أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - تدويل لبنان مقدمة لتدويل سورية














المزيد.....

تدويل لبنان مقدمة لتدويل سورية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد التصريحات والتسريبات التي رافقت زيارة نيكولا ميشال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبيروت أصبح شبه مؤكد أن مجلس الأمن مقبل على اتخاذ قرار بتشكيل محكمة دولية وفق الفصل السابع ، وتلك خطوة ينبغي التوقف مليا عند دلالاتها ونتائجها على صعيد مستقبل لبنان وسورية .

بمنظار الصراع الجاري في لبنان والذي وصل الى نقطة الاستعصاء ، يعتبر تشكيل المحكمة الدولية اشارة لتورط الدول الكبرى بصورة أعمق في الداخل اللبناني ، وهو تورط لن يكون من السهل الانسحاب منه .
ولبنان منذ لحظة اقرار المحكمة الدولية لن يعود لبنان قبل المحكمة ، لبنان قبل المحكمة هو بلد يحتفظ الفرقاء فيه بهامش من استقلالية الحركة بغض النظر عن مساحة ذلك الهامش ، أما لبنان مابعد المحكمة فسيندمج فيه كل فريق بطرف دولي بطريقة لاتدع له هامشا حقيقيا للقرار ، ففريق 14 آذار لن يعود بامكانه تعديل الأجندة الأمريكية المرسومة للبنان بل تنفيذها ، وحتى قبل اقرار المحكمة شهدنا كيف عدل ذلك الفريق موقفه من سلاح حزب الله ليصبح متطابقا مع الموقف الدولي في الدعوة لتجريد حزب الله من السلاح ،وفي المقابل فقد جاء رد حزب الله سريعا ( لقد ذهبتم الى أبعد مدى في التطابق مع الأهداف الأمريكية – الاسرائيلية ) .

من جانبه سيندفع حزب الله في سعيه للدفاع عن نفسه للتطابق هو الآخر مع الطرف الداعم له أعني سوريا وايران شاطبا الهامش المستقل الذي كان يتحرك من خلاله ، ما سعت من أجله قوى 14 آذار – الحرية ، السيادة الاستقلال – حصدت عكسه تماما ، لبنان تكرس ساحة للصراع أكثر من أي وقت .

لكن على الأرض ماذا سيضيف تورط الدول الكبرى ، وكيف سيتم تعديل ميزان القوى ، ربما لا أحد يعرف تماما ، على الأرجح في المرحلة الأولى لاشيء سوى محاولة ردع حزب الله بالتلويح بضربات جوية ، وزيادة عدد وكفاءة قوات اليونيفيل في الجنوب ، ومحاولة نشرها على الحدود السورية .

هذا يعني أن الصراع في لبنان لن يحسم في النهاية من الداخل ، هنا يأتي الدور على سورية .

حين سأل مذيع الجزيرة السيد سيمور هيرش الصحفي الأمريكي الواسع الاطلاع عن النوايا الأمريكية الحقيقية تجاه الحكم في سورية أجابه ببرود وثقة ( ليس الآن بل في 2009 ) ، فاذا تذكرنا ماقاله السيد نيكولا ميشال من ان تشكيل المحكمة سيحتاج لسنة تقريبا ، يكون لنا ان نقدر أن عاما ونصف العام- ربما -يفصلنا عن الهجوم الدولي الذي يجري التحضير له تحت راية العدالة والقرارات الدولية ، واذا لم تحسم مسألة تحجيم ايران النووية خلال تلك الفترة فربما تكون ساحة المعركة في لبنان وسورية وليس في طهران .

من جهتها فقد اختارت ايران التصعيد الحذر لتظل ممسكة بزمام المبادرة ، وستعمل كل ما في وسعها لتعزيز التحالف مع حزب الله وسورية وتحصين تلك الجبهة من الاختراق . لكن يبقى الوضع في العراق كجرح نازف في الاستراتيجية الأمريكية ، ومعه يبقى السؤال الى متى ستظل الادارة الأمريكية الحالية قادرة على تحمل الخسائر بما في ذلك تدهور شعبيتها الى أدنى حد.

فوق يوميات الصراع يبدو التدويل استكمالا لمشروع الهيمنة الأمريكي المتعثر في العراق ، وربما اعادة اكتشاف أدوات جديدة لذلك المشروع ، أدوات أقل كلفة وأكثر مشروعية ، وهو في حقيقة الأمر جزء من الاستراتيجية الأمريكية لتفكيك الدول في المنطقة والغاء مقومات السيادة الحقيقية لها .

دول مفككة بفيدراليات وسلطة مركزية واهية ، وحكام أشبه برؤساء بلديات ، وحدود مفتوحة بدون حدود .
وريثما تنضج الظروف للحملة القادمة بعد عام ونيف ، لاتضيع الولايات المتحدة الوقت في ارسال الرسائل المخادعة لسورية ، من أجل منع الحكم من التفكير في مخارج حقيقية لتحصين البلاد ، يأتي في مقدمتها مراجعة الوضع الداخلي ، واشراك الشعب في الدفاع عن بلده ، وقبل ذلك اطلاق الحريات العامة ، والمصالحة الوطنية ، وانهاء الفساد .

بعد نحو عام ربما تكون قد ضاعت آخر الفرص لاصلاح الوضع الداخلي ، وحينها قد نكتشف أن نشوة الانتصار التي يشعر بها البعض لدى قدوم الوفود الأمريكية والأوربية الى دمشق لم تكن في محلها ، بل كان ذلك مقصودا كجرعة للتخدير وتمرير الوقت ريثما تكتمل الاستعدادات لفتح الصراع ، لكن ذلك الاكتشاف سيكون متأخرا للغاية .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس باسمنا
- هل يمكن الاستمرار في تجميد الاصلاح السياسي في سورية
- أسوأ من استبداد
- المعارضة السورية والخروج من النفق
- في عشق المدن
- ازمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الاسطورة التاريخية - الجزء ...
- رحيل مناضلة - نجود اليوسف الكلاّس
- الأبعاد الاستراتيجية للحرب القادمة
- ليبرالية العولمة
- زمن الفجور السياسي
- آفاق الصراع السياسي في لبنان
- مأزق أصدقاء أمريكا في المنطقة
- انبعاث الأدوار الاقليمية في المنطقة العربية
- أثرالفشل الأمريكي في العراق في توازن القوى في الشرق الأوسط
- مقاومة بدون ديمقراطية هل ذلك ممكن ؟
- من سينجز المهمة الليبرالية ؟
- من الليبرالية الى الطائفية
- الدولة - المقاومة - الحريات
- هل حقا لايعرف البابا ماذا فعل؟
- المعارضة السورية والمسألة الوطنية


المزيد.....




- صدمته شاحنة فانقلب -رأسًا على عقب-.. شاهد ما حدث لعامل أثناء ...
- ترامب يدعي أن إيران -لم تنقل شيئا- من المواقع النووية
- زفاف القرن في فينيسيا.. بيزوس وسانشيز يتوجان بحبّهما بحفل أس ...
- ضحى العريبي تثير الانقسام بتصريحات حول شهادة البكالوريا في ت ...
- الطفلة الليبية سوهان أبو السعود تفر عبر قارب هجرة بحثا عن عل ...
- كيم جونغ أون يفتتح منتجعًا سياحيًا بعد عقد من الإنشاءات: هل ...
- من صنعاء: احتفاء بـ-انتصار طهران- وتأكيد على استمرار دعم غزة ...
- هل روسيا ضالعة في حرق شاحنات للجيش الألماني؟
- في إطار -توسيع اتفاقيات السلام-... هل يتجه نتانياهو نحو مفهو ...
- بعد ثلاثين عاما من الصراع... الكونغو الديمقراطية ورواندا يوق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - تدويل لبنان مقدمة لتدويل سورية