أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - نقد الفكر المعارض في سورية














المزيد.....

نقد الفكر المعارض في سورية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1427 - 2006 / 1 / 11 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عيب الفكر المعارض في كونه رد فعل ، ولكونه كذلك فهو خروج عن سياق الفكر السياسي في سورية ، هو يمثل لحظة اكتشاف خلل في بنية ذلك الفكر ( الافتقار للديمقراطية وأيضا لقيمة الانسان كانسان وليس بوصفه جزءا من العام ( الامة ، الوطن ) .
هنا خرج الفكر السياسي السوري من رحلته وجلس يتفكر في ذلك الخلل ( العيب ) ، وهذا بالطبع امر مشروع ، لكنه في خروجه يطرح اشكالية اخرى هي استغراقه لذاته في ذلك الخلل.
الديمقراطية ( بوصفها اعادة اعتبار للمجتمع في وجه طغيان الدولة ، والليبرالية بوصفها اعادة اعتبار للفرد في مواجهة طغيان الجماعة ) امتصت الفكر السياسي المعارض كاسفنجة ، وبدلا من ان يمتلكها ويمضي نحو الأمام امتلكته فأصبح أسيرا لها .
مثلما يفعل الشعور بالذنب لدى الانسان ، حجب الاستغراق في اكتشاف ذلك العيب نظر الفكر السياسي عن رؤية الموضوعات الأخرى . ( الاقتصاد ، السياسة العالمية ، طبيعة العصر ، التوازنات الدولية ..) ، أكثر من ذلك حجب الرؤية الاجتماعية الموضوعية لسيرورة المجتمع في سورية ( الفئات الاجتماعية المختلفة ومصالحها وأهواؤها ) ، تحولت المسألة الديمقراطية – الليبرالية الى ثقب أسود ضاع فيه الفكر السياسي .
هذا الضياع يجعل الفكر السياسي يدور حول ذاته بدلا من ان يتقدم ، وكلما شرع ينهض تمسك الفكرة الديمقراطية – الليبرالية بثيابه وتعيده الى ذات المكان ، وبحالته تلك لايصبح أكثر قدرة على تحقيق الديمقراطية في الواقع بل أقل قدرة .
قدرته على تحقيق الديمقراطية تتعلق – وهذه مفارقة – بامتلاكه الفكرة الديمقراطية لذاته وليس بامتلاك الفكرة الديمقراطية له.
استعادة وعي نسبية المسألة الديمقراطية وشروط وجودها الواقعي ضمن السياق التاريخي – الاجتماعي أصبح شرطا للتقدم نحو الأمام.
في محطته خارج الطريق بدأ الفكر السياسي المعارض يكتسب صفة الانفصال عن الواقع ، ونمت داخله نزعة الأستذة ، حمل مسطرته ووقف امام المجتمع متعاليا ، اصبحت مهمته تلقين الدرس للمجتمع وليس اكتشاف صراعاته وتناقضاته والتعامل معها.
في حقل السياسة قام بفصل الخارج عن الداخل قاطعا العلاقات والروابط الحيوية ، وأنشأ حيزا اجتماعيا – سياسيا مستقلا وهميا ( مثلما تحتاج المثالية الى مدينة فاضلة لتنبسط فيها احتاج هو الى سورية مقطوعة عن الخارج ) ، وحين وجد صعوبة في فصل الخارج لجأ الى استعمال حيلة فكرية تتمثل في تخفيض قيمته ( المسألة التي تستحق الاهتمام هي الداخل ) ، وبقدر ما يبدو الفكر المعارض داخليا ، بقدر ما يهتم ( ولو بطريقة يحرص على عدم اظهارها ) بالتصالح مع الخارج ، ولاينتبه الى ما يحدثه ذلك التناقض من ضعف لمنطقه.
عجز الفكر المعارض عن امتلاك الفكرة الديمقراطية والتحول من رد فعل الى فعل يهدده بالانتكاس، فالفكر هنا ليس حرا في البقاء طويلا في محطته خارج الطريق، والانتكاس يعني تشوه الفكرة الديمقراطية أو تفريغها ، لكن كيف يمكن للفكر السياسي تجاوز المسألة الديمقراطية – الليبرالية دون تحققها في الواقع ؟
في الحقيقة شرط تحققها في الواقع يتطلب اخضاعها للفكر ( امتلاكها ) وهذا غير ممكن دون معرفة حدودها ( أين تبدأ وأين تنتهي وماهي علاقاتها وشروط وجودها التاريخية – الاجتماعية ) .
ماهو مطلوب من الفكر المعارض هو الانتقال من اكتشاف أهمية الديمقراطية الى اكتشاف ماهيتها.
الوقوف طويلا عند اكتشاف أهمية الديمقراطية يعني عجزنا عن امتلاكها واستعمالها ، لتتحول الديمقراطية الى نشيد صباحي أو ( وهو الأسوأ ) الى غلاف فكري يصلح لتعبئة وتغليف أي منتج بما في ذلك اعادة انتاج الاستبداد ذاته.
ليس الفكر المعارض طاهرا بذاته ، والسلطة ليست المظهر الوحيد للاستبداد ، المسألة في حقيقتها مسألة صراع ضد تراث عريق تمتد جذوره داخل الثقافة والمجتمع، والاستبداد السياسي هو رأس جبل الجليد لفكر وتراث الاستبداد العربي ، ولايمكن للمعارضة التهرب من المعركة بمجرد تموضعها في الخندق المقابل للسلطة .
في سعيه لاخفاء افتقاده للحساسية النقدية يقوم الفكر المعارض باحالة النقد الى اتهام ، ويجري الحديث عن معسكرين ( فسطاطين ) ، بل ان البعض قد شرع فعلا في فرز الناس الى مؤيد وغير مؤيد مع عدم نسيان ( الحياد الايجابي!!) .
والحقيقة أن ذلك لايعني سوى شيء واحد هو ان المعركة مع فكر الاستبداد مازالت في بدايتها ، وان الاستبداد يتسرب الينا من النافذة قبل ان نفلح في مواجهته في الباب.
الوعي السياسي المعارض المفتون بتعظيم الاهتمام بالمسألة الديمقراطية بدأ يظهر ضيق الصدر بالنقد ، والسبب بسيط انه الابتعاد عن تمثل الديمقراطية والاكتفاء بتأمل صورتها كايقونة.



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- السباحة عكس التيار
- خيارات اعلان دمشق
- تضامن ونقد لاعلان دمشق
- برنامجان للتغيير الديمقراطي في سورية
- تبدل التوازنات السياسية الداخلية في سورية بعد اعلان دمشق
- قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 2/2
- قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 1/2
- أمريكا-هل مازال يباركها الرب؟
- تجديد اليسار العربي-اليسار الديمقراطي اللبناني نموذجا 2/2
- تجديد اليسار العربي- اليسار الديمقراطي اللبناني نموذجا 1/2
- انكسار الحلم الصهيوني في غزة
- مؤشرات لانكفاء القوة الأمريكية
- تجديد اليسار العربي
- الليبرالية ليست هي الحل
- من ثقافة العنف الى ثقافة اللاعنف
- في ضرورة تبلور خط اليسار داخل المعارضة السورية
- بالأمل والمحبة والتصميم - منتدى الأتاسي سيبقى


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - نقد الفكر المعارض في سورية