أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معقل زهور عدي - استفتاء نحو الهاوية














المزيد.....

استفتاء نحو الهاوية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تظهر الطبقة السياسية الفلسطينية التي ظهرت مع اتفاقية اوسلو يوما بهذا القدر من ضيق الأفق السياسي ، فبحساب بسيط يمكن القول ان نتائج الاستفتاء ستكون كارثية ، وان معجزة فقط يمكن ان تعكس مسار الحرب الأهلية الذي تتجه اليه الأمور في حال الاصرار على الاستفتاء كما هو حاصل حتى الآن للأسف.
منذ صعود حماس لم تستسلم نخب اوسلو لنتيجة الانتخابات الديمقراطية ، لكنها انتهجت سياسة مزدوجة: اظهار التسليم بنتائج الانتخابات والعمل في السر لافشال حماس ووضع العصي في عجلات حكومتها .
يظهر ذلك النفاق السياسي مقدار الانحطاط الأخلاقي لتلك الطبقة ، وازدرائها الفعلي للمصالح العليا للشعب الفلسطيني ، ولايمكن عزل ذلك الانحطاط عن فضائح الفساد التي انتشرت حول ممارسات تلك الطبقة وثرواتها غير المشروعة .
لقد أدرك الشعب الفلسطيني بوعيه السياسي وحسه النضالي أنه لم يعد ممكنا القبول بتلك الطبقة الفاسدة ، وان الوقت قد حان لاستبدالها ، وتلك كانت رسالته من خلال الانتخابات الديمقراطية الأخيرة ، لكن يبدو ان تلك الطبقة قد قررت استعادة السلطة بأي طريقة كانت حتى لو جرت البلاد لحرب أهلية .
تراهن نخب اوسلو على ضائقة الشعب الفلسطيني ، وحصار الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ، وبفضل الاقتصاد المصطنع الذي أقيم على المساعدات ، وتميز بتضخم غير طبيعي لأجهزة الدولة والأمن ، أصبح حجب المساعدات مساويا لقطع شريان الدم عن الاقتصاد الفلسطيني ، ولايمكن النظر لتلك الحالة بمعزل عن سياسات التحكم والسيطرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.
لقد وضعت حماس مباشرة أمام تحد كبير يتمثل في الانتقال من اقتصاد ريعي قائم على المساعدات الى اقتصاد يمتلك مقوماته الذاتية للبقاء ، ومثل ذلك التحدي يستوجب المرور بفترات ضائقة اقتصادية صعبة ، وقد أظهرت حماس استعدادها لتقديم نماذج جديدة لسياسيين ومسؤولين يتميزون بالنظافة والاخلاص والاستعداد غير المحدود للتضحية ، وظهر لدى الشعب الفلسطيني تيار قوي مستعد للتضحية والتقشف ودفع الثمن الصعب لخيار فك الارتباط مع اقتصاد الذل والتبعية الذي جاءت به اوسلو ، لكن طبفة اوسلو – وليس الشعب الفلسطيني – لم تعد تتحمل بقاء حماس في السلطة ، وشيئا فشيئا بدأ الذعر يستبد بها من امكانية أن تزاح الى الأبد من مواقعها وامتيازاتها ، وأصبحت ترى في بقاء حماس كل يوم خطرا لتصفيتها وذلك لايرتبط بشيء قدر ارتباطه بفساد تلك الطبقة ، فلو كانت طبقة نظيفة لراهنت على عودتها ثانية بعد حين ، ولكن بسبب فسادها واحتمالات فتح ملفات ذلك الفساد في أي وقت فهي ترى في كل صباح يمر وحماس في الحكم خطرا داهما .
من المفهوم وجود تيار ضمن الشعب الفلسطيني لايرى امكانية في فك ضائقته الاقتصادية الخانقة وحصار اسرائبل والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وحصار الأنظمة العربية الذليلة سوى في العودة لنهج اوسلو المتمثل في السيد محمود عباس ، ومن الصعب تخوين ذلك التيار ، لكن الانتخابات الفلسطينية الأخيرة حسمت وبصورة درامية الخيار لصالح خط المقاومة ، لقد انتصر تيار المقاومة لدى الشعب الفلسطيني البطل الذي فضل الاستشهاد على الذل ، ومن لايقرأ ذلك في نتيجة الانتخابات فهو لايريد الاعتراف بالحقائق .
الآن هل يتوقع السيد عباس وطبقته السياسية ان الشعب الفلسطيني سيتراجع عن خياره التاريخي في وجه الضغوط والحصار وفي وجه العقبات التي يضعها هو وطبقة أوسلو أمام حماس ؟
من ناحيتي ليس لدي شك أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع ، وبالطبع لايمثل ذلك الموقف كل تيارات الشعب الفلسطيني ولكن أقواها وأوسعها انتشارا ، وذلك يحيلنا الى مسألتين :
الأولى : لماذا اذن تخاف حماس من الاستفتاء ؟
الثانية : كيف يخطط تيار اوسلو للالتفاف على خيار الشعب الفلسطيني ؟
في مسألة الاستفتاء تطرح الأمور بطريقة ملتبسة ، مخادعة ، غايتها اتاحة المجال أمام تيار اوسلو لاكتساب أرضية سياسية تمكنه من الانقضاض على نتائج الانتخابات الديمقراطية الأخيرة ، ومن حق حماس ان تظهر للشعب الفلسطيني طابع الالتباس والمخادعة في طريقة الطرح ، لكن الوقوف المطلق ضد الاستفتاء ربما لايكون أفضل التكتيكات الممكنة .
وبالنسبة لتيار أوسلو فان أخطر ما يمكن أن يفكر به هو فبركة الاستفتاء استنادا الى مراكز النفوذ الواسعة التي يتمتع بها ضمن أجهزة الحكم ، وخبرته في العمل السياسي .
ماهو حاصل أنه اذا لم تتراجع حماس قليلا في معارضتها للاستفتاء وتركز النظر على محتواه وطريقة تنفيذه ، واذا لم يلتزم تيار أوسلو النزاهة في الاستفتاء ، فان وضعا مشابها للجزائر يمكن ان ينشأ في الضفة والقطاع .
ويعني ذلك بصراحة الانزلاق للحرب الأهلية .
أمام خطر كهذا يجدر بتيار المقاومة التفكير مليا ، فالتيار الآخر لايعبأ بجر البلاد لحرب أهلية من أجل استعادة سلطته وامتيازاته ، لكن الطرف الأكثر حرصا على الوحدة الوطنية هو المدعو لتجنب ذلك المسار المدمر.
هي لحظة فائقة الخطورة يتوجب التوقف عندها والتفكير في العواقب جيدا واعلاء المصلحة الوطنية المتمثلة في صون وحدة الشعب الفلسطيني وتجنيبه مخاطر حرب أهلية تفعل فيه أكثر مما يفعل فيه الأعداء على كثرتهم .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الاجتماعي والانقسام الطائفي
- من يسعى لشق المعارضة في سورية
- استدعاء التدخل
- لماذا تئن النواعير
- أكرم الحوراني - استعادة رجل واستعادة مرحلة
- في ضرورة الاختلاف
- تحولات العقل العربي
- لماذا الحديث عن تأسيس تيار وطني ديمقراطي اجتماعي في سورية
- حول المسؤولية في التطاول على النبي الكريم
- درس في الديمقراطية من القدس
- نقد الفكر المعارض في سورية
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- السباحة عكس التيار
- خيارات اعلان دمشق
- تضامن ونقد لاعلان دمشق
- برنامجان للتغيير الديمقراطي في سورية
- تبدل التوازنات السياسية الداخلية في سورية بعد اعلان دمشق
- قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 2/2


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معقل زهور عدي - استفتاء نحو الهاوية