أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - آفاق الصراع السياسي في لبنان














المزيد.....

آفاق الصراع السياسي في لبنان


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو الصراع السياسي في لبنان متجها نحو التصعيد لانحو التهدئة ، ويتفق ذلك السياق مع سياق الصراع الدائر على مستوى المنطقة ، فاذا بدأنا بالعراق وهو الجبهة الأكثر سخونة وأهمية نرى أن الأحداث لاتتجه نحو أية بوادر لتسوية محتملة ، واذا استمر الحال على ماهو عليه فربما تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مضطرة لمغادرة العراق بعد نحو عام تاركة العراق في وضع أكثر اضطرابا مما هوعليه اليوم ، ولذلك مغزاه الكبير بالنسبة للمنطقة ، أما ايران فلن تقف مكتوفة اليدين وهي ترى الدول الكبرى بزعامة الولايات المتحدة تبدأ ضدها حرب العقوبات ، أما أين وكيف سترد فذلك أمر غير معروف حتى الآن ، لكن الأرجح أن ردها سيكون في منطقة نفوذها الاقليمي بحيث تكون الرسالة مؤلمة بما يكفي للمصالح الغربية وهناك بالطبع مكانان مرشحان كصندوق بريد للرسائل الايرانية هما العراق ولبنان .
في فلسطين أصبح واضحا أن المجتمع الفلسطيني ( كما الاسرائيلي ) أصيب بانهاك شديد نتيجة الصراع الدموي للسنوات الماضية ، لذا فهوبحاجة لهدنة ، لكن الصراع السياسي يحتدم في فلسطين بين نخب أوسلو التي شكلت طبقة سياسية منتفعة وفاسدة موالية للغرب وبين حماس التي صعدت عبر الانتخابات وقدمت حتى الآن نموذجا هاما لوطنية براغماتية لاتفرط بالمبادىء وحكم نظيف ، وكما هو الحال في عموم المنطقة يتفاقم الصراع السياسي بين خط أوسلو وخط المقاومة .
أما الأزمة بين سورية والسياسة الأمريكية فيصعب القول انها قد حلت ، الأرجح أن سورية لن تقبض سوى قليل من التهدئة ثمن تعديل سياستها العراقية ،اضافة لفتح نافذة صغيرة في جدار الحصار الأمريكي لاتصلح سوى لتبادل رسائل الضغط وتمرير المطالب الأمريكية .
في الظروف الراهنة، لن يصعب تصور ميل السياسة السورية للتصعيد في المرحلة القادمة على النحو الذي تسير عليه الأمور مع العراق وايران .
بينما تزداد التناقضات اشتعالا على خط طهران – بغداد – دمشق ، يزداد تحرك الدول العربية ( المعتدلة ) حيوية ، وقد شهدنا حتى الآن عدة أمثلة منها ذلك الاهتمام غير المسبوق للمملكة العربية السعودية بالاحداث الداخلية في العراق ولبنان ، واجتماع دول التعاون الخليجية الذي لم يغب عنه مسؤول لأول مرة ، وما تطرحه وزيرة الخارجية الأمريكية صراحة من ضرورة تشكيل محور في المنطقة مقابل المحور الايراني – السوري .
الحاصل اذن أن اشتعال التناقضات على خط طهران – بغداد – دمشق يدفع نحو ردود أفعال قد تأخذ في وقت قريب صفة المحاور مما سيزيد في تصعيد الوضع في المنطقة ويوسع دائرة الاشتعال .
واذا عدنا الى لبنان الصغير ، نجد أن البلد قد أصبح منقسما على نفسه على نحو غير مسبوق ، ولكل طرف من طرفي النزاع أجندة مختلفة عن الآخر ، ومع تبلور الصراع وحجم التعبئة التي تمت أصبح من الصعب على فريق 8آذار العودة من الصراع بمحرد زيادة بسيطة في حصته من الحكم ، أما الفريق الآخر فهو يرى انه لم يعد لديه مايقدمه ، ان المظاهرات المليونية والاعتصام الذي قارب الشهر ، لم يسفر عن الوصول الى أية تفاهمات بل تسبب بالفعل في تعميق الهوة النفسية بين الخصوم السياسيين فاتحا الطربق أمام تصعيد جديد محتمل .
شيئا فشيئا تبتعد أرضية الصراع عن الأفكار السياسية البسيطة ذات المغزى التكتيكي ، وتطرح المسائل المتعلقة بطبيعة النظام السياسي وعيوبه البنيوية ، كما تطرح المسائل السياسية الاستراتيجية ، وذلك لايعني سوى الابتعاد عن الحلول وتوسيع الصراع .
تعيد المجموعة الدولية لمقاربة الأزمات في تقريرها الأخير حول لبنان المنشور بتاريخ 21 /12/2006 الأزمة الى أبعادها الاقليمية ، بما في ذلك أهمية الحوار الأمريكي – السوري ، بينما تعيدنا الحلول المقترحة الى حزمة مقترحات مشابهة لتلك التي سعى عمرو موسى لتسويقها بدون جدوى حتى الآن، لكننا نرى أن الأمور على الأرض تسير باتجاه معاكس لمثل ذلك التوجه.
ليس لدى جماهير الجنوب والضاحية الفقيرة التي هدمت مدنها وقراها بفعل العدوان الاسرائيلي الكثير لتخسره بالسير حتى النهاية في معركة تبدو وكأنها معركة مصير ، وهناك أصوات قليلة تنضم اليها لأسباب متباينة منها اليأس من النظام السياسي اللبناني الذي فشل في تأمين الخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعب ، ولولا الانقسامات المذهبية والمخاوف التي ترافقها لاستطاعت قوى المعارضة تأمين التفاف جماهيري أوسع وأكثر تنوعا .
في اللحظة الراهنة هناك توازن في القوى ، لكن استمرار ذلك التوازن سيفقد المعارضة زخمها ، لذا فهي مضطرة للتصعيد لكننا لانعرف بالضبط جدوى ذلك التصعيد والثمن الذي سيتم دفعه في المقابل .
الهدنة ممكنة ، لكن الصراع باق ، وهو يتعمق كل يوم ، وبتعمقه يزداد انخراط الأطراف الاقليمية فيه ، واذا لم يجد الصراع له حلا قريبا فالأرجح أن أول ضحاياه ستكون الدولة اللبنانية وانتشار الفوضى .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق أصدقاء أمريكا في المنطقة
- انبعاث الأدوار الاقليمية في المنطقة العربية
- أثرالفشل الأمريكي في العراق في توازن القوى في الشرق الأوسط
- مقاومة بدون ديمقراطية هل ذلك ممكن ؟
- من سينجز المهمة الليبرالية ؟
- من الليبرالية الى الطائفية
- الدولة - المقاومة - الحريات
- هل حقا لايعرف البابا ماذا فعل؟
- المعارضة السورية والمسألة الوطنية
- هل غيرت حرب لبنان في استراتيجية الحرب؟
- دروس النصر
- الحرب في لبنان والمعارضة السورية
- الاحتمالات المستبعدة في توسع الحرب نحو سورية
- أزمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الأسطورة التاريخية
- كيف ستخسر اسرائيل حربها اللبنانية
- آفاق التعايش العربي - الكردي في سورية
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور -2/3
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور 3/3
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور 1/3
- استفتاء نحو الهاوية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
- مقتل مواطنين عراقيين في تركيا.. وتحرك عاجل للسلطات
- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - آفاق الصراع السياسي في لبنان