أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سلام إبراهيم - الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهة ولا لعبا بالكلمات 5















المزيد.....

الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهة ولا لعبا بالكلمات 5


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 12:21
المحور: سيرة ذاتية
    


عاد متسللاً من الجبل وكأنه هبط من السماء وهو يقول بعد أن أخبرته بوضعي المضطرب:
ـ غداً سأوصلك إلى الجبل إذا أردت!.
وكأنني وقتها وقعت في الجنة. عدتُ إلى زوجتي وطفلي الرضيع فرحاً لأسرَّ لها عن قرب الخلاص، لكنه خلاص غالي الثمن، فالمشروع نضال مسلح وفراق الزوجة والابن. أي حق الخيار العراقي بأي ساحة تموت ولأجل أي معنى؟!.
لا أنسى ما حييت الشحوب القاتم الذي أذهب تورد وجنتي حبيبتي، فالأمر الذي بدا لي خلاصاً كان بالنسبة لها فاجعة فراقاً قد يكون أبدياً. أقول ذلك الآن لكن وقتها لم أستطع تفسير ذاك الشحوب والكمد الذي أصاب حسها وجسدها، ولا أتذكر الآن كيف تصرفت. كنت منتشياً بفكرة التحاقي بالجبل والثورة ومخيال جيفارا، وهذا يضاف إلى فكرة الموت المجاني في جبهة القتل المحتدمة من أجل لا شيء. تركتها زوجة فتية وأبناً لم يجاوز الستة أشهر والتحقت بالجبل مقاتلاً رثاً بصفوف أنصار الحزب الشيوعي العراقي، وصديقي "علي الشباني" الشاعر ودعني بدموعٍ من دم.
ـ هل كنتُ منحطاً لم أقم وزناً للعائلة بحيث تركتها ورحت أجوب قرى كردستان النائية في حياة تشبه عصامية المتصوف المطلق؟!.
ـ هل كنتُ وقتها مدلها بالأيدلوجيا التي تعمي غالباً تفاصيل الحياة في معناها الوجودي القصير؟!.
لا هذا ولا ذاك. فوقتها لم أكن شيوعيا. ولم أستطع هضم هذه الفكرة رغم محاولتي. كانت لي رؤيتي المختلفة عنهم يجدها القارئ في تيمة نصوصي التي لم يرحبوا بها، وكنت لا أريد الموت بذاك الصف، ولا الكتابة كما فعل كتبة حروب صدام المخزية كي أضمن سلامتي كما برر "عدنان الصايغ" متباهياً بتحمله قسوة حياة الجندية زمن الحرب كي ينقلوه إلى الأعلام، أو القاص "فيصل عبد الحسن" الذي هاجم كتاب "سلام عبود" عن ثقافة العنف في العراق في صحيفة "الشرق الأوسط" بتاريخ 6/4/2003، فرد عليه ناشر الكتاب بنفس الصحيفة بتاريخ 27/4/2003 مما أثار غضب "فيصل عبد الحسن"، فردَّ بتاريخ 2/6/2003 بعنف خارجا عن طوره وكاشفاً ما يفور في أعماقه من شعور بالدونية جعله يدافع عما أقترفه من جريمة تسميم القارئ العراقي بنصوصه الحربية التي فاز إحداها بجائزة "قادسية صدام"، لا بل كتب في الرد متباهيا بها كون نصوصه تصف ما جرى حقاً، وما جرى حقا تظهره الآن شاشات التلفزة من فظائع ووحشية نادرة ومميزة في التاريخ المعاصر وأخرها هذا اليوم 1 ـ 7 ـ 2003 على شاشة "العربية الفضائية". مشاهد مسجلة بالفيديو مرعبة عن عملية تعذيب حية لمساجين عراقيين عاديين عراة وسط باحة سجنٍ والحراس ينهالون عليهم بالعصي، فيتجمعون متكدسين متشابكين جوار الجدران ووسط الباحة الصغيرة كتلٍ مذعورة، وعشرات الشرطة تمارس الضرب بلذة سادية بادية على الوجوه. و "العربية" حصلت على ملفات بعضهم فتبين أن العديد منهم مسجون لقضايا عادية، لمشاجرة عائلية، أو لشراء سيارة مسروقة. إذن فكيف بالسياسي المعتقل والجندي الهارب؟!. ذاك ما تعجز عنه المخيلة. فكيف كتب فيصل عبد الحسن، وجاسم الرصيف، وعبد الستار ناصر، وثامر معيوف، وناجح المعموري، والقائمة تطول عما جرى؟!.. وبأية طريقة جعلت تلك السلطة تمنحهم جوائز. وكي يبرر "فيصل عبد الحسن" نصه الحربي ويسوقه بالظرف الجيد يقول أن السلطة تراخت في أواخر الثمانينات وسمحت بكتابة تنقد الحرب أي أن تلك الكتابة تخدم السلطة أيضاً لتلبيتها حاجة السلطة نفسها في ظروف مستجدة.
وهذا إذن محض افتراء، وكي يضفي على نصه الفائز بجائزة الطاغية يورد أسماء اللجنة المانحة وكأنهم أنبياء، لا مثقفين براغماتيين رغم احترامنا لنصوصهم الإبداعية، لكنهم أسهموا بهذا الشكل أو ذاك "إذا كانوا فعلا كما يدعي فيصل عبد الحسن" في صحيفة الشرق الأوسط أنهم من أقروا بالجائزة لنصه الحربي. الأول "جبرا إبراهيم جبرا" المرحوم الذي قضى عمره في العراق يعمل في مؤسسات السلطة الثقافية، والثاني الصديق الروائي فؤاد التكرلي الذي كان أيضا ضمن ذلك الجهاز الثقافي الرسمي حتى هجرته إلى تونس حيث كان موظفاً أو ملحقا ثقافياً ولست واثقا من هذه المعلومة ( وثقت منها لاحقا من الصحافة التي هاجمت التكرلي والطالباني يعينه مستشارا ثقافيا له في هذه السنة 2005). ومن هذه الزاوية فأن ما ذكره فيصل عبد الحسن عن كونهم في لجنة تقييم نصوص حرب صدام يصب ليس في صالح نصه بل دليل إدانة للمبدعين المذكورين كونهما أسهما في تبرير تلك السموم وتقاضوا مكافآت على ذاك العمل المشين. ومن هنا أود أن يوضح الصديق الروائي فؤاد التكرلي هذا اللبس، فالذي رواه لي في لقائنا بدمشق ربيع 2002 في جلسة ببيت الصديق الشاعر جمعة الحلفي كونه عانى من الرقابة على نصه "الرجع البعيد" ومنع من النشر داخل العراق مما أضطره إلى نشره في بيروت ( لكن رغم نشر هذه الشهادة في شباط 2004 في جريدة الصباح الرسمية في العراق على حلقتين، وفي مجلة عيون الصادرة عن دار الجمل ألمانيا لم يرد التكرلي على ذلك وهذا يعني أن كل ما قلته حقيقة لا يستطيع مواجهتها والرد عليها لا سيما وهو يتلون الآن ويصبح مستشارا لرئيس العراق الجديد الطالباني). والشيء بالشيء يذكر، قلت أن الكاتبين براغمتيان وبذهني الروائي المبدع "غالب هلسا" الذي كان وقت تركز السلطات بيد الطاغية وإلغاء مظاهر الديمقراطية الزائفة وقت الجبهة الوطنية، بمحاولة تصفية الشيوعيين الحلفاء واليساريين، الديمقراطيين، في العراق ويعمل في مؤسسات السلطة الثقافية، وبدلاً من الصمت والتمتع بالمكاسب المادية الضخمة أعلن موقفه في مقالة طويلة وغادر العراق ليكتب رواية جميلة هي "ثلاثة وجوه إلى بغداد" والتي أزعجت الكل بسبب صراحتها في تناول المرأة العراقية في السرير، وهذه الموضوعة إحدى التابوات في الأدب العراقي، وحتى لدى اليسار الماركسي. أقول غادر العراق إلى بيروت بعد أن قال كلمته بكل شجاعة وجرأة سلوكاً وكتابةً، ولم يفعل مثل الكاتبين التكرلي وجبرا اللذين خلت نصوصهما من مديح السلطة لكنهما بقيا يتمتعان بامتيازات مؤسساتها كما بين "فيصل عبد الحسن" في رده الذي أجد في ادعائه شيئا من الصحة من خلال ما نشره التكرلي عن زياراته إلى بغداد في الصحافة طوال فترة حكم الطاغية البغيض دون إشكال. سجل الروائي "غالب هلسا" موقفا واضحا وصريحاً، وكان رسالة للمثقفين والمبدعين العرب بكتابته مقالاً صريحاً عن الوضع الميداني في العراق وقتها،والسلطة كانت تعد لحربها مع إيران. وفي نصه الروائي الجميل " ثلاثة وجوه إلى بغداد" صورَّ بشكلٍ مبكر أجواء القمع والرعب في بغداد وقت تصفية اليسار العراقي.
فمن أصغى ومن سَمِعَ من الكتاب والمبدعين العرب؟!.
القلة أو لا أحدَ!.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهة ولا لعبا بالكلمات-1
- الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعبا بالكلمات6
- في أروقة الذاكرة رواية هيفاء زنكنة القسم الثاني
- رواية في أروقة الذاكرة لهيفاء زنكنه رواية تؤرخ لتجربة الق ...
- المنفى يضرب أعمق العلاقات الإنسانية-خريف المدن- مجموعة حسين ...
- حافة القيامة- رواية -زهير الجزائري بحث فني في طبيعة الديكتات ...
- وطن آخر مجموعة -بثينة الناصري القصصية تزييف عذاب المنفى وتم ...
- في أروقة الذاكرة رواية هيفاء زنكنة القسم الأول
- عن مقتل صديقي الزنجي عادل تركي
- ليل البلاد رواية جنان جاسم حلاوي نص يرسم جحيم العراق بالكلم ...
- عن العالم السفلى لنعيم شريف العراقي يحمل جرح الحروب في الوج ...
- خسوف برهان الكتبي للطفية الدليمي كيف تنعكس ظروف القمع على ا ...
- سرير الرمل
- قسوة
- التآكل
- جورية الجيران
- نخلة في غرفة
- في ذكرى الرائي عزيز السماوي
- موت شاعر 1 بمناسبة وفاة الشاعر الصعلوك كزار حنتوش
- بمناسبة موت الشاعر كزار حنتوش3 موت شاعر


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سلام إبراهيم - الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهة ولا لعبا بالكلمات 5