أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال المظفر - موت آخر النبوءات














المزيد.....

موت آخر النبوءات


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 08:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لملم المتنبي امتعته وكتبه وهو يعد الخسارات في زمن الانهيارات السياسية والثقافية والفكرية وغادر الرصافة يعفر ملابسه دخان الحرائق التي سحقت ذاكرته حد درجة الانحطاط الفكري في القرن الواحد والعشرين ، قرن التقهقر والانطواء والتشدد والفتاوى الفنطازية وعولمة الارهاب بمختلف أنواعه وبأتساع مدياته السوقية والتسويقية ...
المتنبي الذي نؤمه في أيام الجمع ويؤمنا في كل زمان ومكان ، ومازالت حرارة الرصيف التي لونت مؤخراتنا وختمتها بصكوك الجوع والحرمان تذكرنا بأيامه ولياليه...
ليس هنالك من مثقف واديب عراقي او عربي أو اجنبي الا ووطأت قدماه شارع المتنبي ، شارع المليون عنوان منهجي وفكري وثقافي ، ملتقى الابداع الادبي الذي لايقل اهمية عن المربد وعكاظ ...!!
المتنبي جمعنا كمثقفين تحت عباءته في خواص مشتركة ، الفقر الدائم على مر العصور ، نبيع كتبنا على ارصفته وبدلا من ان نأكل بثمنها نشتري عناوين اخرى ونداور الكتب فيما بيننا ...
كم من اديب لوحته الشمس في شارع المتنبي ، وكم من مثقف نخر الجوع معدته لانه يجمع كتبه ويعاود ادراجه الى البيت بخفي حنين لان الارهاب ماعاد يفرق بين جندي امريكي أو شرطي عراقي أوبندقية كلاشنكوف أو قذيفة هاون وبين عنوان كتاب أدبي أوجريدة ثقافية ..
علامتان بارزتان على جبين المتنبي ، السراي القديم ومقهى الشابندر التي تحوي حماقات وترهات المثقفين والصحفيين والادباء والقضاة وهواة السياسة ..
المتنبي الباكي الذي أدماه زئير الطائرات وزمجرة الدروع على ارصفة الرصافة والاسلاك الشائكة وآلمته الحواجز الاسمنتية وحظر التجوال الدائم لايام الجمع .
لاصلاة في شارع المتنبي ياعبدة الكتب والقواميس .....
لاصلاة في شارع المتنبي يامن تفضلون الحروف على الاسلام السياسي ، والفقر على شهية الدولارات ، والجوع على لذاذة شطائر الهامبركر والهوت دوك ...
لاصلاة في شارع المتنبي ياأيها المتسكعون ، ياذوي المؤخرات المحمرة ، ياعبدة الشمس وعشاق الارصفة ....
الخيل ماعادت تصهل في شارع المتنبي ..
والليل ماعاد يجنن في بغداد ..
وأبو النواس اتهم بالفسق والفجور وحوصر بالاسلاك الشائكة والحواجز الاسمنتية ، الشاعر الدنيوي الذي مازال يحمل كأسه ويشرب حتى الثمالة على ضفاف دجلة رغم انف الايديولوجيات والطروحات والتصوف والشوفينية والعولماتية واللاعلمانية والى غير ذلك من مصطلحات القرن العشرين ومابعده من قرون الانحطاط الفكري والسياسي ....
نبكي على بغداد ، وبغداد تبكي على لياليها ..
نبكي على بغداد ،وبغداد تبكي على ماضيها ولياليها ومقاهيها وارصفتها وباعة الحروف والمفردات في شارع المتنبي ، على الشواكة والبتاويين ، على السمران المملوحين في ساحة الطيران وهم ينتظرون شاحنة تنقلهم الى عمل محتمل أو على نقالة الى مستشفى الكندي أو في تابوت خشبي بطول قاماتهم الى النجف ليناموا الى الابد كأسلافهم ....
لن نقول وداعا ياأيها المتنبي ، سنعود الى الارصفة وسنعيد ترتيب كتبك على الصحف القديمة في عرض الشارع وسنقيم أول مهرجان كالمربد القديم تحت لهيب الشمس رغم أنف من ينامون تحت اجهزة التكييف والمكاتب العاجية ، سنعود تحت لهيب شمس آب ونمارس هواياتنا ولقاءاتنا ، لايهمنا ان نتهم بأنا من عبدة الشمس ..
سنترجم وصية سيدنا السياب:
الشمس اجمل في بلادي من سواها
والظلام
حتى الظلام هناك اجمل
فهو يحتضن العراق...
الله اكبر كم انت جميل ياعراق رغم جراحك والامك ، رغم الدماء التي تعفر ترابك ، ورغم السواد الذي يغطي جدران المدن اليتيمة ....



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرقاب خفي/ الجدل الشعري والأيحائية المستترة
- مرقاب خفي/ الجدل الشعري والايحائية المستترة
- اغتيال سيدة الاقمار الثلاثة
- غرام في خانة الشواذي
- اغتيال الشرف العراقي
- عرض لمجموعة ( بغداد نرحل منك.. اليك )
- قراءة في غيوم من قصب
- اغتيال أمير الصعاليك
- لعينيك أغني
- تشظيات على جدران المنافي
- مومسات في الذاكرة/ قصة قصيرة
- أمية النهد الشرقي
- ترانيم على بقايا المقصلة
- قراءة في رواية البلد الجميل... التنافذية والبناء الاسطوري في ...
- كتابات للعقل الباطن
- من ينصف المظلومين
- أنشودة الخريف
- سمرقند .. نكهة أنثى أم قطعة سكر
- لثغة النهد الامازيغي
- عازف الناي/ قصة قصيرة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال المظفر - موت آخر النبوءات