أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة2














المزيد.....

الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة2


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1895 - 2007 / 4 / 24 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


فكتبت نص – رؤيا اليقين – المتخلق اصلاً من عالم النوم ومجاهله، ففي غبش مختلف استيقظت مذهولاً من الرؤيا، بكيت وأنا استعيد رحلتي الحزينة. تسللي في أحشاء ليل دامس إلى بيت جدي القديم الذي هد قبل ثلاثين عاماً ، مذهولاً من وضوح الحلكة وعبق الروائح وباحة الدار المندرسة، وأمي بصمتها الجليل وهي توقد أصابع الشمع وتسقي آس الأضرحة القائمة وسط الغرف الخالية. من الحلم شيد النص وتهيكل ممتلئاً بالشأن البشري في التجربة المحددة. قبل هذا النص كنت أحاور الحلم لكنه يأتي منفصلاً عن الواقع يفسره، يحاوره، يحاكيه، ينقضه، وكانت الأمكنة بمكوناتها المرئية بعيني هي الحاضرة في الذهن والفاعلة لحظة الكتابة ، وكان التدله بالغاية المباشرة وهدف الكتابة يكبل النص المؤطر بالمنهج الواقعي وتجليات أسلوبه الساكن والمتراتب رغم استخدامي لكل التقنيات الحديثة من تقطيع وتداعي وأحلام ومنلوغ وديالوغ ومشهد بانورامي ومشهد تفصيلي … الخ. لكن هذه التقنيات الحديثة محاصرة بمنهج الكتابة وضيق الرؤيا.. هل كان سبب ذلك قربي من الأيدلوجيا الماركسية بما تفرضه من تفسيرات مسبقة وجاهزة للظواهر المختلفة والتي تؤثر على طبيعة فهمي لاتجاهات العواطف والأحاسيس والأمكنة والأحداث الفردية والعامة؟ أم كنت أغذ السير في في متاهة الكلمات باحثاً عن عدتي لتشكيل قالبي – قاربي الخاص الذي به سأصل إلى بابي المدفون باللغة والأمكنة وخلاصات التجارب في الوجوه والأقنعة في الحلكة الشديدة وفي سطوع الضوء المعمي؟

-لا ادري ؟؟؟……

ولكن الذي أصبحت واثقاً منه هو طرقي باب الرؤيا وتجسيد المخيلة أول مرة في – الصراط المستقيم – لينفتح لاحقاً في – رؤيا اليقين – حيث تحطم الفاصل الواهي بين الحلم والواقع فأصبحت الأمكنة لحظة الكتابة غير تلك التي أراها بعيني المجردتين بل أيضا بما يشيده الحلم والخيال الحكاية والكابوس مدغوماً بأمكنة الذاكرة في كُلٍ يخترق الإنسان ويحطم تسلسل الزمن المنطقي وإيقاعه الرتيب نافذاً إلى جوهر الإنسان إلى فضائه الحقيقي وزمنه الخاص. الفوضوي المطلق غير المنطقي الشبيه بأجواء الحلم والشرود، والكوابيس والأماني، التذكر والغياب، الزمن المحيط الذي استعان الإنسان من فوضاه باكتشاف الساعة الزمنية ليخرج قليلاً من فوضى الروح وأحلام الرأس والأماني.. هل أمسكت بفوضاي الممتعة ؟ هل تخلصت من رتابة القص الواقعي بإطاره المعلوم؟

هذا ما حاولته في –رؤيا اليقين – أولى المخاضة التي أأمل أن تقودني إلى أعماق غير معروفة تخصني وحدي، إلى بنى تنبعث متسقة من فوضاي السديمية..وبعد .. هل يحق لي الحديث عن تجربتي الإبداعية ؟ الإجابة بنعم تفترض أولا تحقق التجربة بالنص وثانياً تفردها ، جديدها ، مغامراتها ، وبالتالي قيمتها الجمالية المضافة أنا غير مؤهل للإجابة بنعم! فمازلت أخطو خطوتي الأولي أحاول قطع المخاضة إلى أعماق الفوضى التي يتوجب علي ترتيبها في نسق الكلمات السرد.

هل سأستطيع إنجاز حلمي وجعله حياً على الورق ؟ أولج فيه متى اشتد بي الوجد وحاصرتني الدنيا ؟ لا ادري وإذا أفلحت فسوف يكون بمقدوري ويحق لي الخوض في ماهية تجربتي ومحاورتها وهي مستقلة عن الذات الخالقة. أنا في طور التشكيل وادعوا من راعي السماوات أن يمد بعمري ففي كل شتاء أتأرجح على حافة الموت بأمراض البرد، أدعوه ليأخذ بيدي إلى مناخ جديد في أحشاء النفس البشرية – نفسي ـ-

ماذا بعد المخاض إذن ؟ ماذا بعد رؤيا اليقين ؟

هبطت نحو قيعان جديدة وطوال أربع سنوات تأملت بروية شساعة الأحلام وفظاعة الكوابيس ، قسوة وبشاعة حياة عشتها في اللجة المضطربة الدامية وفقدت في أتونها أغلى الأحباب قتلاً بيد أبناء جلدتي تأملت بحور الذعر وطوفان المخاوف وتشوهات الروح وما حدث لنا من دمار وخراب عم النفس والأمكنة والأحلام وجعلت أتساءل – ماذا جنيت من رحلتي؟

أين أنا من أحبابي الغياب ؟ لست سوى عليل منسي يقبع في ضاحية مدينة

روسكلدة الدنمركية معبود كليا لذاكرة دامية مستعرة بفراغ الوقت بعد إحالتي على التقاعد هنا. أعيش مع أطياف أصدقائي وزملائي الجنود ورفاقي من رجال العصابات القتلى في الصحو والمنام. أفزُّ مرعوباً وكأنني عدت إلى العراق سراً وحُصِرتْ كابوس أدمنني. أفزّ ناشف الريق مختنقاً لاعناً الماضي الذي قوض حاضري وجعله محض ذكرى دامية. أربع سنوات من الخمرة والقراءة، من التسكع والأحلام، ووجدتني في صبيحة باردة من شتاء ـ1994ـ أنزوي في مكتبة المدينة لأخوض في اشتباك الحروف متتبعاً دروب الحب في متاهة الرعب والدم في غزارة الكوابيس والتذكر في محاولة لنحت أمكنة المخيلة ووجه أخي الحبيب كفاح إبراهيم الغائب بكينونته الخاطفة، وما خلفه غيابه المرير في النفوس والأمكنة.. ليس غير الحب باعثاً على الكتابة ..







#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة3
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة4
- كتاب يهجو الطغاة ويعرض لصريخ الضحايا -مصاطب الآلهة- مجموعة - ...
- عن معاناة اللاجئين في الشمال الاسكندنافي التأليف بين طبقات ...
- المنفي كائن مشطور بين ثقافتين العنكبوت- مجموعة -علي عبد العا ...
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة1
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- المتاهة قصة قصيرة
- رؤيا المدينة
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- السفارة العراقية ومجلس الجالية في الدنمارك: ظروف مريبة في أن ...
- فلم جلجامش 21 للمخرج العراقي طارق هاشم حكاية العراقي التائ ...
- رؤيا اليقين
- بائع خردوات في سوق هرج ومنفي عاجز في غرفة بأسكندنافيا
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعبا بالكلمات2
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعباً بالكلمات 3


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة2