أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - معقل زهور عدي - الأبعاد الاستراتيجية للحرب القادمة















المزيد.....

الأبعاد الاستراتيجية للحرب القادمة


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 12:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


غني عن القول أن التصور الذي سأعرضه للحرب القادمة والمرشحة أن تكون موجهة ضد سورية هو مجرد احتمال لكن ما يبرر الاهتمام به أمران :

الأول : سياق موضوعي للصراع الدائر على امتداد المنطقة العربية وماحولها .
والثاني : خطورته الشديدة على مصير سورية ومستقبلها .

منابع الحرب :
التصعيد وازدياد التوتر :
يمر الصراع الدائر في المنطقة العربية وما حولها بمرحلة سمتها الرئيسية هي التصعيد . فعوامل التوتر تتفاقم باضطراد ، فالسياسة الأمريكية للمحافظين الجدد أفلحت في توريط الولايات المتحدة في صراع مكشوف ، صراع لاتقدر الولايات المتحدة على الخروج منه مهزومة ، سواء كانت تحت حكم المحافظين الجدد أم تحت حكم الديمقراطيين الأقل تطرفا ، واذا تأملنا مسار مقاومة مشروع الهيمنة الأمريكي - المرتكز على استعمال القوة العسكرية في أماكن محددة والاستفادة من نتائجها في أماكن أخرى لتحقيق ذات الأهداف السياسية - خلال السنوات الأربع الماضية سواء في العراق أو في أفغانستان أو فلسطين أو لبنان نجد أن سمة التصعيد غالبة على ذلك المسار ، مثلا : المقاومة العراقية تزداد تجذرا ، حتى السياق الطائفي الذي تمت المراهنة عليه لامتصاص تلك المقاومة كان في بعض جوانبه حافزا لها ( رغم سلبيته في الاجمال بالطبع ) ، فوقوف الاحتلال مع طرف ضد طرف دفع الطرف الآخر للمقاومة باعتبارها خياره الوحيد للدفاع عن النفس وأضعف الأصوات المهادنة للاحتلال داخله الى حد كبير ، في الوقت ذاته لم تستطع السياسة الأمريكية كسب الطرف الآخر سوى بصورة جزئية ومؤقتة ، وقد أثبتت تجربة التصويت على الفدرالية أن تيارا قويا داخل الشيعة العرب بدأ يتبلور ضد ماتعرضه السياسة الأمريكية من خيارات مدمرة .
(الصحافي الأميركي العريق بوب وودوارد في كتابه الجديد «حالة نكران» أسهب في سرد الخلافات بين وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، الذي «فقد مصداقيتهِِِِ" وتوقعات الاستخبارات الأميركية أن يسوء الوضع في العراق السنة المقبلة.
وفي حديثه الى شبكة «سي بي أس» في برنامج « 60 دقيقة» ذكر أن ادارة بوش «تخفي معلومات عن الرأي العام الأميركي عن مدى تدهور الوضع الأمني في العراق». وقال «اننا نشهد ما بين 800 و900 هجوم اسبوعياً أي بمعدل اربعة في الساعة على قواتنا». واوضح ان «خبراء الاستخبارات يتوقعون أن يتدهور الوضع في 2007»).( عن صحيفة الحياة 1/10/2006 ) .
يؤدي فقدان السيطرة الأمريكية على الوضع في العراق ، واحتمالات تصاعد المقاومة العراقية الى توتر متزايد داخل الادارة الأمريكية خاصة حين لايبدو في الأفق أي مخرج مشرف لتلك الورطة الكبيرة .
بالنسبة للبنان : جاءت الحرب الاسرائيلية في سياق الرغبة بتغيير ميزان القوى لصالح الحلف الأمريكي – الاسرائيلي كتعويض جزئي عن الفشل في العراق فكانت النتيجة معاكسة بصورة فادحة ، وهنا انضمت اسرائيل الى الولايات المتحدة في الشعور باختلال الموازين بطريقة لايمكن تحملها لفترة طويلة .
تؤدي الأزمة الناشئة بين الولايات المتحدة وايران الى ازدياد اضافي للتوتر في المنطقة ، ونشوء استقطابات تدفع باتجاه المواجهة .

عوامل القوة والضعف :
في مشروع احتلال العراق جرى الرهان على أن التفوق العسكري التكنولوجي الأمريكي سيكون كافيا لدفع المجتمع العراقي للاستسلام على الطريقة اليابانية ، بحيث تستطيع الولايات المتحدة سحب معظم قواتها المسلحة خلال مدة عام أو عامين وابقاء قوة محدودة في معسكرات قوية التحصين ، مع قواعد جوية ولوجستية كافية لامداد وزيادة تلك القوة حين الحاجة ، في حين تتجسد الهيمنة الأمريكية في اعادة تركيب الدولة العراقية وفق المواصفات الأمريكية بدساتيرها ومؤسساتها الاقتصادية والسياسية والقانونية.
هكذا تكون الولايات غير مهددة بظهور نقاط ضعفها المتمثلة في عدم الاستعداد لنزيف في الخسائر البشرية لمدة طويلة ، وعدم قدرتها على الصرف على حرب لانهاية لها دون تعريض الاقتصاد للأزمة ، وعدم قدرتها على الاستمرار في أعمال حرب مجنونة دون ازدياد عزلتها العالمية وكراهية الشعوب لها .
الآن بدأت عوامل الضعف تظهر وتزداد تأثيرا .
بالنسبة للسياسة الأمريكية اذا أمكن ثانية استخدام عوامل القوة في مكان آخر لتعديل ميزان القوى فسيكون ذلك ملائما لاستعادة المبادرة وفتح طريق الخروج المشرف.

اغراءات الحرب :

من الخارج تبدو سورية دولة صغيرة معزولة منهكة ، ولايبدو المجتمع فيها بأفضل حالاته ، وربما ساهم المثال اللبناني في اعطاء انطباع (قد ينكشف أنه خاطئ فيما بعد ) عن تيارات اجتماعية كامنة ( قريبة للتيارات اللبنانية الصديقة للغرب) يمكن ان تتكيف مع السياسة الأمريكية بحيث تشكل تلك التيارات مستقبلا مرتكزات بديلة للسياسة المبنية على الهيمنة العسكرية المكشوفة التي أثبتت فشلها حتى الآن .
من الناحية الاستراتيجية تبدو سورية في وضع صعب للغاية بين القوة العسكرية الأمريكية في الشرق والقوة العسكرية الاسرائيلية في الجنوب والغرب ، وهناك احتمال أن يكون مثل ذلك الوضع سببا اضافيا مغريا للحرب .
يمثل القضاء على الخطر العسكري السوري هدفا استراتيجيا بالنسبة لاسرائيل ، وبدون شك فان اسرائيل تحمل سورية قدرا من المسؤولية في هزيمتها أمام حزب الله ، وربما أدركت الآن وأكثر من أي وقت مضى مايمثله التحالف بين سورية وحزب الله من خطر بحيث يدفعها لمواجهته قبل التفكير بأي مشروع سلام وفقا للمواصفات الاسرائيلية .
قد يكون مغريا أيضا لاسرائيل التفكير بمشروع حرب ضد جيش نظامي ، يمكن استخدام الطيران بفعالية ضد أهدافه الثابتة والكبيرة ، على أمل استعادة شيء من هيبة الردع التي غرقت بالوحل في لبنان.

سيناريو الحرب :
أولا : الانزلاق نحو الحرب .
لايمكن الدخول في الحرب مهما كانت مرغوبة دون المرور بمرحلة انزلاق نحو الحرب ، بالنسبة للحلف الأمريكي – الاسرائيلي قد يتم ذلك بعد سلسلة من عمليات العزل السياسي والديبلوما سي ، والاقتصادي لسورية .
وتشكل مسألة اغتيال الحريري وتداعياتها مدخلا محتملا للانزلاق نحو الحرب عبر الاجراءات السابقة وغيرها .
هنا يمكن للطرف الأمريكي – الاسرائيلي الظهور بمظهر من يسعى لتطبيق العدالة الدولية ، وتكون الحرب استمرارا لهكذا مسعى وليس كهدف مخطط ومرسوم مسبقا .
تعلمنا التجربة أن الانتقال للضربة العسكرية يتم التمهيد دائما له بعزل الخصم واظهاره عدوا للمجتمع الدولي ، والبدء بتطبيق العقوبات عليه ، لقد قامت أمريكا خلال السنتين الماضيتين بتطبيق ذلك على سورية ومازالت تسعى للمضي فيه بحذر شديد ، لكن المؤشرات الأخيرة تدل على امكانية تصعيد لذلك الاتجاه.
يمكن أيضا تصور أن تعمد الولايات المتحدة الى دفع سورية للتصعيد عبر تزايد الضغوط المختلفة عليها بحيث يظهر الانزلاق نحو الحرب وكأنه آت من سورية كما حدث مع مصر سنة 1967.

ثانيا : خطة الحرب :
بلاشك أن ثمة عدة سيناريوهات لخطة الحرب ، القاسم المشترك بينها سيكون الاستخدام المكثف للطيران لضرب الأهداف الاستراتيجية ، بخلاف الحروب السابقة ، الهدف الاستراتيجي سيكون الدولة السورية كجيش واقتصاد معا .

ردود الأفعال العربية والدولية :

لايمكن لحرب كهذه أن تتم بدون أن تتبناها الادارة الأمريكية بصورة كاملة ، وبالتالي فان ردود الأفعال ستكون مشابهة لما جرى أثناء الحرب في لبنان بصورة عامة ، لقد أوضحت حرب لبنان مدى الاختلال في ميزان القوى العالمي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ، أما الأنظمة العربية فسيحكمها الخوف ويدفعها للبقاء بعيدة عن ساحة المعركة ، ريثما تتبين الهامش المتاح لها للتدخل .

فرص النجاح والفشل :
أكاد أجزم ان ما يحول دون اقدام التحالف الأمريكي – الصهيوني على حرب كهذه هو التفكير بالعواقب البعيدة لمثل تلك الحرب وليس بنتائجها المباشرة ، فالتفوق العسكري الاسترتيجي للتحالف السابق يكاد يكون مطلقا ، والوضع السياسي العالمي لم يكن في وقت من الأوقات أنسب لحرب كهذه مما هو عليه اليوم ، وكذلك الوضع العربي ( حال الأنظمة والشعوب ) .
العواقب البعيدة المدى ، ذلك ما يدفع لمراجعة التفكير عدة مرات قبل الاقدام على عمل كهذا هو الأكبر من نوعه بعد غزو العراق.
لكن من الأفضل عدم الاتكال كثيرا على حكمة وتبصر الادارات الحاكمة في أمريكا واسرائيل في رؤية العواقب الوخيمة بعيدة المدى التي ستلحق بهم نتيجة الحرب ،فمشروع الحرب على العراق قد تم انتقاده كثيرا على يد خبراء وصناع للسياسة الأمريكية أمثال جيمس بيكر وذلك من وجهة نظر التداعيات بعيدة المدى التي يمكن ان تنتج عنه ، مع ذلك فقد اندفعت الولايات المتحدة نحو الحرب .
في اسرائيل هناك صراع بين تيارين أحدهما واقعي يريد الخروج بالدروس والعبر من حرب لبنان وقد اقتنع بمحدودية القوة الاسرائيلية وخطأ البقاء بحالة اللاسلم واللاحرب ، وتيار آخر متطرف يعتبر حرب لبنان مجرد انتكاسة مؤقتة ينبغي تصحيحها في أقرب وقت واستعادة هيبة الردع للقوة العسكرية الاسرائيلية باعتبارها الضمان الوحيد لبقاء اسرائيل، ومن المعروف جيدا ان التيار الثاني هو التيار الأقوى والمؤهل لحكم اسرائيل في المرحلة الراهنة.
مواجهة مخاطر الحرب :
لعل الغرض الرئيسي من تصور كهذا هو محاولة فهم المخاطر المحتملة للوصول للتفكير في كيفية مواجهتها ،ومثل ذلك التفكير لابد من اثارته على أوسع نطاق وطني ، فالمسألة هنا ليست مسألة حكم ومعارضة بل مصير وطن ودولة ، ووضعها بهذا الاطار مقدمة لابد من اقتناع الجميع بها ، وستكون كارثة حين يفكر البعض في المعارضة بأن مصير النظام وحده هو المهدد ، او حين يفكر البعض في النظام ان الحرب لن تشكل خطرا على النظام بل ستمد بعمره في كل الأحوال كما حدث في الستينات والسبعينات .
مانحن أمامه حقيقة هو حرب ستقرر مصير الوطن والنظام بخلاف الحروب السابقة .




#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبرالية العولمة
- زمن الفجور السياسي
- آفاق الصراع السياسي في لبنان
- مأزق أصدقاء أمريكا في المنطقة
- انبعاث الأدوار الاقليمية في المنطقة العربية
- أثرالفشل الأمريكي في العراق في توازن القوى في الشرق الأوسط
- مقاومة بدون ديمقراطية هل ذلك ممكن ؟
- من سينجز المهمة الليبرالية ؟
- من الليبرالية الى الطائفية
- الدولة - المقاومة - الحريات
- هل حقا لايعرف البابا ماذا فعل؟
- المعارضة السورية والمسألة الوطنية
- هل غيرت حرب لبنان في استراتيجية الحرب؟
- دروس النصر
- الحرب في لبنان والمعارضة السورية
- الاحتمالات المستبعدة في توسع الحرب نحو سورية
- أزمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الأسطورة التاريخية
- كيف ستخسر اسرائيل حربها اللبنانية
- آفاق التعايش العربي - الكردي في سورية
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور -2/3


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - معقل زهور عدي - الأبعاد الاستراتيجية للحرب القادمة