوسط جديد
- حروب لبنان المتواصلة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر الناصري - الاعترافات الخطرة لقادة الحروب