أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - علي .. يا علي !!














المزيد.....

علي .. يا علي !!


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 570 - 2003 / 8 / 21 - 16:18
المحور: الادب والفن
    


 تقف بريطانيا العظمى سيدة البحار, عاجزة اليوم امام طفل من اطفال العراق .. بتر ذراعاه من جراء القصف "الانساني" لقوات التحرير الانجلوامريكية في حربها "العادلة" على العراق !!

 في الثلاثين من آذار الماضي تعرضت بغداد السبية لحملة قصف صاروخي مجنون , اتسم معظمه بـ "الذكاء" المشهود به لـ "الحرب الغبية" التي يحلوا للمتأمركين العرب تعريفها بهذا الاسم .! فمن جراء ذلك ثانياً , واولاً, لان العراقيين تصدوا لهذه الحرب باجسادهم .. سقط افراد اسرة اسماعيل عباس, ولم يبقى منهم سوى الطفل علي .!! بقي علي على قيد الحياة بدون ذويه وبدون ذراعيه .!! الا ان "عطف" القوات الغازية نقله الى احدى مستشفيات الكويت كي يبقى حياً .. وكي يكون شاهداً على "انسانية" الغزاة وطيبتهم .

 وها هي اليوم بريطانيا العظمى تواجه ازمة مالية بسبب علي .. لذا عُقد في لندن يوم الاثنين 11 من آب الجاري مؤتمراً صحفي رفيع المستوى , حضره عشرة اطباء من اعضاء طاقم العمل الذين يتولون مسؤولية تركيب اطراف صناعية لهذا الطفل .!! الهدف منه الاعلان عن اقامة "صندوق علي" , من اجل جمع ما قيمته 40 الف جنيه استرليني لدفع ثمن الاطراف البديلة .

كان جميع من في صالة المؤتمر الصحفي قد اجهدهم العرق .. من جهد المشاعر الجياشة وانعكاس اضواء الكاميرات المنصوبة في كل مكان , ذلك لاجل بث هذا الحضور "الانساني" العظيم .!! لذا طرق الكل يمسحون حبات العرق من على وجوههم .. الا علي .! ورأفة به وبحبات العرق المتساقط من وجنتيه وجبينه .. اجتمعت الدولة العظمى بإعلامها وطواقم العلم فيها, بأطبائها ورؤس اموالها .. من اجل ان يعيدوا اليه سواعد بديلة !! ويساهمون في مسح عرقه في عمره القادم .!!

 يا لسخرية العظمة .. بالامس لم تجد القوات الغازية اية مشكلة في تمويل حرب وصلت تكلفتها لغاية الان الى اكثر من 50 مليار دولار .. واليوم تقيم بريطانيا العظمى صندوق للتبرعات كي تمول علاج طفل من ضحايا مجازرها .!

 

لم اسمع من فضائيات العرب المدججة بالتحليل السياسي .. وبوابل من التسخيف الثقافي والفني شيئاً عن علي ؟! ربما ان وقتهم وتوقيت اغانيهم وفيديو كليباتهم المتمرغة بالنفاق المصنع في المدن الاوروبية, لم يسمح لهم بذلك .. ربما الف سبب وسبب لديهم .. الا انني لا املك حيالهم سوى الرثاء لهم ولاحوالهم !!

اشعر باشمئزاز ينخر صميم عظامي, من هذه الاساليب القذرة المتلبسة بالانسانية .. واستغلال مشاعر واحاسيس البشر, من خلال موقف مؤثر يثير الشفقة ويلهب المشاعر .. ليس لشيء سوى من اجل ان تثبت الة الرسمال المالي, بواسطة اجهزة اعلامها ومعلميها, انها تملك من الرحمة والعطف الانساني ما لا تملكه المنظمات "الارهابية", التي تأسست كياناتها من فائض اموال الرسمال والامبريالية العالمية .!! فمن اين لهم بهذه الوقاحة والعهر السياسي الجارح .. يقتلون القتيل ويمشون في جنازته !! هذا ولا زال بعض المتشدقين من مفكري هذا الزمان , وبعضهم ينتمي الى ابناء الشعوب المسحوقة والمظلومة .. يلوثون الحس الانساني بتفاهات فلسفاتهم لايجاد معادلة للتعايش ما بين القاتل والضحية .. وما بين السيد والعبد .. وما بين لقمة عيش مغمسة بالعرق وخبز ملوث, تداخلت فيه الاف قاذورات الاسواق الحرة .!! الا انني امام كل ذلك اخاطب علي بالكلمات الاتية, والتي لا اؤمن انها ستصل اليه .. لكنني اؤمن ان احداً سيقرئها ويحمل معي جزءاً من هموم علي والملاين من ابناء الفقراء .. في شتى بقاع الارض .!! علها تتكاثف مقدرات الطبقات المسحوقة, في كل مكان, من اجل ان نعيد ترتيب الكون على اسس انسانية احق وافضل .!!


علي .. يا علي
يُطعمكَ يهوذا بكلتى يديهِ
خبزاً وسمك
ويُطعمكَ الحلوى .. يا علي
ويسقيكَ بيديهِ
ذات الامريكي / البريطاني
الذي قَطعَ يَديكْ
كلهم يموتون حناناً
ويشفقون عليك ..
يتسابقون كي يعيدون اليك
شبه يديك
فهل يعيدون طفولتك
وإخوتك .. ووالديك
وذويك الذين قتلوا
امام ناظريك ؟!
علي .. يا علي
هذه اليد التي
امام فضائيات الكون
تربت على كتفيك
هي التي بالامس
قطعت يديك

علي .. يا علي
حذار ان تنسى !!
حذار ان تسامح .!!
علي .. يا علي
علم ما تبقى من ساعديك
لغة الانتحار
ودع دمائك
تنفث الثورة
في دم الثوار
فليس من لغة امام الدمار
سوى الدمار
فلا عليك ..

علي .. يا علي
غداً يطبعون منك
الف نسخة .. والف حوار
وينثرون الغبار
فوق اثار المجازر
كي يغتصبون الضوء
في وضح النهار

علي .. يا علي
امامك بر .!!
بر وبر
لا شيء بعد البر الا الغدر
غدر وغدر
لا شيء بعد الغدر الا القهر
قهر وقهر
لا شيء بعد القهر الا الصبر
صبر وصبر
لا شيء بعد الصبر الا النصر
نصر ونصر
لا شيء بعد النصر الا الفجر
فجر وفجر
لا بد ان يأتي
بعد هذا الليل .. فجر


شفاعمرو 15.8.03
  [email protected] Emil :

 



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراثي الذات
- الرسالة
- مصطفى الحلاج .. احتراق في قاعة الانتظار
- اخر الطلقات
- سامية حلبي .. رحالة الهموم الفلسطينية
- ما العمل .؟ !! ضد امريكا .. لكن ليس مع صدام .!!
- عزف منفرد على شباك احزاني
- جدارنا الاخير
- حبيبتي .. في رحلة البكاء والصهيل


المزيد.....




- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - علي .. يا علي !!