أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة4














المزيد.....

الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة4


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:10
المحور: الادب والفن
    


وبصيرتي حقيقة أن النص كالحياة لا كمال نهائي له بل يسعى مثلها نحو الكمال في معادلة سرمدية، والنص يكون مميزاً بمقدار جماليته وقوة تعبيره عن سمات عصره. وبمقدار ما يكون النص بسيطاً وعميقاً يكون فعال وممتع..

شغلتني المعضلة منذ زمن وسعيت إلى حلها باتجاهين ، الأول هو الانغمار المتواصل في قراءة التجارب الجديدة، بغثها وسمينها ودراستها بالتمعن بجسد النص لسبر أغواره والانشغال التام بأبنية النص الجميل وفضائه لتشرب كينونته لحظة الخلق، وتفحص مواطن الخلل في النص الضعيف بحاسة هي أقرب إلى حاسة إذن موسيقية مدربة تلقط أوهى نشاز في النغم، أو حساسية عين معماري خبير تنجذب من أول نظرة لكتل الأبنية المتسقة بتناغم وتنفر من بساعة الكتل المتنافرة.. إحساس موضوعي أوصلني إلى تأمل أسرار الخلق الفني في تنوعه المذهل وجعلني أتذوق النص دون نظرية أو معايير مسبقة فتمتعت به باختلاف أساليبه هذه الذائقة أحجمتني عن نشر أكثر من مجموعة قصصية كتبت نصوصها في سنين حرب العصابات بجبال العراق وبها أحاكم النص حال فراغي منه ومفارقة مناخه لأيام فتسرني بلحظة الإشباع الجمالي مع آخر جملة ، إشباع ودهشة من يرى شجرة.. وردة.. صبية فاتنة.. لوحة منحوتة.. أو يسرني بمواضع الضعف والخلل في جسد النص كأن تكون الجملة مملة ، قاصرة ، الإحساس غير مرتب ، أو ثمة استطراد زائد مفردة ، محشورة في غير محلها ، أو أن البنية مرتبكة، مختلفة، أو لا معنى للنص وخواءه .

والاتجاه الثاني هو عين الآخر فبعد أن أرتبط به إلفه أعرضه على نماذج متباينة الأذواق والمستويات الثقافية من القراء وأولهما ناقدي الأول والقديم زوجتي والتي غالباً ما تشخص بدقة الجميل والقبيح ، أنصت لكل ملاحظة أو انطباع وأقارنه بالنص بروح نست أنه نصها ، لذا لا يهدأ النص لدي فمع كل قراءة جديدة أشطب، أضيف، أختصر، أكثف، استطرد، وحتى ما هو منشور لا يسلم فـ – رؤيا اليقين – المنشورة في مجلة البديل 1991 حذفت منها وأعدت صياغة العديد من الجمل السردية عند نشرها في المجموعة 1994.

أعود إلى السؤال الذي أثار ما أسلفت ، ماذا بعد المخاضة ؟ ماذا بعد رؤيا اليقين ؟ كنت أظن عندما شرعت في صيف 1994 بالكتابة بعد انقطاع أنني أكتب قصة قصيرة تهيكلت في حلم حلمت به بأخي المقتول لكن ما أن فرغت منها حتى دلتني حاستي الغامضة إلى أنها تحتاج إلى شيء رغم استقرار بنيتها لكن ما هو ؟

اضطربت وانتابني حالة قلق مركبة وسقطت في بحور من الحزن والكآبة إلى أن جاء الخلاص من عالم النوم والأحلام فتخلقت قصة أخرى من حلم جديد فجرَّ أمكنة وأيقظ زوايا وأشجان وأحيا حيوات، أعقبه ثالث لتتشكل بنية ثلاثة نصوص مستقلة متفرقة متصلة ليست متتالية لكنها متماسكة المناخ لكل منها ذرواته تفضي إلى بعضها البعض ولا تفضي بنفس الوقت ، وبعد الفراغ منها مغادرة مناخها الحزين المرعب قرأتها بعين الناقد الدارس فوجدتها ليس غير إعادة لصياغة فاجعة مقتل الحسين بن علي ـ ع ـ حتى أن الشكل الفني أخذ بنية الفاجعة المدفون في الضمير الشعبي والمتجلي بمفاصلها الثلاثة ، المقتل – الدفن – المراثي - ، بنية استلهمت تراث الجنوب العراقي الحزين .

أليس تاريخ العراق المعاصر ما هو إلا مقاتل وسبايا تتناص مع فاجعة المقتل ؟

أليس ما حدث ويحدث من قتل وقمع وتشريد وخراب ما هو إلا تعميم لفاجعة الشيعة الأبدية على باقي الطوائف والأديان والأقوام القاطنين بوادي الرافدين ؟



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب يهجو الطغاة ويعرض لصريخ الضحايا -مصاطب الآلهة- مجموعة - ...
- عن معاناة اللاجئين في الشمال الاسكندنافي التأليف بين طبقات ...
- المنفي كائن مشطور بين ثقافتين العنكبوت- مجموعة -علي عبد العا ...
- الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة1
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- عراقيون أجناب رواية فيصل عبد الحسن علامات نضوج رواية القرية ...
- المتاهة قصة قصيرة
- رؤيا المدينة
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا ...
- السفارة العراقية ومجلس الجالية في الدنمارك: ظروف مريبة في أن ...
- فلم جلجامش 21 للمخرج العراقي طارق هاشم حكاية العراقي التائ ...
- رؤيا اليقين
- بائع خردوات في سوق هرج ومنفي عاجز في غرفة بأسكندنافيا
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعبا بالكلمات2
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعباً بالكلمات 3
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعباً بالكلمات 4
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهة ولا لعبا بالكلمات 5


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - الكتابة والتجربة الكاتب النص الحياة4